رفع ركام الحرب ملفّ شائك وهذا هو الحل المتوافق عليه
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
كتبت" الاخبار": ملايين الأمتار المكعبة من الردميات والأنقاض خلّفتها الحرب الإسرائيلية على لبنان لا تزال في «أرضها». صحيح أن ملف رفعها قد بات جاهزاً أو «انتهى كملف قانوني»، بحسب وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، مع إقرار دفتر الشروط، إلا أن البدء بتنفيذ خطوات هذا الملف عملياً دونه كثير من التحديات، لا سيما أن عملية رفع الركام والردميات لا تنحصر بجرفها ونقلها ورميها في الأماكن التي حدّدتها الحكومة، وإنما هو «ملفّ شائك بيئياً وصحياً»، بحسب النائبة نجاة صليبا، المديرة التنفيذية للأكاديمية البيئية في الجامعة الأميركية في بيروت.
في هذا السياق، ووفقاً للتقرير الأخير الذي أصدره المجلس الوطني للبحوث العلمية حول الاعتداءات التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على لبنان وأثرها في مختلف القطاعات، في المدة الممتدّة بين الثامن من تشرين الأول 2023 وإعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، يقدّر عدد المباني التي دُمّرت بالكامل في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها بنحو 353 مبنى وبمساحة 124368 متراً مربعاً، يضاف إليها 593 مبنى طالتها أضرار جسيمة و1972 مبنى أُصيبت بأضرار بالغة. ويقدّر حجم مخلّفات المباني المدمرة كلياً في الضاحية بما بين 1.2 و1.7 مليون متر مكعب (تقدير الأرقام جاء وفقاً لمنهجيّتين مختلفتين ولاعتماد معدل ثماني طبقات لكل مبنى) وبوزن تقديري للركام يراوح بين 2 و3.9 ملايين طن (وفقاً لطريقة احتساب تعتمد على معدل يراوح ما بين 1.6 و2.25 طن لكل متر مكعب). وهذه الملايين من الأطنان ليست فقط مكعبات خرسانية، بل تضمّ كل ما سبق. وإذا ما أخذنا في الحسبان فقط عدد الألواح الشمسية التي توجد في المباني التي تضررت بالكامل، فإنها تقدّر بنحو 3989 لوحاً، ما يشكّل 3.2% من مجمل عدد الألواح المستخدمة في الضاحية، يضاف إليها ما نسبته 2.8% من الألواح التي تعرضت لأضرار جسيمة وما نسبته 23% من الألواح التي تعرضت لأضرار تراوح بين الطفيفة والمتوسطة. ولهذه كلّها أثمان على صحة الإنسان والبيئة.
وفي هذا السياق، ثمة عمل شاق أكبر من مجرّد إعداد دفتر للشروط، يتضمن شقين أساسيين، أولهما حماية العاملين على الأرض أثناء عملية رفع الأنقاض، والسكان بالقرب من المناطق المدمرة، والشق الثاني يتعلّق بمخلّفات الركام نفسها.
في الشق الأول، تشير صليبا إلى جملة من الإجراءات الموصى بها عالمياً في ما يتعلّق بحماية صحة العاملين لناحية التزام الشركة الملتزمة بمعايير اللباس بالنسبة إلى العمال، أي أن تكون من نوعية الـ»PPE personal protective equipment»، تشبه إلى حدٍّ ما ما يلبسه الأطباء والعاملون في غرف العمليات أو في غرف العزل، إضافة إلى إرتداء نظارات لحماية العيون. أما بالنسبة إلى حماية السكان، فيفترض تسييج المباني المدمرة بـ«حاجز يشبه غشاء أخضر أو حماية كالذي يوضع عند البناء أو الترميم»، ورشّ المياه فوق الأرض كي لا يؤذي الغبار المتطاير في الهواء السكان.
وإذا كان يفترض أن يكون هذا الشق بديهياً، بحسب صليبا، إلا أن ما يوجب الحذر هو الشق المتعلق بما كانت تحويه تلك المباني سابقاً واختلط اليوم بالركام وبات مصدر خطر. قبل كل شيء، وبحسب المعايير الموصى بها عالمياً سواء في الكوارث الطبيعية أو في حالة الحرب، يفترض بعد نزع الذخائر غير المنفجرة، نقل الردميات إلى مكان مؤقت، بحسب الزين، وهناك يجري «تنظيفها»، عبر فرز ما فيها بين ما هو صالح للتدوير وما هو لـ«الكبّ». وما يبقى من الركام من المكعبات الخرسانية والباطون، يجري فصل الحديد عنها ثم طحنها لتصبح كالحصى. وعقب هذه المرحلة، يجري اختيار السيناريو الملائم، إما وضعها في مناطق متدهورة بيئياً كالمقالع والكسارات أو استخدامها في تدعيم الطرقات أو تجليل الحقول للاستفادة منها. هذا في ما لو تمّ العمل على الركام انطلاقاً من «الحرص على السلامة العامة».
أما في حال جرى رمي هذه الردميات بما تحتويه، فثمة مخاطر مرتبطة بطبيعة المادة الموجودة وما هي استخداماتها. ولكل مادة تقديراتها من المخاطر التي ترتبط بأين ستنتهي. إن كانت ستُستخدم لتوسعة مطمر الكوستابرافا، مثلاً، فمن المعلوم أن هذه الردميات تتسبب، فيما لو تركت على حالها، في تلويث مياه البحر. أما إذا انتهت في الطبيعة، فتختلف تأثيراتها بحسب طبيعة الأراضي التي ستوضع فيها، إذ إن هناك أراضي سريعة الامتصاص قد يتسبب رمي الردميات فيها في الوصول إلى المياه الجوفية وتلويثها. لذلك يفترض، بحسب الزين، أن تجرى دراسة طبيعة الأرض جيولوجياً.
وليس بعيداً عن المسار، تشير المصادر إلى أن ما جرى التوافق عليه هو «بيع» الردميات للشركة الرابحة مقابل أن تقوم بنقلها ورميها في الأماكن المتفق عليها، ومنها مطمر الكوستا برافا (كان ثمة اقتراح من وزارة البيئة برمي الردميات في المناطق المتدهورة بيئياً مثل المقالع والكسارات وغيرها). وبديهياً، في ظل هذا النمودج الاقتصادي، يتوقّع أن تقوم الشركة نفسها بعملية الفرز للاستفادة مما تحتويه هذه الردميات لكونها مواد قابلة للتدوير أو للبيع، على أن تتكفل في نهاية المطاف برمي ما ليس ذا جدوى اقتصادية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صواريخ الحوثيين تضع إسرائيل في مأزق دفاعي غير مسبوق.. هل تجد الحل؟
في الآونة الأخيرة، تراجعت الهجمات الصاروخية من غزة، وتم التوصل إلى وقف إطلاق نار مع حزب الله في لبنان، إلا أن الهجمات المتواصلة من الحوثيين في اليمن تظل تهديدًا مستمرًا لإسرائيل. يكمن التحدي الرئيسي في قدرة أنظمة الدفاع الجوية على التصدي للهجمات المتزايدة والمتنوعة.
اعلانكثّف الحوثيون هجماتهم الصاروخية في الأيام الأخيرة، مما دفع مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى اللجوء إلى الملاجئ. وقد استهدفت هذه الهجمات، التي تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل، المجال الجوي الإسرائيلي، ما أدى إلى تعليق شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى المنطقة. وتزايدت المخاوف من اندلاع جبهة جديدة في الشرق الأوسط .
من جانبه، أشار عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، الخميس، إلى أنهم نفذوا سلسلة من العمليات العسكرية التي استهدفت أهدافًا إسرائيلية وأمريكية هذا الأسبوع.
وأكد الحوثي أن العمليات شملت إطلاق 22 صاروخًا بالإضافة إلى طائرات مسيّرة، في خطوة وصفها بأنها جزء من الدعم المستمر لقطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.
أناس يحتمون بينما تحذر صفارات الإنذار من صواريخ قادمة من اليمن، في رمات غان، إسرائيل، الاثنين، 7 أكتوبر 2024APRelatedغزة: البرد يحصد مزيدا من الأرواح وإسرائيل تحرق مستشفى كمال عدوان وتحضر لسلسلة هجمات قوية على اليمن غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُباركصاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفةاليمن: استئناف حركة الملاحة في مطار صنعاء رغم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيليفي المقابل، واصلت إسرائيل قصف المرافق الحيوية في صنعاء، بما في ذلك الموانئ ومرافق النفط والمطار، ووضعت الشخصيات الحوثية البارزة على "قائمة الاغتيال".
ورغم الضغوط العسكرية، لم يتراجع الحوثيون عن هجماتهم. استمروا في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، مخترقين نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي في بعض الأحيان. وفي آخر الهجمات، دمرت صواريخ حوثية مدرسة فارغة في حين ألحق بعضها أضرارًا بمنازل قريبة.
خزانات النفط تحترق في ميناء الحديدة نتيجة القصف الإسرائيلي، اليمن، السبت، 20 يوليو 2024AP/Copyright 2024 The AP. All rights reservedورغم أن هذه الهجمات لم تسفر عن دمار واسع، إلا أنها ألقت بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ تسببت في تراجع قطاع السياحة وأثرت على حركة الطيران الدولي.
كما أن هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر تسببت في إغلاق ميناء إيلات وفرضت على السفن المسافرة إلى إسرائيل السير في طرق أطول وأكثر تكلفة.
أنصار الحوثيين يحملون ملصقات تظهر القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران خلال مسيرة مناهضة لإسرائيل وأمريكا في صنعاء، اليمن، الجمعة 16 أغسطس 2024APوكانت صحيفة "التايمز" قد نشرت نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن إسرائيل دخلت في مواجهة عسكرية شاملة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وذلك بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت أراضيها.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الهجمات الحوثية دفعت إسرائيل إلى تنفيذ ضربات عسكرية ضد مواقع مختلفة في اليمن، شملت مهاجمة مطار صنعاء الدولي.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجيش الإسرائيلي يكشف عن معطيات جديدة حول قتلاه منذ بداية الحرب.. زيادة كبيرة في حالات الانتحار غارات إسرائيلية على غزة توقع قتلى وجرحى وقلق دولي بشأن مصير مدير مستشفى عدوان الدكتور حسام أبو صفية تقرير: إسرائيل تواجه نقصاً شديداً في الصواريخ الاعتراضية نظام حماية من الصواريخصواريخ باليستيةقطاع غزةقصفإسرائيلالحوثيوناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ455: قتلى وجرحى في غزة جراء القصف المستمر والجيش يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون يعرض الآن Next عاجل. في زيارة رسمية هي الأولى منذ سنوات.. فرنسا تعرض تقديم دعم تقني وقانوني لصياغة الدستور السوري الجديد يعرض الآن Next فنزويلا تعرض 97,000 يورو مقابل معلومات عن مكان مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس يعرض الآن Next سويسرا تنضم إلى دول أوروبية وتمنع لبس النقاب مع بداية العام الجديد وغرامة تتجاوز ألف دولار لمن تخالف يعرض الآن Next "إف بي آي" ينشر فيديو للمشتبه به في زرع القنبلة قرب مكاتب اللجنة الديمقراطية ليلة هجوم الكابيتول اعلانالاكثر قراءة لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! شمس الدين جبار.. ما الذي نعرفه عن المتهم بهجوم نيو أورلينز الدامي؟ دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريادونالد ترامبشرطةتحقيقأبو محمد الجولاني قطاع غزةالسنة الجديدة- احتفالاتضحاياقصفبشار الأسدتعليمتكنولوجياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025