سوريون ما بعد بشار.. كأنهم خرجوا من القبر ضاحكين
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
محمد خير موسى
دمشق– رغم التعب والإنهاك الذي يرتسم على وجوههم، تعلو الضحكات اللطيفة الخارجة من أعماق قلوب أهالي دمشق، وكأنهم خرجوا من القبر ضاحكين..
تأثير التحول الكبير الذي شهدته البلاد برحيل نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد جعل الدمشقيين كأنما يعيشون في حلم، فضلا عن رسائل الطمأنه التي تبثها القيادة الجديدة في نفوس الشعب السوري بكافة طوائفه وفئاته، والتي وجدت صداها يوم الأربعاء الماضي، حيث اتخذت قرارا بأن يكون يوم عطلة في سوريا احتفالا بأعياد الميلاد.
صعدنا جبل قاسيون صباحا، ولم يكن هناك موطئ قدم، حيث بدا الناس وكأنهم يتسابقون إلى هذه القمة التي حُرموا منها 14 عاما، تلك القمة التي كانت قبلة كل السوريين قبل الحرب تحولت بعدها إلى مسرح لمدافع النظام يقصف بها المدنيين الأبرياء في غوطة دمشق.
كان الآلاف على قمة جبل قاسيون، مجموعة منهم ترقص حول مكبر صوت وتغني معه، وأخرى تدبك، وثالثة تطلق الأهازيج.. ترفرف أعلام الثورة السورية ليتحول اليوم إلى مهرجان كبير يعبّر فيه السوريون عن حريتهم وإنهاء عهد البطش والدكتاتورية.
في دمشق، يعد سائق سيارة الأجرة من أهم مقاييس استقاء الرأي العام السائد، وكذلك كان سائقنا أمجد الذي سألناه "كيف تلقيت خبر سقوط النظام؟"، فأجاب "لم أصدق طبعا، أنا أعرف هذا النظام، إنه لا يسقط بسهولة بل يرتكب المجازر، بعد 3 أيام، خرجت خائفا أترقب، وقد غمرتني الفرحة والطمأنينة عندما وجدت البلدة تعيش حياة طبيعية، بل شعرت أنني وُلدت من جديد".
وفي يوم آخر، ركبنا مع سائق آخر يدعى رامي، قال إن ابنه طلب منه -بعد 3 أيام من سقوط النظام وهروب الأسد- أن نذهب لأصوره عند تمثال حافظ الأسد الذي حطمه الشعب، فقلت له "اصبر قليلا، أخشى أن يكون كل ما نعيشه مقلبا أو كاميرا خفية".
أما الملتاعون بالفقد، فلم تخلُ مشاعرهم من غصة، وبين هؤلاء أمجد الذي قال "أنا درزي من السويداء، كنت أتمنى أن يعيش والدي لحظة سقوط النظام، وقد بكيت طويلا لأنه كان يتمنى أن يرى قبر حافظ الأسد وهو يحترق، فلطالما سمعته يدعو عليه (الله يحرق قبرك) من شدة ما آذاه وعذبه في المعتقل".
وأكثر ما يمتنّ له أهل دمشق أن مدينتهم تحررت دون دماء، ولعل هذا من أهم ما ميّزها، إذ إن قوات إدارة العمليات العسكرية حرصت عند دخول المدينة "فاتحين رحماء بأهلها".
إعلانويشعر الدمشقي، كغيره من السوريين، كأنه وُلد من جديد بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، فربما تكون قد أنهكته سنوات الحرب، والبرد والجوع، لكن ما أهلكه فوق ذلك كله هو الظلم والقهر والخوف.
وحتى الآن يقول بعض الشباب إنهم ما زالوا يلتفتون عند الحديث ويخفضون أصواتهم "لأننا تعودنا على هذا على مدى عقود، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى نتحرر تماما من غول الخوف الذي سكننا نصف قرن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لغزة وللمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية فيها
غزة مظاهرة شعبية في دمشق 2025-04-07alineسابق لجنة متخصصة من وزارة الداخلية تجري مقابلات في مقر قيادة شرطة السويداء انظر ايضاً الفلسطينيون في اليوم العالمي للتضامن معهم: حقنا الأمن والحماية والدولة المستقلةالقدس المحتلة-سانا تأتي الذكرى الـ 47 لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام وهو …
آخر الأخبار 2025-04-07وقفة تضامنية مع أهالي غزة نظمها طلاب جامعة حلب الحرة في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي 2025-04-07بالتعاون مع “اليونيسف” دورة تدريبية حول مهارات الدعم النفسي للأطفال في المدارس 2025-04-07دورة تدريبية حول أتمتة مكتبة التوثيق التربوي في وزارة التربية والتعليم 2025-04-07يناقش دعم النظام الصحي.. مؤتمر تعافي حمص يبدأ فعالياته بحمص 2025-04-07مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لغزة ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا واعتزازاً بشهداء درعا 2025-04-07شرطة حماة تطلق حملة لإزالة زجاج السيارات المعتم (الفيميه) تعزيزاً للسلامة العامة 2025-04-07إعادة تشغيل دوائر السجل المدني بمناطق السقيلبية وسلمية وصوران في ريف حماة 2025-04-07إزالة السواتر الترابية والحواجز من المنطقة الصناعية بدرعا 2025-04-07ضمن حملة “شفاء”… وفد طبي يصل دير الزور لتقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية 2025-04-07المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين: 52 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن منذ سقوط النظام البائد
صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |