غموض في المشهد الرئاسي والإرباك يحاصر النواب
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يصر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، كما تنقل عنه المصادر النيابية، على أن جلسة الانتخاب الرئاسية ستكون حاسمة وستبقى مفتوحة على دورات متتالية من دون أن يبوح بكلمة السر، فيما لم ينقطع عن استقبال المرشحين ويتواصل مع معظم الكتل النيابية التي لم تتمكن أن تنتزع منه ما يؤشر إلى ما يضمره سوى تأكيده عدم تحبيذه تعديل الدستور.
إلا أن ما يدعو للحيرة يكمن في عدم التواصل بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مع أن عضو كتلته النائب ملحم رياشي على احتكاك دائم بالمعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، إضافة إلى عدم وجود عوائق أمام تواصله بعدد من نواب حزب «الكتائب» بالإنابة عن رئيسه سامي الجميل الذي يرابط في مسقطه في بكفيا ولا يغادرها لأسباب أمنية.
ويبقى السؤال: هل يأتي إصرار بري على أن تكون جلسة الانتخاب حاسمة في سياق الضغط على النواب وحضهم على إخراج انتخاب الرئيس من المراوحة، وذلك استباقاً لدخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض في 20 يناير، مع أن الكتل النيابية تتردد في حسم خياراتها وتبقي عليها طي الكتمان ريثما تكون على بيّنة مما ستؤول إليه الاتصالات العربية والدولية في مواكبتها لانتخاب الرئيس؟
فالغموض الذي يكتنف مواقف الكتل النيابية لا يقتصر على فريق دون الآخر، ويكاد يشمل الجميع، وهذا ما ينسحب على قوى المعارضة التي تبقي على اجتماعاتها مفتوحة وعلى جدول أعمالها الانفتاح على الكتل التي تُصنّف على خانة الوسطية في محاولة تبقى في حدود جس نبضها حول إمكانية التوافق على مرشح على قاعدة عدم استبعاد الثنائي الشيعي، شرط أن يُبدي انفتاحاً للتوصل إلى رئيس يتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية» لإنقاذ لبنان.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع الأخير للمعارضة لم ينته إلى حسم موقفها من الترشح، وفضّلت التروّي بإعلان تأييدها قائد الجيش العماد جوزف عون في ظل امتناع بري عن تعديل الدستور لعل الاتصالات التي تدور في الإقليم والمتعلقة بمواكبة الاستحقاق الرئاسي تؤدي إلى إقناعه بتعديله الذي يتطلب تأييد ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 نائباً.
ورأت المعارضة، حسب مصادرها، أن هناك ضرورة للتريث بانتظار ما ستؤول إليه حركة الموفدين إلى لبنان بما يسمح بإنضاج الظروف المؤاتية للتوافق على رئيس. وقالت بأنها ليست وارداً إحراج العماد عون وحرق المراحل قبل أوانها، وتترك قرارها ريثما تتوضح الصورة النهائية للمشهد الانتخابي بخروج النواب من الإرباك مع بدء غربلة أسماء المرشحين، إذا كانوا في عداد من أعلنوا ترشحهم أو الذين يتحركون بعيداً عن الأضواء.
وأكدت أن إدراجها اسم العماد عون على لائحة من تدعمهم لا يمنعها من البحث عن بدائل كاحتياط في حال أن الاتصالات لم تؤد لتعديل الدستور، وهي تستحضر اسم المرشح الوزير السابق جهاد أزعور طالما أنها ما زالت تتقاطع مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على تأييده، ما لم يبدّل موقفه لمصلحة وضع كل أوراقه بتصرف بري للتفاهم على مرشح يدرك سلفاً عدم إمكانية تأمين 65 نائباً لانتخابه في دورات الانتخاب المتتالية.
وتعترف المعارضة أنه يستعصي على أي فريق تأمين فوز مرشحه في دورات الانتخاب المتتالية ما لم يتوصل إلى اتفاق مع الكتل النيابية الوسطية التي تشكل بيضة القبان لإيصال هذا المرشح أو ذاك للرئاسة.
وتؤكد المعارضة أنها لم تغلق الباب بالتفاهم مع بري شخصياً بالإنابة عن حليفه «حزب الله»، لكنها ليست في وارد التأييد على بياض للمرشح الذي يختاره، وهذا ما يدعونا للاستدارة نحو الوسطيين بغية تجميع العدد الأكبر من النواب الذي من شأنه حشر الثنائي الشيعي الذي لن يجد من حل سوى التوافق على رئيس يحظى بتأييد مسيحي وازن، ويرضي الشيعة، ويتمتع بثقة المجتمع الدولي، للانتقال بالبلد إلى مرحلة سياسية جديدة تكون بمستوى التحديات التي يواجهها في ضوء التحولات التي عصفت بالمنطقة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الکتل النیابیة
إقرأ أيضاً:
سول: الشرطة تطلب مثول رئيس جهاز الأمن الرئاسي للاستجواب مرة أخرى
طلبت الشرطة الكورية الجنوبية، اليوم الأحد، مرة أخرى من اثنين من كبار المسؤولين في جهاز الأمن الرئاسي الحضور للاستجواب بشأن مزاعم عرقلتهما للمهام الرسمية المتعلقة بمحاولة وكالة مكافحة الفساد الحكومية اعتقال الرئيس "يون سيوك-يول".
ووفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية، يونهاب، تم تسجيل بارك جونغ-جون، رئيس جهاز الأمن الرئاسي، ونائبه كيم سيونج-هون كمشتبهين في عرقلة المهام الرسمية الخاصة، حيث منع مسؤولو جهاز الأمن الرئاسي، إلى جانب وحدة عسكرية، مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين من تنفيذ أمر بتوقيف يون يوم الجمعة بسبب إعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر.
و بعد مواجهة استمرت نحو ست ساعات في مقار الإقامة الرئاسي في سول، أوقف مكتب التحقيق محاولة التوقيف.
وطلب فريق التحقيق المشترك من المسؤولين المذكورين المثول للتحقيق يوم السبت، لكنهما رفضا، قائلين إنهما لا يستطيعان ترك موقعيهما "ولو للحظة" نظرًا لخطورة الوضع فيما يتعلق بالحفاظ على أمن "يون".
وردًا على ذلك، أرسل فريق التحقيق طلبًا آخر إلى "بارك" للمثول للاستجواب يوم الثلاثاء وإلى كيم للمثول يوم الأربعاء.
ومن المتوقع أن يقوم مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين بمحاولة أخرى لاحتجاز يون يوم الأحد على أقرب تقدير، نظرا لان صلاحية مذكرة التوقيف بتهمة التمرد وإساءة استخدام السلطة تمتد حتى يوم الاثنين.
ودعا مكتب التحقيق مرة أخرى الرئيس المؤقت تشوي سانج-موك إلى إصدار تعليمات لفريق الأمن الرئاسي للتعاون في تنفيذ أمر التوقيف.
وقد طالبت أحزاب المعارضة الستة، بقيادة الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي، بمعاقبة "بارك" على دوره في المواجهة التي وقعت يوم الجمعة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في الجمعية الوطنية، قال رؤساء الكتل البرلمانية عن الأحزاب الستة إنه ينبغي إقالة "بارك" من منصبه على الفور واعتقاله بتهمة عرقلة المهام الرسمية وإخفاء مذنب وإساءة استخدام السلطة.
كما اتهمت الأحزاب بارك وباقي مسؤولي جهاز الأمن الرئاسي بالتواطؤ في التمرد.وحملت الرئيس المؤقت تشوي سانج-موك أيضًا المسؤولية عن المواجهة وقالت إن عليه أن يجعل جهاز الأمن الرئاسي يتعاون مع مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين.
ودعت أحزاب المعارضة مكتب التحقيق إلى تنفيذ مذكرة التوقيف بسرعة، مضيفة أنه يجب ألا يكون هناك تراجع آخر.
اقرأ أيضاًبرلمان كوريا الجنوبية يصوت بالأغلبية على عزل الرئيس المؤقت
كوريا الجنوبية: اعتقال 14 شخصا حاولوا دخول سفارة اليابان للاحتجاج
مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في حادث طعن في كوريا الجنوبية