الثورة نت:
2025-03-10@04:20:36 GMT

وحدها اليمن من تجلدهم!

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

 

لا خيارات متاحة للحياة في غزة، بكل مستويات هذه الحياة واحتمالاتها، لا حياة كريمة أو حتى متدنية في سقفها يمكن انتزاعها من الكيان مهما كان حجم التنازلات، سوى الرحيل أو الاستعداد للموت بكل أشكاله، هذا الأفق المسدود الذي فرض على الأبرياء هناك لم يحدث في تاريخ الإنسانية على اختلاف حقب وحدة تلك الصراعات، إنه آخر خطوط الامتحان الإلهي للبشرية، وذروة الظلم وأعلى سقف من الخطايا الكبرى التي ارتكبها “الشيطان” بحق الإنسان، والصمت عن ما يحدث خطيئة كبرى يمحّص بها الله الناس ويميزهم عن بعضهم، ويفرزهم إلى طريقين لا ثالث لهما، إمّا بشر أسوياء يستحقون أن ينالوا الرحمة والمغفرة، أو بشر مسوخ طبع الله على قلوبهم يتجهزون لبئس المآلات وشديد العقاب.

وفي عمق المشهد الذي تصدره لنا غزة بقوالب عدة تجاوزت قدرتنا على التخيل، هذا المشهد الذي رغم تكرار أوجاعه إلا أنه لم ينل حقه من الصراخ وردود الفعل الرسمية والشعبية، تبرز اليمن الرسمية والشعبية كأيقونة الإيمان والإنسانية والنخوة الباقية على سطح المعمورة، لم يستطع اليمني المجهد بظروفه الصعبة المنهك عوده بالأحمال، أن يغض طرفه أو يتعود على المشهد ويمارس حياته مكتفيا بما في حياته من معاناة، ليعود آخر اليوم إلى منزله وينام بنوم عينه وكأن شيئا لم يكن.!

على مدى الساعة والعمل مستمر، وتأتي جمعة رجب لتعزز في ذهنية هذا الشعب دوره الإلهي، تُراكم لديه إرث الشرف التاريخي بما راكمه من شرف حاضرٍ ومتجددٍ، لم تعد قصة رجب مجرد رواية تحكى من سالف العصر والزمان، بل إن ما نفعله كل يوم منذ أعوام عدة أعظم بمدلولاته وبحيثياته وبأثمانه من كل تاريخ تحفتظ به الذاكرة.

قائد قرر مستعينا بالله، وشعب لم يخذل قراره بل مده بالعزم والثقة، وجيش كان عند خطوط التنفيذ حاضرا يستلهم من حاضنته المدد ومن قائده المسار، وكل جزء من هذه المعادلة والمنظومة يكامل أجزاءها الأخرى، ويخلق كل هذا البأس وهذا المخاض الحادث في العالم الآن.

حتى لو لم يكن كل ما يحدث اختبارا إلهياً، وحاشاه أن لا يصدق وعده، إلا أن ما يقوم به اليمانيون هي الفطرة التي جبل الله عليها تكوين البشرية جمعاء قبل أن يتلبسها الشر فيكسبها كل هذا الكم من الأحقاد و التفاهات، ومجددا وحدها اليمن من تجلد هذا الجمود المخيف في الضمائر، ومن يقع على كاهلها أن تنتصر للفضائل في كل هذه الأكوام من الرذائل!.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن بين موقفين

 

 

في موقف استثنائي وفي خطوة تعبر عن إصالة الهوية والانتماء العقيدي والديني والقومي والعروبي الأصيل الحافل بقيم أخلاقية وإنسانية وتجسيداً لثوابت مبدئة، جاء موقف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي منح فيه مهلة أربعة أيام للوسطاء بإقناع (الصهاينة) بفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، ما لم سوف تفرض اليمن حصارها على الكيان الصهيوني وتعيد عملياتها الإسنادية البحرية لاستهداف السفن الصهيونية والمتعاونة معها، وكذا استهداف عمق الكيان بالقدرات العسكرية اليمنية دعما للأشقاء في فلسطين، خطوة وموقف يجسدان حقيقة انتماءنا للعقيدة والهوية العربية الإسلامية، موقف جاء بعد ترقب (صنعاء) لمواقف وردود أفعال النظام العربي والجامعة العربية والقمة العربية، وما أسفرت عنه التحركات العربية من مواقف هزلية عقيمة وغير مجدية، خاصة والقمة العربية المنعقدة مؤخرا في القاهرة على مستوى القادة العرب والتي عقدت بزعم الرد على طروحات الرئيس الأمريكي (ترامب) الداعية إلى تهجير الشعب العربي الفلسطيني من القطاع، فيأتي بيان القمة حاملا لكل مفردات الشكر للرئيس الأمريكي ويستجدي القانون الدولي والمجتمع الدولي بإقناع العدو بالالتزام بالاتفاق الذي ابرمه الوسطاء مع المقاومة والكيان وبرعاية أمريكية والخاص بوقف إطلاق النار في فلسطين على ثلاث مراحل _ تقريبا، غير أن العدو التزم قهرا بالمرحلة الأولى ورفض الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي يلزمه بإدخال المساعدات الإنسانية وإدخال مواد البناء والبدء بسحب قواته من كافة أراضي القطاع، بل أعطت تصريحات (ترامب) الهلامية الشجاعة للعدو بالتخلف عن تعهداته والتنصل عن الاتفاق بعد أن أعطته ردة الفعل العربية على عربدته في سوريا ولبنان الشجاعة لمواصلة عربدته وعدوانه السافر، متوهما أن الفرصة متاحة لتمرير مخططاته التوسعية وتصفية القضية الفلسطينية، مزهوا بما حققه في لبنان وسوريا دون أن يجد موقفاً عربيا أو إسلاميا أو دوليا على عدوانه الهمجي في لبنان وسوريا ولا على إدانة جرائمه في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس خاصة بعد أن نقل العدو عدوانه من القطاع إلى الضفة، ممهدا الطريق لتهجير الشعب العربي الفلسطيني..
على خلفية كل هذه التحديات والتداعيات الإجرامية الصهيونية جاء الموقف اليمني ممثلا بالمهلة التي منحتها صنعاء للوسطاء بإلزام العدو ورعاته بإدخال المساعدات إلى القطاع والالتزام بما وقع عليه مع المقاومة والتزم به أمام الوسطاء بموافقة رعاته وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الموقف الذي أطلقته صنعاء يضعنا أمام مفارقات مثيرة على الصعيد الوطني تزامنا مع تصعيد أمريكي صهيوني استعماري ضد صنعاء التي تم تصنيف قيادتها ( كجماعة إرهابية) بقرار أمريكي صهيوني استعماري، قرار هللت له ورحبت به جماعة ما تسمى بـ (الشرعية) التي لم تكتف بأنها ارتهنت ( للشيطان)، بل ذهبت للانبطاح داخل (الإسطبل الصهيوني _الأمريكي _الرجعي) وراحت ترحب بالقرار الأمريكي وتستعجل أمريكا والصهاينة وحلفاءهم لبدء العدوان على اليمن من أجل إسقاط من تصفهم بـ ( الإرهابيين) في صنعاء دون خجل من الله ومن الشعب ومن العالم والتاريخ..
(شرعية) ليس لها من اسمها نصيب ولا تمثل الشعب اليمني ولم تعبر عن خياراته ولم تكن يوما إلى جانبه، لأنها لا تستمد منه شرعيتها المزعومة، بل تستمدها من أعدائه الذين نصبوها قهرا وقسرا وعنوة على الشعب اليمني لتكون وكيلة لهم وممثلة لمصالحهم ولم تمثل يوما الشعب اليمني ولم تراع مصالحه..
قد يقول المتقولون من أبواق (الشرعية) ومن حملة المباخر لطويل العمر إن موقف صنعاء جاء ( للهروب من قرار تصنيفها عاصمة للإرهاب الحوثي) وهذا سيكون أول ردة فعل لهم على قرار صنعاء وليكن ما قد يقولوه صحيحا لأن الشرف والوطنية والمصداقية تطال كل من تصنفه أمريكا إرهابيا، فهذه ليست تهمة حين تصدر من أمريكا بل وسام شرف يعلق على صدر كل من ينتسب لجماعة أنصار الله وهي تهمة نفتخر بها جميعا وتدفعنا للالتفاف حول أنصار الله وتأييد مواقفهم، لكننا ضد كل من تعشقه أمريكا، لأن أمريكا لا تحب إلا الخونة ولا تبارك إلا للعملاء ويكفينا هنا أن نتذكر مواقف الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي قال ذات يوم (احرص يوميا على متابعة إذاعة صوت أمريكا وإذاعة لندن، فإن وجدت هذه الإذاعات تشيد بي اعرف اني عملت شيئا لصالحهما، فأعيد حسابات مواقفي، وإن وجدتهما تشتماني وتصفاني بكل الأوصاف المقذعة اعرف أني أسير بالطريق الصحيح).. نعم كنا سنكفر بـ (أنصار الله والمقاومة) إن مدحتهما أمريكا ومدحتهما العواصم الغربية وأنظمة الخيانة العربية، لكن طالما أمريكا تصنف أنصار الله بالإرهابيين نعلم أنهم يسيروا على طريق الحق وأن (الشرعية) التي يلعق رموزها (أحذية الأمريكان والصهاينة) هم أعداء شعبنا وأمتنا مثلهم مثل بقية أنظمة العهر العربية..!
ومن المفارقات المثيرة أن تعترف أمريكا وتعترف الأنظمة العربية بمن في ذلك رموز ما يسمون أنفسهم بـ (الشرعية) بشرعية (هيئة تحرير الشام) الإرهابية التي تحكم سوريا اليوم بقيادة الإرهابي الجولاني، ولا يعترفون بشرعية أنصار الله في اليمن، والسبب بسيط أن أنصار الله ضد العدو الصهيوني وضد المخططات الاستعمارية الأمريكية، فيما عصابة الجولاني الإرهابية تركت الصهاينة يعبثون بالجغرافية السورية ويتوغلون حتى وصلوا إلى مشارف دمشق، فيما الجولاني يقتل ويرتكب جرائم بحق أبناء سوريا في الساحل وفي شمال وشرق وجنوب سوريا خدمة للعدو الصهيوني..
إن جماعة أنصار الله اتفقنا أو اختلفنا معهم على إدارة الدولة فإنهم الظاهرة الأخلاقية والقوة المثالية التي تصعد في سماء الأمة وهم ومضة الأمل في ليل الوطن والأمة القاتم والحالك السواد.

مقالات مشابهة

  • اليمن بين موقفين
  • المشهد السوري اليوم!
  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • سعد: على الحكومة أن تدرك أن الدبلوماسية وحدها لن تزيل الاحتلال
  • ماذا يحدث في جامعاتنا؟!
  • هل تستطيع أوروبا وحدها؟
  • حماس تدعو الدول والشعوب لرتفع مستوى إسنادها للمستوى الذي يمثله اليمن
  • ماذا يحدث لمن نام بعد الفجر في رمضان؟.. لا تفعلها لـ10 أسباب
  • تحرك مفاجئ لأربع دول بشأن اليمن.. ما الذي يجري في الكواليس؟
  • شاهد بالصور.. هذا ما يحدث الآن وسط العاصمة صنعاء بعد إعلان قائد حركة أنصار الله مهلة الأربعة أيام