افتتاح الدورة العلمية المكثفة للّجنة العليا للإفتاء بمسجد طلحة بن عُبيد الله
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
افتُتِحت مساء اليوم الجمعة بمسجد طلحة بن عبيد الله بمنطقة أرض أزواوة، الدورة العلمية المكثفة التي تنظمها اللجنة العليا للإفتاء بمدينة بنغازي، بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية، عاطف عبد الواحد العَبيدي.
كما شارك أيضًا رئيس اللجنة العليا للإفتاء الشيخ أحمد عبد الحفيظ، وأعضاء اللجنة: الشيخ خالد التواتي، والشيخ عبد الرحمن جويلي، والشيخ إبراهيم بالاشهر.
استهل وزير الأوقاف الافتتاح بكلمة عبّر فيها عن أهمية الدورات الشرعية في رفع كفاءة الدعاة، وتعزيز الاجتماع والتآلف بين طلبة العلم ونبذ الفرقة والاختلاف.
من جهته أشار الشيخ خالد التواتي-عضو اللجنة العليا للإفتاء-، إلى ضرورة شكر نعمة الله بإقامة مثل هذه الدورات، مشيدًا بجهود الوزارة في نشر العلم الشرعي.
وتناول الشيخ إبراهيم بالاشهر في كلمته أهمية التحلي بالتواضع ونبذ الكِبر و وضرورة الإخلاص في طلب العلم.
وبدوره أكد الشيخ عبد الرحمن جويلي -عضو اللجنة العليا للإفتاء- في كلمته على أهمية الأخلاق في طلب العلم، ودورها الأساسي في حياة المسلم عمومًا.
يُشار إلى أن هذه الدورة المكثفة تتواصل على مدَى ستة أيام، وتستهدف طلاب العلم الشرعي من مختلف المناطق، وتأتي ضمن جهود الوزارة لنشر الأخلاق الإسلامية والوعي الديني، ودعم العلم الشرعي لأنه الأساس الذي تقوم عليه حياة المسلمين، وسبيلهم إلى تحقيق الفلاح في الدنيا والآخرة.
الوسومالأوقاف الإفتاء ليبياالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الأوقاف الإفتاء ليبيا اللجنة العلیا للإفتاء
إقرأ أيضاً:
هيئة كبار العلماء تحيي ذكرى العالم الجليل الشيخ إبراهيم الجبالي
هيئة كبار العلماء تحيي ذكرى العالم الجليل الشيخ إبراهيم الجبالي، ففي مثل هذا اليوم، الخامس من يناير عام 1878م، الموافق غرة المحرم سنة 1295هـ، وُلِد الشيخ إبراهيم بن حسن بن يوسف الجبالي، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف وأحد أعلام الفقه والدعوة الإسلامية، في قرية الرحمانية التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، تميز الشيخ الجبالي بمسيرة علمية حافلة وبإسهامات بارزة في نشر العلم الشرعي وتطوير التعليم الأزهري.
نشأته وتعليمهنشأ الشيخ إبراهيم الجبالي في بيت علم ودين. كان والده الشيخ حسن الجبالي من علماء القرية، مما انعكس على تنشئة الشيخ إبراهيم منذ نعومة أظفاره على القيم الإسلامية وحب العلم. أتم حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، وأظهر نبوغًا مبكرًا في علوم الدين واللغة.
في عام 1890م، التحق الشيخ الجبالي بالأزهر الشريف، حيث تلقى العلم على أيدي كبار شيوخ الأزهر في ذلك الوقت، مثل الشيخ سليم البشري، شيخ الجامع الأزهر، والإمام محمد عبده، صاحب الفكر الإصلاحي. برع الشيخ الجبالي في علوم التفسير، الفقه، الحديث، واللغة العربية، مما أهله لأن يكون من الطلاب المتفوقين.
شهادته العلمية ومسيرته في التدريسحصل الشيخ إبراهيم الجبالي على شهادة العالمية من الأزهر الشريف عام 1904م، وهي من أعلى الدرجات العلمية في ذلك الوقت، تعكس تمكنه من العلوم الشرعية والعربية، بعد حصوله على الشهادة، عُين مدرسًا بالأزهر، وبدأ رحلة طويلة في خدمة التعليم الأزهري.
عمل الشيخ الجبالي مدرسًا بمعهد الإسكندرية، حيث كان له دور كبير في تعليم وتربية الأجيال الناشئة من طلبة العلم. نظرًا لكفاءته وتميزه، تم تعيينه شيخًا لمعهد أسيوط، وهو من أكبر المعاهد الأزهرية في صعيد مصر، ثم تولى منصب رئيس التفتيش بالأزهر الشريف، حيث أسهم في تطوير العملية التعليمية وتجويد المناهج.
دوره في هيئة كبار العلماءانضم الشيخ الجبالي إلى هيئة كبار العلماء، وهي الهيئة التي كانت تضم نخبة من أعلام الأزهر الشريف الذين يعملون على إصدار الفتاوى الهامة وبحث القضايا الدينية المستجدة.
ومن خلال عضويته في الهيئة، كان الشيخ الجبالي له دور بارز في دراسة القضايا الفقهية المعاصرة وتقديم حلول شرعية لها.
إسهاماته الفكرية والدعويةكان للشيخ إبراهيم الجبالي العديد من الإسهامات التي أثرت المكتبة الإسلامية، من أبرز مؤلفاته:
"شفاء الصدور بتفسير سورة النور": تناول فيه تفسيرًا دقيقًا وعميقًا لسورة النور، مسلطًا الضوء على أحكامها ومقاصدها الشرعية.
مقالات متعددة في الصحف والمجلات الإسلامية، تناولت قضايا دينية واجتماعية تهم المسلمين.
كما ترأس الشيخ الجبالي بعثة الأزهر إلى الهند لدراسة أوضاع المنبوذين هناك، ودعوتهم إلى الإسلام.
كان لهذه البعثة أثر كبير في نشر الإسلام وتعزيز العلاقات الثقافية بين العالم الإسلامي وشبه القارة الهندية.
جهوده في تطوير التعليم الأزهريعندما تم إنشاء الجامعة الأزهرية، ساهم الشيخ الجبالي في وضع مناهج كلية أصول الدين، حيث كان له رؤية إصلاحية تسعى إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة. كما عمل على تدريب الطلاب على الاجتهاد وفهم مقاصد الشريعة.
وفاته وإرثهبعد حياة حافلة بالعلم والعمل، توفي الشيخ إبراهيم الجبالي يوم الأحد 17 صفر 1370هـ، الموافق 26 نوفمبر 1950م، عن عمر يناهز 72 عامًا. شيعته جموع غفيرة من العلماء والطلاب، حيث كان يُعد رمزًا للعلم والدعوة.
يظل الشيخ إبراهيم الجبالي نموذجًا يُحتذى به في طلب العلم ونشره، وفي الإخلاص لدينه وأمته. نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يجعل علمه وعمله في ميزان حسناته.