4 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  أحداث مطار رفيق الحريري في بيروت، التي شهدت إجراءات أمنية غير مسبوقة لتفتيش طائرة إيرانية، كشفت عن عمق الأزمات التي تواجه إيران في لبنان، خاصة في ظل ما يبدو محاولات لإعادة ضبط المشهد السياسي والأمني الذي طالما هيمن عليه حزب الله كذراع إيرانية في المنطقة.

التوتر الإيراني-اللبناني في الأفق

الإجراءات الأمنية المشددة في مطار بيروت، والتي استهدفت طائرة تابعة لشركة “ماهان إير” الإيرانية، أثارت غضب المسؤولين الإيرانيين.

التصريحات الرسمية الإيرانية لم تكتف بالتنديد بما اعتبرته تجاوزًا للبروتوكولات الدبلوماسية، بل حملت رسائل سياسية تحذر من “تأثير الدول الغربية” على القرارات اللبنانية.

الموقف الإيراني يأتي في وقت يتزايد فيه الضغط على حزب الله داخليًا وخارجيًا. فبينما يشهد لبنان انقسامات سياسية حادة واتهامات دولية مستمرة للحزب بتورطه في أنشطة تتجاوز الحدود، تواجه إيران تحديًا جديدًا يتمثل في كيفية الحفاظ على نفوذها وسط تزايد التحركات الإقليمية والدولية ضد حلفائها.

مطار بيروت.. نقطة اشتعال جديدة

الحديث عن تفتيش الطائرة الإيرانية لم يكن مجرد إجراء أمني اعتيادي. فقد ربطت وسائل إعلام تقارير غربية بحمولة الطائرة، مشيرة إلى احتمالية نقل ملايين الدولارات لدعم حزب الله. هذه الروايات، وإن لم تؤكد رسميًا، عكست تصاعد الشكوك الدولية حول الدور الإيراني في تمويل الحزب وأنشطته.

التوترات في المطار امتدت إلى احتجاجات في محيطه، حيث تجمع لبنانيون للتعبير عن رفضهم للإجراءات ضد الطائرة الإيرانية، ما يعكس انقسامًا شعبيًا حيال النفوذ الإيراني في البلاد.

حزب الله.. مواجهة ضغوط داخلية وخارجية
أحداث المطار تأتي في سياق ضغوط متزايدة على حزب الله، الذي يواجه تحديات سياسية وأمنية متصاعدة. داخليًا، تتنامى الدعوات اللبنانية للحد من دور الحزب كدولة داخل الدولة، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاتهامات بأن سياساته تساهم في عزلة لبنان.

خارجيًا، تجد إيران نفسها في مواجهة محاولات إقليمية ودولية لإنهاء الهيمنة التي يمارسها حزب الله في لبنان، كجزء من جهود لتقليص نفوذ طهران في المنطقة.

إعادة ترتيب الأوراق
بينما تتعامل إيران مع تداعيات هذه الأزمة، يبدو أن لبنان يشهد مرحلة جديدة من التوازنات السياسية. التحركات الأخيرة، بما في ذلك حادثة المطار، قد تكون مؤشرات على توجهات دولية لإعادة هيكلة النفوذ في لبنان، بما يقلص دور حزب الله ويحد من التدخلات الإيرانية.

تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد اللبناني، أم أنها مجرد جولة جديدة في صراع طويل الأمد بين القوى الإقليمية والدولية. ما هو واضح حتى الآن، أن طهران تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على أوراقها في لبنان، في وقت لم تعد فيه “حقائب المقاومة” تمر من دون تفتيش.

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بشأن المحادثات النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران لم تتلقَ أي رسالة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول المحادثات النووية، بحسب عاجل لـ"القاهرة الإخبارية".
 وفي وقت سابق التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، أمس الجمعة، بعباس عراقجي وزير خارجية إيران، وذلك علي هامش الاجتماع الاستثنائي الذي تستضيفه جدة لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لبحث سبل دعم الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • قاسم يكشف عن موعد آخر لقاء واتصّال مع نصرالله!
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • في سياق حملة «الضغط الأقصى».. واشنطن تنهي إعفاء دولة عربية من شراء الطاقة الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بشأن المحادثات النووية
  • محافظ الغربية يحل أزمة الكهرباء بقرية تفتيش الجميزة ويوجه بسرعة تقنين الأوضاع
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • محافظ الغربية يتدخل لحل أزمة انقطاع الكهرباء بقرية تفتيش الجميزة
  • منصة النفوذ الإيراني: العراق تحت ضغط أمريكي متزايد
  • تقرير لـEconomist.. ثلاثة تحديات كبيرة تواجه حكومة نواف سلام