ورد إلي الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية،سؤال يقول (ما حكم التفكير والوسوسة داخل الصلاة؟

وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على السؤال قائلا إن الانشغال بغير الله في الصلاة لا يجوز، وأوضح أنه يجب  على المصلي أن يستشعر أنه يقف بين يدي الله تعالى.

وأشار الشيخ إلى أهمية تدبر آيات القرآن أثناء الصلاة، استنادًا إلى قوله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" كما نصح بقراءة القرآن بطمأنينة، والتفكير في معاني الآيات لتعميق الخشوع، وكذالك الأمر في الركوع والسجود فضلاً عن التفكير في أمرٍ خارج عنها.

هل تبطل الصلاة بالتفكير بأمور خارجها؟

كما أوضحت دار الإفتاء بأنه لا تبطل الصلاة بمجرَّد التفكير بشيء من خارجها بشرط أن يأتي بأركانها وشروطها، ولكن يُنقص ذلك من أجره، لأنه ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.

وذكرت أنه يجب على العبد إذا دخل في الصلاة أن يحرص على تحصيل الخشوع ما أمكنه، وأن يجانب الاسترسال مع الوساوس والأفكار التي تعرض له في صلاته، لأن الفكر في ما ينافي الصلاة يقلل من الخشوع أو يذهبه، والخشوع هو لب الصلاة وروحها، ومع هذا فالفكر في غير الصلاة لا يبطلها وإن كثر أو كان في شيء محرم.

علاج التفكير أثناء الصلاة

وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن علاج التفكير أثناء الصلاة، فيستحب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعدم الإلتفات إلى هذه الأفكار، وإكمال صلاتك «والصلاة صحيحة إن شاء الله».

وذكر أمين الفتوى أنه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما معنى الحديث« أنه إذا أذن المؤذن فإن الشيطان يولي هارباً ويراه الكلب، فإذا سمعتم نباح الكلاب فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنه يرى ما لا ترون».

وتابع أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على “يوتيوب “وإذا بدأ المصلي فى الصلاة جاءه الشيطان حتى يزين ويوسوس له ويحاول إفساد هذه العبادة”.

وأوضح أمين الفتوى أنه إذا جاءت هذه الأفكار السيئة للمصلي فلا يستجيب لها، ولا يشغل باله بها أصلا، وبمجرد أن تأتى يجعلها تمر مرور الكرام ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويكمل صلاته وستكون صحيحة ولا شيء فيها إن شاء الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة القرآن آيات القرآن الوسوسة المزيد أثناء الصلاة أمین الفتوى

إقرأ أيضاً:

هل يقبل الدعاء بدون رفع اليدين؟.. الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن رفع اليدين في الدعاء سُنة مأثورة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تواترًا معنويًّا، ولا موضع للإنكار في ذلك، بل الأمر فيه واسع، والصواب ترك الناس فيه على سجاياهم، والعبرة في أمر الدعاء حيث يجد المسلم قلبه.

وأشارت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن الدعاء عبادة جليلة حثَّ عليها الشرع الشريف ورغَّب فيها؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]؛ قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (21/ 408، ط. مؤسسة الرسالة): [قيل: إنَّ معنى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾: إنَّ الذين يستكبرون عن دعائي] اهـ.

فضل الدعاء

واستشهدت الإفتاء، بقول الله سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]؛ قال مقاتل في "تفسيره" (ص: 163-164، ط. دار إحياء التراث): [أَي فأعلمهم أنِّي قريب منهم في الاستجابة أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إِذا دَعانِ] اهـ.

كما ذكرت الإفتاء راي عدد من الفقهاء حول فضل الدعاء ومنهم:

وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]».

دعاء فك الكرب والهم والحزن.. حصن نفسك بهذه الكلماتلماذا لا يستجاب الله دعائي رغم إني أقيم الليل وأصلي الفجر حاضرًا كل يومفضل الدعاء بعد أذان الظهر.. مستجاب وأوصى به النبيحكم ترديد أدعية من القرآن في السجود.. الإفتاء توضح

قال الإمام فضل الله التُّورِبِشْتِي في "الميسر في شرح مصابيح السنة" (2/ 514، ط. مكتبة نزار): [والعبد إذا سأل ربَّه وشكا إليه ضُرَّه، ورفع إليه حاجته فقد علم أنَّ ربَّه مرغوبٌ إليه في الحوائج، ذو قدرة على ما يشاء، وعلم أنَّه عبدٌ ضعيفٌ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، واعترف بالفقر والفاقة والذلة لمَن يدعوه، فلذلك قال: «هُو العِبَادَة» ليدل على معنى الاختصاص] اهـ.

آداب الدعاء

وكشفت الإفتاء، أنه من آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء أثناءه، وهو ثابت مشروع؛ لما فيه من التَّضرُّع والابتهال إلى الله تعالى؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».

قال الإمام القرطبي في "المفهم" (3/ 59، ط. دار ابن كثير): [وقوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ»؛ أي: عند الدعاء، وهذا يدلُّ على مشروعية مدِّ اليدين عنده إلى السماء] اهـ.

وقال الإمام نجم الدين الطوفي في "التعيين في شرح الأربعين" (1/ 114، ط. مؤسسة الريان): [قوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ» يدلُّ على أنَّ من أدب الدعاء رفع اليدين إلى السماء، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرَى بياض إبطيه] اهـ

وقد جمع الإمام السيوطي الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب في رسالته "فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء". ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

مقالات مشابهة

  • «الحلال» هو الأصل في الموسيقى والغناء.. أمين الفتوى يوضح
  • ما حكم سماع الأغاني والموسيقى؟.. أمين الفتوى: ليست محرمة بشكل مطلق
  • هل يجوز جمع المغرب والعشاء بدون عذر؟.. أمين الفتوى يوضح
  • هل يقبل الدعاء بدون رفع اليدين؟.. الإفتاء تجيب
  • لماذا نستغفر بعد الصلاة؟.. دار الإفتاء توضح السبب
  • حكم إيداع الأموال في البنوك.. أمين الفتوى يجيب
  • أيهما يبطل صلاة المسلم عدم الخشوع أم السرعة؟.. دينا أبو الخير تجيب
  • لماذا حذر النبي من الصلاة عند شروق الشمس؟.. بسبب قرني الشيطان
  • هل يشترط ترديد الأذكار بعد الصلاة بالترتيب .. المفتي الأسبق يوضح
  • ليس من حق أحد الإفتاء.. أمين الفتوى يرد على دعوات الجهاد المسلح