صحيفة الاتحاد:
2025-01-05@19:39:05 GMT

مهرجان ليوا الدولي.. «قوة ناعمة» تصون الموروث

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بين كثبان «صحراء ليوا»، حيث تلتقي الحكايات بالسماء، وكل زاوية تحمل قصة، تختتم فعاليات «مهرجان ليوا الدولي 2025» اليوم وسط إشادة واسعة، حيث أثنى زواره من مختلف الجنسيات على ما تضمنه من أنشطة ثقافية وتراثية ورياضية استثنائية. 
ونجح المهرجان الأكبر في المنطقة بطابعه المتفرد في إبراز العادات والتقاليد الإماراتية وفن عيش الأجداد، وتعزيز الموروث المتدفق، الحاضر والمستدام، حيث يقبل عليه الأبناء من الشباب والأطفال، بما يرسخ هذه القيم ويحملها للمستقبل، ويترجم أهداف الحدث الأبرز في المنطقة في صون موروث الأسلاف وحفظه للأجيال، بمختلف تجلياته من قيم وحرف وفنون وعادات وتقاليد ورياضات تراثية، ممارسات ما زالت قائمة وحية إلى اليوم، بل يحرص عليها الأبناء ويتعلمونها ويمارسونها بدورهم بفخر واعتزاز.

 
وسط أجواء مفعمة بمشاعر الفخر والاعتزاز، تمارس الحرفيات ضمن «قرية ليوا» في متحف حي، مختلف الحرف التراثية الأصيلة، ما يعزز لدى الزوار الموروث العريق والعادات والتقاليد الأصيلة من قيَم مارسها الأسلاف، ويسير على نهجها الأبناء والأحفاد، ويحرص الحرفيون من كبار المواطنين على نقل أسرار الحرف التراثية إلى الزوار من مختلف الجنسيات، والرد على استفساراتهم، ويشبعون نهمهم المعرفي، وتظهر فرحة الأمهات والآباء جليَّة، وهم يزاولون الحرف التراثية، ويقدمون القهوة العربية والأكلات الشعبية للضيوف، يعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم أجمع، تقديراً لما قدمه الأجداد في سبيل الوطن.

وضمن مشاهد حيّة تنقل خبيرات التراث للأجيال شغفهن بالتراث ورسالتهن الرامية إلى تعزيز الموروث في نفوس الأبناء، عبر الورش التعليمية والمشاركة في المعارض والمهرجانات.
قالت أشواق التميمي التي تعمل على صنع «الإبراز لوّل»، إن مشاركة الحرفيات تتعدى إبراز ما كانت تقوم به الجدات من أعمال وحرف لتسهيل العيش، وإنما تنقل العادات والتقاليد والممارسات والطقوس الاجتماعية التي كانت ترافق هذه الحرف، حيث كانت تتم ضمن مجموعات، وكانت النساء تساعدن بعضهن بعضاً، ومن تتقن منهن حرفة معينة تعلم الأخريات، سواء في الأيام العادية، أو خلال الأعياد والمناسبات السعيدة، حيث كانت تسود كل معاني التعاون والتكافل، ورغم بساطة العيش كان الجميع ينعم بالسعادة والفرحة، حيث كانت الحياة الاجتماعية تُبنى على روح «الفريج»، موضحة أنها إلى جانب باقي الحرفيات يقدمن الحرفة للزوار، ويتحدثن أيضاً عن العادات والتقاليد الاجتماعية، ويرسخن ذلك خصوصاً عند الأطفال، لضمان ديمومتها وانتقالها إلى الأجيال بسلاسة. 
ورغم مما يتيحه المهرجان من فعاليات ترفيهية مبهجة، إلا أنه يضع التراث في صدر اهتماماته بكل ما يحتويه من فعاليات تبرز الموروث وتحث على الحفاظ عليه، باعتباره رمزاً من رموز الهوية الوطنية والاحتفاء به يعزز الارتباط بالأرض، كما يعدُّ الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، رسالة حب يجب أن تصل إلى الأجيال للحفاظ عليها، عن طريق ممارسة الصناعات والمشاركات في المهرجان، كما يدعم هذه الممارسات بالقصص والصور والمشاهد الحيّة، عبر مختلف المؤثرات والأفكار الإبداعية والوسائط الذكية مثل «ليالي الواحة» التي توضح حياة الواحة، بحيث يغرس الشغف بالتراث والعمل على صونه ونقله إلى الأجيال، من خلال كل ما تتيحه «قرية ليوا» من فعاليات متنوعة، والتي قدمت رسالتها الناعمة في صون الموروث عبر مختلف الأنشطة والورش التعليمية والمشاريع الشبابية المستوحاة من الحرف التراثية الأصيلة، واتخذت من النخلة مصدراً لإلهامها أو البخور والعطور والأزياء، وغيرها من القصص الملهمة والأفكار الإبداعية. 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تغيث الأطفال النازحين في غزة 131 ألف مواطن يعملون بالقطاع الخاص بنهاية 2024

رحلة معرفية
ضمن فعالياته وأنشطته الرائعة، خاض الزوار رحلة مشوقة وسفراً في الماضي، حيث الكثير من الفعاليات التي تعزز الهوية الوطنية وتسرد حكايات الماضي وتربط الجيل بأسلافهم وتروي قصصهم باعتزاز، وكيف كانوا يطوعون الطبيعة، وصنع ما يحتاجونه ويعينهم على العيش، ليؤدي دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية لأبناء الإمارات، لما يشمله من عادات وتقاليد وطقوس، عبر الحرف والصناعات، وعطور وبخور وحرف وجلسات وأطعمة شعبية، حيث تشكل ساحاته كرنفالاً احتفالياً تزين بألوان تراثية فريدة وفعاليات وأنشطة بهية، ضمن مختلف أركانه، ومنها «ملتقى الفنون» الذي يستهدف الأطفال الصغار، ويتضمن عدة ورش تراثية، منها الرسم على السيراميك، الرسم على سعف النخيل، الرسم بالرمل، الرسم على المدخن وصناعة لوحات مستوحاة من التراث يحملها الأطفال معهم تذكاراً جميلاً من «قرية ليوا»، وغيرها من الفعاليات.
وأشادت الأم لولوة المنصوري بالورش الفنية التراثية التي تقدم صورة توضيحية للأبناء عن الحرف التراثية، منسجمة مع ما يقدمه المهرجان ضمن المعرض الحي المفتوح.

ذكريات 
بدورها، قالت ابنة منطقة الظفرة عتيقة المنصوري، إنها فخورة بإقامة هذا المهرجان الذي يربطها بذكريات كثيرة، ونحتفل بثقافتنا الأصيلة ونتمسك بتراثنا العريق ونعتز بكل مكوناته، ونسعى لإبرازه دوماً في أبهى صورة، لاسيما أن المهرجان يشهد تفاعلاً استثنائياً، ولاحظنا مدى إقبال الزوار من مختلف دول العالم، خاصة من أبناء منطقة الخليج، الذين جاؤوا للاستمتاع بمختلف الأنشطة والفعاليات التراثية، وعلى رأسها الرياضات الصحراوية، إلى جانب بقية الفعاليات التراثية التي تتناول تاريخ الآباء والأجداد، إيماناً بدور أبناء الإمارات في الحفاظ على إرث الأوّلين، وتوصيل رسائله إلى الأجيال. 

«الحدث الأكبر» يستقبل آلاف الزوار
يستقبل الحدث الأكبر في المنطقة يومياً آلاف الزوار، واستمتع الجمهور ببرنامج ثري من الاحتفالات والأنشطة والعروض الترفيهية واللحظات الاستثنائية، حيث يوفر خيارات مدهشة لمختلف أفراد العائلة، من تسلية وترفيه وتسوق وتذوق ومعرفة، استمتعوا بالأجواء الاستثنائية التي ميزت المهرجان عن غيره، حيث يجمع بين الرياضات المشوقة والسياحة الصحراوية والفعاليات المجتمعية، وجمع عشاق الرياضة الصحراوية وأسرهم من مختلف الدول العربية والخليجية والأجنبية، وعرّفهم بتراث الإمارات وعاداتها وتقاليدها، وأسهم في إشعاع المنطقة، وما تحتويه من سياحة صحراوية وتاريخ عريق.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان ليوا الإمارات مهرجان ليوا الدولي مهرجان ليوا الرياضي الموروث الإماراتي الموروث الشعبي العادات والتقاليد التراث الإماراتي الحرف التراثیة إلى الأجیال من فعالیات من مختلف

إقرأ أيضاً:

المتسابقون الإماراتيون يحصدون المراكز الأولى في مهرجان ليوا الدولي

 
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)


يختتم يوم السبت «الحدث المنتظر» ضمن مهرجان ليوا الدولي 2025، الوجهة الشتوية الأمثل، مع إقامة الجولة النهائية لمنافسات صعود «تل مرعب»، التي أصبحت واحدة من أبرز الفعاليات الشتوية في المنطقة.
ومن المتوقع أن تشهد الفعالية حماساً كبيراً ومنافسة شديدة في الفئات الثلاث، وهي الفئة المفتوحة، فئة الوكالة، وفئة الهايلوكس، حيث يسعى المشاركون لتحطيم الأرقام القياسية، وحصد أفضل الأزمنة.
وتستقطب الفئة المفتوحة عشاق الأداء القوي، حيث يسمح فيها بجميع أنواع المحركات والوقود وناقل الحركة، مع شرط أساسي بتركيب طفاية حريق مركزية لضمان السلامة، فئة الوكالة والمخصصة للسيارات ذات المواصفات القياسية دون تعديلات كبيرة، مع التركيز على الالتزام بمعايير السلامة، فيما تتطلب فئة الهايلوكس تجهيزات خاصة تشمل مكابح أمامية وخلفية ومكبحاً يدوياً لتحقيق التوازن والأداء المثالي أثناء الصعود.
وحرصت اللجنة المنظمة على تطبيق أعلى معايير السلامة والتنظيم، حيث أكدت ضرورة تجهيز السيارات بحزام أمان رباعي النقاط، وارتداء بدلة سباق معتمدة، وأيضاً التشديد على تسجيل المشاركين قبل موعد السباق بثلاث ساعات، من خلال التطبيق المخصص للفعالية. وأوضحت اللجنة أن أي سيارة تخالف الشروط الفنية سيتم استبعادها لضمان سلامة الجميع.

 

أخبار ذات صلة صقيع على قمة جبل جيس في الإمارات جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة في الدولة


تنطلق المنافسات في الساعة السادسة مساءً، ومن المتوقع أن يشهد «تل مرعب» الشهير حضوراً جماهيرياً ضخماً، إذ يُعد هذا التل أحد أصعب التلال الرملية وأكثرها إثارة، مما يضيف طابعاً متميزاً على المنافسات.
وتسهم الفعالية في جذب متسابقين وجماهير من مختلف أنحاء الإمارات والخليج العربي، مما يعزز مكانة مهرجان ليوا الدولي بوصفه أحد أبرز الفعاليات الرياضية والترفيهية في المنطقة.
والجدير بالذكر أن «تل مرعب» ليس مجرد مكان للسباقات، بل هو رمز للتحدي والطموح، ويمثل وجهة مثالية تجمع بين الإثارة الرياضية والأجواء العائلية، مما يجعله حدثاً متكاملاً يستقطب جميع الأعمار، وتشكل الفعالية جزءاً من جدول مزدحم بالأنشطة التي يقدمها مهرجان ليوا الدولي، مما يضمن تجربة فريدة لجميع الزوار.
وشهد اليوم الأول من منافسات صعود تل مرعب، ضمن فعاليات مهرجان ليوا الدولي 2025 تحديات قوية بين المتسابقين في الفئات المختلفة، حيث تنافس المشاركون على تحقيق أفضل الأزمنة في صعود التل الشهير بصعوبته وإثارته.
وفئة توربو 6 سلندر، تألق المتسابقون الإماراتيون الذين حققوا المراكز الثلاثة الأولى، حيث حل في المركز الأول خالد الرفاعي بزمن 5.980 ثانية، وجاء في المركز الثاني حمد محمد الحبابي بزمن 6.023 ثانية، وحل في المركز الثالث عبد الله محمد الدهماني بزمن 6.067 ثانية.
وفي فئة غاز 8 سلندر، ذهب المركز الأول إلى عبد الله إسماعيل محمد محسن من سوريا، بزمن 5.808 ثانية وتبعه خالد عبد الله راشد من الإمارات، بزمن 5.887 ثانية وعيسى عبد الله مشربك، بزمن 5.926 ثانية.
وشهدت المنافسة أيضاً مشاركة فئة السيارات الكهربائية، والتي خصص لها مشاركة بمحاولات الوصول للمسافة الأعلى على تل مرعب مما أضاف أجواء متميزة للمسابقة.
وبدأت المنافسات وسط حضور جماهيري كبير من عشاق رياضات السيارات والتحدي، وتميزت الأجواء بالحماس والإثارة، حيث تفاعل الجمهور مع الأداء المتميز للمتسابقين والتحديات التي واجهوها على مسارات التل الرملية الصعبة.
ويستمر مهرجان ليوا الدولي في تقديم فعالياته المتنوعة في اليوم الختامي، حيث يُعد تل مرعب رمزاً للتحدي والإثارة، وجاذباً للمتسابقين والجماهير من مختلف أنحاء الإمارات وخارجها، مما يضيف مزيداً من الحماس إلى أجواء المهرجان.

مقالات مشابهة

  • 400 ألف زائر لـ"مهرجان صحار الثالث" بعد 45 يومًا من الترفيه والمرح
  • مهرجان صحار يحقق نجاحًا في تنوع الفعاليات والأنشطة المعروضة
  • «ليوا الدولي».. التحدي والصمود في «رحلة الصعود»
  • مهرجان ليوا الدولي يكرّم شركاء النجاح
  • إقبال من الزوار على مهرجان نجران الشتوي
  • «تحديات قوية» بين المتسابقين في «ليوا الدولي»
  • تجربة متكاملة في متنزه القرم تجمع بين التنوع الغذائي والتنظيم
  • المتسابقون الإماراتيون يحصدون المراكز الأولى في مهرجان ليوا الدولي
  • مهرجان ليوا الدولي يحطم «الأرقام القياسية» في «نسخة استثنائية»