تخوفات من ترحيلهم.. تركيا تحتجز 3 أسر مصرية في مطار إسطنبول
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تحتجز السلطات التركية، ثلاث عائلات مصرية معارضة، في مطار إسطنبول الدولي، بعدما وصلوا إليه هربا من ويلات الحرب في السودان عقب 7 سنوات قضتها هناك.
وناشدت الأسر المصرية السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية، وعدم إبعادهم أو ترحيلهم إلى القاهرة، خوفاً من تعرضها للسجن أو التعذيب في مصر.
وقال رب أسرة إحدى هذه العائلات، في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي: "نحن 3 أسر قدمنا من السودان بعد استقرار فيها دام 7 سنوات، لكن ظروف الحرب اضطرتنا للمجيء إلى تركيا".
وأضاف: "حاولنا الحصول على تأشيرة دخول من السفارة التركية في مدينة بورتسودان من دون جدوى".
وزاد: "نحن في إسطنبول منذ الاثنين الماضي، ولليوم الرابع ونحن تحت الحراسة والاحتجاز بعد أخذ وثائق السفر منا، ورفض السلطات دخولنا بسبب عدم وجود تأشيرة رسمية".
وتابع: نستنجد بكل منظمات حقوق الإنسان، وكل أصحاب الضمائر الحية، لأننا لا نستطيع الذهاب إلى أي دولة سوى تركيا، باعتبارها تمثل الأمان والملاذ لنا".
وقال: "لدينا مشاكل سياسية في مصر، والنظام متعنت معنا لأننا نعتبر معارضين سياسيين، وعودتنا هي خطر على حياتنا وعلى حياة أولادنا. السلطة الأمنية في مطار إسطنبول أخبرتنا بأننا سنرحل، وبيننا مصابون وأطفال رضيع".
ثلاثة اسر من المصريين عالقين في مطار #اسطنبول #İstanbul فارين من ظروف القتال في #السودان وقبله من بطش #السيسى في #مصر ثلاثة اسر باطفالهم و نساءهم انقطعت بهم السبل ليس لهم الا انت يا الله اجعل لهم من كل ضيق فرجًا ومن كل هم مخرجًا #تركيا #اردوغان #Turkey #Erdoğan pic.twitter.com/x8Aloyx1I8
— Ahmed (@AhmedSa06576296) August 18, 2023اقرأ أيضاً
يواجه خطر الترحيل.. تركي من أصل مصري معتقل في السعودية يناشد أردوغان التدخل
وهذه القضية ليست سوى أحدث حالة لأفراد تم توقيفهم، ويواجهون خطر الترحيل إلى مصر.
فقبل أيام، اعتقلت السلطات البحرينية محمد حسنين (45 عامًا)، وسيد العاجز (59 عامًا)، بناء على مذكرات توقيف قدمتها مصر، وتعتقد عائلتيهما أنها صدرت لأسباب سياسية.
وفي مايو/أيار، جرى القُبض على، خلف الرميثي، وهو مواطن إماراتي تركي، أثناء قيامه برحلة إلى الأردن من قبل مسؤولي أمن المطار، بناءً على طلب الإمارات باعتقاله وتسليمه.
وفي يونيو/حزيران الماضي، بعث خبراء الأمم المتحدة برسالة إلى جامعة الدول العربية يحذرون فيها من تسليم الأفراد المطلوبين، على خلفية قضايا تتعلق بحرية التعبير والأنشطة السياسية الأخرى، ومن تجاهل الجامعة لواجبها في تقييم مخاطر التعذيب وسوء المعاملة التي يمكن أن يتعرض لها المرحلين.
وتستخدم مصر، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دول الخليج، إشعارات الإنتربول الحمراء لاستهداف المعارضين السياسيين في الخارج منذ استيلاء السيسي، على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013.
والإشعارات الحمراء، هي طلبات من الحكومات للبحث عن شخص قيد المراجعة واعتقاله مؤقتًا، ويتم الترحيل أو اتخاذ إجراءات قانونية أخرى.
ومنذ ذلك الحين، قاد السيسي حملة قمع وحشية ضد المعارضين والمعارضين لحكمه.
وتشير التقديرات إلى أن 60 ألف سجين سياسي على الأقل قد سُجنوا في مصر خلال العقد الماضي، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً
تركيا تنفي أنباء ترحيل معارضين مصريين
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا مطار إسطنبول ترحيل مصر السودان فی مطار
إقرأ أيضاً:
ورشة ترميم لمسجد آيا صوفيا في إسطنبول تحوطا لزلزال مستقبلي
إسطنبول - (أ ف ب): تُغطي مئات السقالات كنيسة آيا صوفيا السابقة التي حُوِّلَت مسجدا عام 2020، إذ تخضع لورشة تجديد شامل لتعزيز حمايتها من أي زلازل قد تشهدها إسطنبول مستقبلا.
ولا يلاحظ الناظر إلى هذا المَعلم الأساسي التاريخي في إسطنبول أن السقالات غيّرت مشهد الواجهة الشرقية للمسجد وإحدى مآذنها، إلاّ عندما يقترب منه.
ويقرّ المرشد السياحي الرسمي عبدالله يلماظ أن هذه السقالات "تبدّل إلى حدّ ما" الشكل الخارجي للمسجد و"تزيل بعضا من جمالياته". ويضيف "ولكن انظروا إلى المآذن والدعامات... لا بدّ من التجديد!".
ويوضح أستاذ الهندسة المعمارية حسن فرات ديكر لوكالة فرانس برس أن كنيسة آيا صوفيا التي بُنيت عام 537، "تشهد مشاكل باستمرار"، ولهذا السبب "غالبا ما تُجدَّد على مراحل".
لكنها المرة الأولى يخضع فيها الموقع المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي لعملية "ترميم شامل"، بحسب يلماظ الذي يعمل على المشروع. ويتوقع أن يشمل هذا الترميم كل شيء، كالجدران والمآذن "وخصوصا القبة".
ويوضح عضو اللجنة العلمية المشرفة على الأشغال أحمد غولتش أن هذه الأشغال تهدف إلى تصليح الأجزاء المتضررة، والأهم إلى "تعزيز حماية المبنى من الزلزال الكبير المقبل" حتى يتمكن المسجد القديم "من تجاوز هذا الحدث بأقل قدر ممكن من الأضرار".
فالضفة الجنوبية لمدينة إسطنبول تقع على بعد نحو 15 كيلومترا من الصدع الزلزالي النشط جدا في شمال الأناضول. ويُتوقع أن يضرب زلزال كبير خلال السنوات أو العقود المقبلة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليونا ولا يزال الكثير من مبانيها غير مطابق لمعايير مقاومة الزلازل.
- جمال "سحري" -
وتنفّذ راهنا أعمال ترميم المئذنة الأولى، لكنّ الأشغال لا تزال في المرحلة التحضيرية. ويوضح ديكر، أن السقالة المحيطة بالقبة تتيح "تحليل مختلف الطبقات من أجل تحديد أساليب التدخل المناسبة".
ولا تشمل الورشة في هذه المرحلة المسجد من الداخل، ولكن ستُشيد لاحقا أربعة أعمدة ضخمة في وسط المسجد، وسيتم ترميم الفسيفساء.
ففي آيا صوفيا، تجتمع الفسيفساء الذهبية الكبيرة مع نقوش بالخط العربي، وتتزاوج العمارة البيزنطية مع العثمانية، وفي هذا المزيج الثقافي، تكمن فرادة الموقع الذي كان على التوالي كنيسة مسيحية ومسجدا عثمانيا ومتحفا.
وتقول السائحة المكسيكية آنا ديلغادو البالغة 49 عاما، مندهشة "السقالة تُفسد كل شيء نوعا ما، ولكن ما إن يدخل المرء حتى يصبح الأمر رائعا، وتنتابه مشاعر قوية جدا". أما صديقتها إلياس إردوران من جمهورية الدومينيكان فترى أن جمال مكان "سحري".
- "قرار حاسم جدا" -
ويُخشى أن يؤدي القرار "الحاسم جدا" بإقامة أعمدة في الداخل، والذي اتُخذ بعد "نقاش طويل في اللجنة" بحسب أحمد غولتش، إلى التأثير سلبا على عدد زوار المكان، إذ أن "الهدف هو استمرار الزيارات والصلاة".
ويُعد موقع آيا صوفيا الأكثر استقطابا للزوار في إسطنبول، إذ بلغ عددهم 7,7 ملايين عام 2024، من بينهم 2,1 مليون سائح أجنبي.
وتوفّر مبيعات تذاكر الدخول البالغ سعر الواحدة منها 25 يورو للزوار الأجانب إيرادات قدرها عشرات الملايين من اليورو سنويا، وسيؤدي تراجع الحضور إلى ربح فائت كبير، علما أن الأشغال التي ستستغرق سنوات عدة ستكون مكلفة، رغم أن أي أرقام لم تُنشر.
ولكن لا مفرّ من تنفيذ هذه الورشة، بغية تحصين القبة والحؤول دون انهيارها في أي زلزال مستقبلي، كما حدث عام 558، أو من التعرض لأضرار بالغة كما حدث خلال الزلازل اللاحقة، وفق ما تشرح مؤرخة الفن أسنو بيلبان يالتشين.
وتؤكد أن المسجد سيُرمم "بالمواد والتقنيات نفسها" التي بُنيَ بها، و"سيبقى نفسه بعد الترميم"، ومطابقا لما كان عليه.
وهذا الأمر هو الأهم، حتى بالنسبة للسياح الذين يشعرون بشيء من خيبة الأمل بسبب الورشة. وتقول الروسية البالغة 39 عاما يانا غاليتسكايا "حتى لو لم تكن الصور كما نريدها"، فإن الأساس هو "أن يتمكن أولادي أيضا ذات يوم من الاستمتاع بمشاهدة آيا صوفيا".