القرآن الكريم.. قالت دار الإفتاء المصرية إن المفسرون اختلفوا في تحديد آخر ما نزل من القرآن الكريم، نظرًا لاختلاف الآثار الواردة في ذلك، وخلافهم يدور حول خمس آيات: فقيل إن آخر ما نزل آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281].
آخر أيات القرآن الكريم
وقيل آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176].
وقيل آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3].
وقيل آية: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 129] إلى آخر السورة.
وقيل سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
وأوضحت الإفتاء أن الآيات التي ذكر المفسرون أنها آخر ما نزل من القرآن الكريم هي:
أولًا آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281].
وثانيًا آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176].
ثالثًا آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3].
رابعًا: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 129] إلى آخر سورة براءة.
خامسًا سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
أقوال المفسرين في آخر ما نزل من القرآن الكريم
قال القرطبي عند تفسير هذه الآية أيضًا: [قيل: إن هذه الآية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسعِ ليالٍ ثم لم ينزل بعدها شيء، قاله ابن جرير، وقال ابن جرير ومقاتل: بسبعِ ليالٍ، وروي: بثلاثِ ليالٍ، وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات...] إلى أن قال: [قلت: وحكي عن أُبيِّ بن كعب وابن عباس وقتادة أن آخر ما نزل: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾... إلى آخر الآيتين، والقول الأول أعرف وأكثر وأصح وأشهر، ورواه أبو صالح عن ابن عباس قال: آخر ما نزل من القرآن: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾، فقال جبريل للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: يا محمد ضعها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة، ذكره أبو بكر الأنباري في كتاب "الرد" له، وهو قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنها آخر ما نزل، وأنه عليه السلام عاش بعدها واحدًا وعشرين يومًا على ما يأتي بيانه في آخر سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ إن شاء الله تعالى] اهـ.
وفي "روح المعاني" عن تفسير قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ قال: [أخرج الشيخان وغيرهما عن البزار أن آخر سورة نزلت سورة براءة، وآخر آية نزلت خاتمة النساء، والمراد من الآيات المتعلقة بالأحكام كما نص على ذلك المحققون] اهـ.
وفي "القرطبي" عند تفسير هذه الآية: [قال البراء بن عازب: هذه آخر آية نزلت في القرآن، كذا في "كتاب مسلم"، وقيل: نزلت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجهز لحجة الوداع، ونزلت بسبب جابر؛ قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: مرضتُ فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين، فأغمي علي، فتوضأ، ثم صب عليَّ من وَضوئه، فأفقت فقلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئًا حتى نزلت آية المواريث: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾. رواه مسلم، وقال: آخر آية نزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾.
وفي "روح المعاني" عند تفسير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ إلخ، قال: [وهاتان الآيتان على ما روي عن أُبي بن كعب آخر ما نزل من القرآن، ولكن روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: آخر آية نزلت: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾، وآخر سورة نزلت براءة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: آخر آية نزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾، وكان بين نزولها وموته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ثمانون يومًا، وقيل: تسع ليالٍ، وحاول بعضهم التوفيق بين الروايات في هذا الشأن بما لا يخلو عن المكرر] اهـ.
وفي "القرطبي" عند تفسير هذه الآية قال: [هاتان الآيتان في قول أُبي: أقرب القرآن بالسماء عهدًا، وفي قول سعيد بن جبير: آخر ما نزل من القرآن: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القران الكريم القرآن الإفتاء دار الإفتاء ق وا ی و م ا ت ر ج ع ون علیه وآله وسلم ف ی ال ک ل ال ة ی س ت ف ت ون ک الله تعالى إ ل ى الله عند تفسیر هذه الآیة رضی الله صلى الله آخر سورة
إقرأ أيضاً:
ما مكانة سورة البقرة وما أبرز قصصها؟
كما يذكر أهم الأهداف التي تؤكد عليها سورة البقرة، وأبرز ما تضمنته من قصص والدروس المستفادة منها.
ويعدد الدكتور المجيدي مكانة سورة البقرة في كونها أول سورة قرآنية نزلت في المدينة، عند انتقال النبي صلى الله عليه وسلم من مرحلة الدعوة إلى مرحلة تكوين الدولة، وارتبطت سورة البقرة بالأنصار الذين رحل إليهم النبي الكريم واستقر عندهم. كما بقي لهذه السورة الأثر الأعظم في نفوس المهاجرين.
وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يذكّر الأنصار والمهاجرين بمكانة سورة البقرة، وهو ما حصل مثلا في غزوة حنين.
وتتكون سورة البقرة من 286 آية في العدد الكوفي، وتتضمن عدة محاور، أولها نظام العبادة "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وثانيها القصة الحقيقية لبدء البشرية "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، وهناك محور يخاطب فيه الله عز وجل بني إسرائيل "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون".
وهناك أيضا محور الملة الإبراهيمية وأن الأمة الإسلامية هي الوارثة للملة الإبراهيمية، وأن الدين عند الله تعالى هو الإسلام، كما يبيّن الدكتور.
إعلانوعن الحكمة من ذكر قصة بني إسرائيل في سورة البقرة، يقول أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة في جامعة قطر إن الله عز وجل يشير إلى كيفية التعامل مع بني إسرائيل في السلم والحرب، فيقول في الآية 40 "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون". وذكر جل جلاله 5 مرات كلمة ميثاق.
ويبرز ضيف برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" أن سورة البقرة عجيبة جدا في تناول التفاعل مع بني إسرائيل، حيث خصص الله تعالى قسما من الآية 40 إلى الآية 48 للحديث عن أسباب خطابهم خطابا خاصا، مبرزا أنه سبحانه وتعالى أنزل سورة البقرة من أجل أن يتفاعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود الذين كانوا يعيشون في المدينة.
ويبيّن أن الله عز وجل جدد في قوله "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين" أن التفضيل هنا بالاكتساب وليس بالانتساب، أي أنه فضل بني إسرائيل بإرسال أعظم الرسل إليهم وإنزال أعظم الكتب حتى جاء الكتاب الخاتم وهو القرآن الكريم.
كما أن التفضيل كان محدودا زمنيا، بدليل أن الله سبحانه وتعالى سألهم عمّا إذا قاموا بما طلب منهم "واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة".
ومن أهم ملامح سورة البقرة -يضيف الدكتور المجيدي- أنها تبيّن أن الإيمان يكون بكل الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل. وقد قال جل جلاله: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض".
5/3/2025