أبوظبي – الوطن:
أكدت دراسة جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن التطرف يمثل تهديداً عالمياً متزايداً، وأن تعزيز الأمن الفكري من خلال الجمع بين التكنولوجيا والمشاركة المجتمعية والإصلاحات التنظيمية، بات ضرورة للمساهمة في بناء مجتمعات قادرة على مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وحماية التماسك الاجتماعي.


واستعرضت الدراسة التي حملت عنوان “الأمن الفكري: استراتيجيات مبتكرة لمكافحة التطرف في العصر الرقمي”، كيف أصبحت الوسائل الرقمية أدوات فعالة لتعزيز التطرف ونشر الكراهية، إلى جانب إمكانياتها كوسيلة للتصدي له.
وتناولت الدراسة، التي أعدها باللغة الإنجليزية، الباحث حمد الحوسني، رئيس قسم الإسلام السياسي في “تريندز” دور المنصات الرقمية في نشر الأيديولوجيات المتطرفة وآليات مواجهتها باستخدام التكنولوجيا والسياسات التوعوية والمجتمعية.
وتطرقت محاور الدراسة الأساسية إلى الإعلام الرقمي وخطر الغرف المغلقة، مسلطة الضوء على كيفية استغلال الجماعات المتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الرقمية لنشر الدعاية والتأثير على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، خاصة الشباب والمهمشين.
كما تناولت الأيديولوجيات الرقمية، وصناعة الكراهية، مستعرضة كيف يتم استغلال السرديات التاريخية والثقافية والدينية لتحريف الحقائق وتحفيز العنف، مما يؤدي إلى انقسامات مجتمعية عميقة.
وركزت الدراسة على التكنولوجيا كأداة لمواجهة التطرف، مبينة دور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في اكتشاف المحتوى المتطرف على الإنترنت، مع التأكيد على الحاجة إلى جهود أكثر شمولاً تتجاوز الحلول التقنية، لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، مثل الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي.
كما ناقشت الدراسة الشبكات المظلمة ودورها في دعم الإرهاب، مشيرة إلى كيفية استغلال الجماعات المتطرفة الشبكة المظلمة والعملات الرقمية لتمويل الأنشطة الإرهابية ونشر المحتوى المحظور، مشددة على ضرورة التعاون الدولي لتعقب هذه العمليات.
واقترحت الدراسة توصيات لمواجهة هذه التحديات من أبرزها تنظيم برامج توعية لتعزيز التفكير النقدي والمواطنة الرقمية، وتعاون دولي لتنظيم عمل الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز المبادرات المجتمعية للتصدي للجذور الاجتماعية والاقتصادية للتطرف، ووضع سياسات شفافة لضبط المحتوى من دون المساس بحرية التعبير.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب

استضافت القاعة الرئيسية ببلازا 1 ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين ندوة بعنوان "استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا"، بمشاركة نخبة من الشخصيات الثقافية والتخصصية في مجال الدمج المجتمعي.

شارك في الندوة كل من الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الكاتبة فاطمة المعدول، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، وأدارت الجلسة الدكتورة رشا عبد المنعم.

في بداية الندوة، رحبت الدكتورة رشا عبد المنعم بالحضور وضيوف المنصة، مؤكدة على أهمية الموضوع الذي تتناوله الندوة وهو الدمج الثقافي لذوي الإعاقة في المجتمع، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي يقدمه المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في هذا المجال.

وأوضحت أن مصر تمتلك تاريخًا طويلًا في مجال دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، بينما تبرز سلطنة عمان كإحدى التجارب الناجحة في تعزيز الإتاحة والدمج الثقافي.

ومن جانبها، عبرت الدكتورة إيمان كريم عن سعادتها بمشاركة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في هذا الحدث، مشيدة بالدور الذي يلعبه معرض القاهرة للكتاب في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكدت أن 15 مليون شخص من ذوي الإعاقة يعيشون في مصر، وأنه من المهم أن يتم دمجهم في المجتمع بكل جوانبه، بما في ذلك الثقافة والفنون.

كما استعرضت أبرز القوانين التي تضمن حقوقهم، مشيرة إلى مشاركة المجلس في المعرض على مدار 13 عامًا بجناح مجاني يعرض منتجات ثقافية لذوي الإعاقة ويعزز التواصل المجتمعي معهم.

وأضافت أن المجلس يسعى لتعزيز التعاون مع وزارة الثقافة من خلال بروتوكولات تهدف إلى تقديم الأدوات الثقافية المتساوية للجميع.

أما السفير عبد الله الرحبي أعرب عن سعادته بالمشاركة في فعاليات معرض القاهرة للكتاب، مشيرًا إلى أهمية إتاحة الثقافة والفنون لذوي الإعاقة.

وتحدث عن تجربة الدمج الثقافي في سلطنة عمان، قائلا: بدأت عمان مبكرًا في الاهتمام بهذه الفئة، حيث بادرت بتوفير طرق برايل وتقديم الأخبار بطريقة الإشارة منذ أكثر من 15 عامًا.

وأكد الرحبي أن الثقافة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل هي عامل رئيسي في تعزيز العدالة الاجتماعية، كما تناول دور التشريعات العمانية في دعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الأنشطة الثقافية والفنية.

واستعرضت الكاتبة فاطمة المعدول تجربتها الشخصية في العمل مع الأطفال ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أنه كان من الصعب عليها استكمال عملها بسبب قلة القنوات المفتوحة لتلك الفئة في الماضي.

وأضافت أنها قد قدمت العديد من العروض المسرحية وكتبت عدة كتب حول الدمج، مؤكدة أن لكل طفل الحق في الحياة والمشاركة الثقافية، وأشارت إلى أن عملها مع الأطفال ذوي الإعاقة علمها الإنسانية والحب، معتبرة أن التجربة كانت بمثابة تعليم للجميع حول كيفية التعامل مع هذه الفئة.

وتحدث الدكتور وليد قانوش عن أهمية الدمج الثقافي في مجال الفنون التشكيلية، مشيرًا إلى أن التعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بدأ منذ فترة وأثمر عن نتائج إيجابية في الفترة الأخيرة.

وأكد على أهمية استمرار هذا التعاون من خلال مبادرات مختلفة، سواء مع الجامعات أو الإدارات التعليمية، لدعم الفئات المهمشة وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في النشاط الثقافي.

وفي كلمتها، شكرت الفنانة أمنية السيد على استضافتها في الندوة، مستعرضة تجربتها الشخصية بعد تعرضها لحادثة أدت إلى جلوسها على كرسي متحرك، وقالت إنها بدأت الاهتمام بذوي الإعاقة منذ عام 2014، مشيرة إلى أهمية أن يكون هناك وعي أكبر تجاه هؤلاء الأشخاص في الفعاليات الفنية والثقافية، سواء في المعارض أو المسارح. وأضافت أن الحضارة المصرية القديمة كانت من أولى الحضارات التي اهتمت بذوي الإعاقة، وأن هذا الاهتمام يجب أن يستمر ويترسخ في المجتمع.

واختتمت الندوة بعزف موسيقي رائع من الفنانة نيرة عصام، وسط تصفيق حار من الحضور، كما تم تكريم ضيوف المنصة بدروع تكريمية تقديرًا لمساهماتهم في دعم الدمج الثقافي للأشخاص ذوي الإعاقة.

 

مقالات مشابهة

  • إسبانيا: اعتقال 7 أشخاص بتهمة نشر التطرف عبر الرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي
  • القبض على المدعو بلانه بتهمة المحتوى الهابط
  • "الإلتزام بالإسلام الوسطي ونبذ التطرف".. ندوة بأوقاف الفيوم 
  • مستشار شيخ الأزهر: الإمام الأكبر وجه بإطلاق برامج لمواجهة الأفكار المتطرفة
  • "استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب| صور
  • «استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا».. ندوة بمعرض القاهرة للكتاب 2025
  • "استراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعمان نموذجا" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين بغزة يتهمون نتنياهو وحكومته المتطرفة بمحاولة عرقلة التبادل
  • الرئيس الصومالي يشيد بالتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب
  • تعريف جديد للتطرف في بريطانيا