10 آلاف زائر لمهرجان عجمان للمأكولات
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
اختتمت دائرة التنمية الاقتصادية بالتعاون مع دائرة التنمية السياحية في عجمان مساء أمس فعاليات مهرجان عجمان للمأكولات، الذي تم تنظيمها على مدار سبعة أيام متواصلة.
وشهد المهرجان، أحد أبرز الفعاليات الترفيهية والاقتصادية في الإمارة، حضوراً كبيراً تجاوز 10 آلاف زائر، وسط أجواء مميزة جمعت بين المتعة والمرح والتجارب الغنية.
وشارك في المهرجان أكثر من 30 عارضاً قدموا مجموعة متنوعة من المأكولات والمشروبات، تشمل المأكولات الشعبية والعالمية والمشاريع الناشئة المبتكرة في مجال الطعام ، وحرص العارضون على تقديم تجارب تذوق استثنائية للزوار، ما جعل المهرجان منصة مثالية للتفاعل بين روّاد الطعام والجمهور.
وتميز المهرجان بجدول حافل بالأنشطة التفاعلية، حيث شمل ورش تعليمية في “فن الطبخ” و”صناعة الشوكولاتة”، التي أُقيمت تحت إشراف متخصصين، فيما استمتع الأطفال بمجموعة من الفعاليات الترفيهية، بما في ذلك الرسم على الوجه ، واللقاء مع الشخصيات الكرتونية المحبوبة، وعروض الأغاني التي أضفت أجواء من البهجة.
كما شهد المهرجان احتفالا مميزا برأس السنة الميلادية ، تضمن عروضاً موسيقية وألعاباً نارية أضاءت سماء عجمان .
وأعرب الزوار عن إعجابهم بالتنظيم المميز وتنوع الأنشطة، مشيرين إلى أن المهرجان قد نجح في أن يكون وجهة ترفيهية مثالية للعائلات والأفراد على حد سواء.
ويعد مهرجان عجمان للمأكولات جزءاً من جهود الإمارة لتعزيز السياحة والاقتصاد وتنظيم الفعاليات، التي تسهم في تهيئة بيئة حيوية تدعم المشاريع الناشئة وتوفر تجربة استثنائية للمجتمع المحلي والزوار من مختلف أنحاء الدولة وتعزز جودة الحياة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الحياة ليست مجرد لحظات مثالية
في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا من كل تفاصيل حياتنا، أصبحت السوشال ميديا أحد الأبعاد الأساسية التي لا يمكننا الهروب منها. فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل باتت منصة يشارك من خلالها الناس لحظاتهم الخاصة، يعبرون عن أنفسهم، ويتفاعلون مع العالم من حولهم. وعلى الرغم من فوائد هذه الوسائل في تقوية الروابط الاجتماعية، إلا أنها قد تتحول أحياناً إلى أداة تعزز من الصور المثالية فقط عن الحياة. يشارك العديد من الأشخاص على منصات مثل إنستغرام وفيسبوك واكس تويتر سابقاً ولينكدان لحظات الفرح، الإنجازات، والتجارب المثالية مثل السفر، المناسبات السعيدة، أو النجاحات الشخصية. ومع ذلك، فإن هذه المشاركات غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع الكامل، إذ تقتصر على عرض جانب واحد من الحياة، متجاهلة جوانب أخرى مثل التحديات اليومية أو اللحظات الصعبة التي يمر بها الجميع.
الحقيقة أن الحياة ليست مجرد لحظات مثالية، بل هي مزيج معقد من النجاح والفشل، الفرح والحزن، والراحة والضغط النفسي. ورغم ذلك، فقد أصبح هناك ميل ثقافي إلى مشاركة اللحظات الجميلة فقط، وهو ما قد يسبب شعوراً بالضغط الاجتماعي لدى الكثيرين. الكثير من الأشخاص يبدأون في مقارنة حياتهم بتلك الصور المبهرة التي يرونها على السوشال ميديا، فيشعرون وكأن حياتهم لا تتواكب مع الصورة المثالية التي يتابعونها.
يعود هذا الاتجاه إلى عدة أسباب. فالكثير من الناس يخشون الحكم السلبي إذا شاركوا تجاربهم الصعبة أو خيباتهم، مما يجعلهم يفضلون إخفاء هذه الجوانب من حياتهم. كذلك، هناك ضغط غير معلن يظهر في ثقافة التنافس على السوشال ميديا، حيث يطمح الجميع للظهور بأفضل صورة، سواء من خلال التفاخر بالإنجازات أو تجميل الصور الشخصية. وأيضاً يشعر البعض أن التعبير عن الصعوبات أو الحزن قد يضعف صورتهم أمام الآخرين، فيفضلون إبقاء معاناتهم بعيداً عن الأعين.
ورغم هذه المظاهر، فإن هناك تحولات بدأت تظهر على بعض منصات السوشال ميديا، حيث بدأ بعض الأشخاص يتحدون هذه الثقافة من خلال مشاركة لحظاتهم الصادقة، سواء كانت لحظات حزينة أو تجارب فشل. هذا الاتجاه يساهم في خلق بيئة أكثر واقعية، يعبر فيها الناس عن أنفسهم بدون تصنع أو تجميل. ويمكن أن تكون هذه الممارسة مصدراً للراحة والدعم للأشخاص الذين قد يشعرون بالعزلة بسبب المقارنات الاجتماعية.
مشاركة اللحظات الواقعية أو المثالية على السوشال ميديا يمكن أن يكون لها تأثير بالغ على حياتنا الشخصية والاجتماعية، إذا تم التعامل معها بوعي. من ناحية، يمكن أن تساهم اللحظات الواقعية في تعزيز التواصل الإنساني، حيث يشعر الناس بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم. كما يمكن أن توفر هذه المشاركات الدعم والمساندة، خصوصاً لأولئك الذين يمرون بتجارب مشابهة. من جهة أخرى، يمكن أن تلهم اللحظات المثالية الآخرين وتحفزهم على تحقيق أهدافهم الخاصة، ما يساهم في نشر التفاؤل والإيجابية.
لكن، على الرغم من هذه الفوائد، لا يخلو الأمر من التأثيرات السلبية المحتملة. إذا كانت المشاركات غير متوازنة، أو إذا تم التركيز فقط على الجوانب المثالية في الحياة، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز مقاييس الجمال أو النجاح غير الواقعية. هذه المقارنات قد تخلق شعوراً بالضغط النفسي، حيث يشعر البعض أنهم لا يواكبون الصورة المثالية التي يرونها على السوشال ميديا، ما قد يساهم في زيادة مشاعر القلق والإحباط.
تظل السوشال ميديا مرآة لعالمنا المعاصر. هي أداة قد تكون مصدراً للإلهام والتحفيز أو قد تؤدي إلى شعور بالضغط والتوتر، حسب كيفية استخدامنا لها. بينما تجذبنا اللحظات المثالية وتحتفل بنجاحات الآخرين، فإن اللحظات الواقعية هي التي تجعلنا نعيش حياة أكثر صحة نفسية وواقعية. علينا أن نتذكر أن الحياة ليست دائماً كما تظهر على الشاشة. هي رحلة مليئة باللحظات الجميلة والمرة على حد سواء، ومن خلال تقبل كل جانب من جوانبها، يمكننا أن نعيش حياة أكثر توازناً وصدقاً.