إعادة حلزون "البسلة" البريطاني من الإنقراض إلى الحياة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
في خطوة تاريخية، أعلنت المملكة المتحدة عن نجاحها في إنقاذ نوع نادر من الحلزون من حافة الانقراض، بعد إطلاق أكثر من 1300 حلزون في البرية تم تربيته ضمن أول برنامج تربية للحيوانات المهددة بالانقراض في العالم.
وكانت هذه الحلزونات في عداد المنقرضة لفترة طويلة، عادت لتعيش في موطنها الأصلي في جزيرة ديزيرتاس، بفضل جهود العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة.
إعادة اكتشاف وأمل جديد
كان يعتقد الباحثون أن الحلزون الأرضي الذي لا يتجاوز حجمه حبة البازلاء، قد انقرض منذ أكثر من 100 عام بعد عدم تسجيل أي مشاهدات له، لكن المفاجأة كانت عندما أعاد الخبراء اكتشاف نوعين من هذه الحلزونات في جزيرة ديزيرتاس جراندا، وهي جزيرة صخرية تقع في أرخبيل ماديرا.
وفي إطار هذه الجهود، تم إرسال 60 حلزونًا من بين أقل من 200 فرد إلى حديقة حيوان تشيستر، حيث بدأ العلماء في محاولة تهيئة البيئة المثالية لهذه الكائنات النادرة للتكاثر.
تربية الحلزونات في الأسربعد أشهر من التجارب المكثفة، نجح الخبراء في تربية الحلزونات لأول مرة في بيئة بشرية، مما شكل خطوة هامة في إنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض، بفضل الظروف المحسنة للتكاثر التي وفرتها حديقة حيوان تشيستر، تم إرسال الحلزونات المولودة إلى عدد من المؤسسات العالمية، مثل جمعية علم الحيوان في بريستول وبيوفال نيتشر في فرنسا، لزيادة أعدادها وتعزيز جهود الحفظ.
إعادة التوطين في جزيرة بوجيووفي خطوة لاحقة، تم إرسال 1329 حلزونًا إلى جزيرة بوجيو، حيث تمت إزالة الأنواع الغازية مثل الماعز والفئران، التي كانت تهدد وجود الحلزون بسبب الصيد الجائر، ووضع الباحثون علامات على هذه الحلزونات باستخدام طلاء الأشعة تحت الحمراء لتسهيل مراقبتها ومتابعة تطورها في البرية.
الجهود المشتركة لنجاح المشروعوأوضح الدكتور جيراردو جارسيا، رئيس قسم الحيوانات ذات الدم البارد في حديقة حيوان تشيستر، أن مشروع إنقاذ هذا النوع من الحلزونات كان بمثابة تحدٍ كبير، حيث لم تكن هناك تجارب سابقة للعمل مع هذا النوع في الأسر. وأضاف أن النجاح الذي تحقق يعد نتيجة لتعاون العديد من الخبراء والمختصين، الذين بذلوا جهودًا مضنية لضمان رعاية هذه الحلزونات وتوفير بيئة مناسبة لتكاثرها.
أمل جديد للمستقبلوفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال دينارتي تيكسيرا، عالم الأحياء ومدير المشروع في معهد داس فلوريستاس إي كونسيرفاكاو دا ناتوريزا، إن جزر ديزيرتاس هي المكان الوحيد الذي يمكن العثور فيه على هذا النوع من الحلزونات، مما يجعل الجهود المبذولة لإنقاذها ذات قيمة كبيرة. وأضاف أن الأمل قد عاد بعدما ظن الجميع أن الحلزون قد انقرض إلى الأبد.
يُعتبر هذا النجاح مثالًا يُحتذى به في جهود الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعكس العمل الجاد للمؤسسات المعنية بالحفاظ على التنوع البيولوجي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلزون المهدد بالانقراض خطوة تاريخية الجهود المشتركة الانقراض الحلزونات هذا النوع جهود ا
إقرأ أيضاً:
السكري بنوعيه.. ومخاطر الإصابة بالنوبة القلبية
توصلت دراسة جديدة إلى أن مرضى السكري من النوع الأول لديهم خطر أقل للإصابة بحدث قلبي وعائي مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية، مقارنة بمرضى السكري من النوع الثاني. وتسلط الدراسة الضوء على الاختلاف الأساسي بين الحالتين وتقدم رؤى يمكن أن توجه العلاجات المستقبلية، بحسب ما نشره موقع “نيو أطلس” New Atlas نقلًا عن دورية Society for Cardiovascular Angiography & Interventions.
اختلاف جوهري بين نوعي السكري
يعتبر كل من النوع الأول من السكري T1D والسكري من النوع الثانيT2D من عوامل الخطر المعروفة لأمراض القلب. وذلك لأن التشوهات الأيضية التي يسببونها تساهم في تصلب الشرايين، أو تكوين لويحات على الجدران الداخلية للشرايين. ونتيجة لذلك، يميل مرضى السكري إلى وجود عدد أكبر من اللويحات وأقطار شرايين أصغر مقارنة بغير المصابين بالسكري.
في حين تؤدي كلتا الحالتين إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم، فإن النوع الأول والنوع الثاني مختلفان تمامًا. ينتج الأول عن نقص الأنسولين، بينما ينتج الثاني عن مقاومة الأنسولين. بحثت دراسة جديدة ما إذا كانت هذه الاختلافات المرضية الفسيولوجية تؤثر على مخاطر القلب والأوعية الدموية لدى الشخص.
قالت الدكتورة براشا غولدسويغ، أخصائية الغدد الصماء لدى الأطفال في مركز باي ستيت الطبي في سبرينغفيلد بولاية ماساتشوستس، والباحثة الرئيسية في الدراسة: “إن مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني مرضان مختلفان اختلافًا جوهريًا. فالأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الأول لا ينتجون الأنسولين، في حين يعاني الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الثاني من عدم حساسية الأنسولين. وتُظهر نتائج الدراسة الجديدة أنه ليس من المناسب التعامل مع حالات جميع الأشخاص المصابين بمرض السكري على نحو متطابق، وأن الدراسات المخصصة لمرض السكري من النوع الأول ضرورية لفهم أفضل أساليب العلاج”.
الأمراض الكامنة
ومن المدهش أن دراسات قليلة بحثت في العلاقة بين الأمراض الكامنة وراء مرض السكري من النوع الأول وأمراض القلب والأوعية الدموية. وبدلاً من ذلك، يميل علاج أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرض السكري من النوع الأول إلى الاستقراء من الأبحاث التي أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني. وقد تم تسليط الضوء على ذلك في بيان علمي مشترك من جمعية القلب الأميركية وجمعية السكري الأميركية صدر في عام 2014.
نسب مئوية مزعجة
حصل الباحثون على بيانات من سجل Veradigm Metabolic Registry للفترة من 2017 إلى 2022، والذي يتابع طوليًا أكثر من 1.5 مليون مريض ويهدف إلى تحسين جودة الرعاية لمرضى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبلغ عدد الحالات في الدراسة 5,823 مريضًا من النوع الأول، و156,204 مريضًا من النوع الثاني على مدار 758,643 زيارة لمرافق الرعاية الأولية للمرضى الخارجيين أو الغدد الصماء. وكان المشاركون تتراوح أعمارهم بين 46 و75 عامًا. وحدث ما مجموعه 11,096 حدثًا قلبيًا وعائيًا لدى المشاركين.
ومن هذا العدد، أصيب 45.3% بسكتة دماغية، وأصيب 19.5% بانسداد حرج في شرايين الأطراف السفلية (نقص تروية الأطراف)، وأجريت لـ 17.1% عملية مجازة الشريان التاجي، وأصيب 17.5% بنوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وأجريت لـ 9.3% دعامات لتوسيع أو إزالة انسداد الشريان التاجي.
مرضى أكثر عرضة للخطر
وبعد تحليل البيانات، اكتشف الباحثون أن احتمالية حدوث أي حدث قلبي وعائي كانت أقل لدى مرضى السكري من النوع الأول مقارنة بأولئك المصابين بالسكري من النوع الثاني. وكان لدى مرضى السكري من النوع الأول حوالي 63% من خطر الإصابة بحدث قلبي وعائي مقارنة بمرضى النوع الثاني.
واستمر هذا الاحتمال المنخفض لدى مرضى السكري من النوع الأول عبر الفئات العمرية من 46 إلى 55 (64%)، ومن 56 إلى 65 (69%)، ومن 66 إلى 75 (62%) لدى كل من المرضى الإناث والذكور. عندما يتعلق الأمر بالأحداث القلبية الوعائية الفردية، بعد التحكم في العوامل المربكة، أظهرت النتائج أن مرضى السكري من النوع الأول لديهم معدلات أقل من احتشاء عضلة القلب، والتدخل التاجي عن طريق الجلد، والسكتة الدماغية، ونقص تروية الأطراف مقارنة بمرضى السكري من النوع الثاني. لم يكن هناك فرق في معدلات جراحة مجازة الشريان التاجي بين المجموعتين.
أمراض القلب والأوعية الدموية
قال دكتور أندرو غولدسويغ، مدير الأبحاث السريرية لأمراض القلب والأوعية الدموية في مركز باي ستيت الطبي في سبرينغفيلد بماساتشوستس، والباحث الرئيسي في الدراسة: “تشير نتائج الدراسة إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع مرض السكري من النوع الأول أقل مما كان يُعتقد سابقًا، وهو ما له آثار مهمة على إدارة هؤلاء المرضى”، موضحًا أن نتائج الدراسة “تشير إلى أن مرض السكري من النوع الأول مرتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية مقارنة بمرض السكري من النوع الثاني، حتى بعد تعديل العوامل المربكة المختلفة مثل العمر والتحكم في داء السكري ووظائف الكلى”.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب