دراسة تكتشف رابط مثير بين فيروس الهربس وتطور مرض ألزهايمر
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أوضحت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بيتسبرغ الأمريكية عن علاقة بين مرض ألزهايمر وفيروس الهربس البسيط من النوع الأول HSV-1.
ووجد الباحثون أن بروتين "تاو"، الذي يعتبر في الغالب مسببا للضرر في مرض ألزهايمر، قد يكون له دور مزدوج، ففي المراحل الأولى من المرض (عندما يبدأ فيروس الهربس البسيط في التأثير على الدماغ)، يساهم بروتين "تاو" في حماية الدماغ من تأثيرات الفيروس، لكن مع مرور الوقت، يبدأ في التراكم بشكل غير طبيعي في خلايا الدماغ مسببا الضرر والتلف.
وقال الدكتور أور شيمش، الأستاذ المساعد في قسم طب العيون بجامعة بيتسبرغ، والمشارك في الدراسة: "دراستنا تتحدى الرأي السائد الذي يعتبر بروتين "تاو" ضارا فقط، حيث تظهر النتائج أنه قد يعمل في البداية كجزء من آلية دفاعية في الدماغ".
وأضاف: "تسلط هذه النتائج الضوء على التفاعل المعقد بين العدوى الفيروسية والاستجابات المناعية والتنكس العصبي، ما يفتح المجال لاكتشاف أهداف علاجية جديدة".
كما أظهر الباحثون أن البروتينات المرتبطة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول موجودة في عينات أدمغة مرضى ألزهايمر. وقد لاحظوا أن كميات أكبر من هذه البروتينات كانت تتواجد بجانب تشابكات بروتين "تاو" المفسفر (أي أن البروتين قد خضع لتعديل كيميائي تم من خلاله إضافة مجموعة فوسفاتية إلى أحد الأحماض الأمينية في البروتين)، وهي سمة مميزة للمرض، في المناطق الدماغية التي تتأثر بشكل خاص بألزهايمر في مراحل متقدمة من المرض.
وفي تجارب أجريت على نماذج مصغرة لأدمغة بشرية في مختبرات، لوحظ أن عدوى فيروس الهربس البسيط قد تعدّل مستويات بروتين "تاو" في الدماغ، ما يساعد على تقليل موت الخلايا العصبية البشرية بعد الإصابة.
ويخطط فريق البحث لمزيد من الدراسات لفهم الآلية الدقيقة التي يؤثر من خلالها الفيروس على بروتين "تاو" ويعزز تطور ألزهايمر.
ويهدف الباحثون إلى اختبار استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف الفيروسات أو تعدل استجابة المناعة في الدماغ. كما يتطلعون إلى استكشاف ما إذا كانت هذه الآلية قد تكون مشتركة بين أمراض تنكسية عصبية أخرى، مثل مرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري.
الهربس البسيط هو عدوى فيروسية تسبِّبُ طفحًا جلديًا من البثور الصغيرة المؤلمة التي تتحوَّل إلى قرحات مفتوحة.تزول القروح، ولكن يبقى الفيروس في الجسم طوالَ الحياة.يمكن للفيروس أن يصبح نشطًا مرة أخرى، ويُسبب المزيدَ من القروح.
تُسبِّبُ عدوى فيروس الهربس البسيط عادةً ظهور قرحاتٍ على الفم أو الأعضاء التناسليَّة، ولكنها تُصيب مناطق أخرى من الجسم أحيانًا، مثل العينين وأطراف الأصابع، ونادرًا الدماغ
ينتشر الفيروس عن طريق اللمس، بما في ذلك الاتصال الجنسي وفي أثناء الولادة إذا أُصيب المهبل لدى الأم
يمكن لعدوى فيروس الهربس البسيط أن تكون مميتة عند حديثي الولادة والأشخاص المصابين بالإيدز
عندَ الإصابة بالهربس، قد تُخفِّف الأدوية المُضادَّة للفيروسات من الأعراض وتجعلها تختفي في أقرب وقت
يمكن أن يساعد استخدام الواقيات الذكرية (الكوندومات) خلال الجِماع على الوقاية من انتشار العدوى إلى الآخرين.
ما الذي يُسبّب عدوى فيروس الهربس البسيط؟
يوجد نوعان من فيروس الهربس البسيط؛وكلاهما ينتشر عن طريق المخالطة الجسدية مع شخص مصاب.
ينتشر فيروسُ الهربس البسيط بسهولة كبيرة، بما في ذلك من خلال:
اللمس
التقبيل
الممارسة الجنسية
مشاركة الأشياء، مثل المناشف أو شفرات الحلاقة، مع شخص مصاب
يكون الشخص أكثر ميلًا للإصابة بعدوى الكلى في الحالات التالية:ولكن ، يمكن للأشخاص المصابين بالعدوى أن ينشروا الفيروس أحيانًا عندما لا يكون لديهم قرحات.
إذا كانت المرأة حاملاً ولديها الهربس في المهبل أو حوله، قد تنقل العدوى للجنين في أثناء الولادة، حتّى لو لم يكن لديها قرحات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة بيتسبرغ الأمريكية الزهايمر فيروس الهربس بروتين تاو جامعة بيتسبرغ طب العيون فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
أوغندا ومنظمة الصحة العالمية تطلقان أول تجربة لقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان
في خطوة غير مسبوقة عالميًا، أعلنت وزارة الصحة الأوغندية ومنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، عن إطلاق أول تجربة لقاح على الإطلاق ضد فيروس الإيبولا من سلالة السودان.
وتمت هذه الخطوة بسرعة قياسية، حيث جرى تجهيز التجربة العشوائية في غضون أربعة أيام فقط منذ تأكيد تفشي المرض في 30 يناير.
أكدت منظمة الصحة العالمية أن الباحثين الرئيسيين من جامعة ماكيريرى ومعهد بحوث الفيروسات في أوغندا، بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين، عملوا بلا توقف لضمان تجهيز التجربة بسرعة مع الالتزام بالمعايير التنظيمية والأخلاقية الوطنية والدولية. وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها لتقييم الفعالية السريرية للقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان، مما يعكس مستوى متقدمًا من الاستعداد البحثي.
تم التبرع باللقاح المرشح من قبل مؤسسة جافي IAVI، بتمويل من منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI)، ومركز أبحاث التنمية الدولية الكندي (IDRC)، وهيئة التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية التابعة للمفوضية الأوروبية (HERA)، بالإضافة إلى دعم من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC).
في هذا السياق، وصف الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، هذه الخطوة بأنها "إنجاز مهم لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأوبئة وحماية الأرواح عند تفشي الأمراض"، مشيدًا بالتعاون الدولي الذي شمل علماء وخبراء من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الجهود الميدانية للعاملين الصحيين والمجتمعات المحلية في أوغندا.
انطلقت تجربة اللقاح العشوائية اليوم في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث جرى تقييم لقاح فيروس التهاب الحويصلات المؤتلف (rVSV) المرشح، بمشاركة منظمة الصحة العالمية تحت إشراف مسؤولين كبار، من بينهم الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية، وممثل منظمة الصحة العالمية في أوغندا، الدكتور كاسوندي موينجا.
تم تحديد ثلاث حلقات تطعيم، تضمنت الحلقة الأولى نحو 40 شخصًا من المخالطين للحالة الأولى المبلغ عنها، وهي عاملة صحية توفيت نتيجة إصابتها بالفيروس.
رغم التقدم العلمي في تطوير لقاحات محتملة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن لقاح مرخص لمكافحة تفشي فيروس الإيبولا – السودان، حيث تقتصر اللقاحات المتاحة حاليًا على سلالة الإيبولا الزائيرية. كما أن العلاجات المعتمدة تظل مقتصرة على الفيروس الزائيري، ما يجعل تجربة هذا اللقاح الجديد خطوة محورية في مكافحة التفشي المستقبلي للفيروس السوداني.
وقد أوصت مجموعة العمل المستقلة المعنية بتحديد أولويات اللقاحات المرشحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية باستخدام هذا اللقاح في التجربة.
وإذا أثبت فعاليته، فسيكون قادرًا على المساهمة في السيطرة على تفشي المرض وتوفير البيانات اللازمة لاعتماده رسميًا.
في عام 2022، خلال التفشي السابق لفيروس الإيبولا – السودان في أوغندا، تم وضع بروتوكول عشوائي للقاحات المرشحة، كما تم تدريب فرق البحث تحت إشراف وزارة الصحة الأوغندية لضمان جاهزيتها لإجراء تجارب مماثلة في المستقبل.
مع انطلاق التجربة الجديدة، تلقى الباحثون تدريبًا مكثفًا في الأيام الأخيرة، كما وصلت فرق من منظمة الصحة العالمية إلى أوغندا لدعم تنفيذ التجربة وضمان الالتزام بالمعايير السريرية الصارمة.
تم تخزين جرعات اللقاح مسبقًا في أوغندا، حيث تعاونت منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية الوطنية لمراجعة وثائق سلسلة التبريد والتأكد من الحفاظ على الجرعات في ظروف مناسبة طوال السنوات الماضية.
كجزء من الاتفاقية مع وزارة الصحة الأوغندية، وقّعت منظمة الصحة العالمية اتفاقية مع جافي IAVI لتوفير جرعات إضافية من اللقاح المرشح في المستقبل، وذلك لضمان استمرارية التجربة ونجاحها في حال أثبت اللقاح فعاليته.
يمثل إطلاق أول تجربة لقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان إنجازًا علميًا مهمًا في جهود مكافحة الأوبئة. وإذا أثبت اللقاح فعاليته، فقد يكون أداة رئيسية للحد من تفشي الفيروس في المستقبل، مما يعزز الأمن الصحي العالمي ويمنح المجتمعات المتأثرة فرصة أكبر لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.