عربي21:
2024-07-28@05:30:41 GMT

فضيحة طائرة زامبيا

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

لا حديث في مصر في الأيام الأخيرة إلا عن طائرة مسجلة في سان مارينو أقلعت من مطار القاهرة وعلى متنها ما يقارب 6 مليون دولار و127 كيلو ذهب ونحاس وقصدير وبعض الأسلحة ثم تم توقيفها في زامبيا لتفجر فضيحة كبرى لا زال صداها مسموعا.

أسئلة كثيرة تم طرحها عن هذه الطائرة، أجملها في عشرة أسئلة لازلت أبحث لها عن إجابة:

من المسؤول عن فضيحة طائرة زامبيا؟
من الذي سمح لها بالخروج من مطار القاهرة؟
من الذي اعطى الاوامر بعدم تفتيش الطائرة؟
من هي الجهة السيادية التي تمتلك الطائرة؟
ما علاقة ابراهيم العرجاني وابنه عصام بطائرة كهذه؟
لماذا أقلت ملحقا عسكريا سابقا في السفارة المصرية في واشنطن؟
لماذا وجدوا على متنها تاجر ذهب كبير وممثل لشركة استشارات عسكرية مقربة من النظام؟
لماذا قدم مكتب المحاماة الزامبي طلبا للافراج عن خمسة متهمين مصريين بأسمائهم وتجاهل المتهم السادس؟
من هو المتهم السادس وما علاقته بمحمود نجل عبد الفتاح السيسي؟
لماذا لم تصدر أي رواية رسمية حتى الان توضح ما حدث للشعب المصري؟

تجاهل النظام لهذه الأسئلة العشرة يزيد الشكوك حول تورط أكبر رأس في السلطة في هذه الفضيحة أو على أقل تقدير تشير أصابع الاتهام إلى نجله محمود ضابط المخابرات العامة الذي توحش نفوذه داخل الدولة المصرية في السنوات القليلة الماضية.



وعلى العكس تماما، الحكومة في زامبيا تعاملت مع الأمر منذ اللحظة الأولى بجدية تامة، خرج رئيس لجنة مكافحة المخدرات ناسون باندا ثلاث مرات ليطلع الجميع على مستجدات القضية، كذلك خرج وزير التعدين الزامبي في مؤتمر صحفي ليشرح نتائج ما توصلت اليه لجنة مختصة فحصت سبائك الذهب الموجودة على الطائرة وقال ان نسبة كبيرة منها هي نحاس وقصدير.

بعدها خرج وزير الداخلية الزامبي دون موبوي في مؤتمر صحفي لينفي تماما أنباء إطلاق سراح المتهمين وإخلاء سبيل الطائرة وأكد أن التحقيق لا زال جاريا ومنح الصحفيين ووسائل الإعلام تصريحا للقيام بجولة في المطار وتصوير الطائرة على الهواء مباشرة.

وصل الأمر إلى الرئيس الزامبي الذي خرج هو الآخر في مؤتمر صحفي ليعلن أن التحقيق لا زال جاريا وأن السلطات الزامبية تتعامل بجدية تامة مع هذه القضية ولن تترك أحدا ينجو من العدالة تحت أي ظرف من الظروف.

وبرغم كل ذلك تشكك المعارضة الزامبية وبعض المرشحين الرئاسيين المحتملين في رواية الحكومة الرسمية ويطالبون بالكشف عن مصير الذهب.

فضيحة طائرة زامبيا كشفت هشاشة النظام المصري وضعف مؤسساته خاصة الإعلامية، وهو ما ظهر جليا في حالة التخبط التامة في التعامل مع الأزمة أو محاولة الرد على ما ينشر من معلومات وأرقام وصور ثبت بالدليل صحتها.في أي دولة محترمة، بها مؤسسات وقانون وبرلمان وإعلام يتم التعامل مع فضيحة كهذه بأكبر قدر من الشفافية والجدية ولكن في مصر تحت حكم السيسي الأمر يختلف كثيرا.

المشكلة الرئيسية ليست في تجاهل الفضيحة أو في عدم الإجابة على الأسئلة ولكن المشكلة الحقيقية في الطريقة البائسة التي يحاول النظام التغطية من خلالها على فضيحة كهذه.

أجهزة الاستخبارات المصرية التي تدير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حاولوا تشتيت الانتباه عن فضيحة الطائرة تارة بمهاجمة كل منصة أو صحفي أو باحث أو قناة تناولوا هذا الأمر واتهامهم بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، وتارة أخرى بإطلاق مجموعة من الهاشتاغات الكوميدية على مواقع التواصل الاجتماعي ثم وصلوا في نهاية الأمر بالضغط على عصام إبراهيم العرجاني لنشر فيديو وسط القاهرة بالتاريخ والساعة لينفي التهمة عن نفسه وأبيه بتورطهم في فضيحة طائرة زامبيا.

هذه الفضيحة أعطت النظام المصري درسا لن ينساه، أن الصحافة وإن حاول السيطرة عليها فهي السلاح الأقوى والأخطر الذي لن يمكنه مواجهته أو حجبه خاصة مع تنامي عدد المنصات والأفراد الذين يعتمدون على المصادر المفتوحة والتحقق من الأخبار والبحث عن المعلومة ولكن السيسي ونظامه توقف بهم الزمن عند إعلام أحمد سعيد إبان نكسة الخامس من يونيو 1967.

فضيحة طائرة زامبيا كشفت هشاشة النظام المصري وضعف مؤسساته خاصة الإعلامية، وهو ما ظهر جليا في حالة التخبط التامة في التعامل مع الأزمة أو محاولة الرد على ما ينشر من معلومات وأرقام وصور ثبت بالدليل صحتها.

على نظام السيسي أن يتحمل مسؤوليته أمام الشعب المصري لأن فضيحة طائرة زامبيا ربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر طائرة زامبيا مصر زامبيا طائرة احتجاز رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مسافران “فتحا باب طائرة” متجهة من مصر إلى السعودية.. والتحقيقات تكشف السبب

ألقت السلطات المختصة في مصر القبض على مسافرين تسببا في تأخر إقلاع طائرة كانت متجهة من مطار القاهرة إلى مدينة الدمام السعودية، بعد قيامها بفتح بابها “بسبب ارتفاع درجة الحرارة”، قبل أن تقدم على إخلاء سبيلهما، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية محلية.

وأوضحت التحريات في الواقعة، أن قائد الطائرة اكتشف عطلًا قبل بداية الرحلة، وأثناء محاولته إصلاحه شعر المسافران بارتفاع درجة الحرارة، فتوجها من تلقاء نفسيهما إلى باب الطوارئ بالطائرة وفتحاه “للتهوية”، مما تسبب في حدوث تعطل كامل للطائرة، وفقا لموقع “القاهرة 24”.

وأوضحت شركة “إير كايرو” للطيران في بيان رسمي، الثلاثاء، أن رحلتها “رقم SM433 / 434 والمتجهة من القاهرة إلى الدمام، تأخرت عن موعد إقلاعها بسبب “عطل فني تم اكتشافه قبل إقلاع الطائرة في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم”.

وأضاف البيان: “تم التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية المختصة بمطار القاهرة الدولي”.

وفي سياق متصل ذكر موقع قناة “صدى البلد” المصرية، أن جهات التحقيق قررت لاحقا إخلاء سبيل المسافرين الذين عرقلا إقلاع الطائرة.

ولفت الموقع إلى أن “المتهمين” بررا “جريمتهما” أمام جهات التحقيق، بالقول إنهما فعلا ذلك بسبب “شعورهما بارتفاع درجة الحرارة داخل الطائرة”.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عبدالعزيز غنيم: يمنى قالتلي حصلها تغييرات فسيولوجية.. ومعرفش الناس بتقول فضيحة على إيه
  • تحطم مقاتلة روسية بسبب "عطل غير محدد" أثناء مهمة تدريب
  • تحطم طائرة مقاتلة روسية خلال التدريب
  • خللٌ فنيٌ يعيدُ طائرةً كويتيةً كانت متجهةً إلى سراييفو
  • مسافران “فتحا باب طائرة” متجهة من مصر إلى السعودية.. والتحقيقات تكشف السبب
  • تفاصيل حادثة تحطم الطائرة النيبالية وصورة لمهندس الطيران اليمني الذي كان على متنها
  • شرطة إسبانيا تعترف بفشل نظام الحدود الذكية المعمول به في مليلية
  • أولمبياد باريس : فضيحة تجسّس على فريق للسيدات عبر طائرة مسيّرة
  • وفاة مهندس طيران يمني في حادثة تحطم طائرة نيبالية
  • قصة المقاتلة إف-35 وكيف ضمنت لإسرائيل تفوقها العسكري؟