عربي21:
2025-01-31@02:34:35 GMT

فضيحة طائرة زامبيا

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

لا حديث في مصر في الأيام الأخيرة إلا عن طائرة مسجلة في سان مارينو أقلعت من مطار القاهرة وعلى متنها ما يقارب 6 مليون دولار و127 كيلو ذهب ونحاس وقصدير وبعض الأسلحة ثم تم توقيفها في زامبيا لتفجر فضيحة كبرى لا زال صداها مسموعا.

أسئلة كثيرة تم طرحها عن هذه الطائرة، أجملها في عشرة أسئلة لازلت أبحث لها عن إجابة:

من المسؤول عن فضيحة طائرة زامبيا؟
من الذي سمح لها بالخروج من مطار القاهرة؟
من الذي اعطى الاوامر بعدم تفتيش الطائرة؟
من هي الجهة السيادية التي تمتلك الطائرة؟
ما علاقة ابراهيم العرجاني وابنه عصام بطائرة كهذه؟
لماذا أقلت ملحقا عسكريا سابقا في السفارة المصرية في واشنطن؟
لماذا وجدوا على متنها تاجر ذهب كبير وممثل لشركة استشارات عسكرية مقربة من النظام؟
لماذا قدم مكتب المحاماة الزامبي طلبا للافراج عن خمسة متهمين مصريين بأسمائهم وتجاهل المتهم السادس؟
من هو المتهم السادس وما علاقته بمحمود نجل عبد الفتاح السيسي؟
لماذا لم تصدر أي رواية رسمية حتى الان توضح ما حدث للشعب المصري؟

تجاهل النظام لهذه الأسئلة العشرة يزيد الشكوك حول تورط أكبر رأس في السلطة في هذه الفضيحة أو على أقل تقدير تشير أصابع الاتهام إلى نجله محمود ضابط المخابرات العامة الذي توحش نفوذه داخل الدولة المصرية في السنوات القليلة الماضية.



وعلى العكس تماما، الحكومة في زامبيا تعاملت مع الأمر منذ اللحظة الأولى بجدية تامة، خرج رئيس لجنة مكافحة المخدرات ناسون باندا ثلاث مرات ليطلع الجميع على مستجدات القضية، كذلك خرج وزير التعدين الزامبي في مؤتمر صحفي ليشرح نتائج ما توصلت اليه لجنة مختصة فحصت سبائك الذهب الموجودة على الطائرة وقال ان نسبة كبيرة منها هي نحاس وقصدير.

بعدها خرج وزير الداخلية الزامبي دون موبوي في مؤتمر صحفي لينفي تماما أنباء إطلاق سراح المتهمين وإخلاء سبيل الطائرة وأكد أن التحقيق لا زال جاريا ومنح الصحفيين ووسائل الإعلام تصريحا للقيام بجولة في المطار وتصوير الطائرة على الهواء مباشرة.

وصل الأمر إلى الرئيس الزامبي الذي خرج هو الآخر في مؤتمر صحفي ليعلن أن التحقيق لا زال جاريا وأن السلطات الزامبية تتعامل بجدية تامة مع هذه القضية ولن تترك أحدا ينجو من العدالة تحت أي ظرف من الظروف.

وبرغم كل ذلك تشكك المعارضة الزامبية وبعض المرشحين الرئاسيين المحتملين في رواية الحكومة الرسمية ويطالبون بالكشف عن مصير الذهب.

فضيحة طائرة زامبيا كشفت هشاشة النظام المصري وضعف مؤسساته خاصة الإعلامية، وهو ما ظهر جليا في حالة التخبط التامة في التعامل مع الأزمة أو محاولة الرد على ما ينشر من معلومات وأرقام وصور ثبت بالدليل صحتها.في أي دولة محترمة، بها مؤسسات وقانون وبرلمان وإعلام يتم التعامل مع فضيحة كهذه بأكبر قدر من الشفافية والجدية ولكن في مصر تحت حكم السيسي الأمر يختلف كثيرا.

المشكلة الرئيسية ليست في تجاهل الفضيحة أو في عدم الإجابة على الأسئلة ولكن المشكلة الحقيقية في الطريقة البائسة التي يحاول النظام التغطية من خلالها على فضيحة كهذه.

أجهزة الاستخبارات المصرية التي تدير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حاولوا تشتيت الانتباه عن فضيحة الطائرة تارة بمهاجمة كل منصة أو صحفي أو باحث أو قناة تناولوا هذا الأمر واتهامهم بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، وتارة أخرى بإطلاق مجموعة من الهاشتاغات الكوميدية على مواقع التواصل الاجتماعي ثم وصلوا في نهاية الأمر بالضغط على عصام إبراهيم العرجاني لنشر فيديو وسط القاهرة بالتاريخ والساعة لينفي التهمة عن نفسه وأبيه بتورطهم في فضيحة طائرة زامبيا.

هذه الفضيحة أعطت النظام المصري درسا لن ينساه، أن الصحافة وإن حاول السيطرة عليها فهي السلاح الأقوى والأخطر الذي لن يمكنه مواجهته أو حجبه خاصة مع تنامي عدد المنصات والأفراد الذين يعتمدون على المصادر المفتوحة والتحقق من الأخبار والبحث عن المعلومة ولكن السيسي ونظامه توقف بهم الزمن عند إعلام أحمد سعيد إبان نكسة الخامس من يونيو 1967.

فضيحة طائرة زامبيا كشفت هشاشة النظام المصري وضعف مؤسساته خاصة الإعلامية، وهو ما ظهر جليا في حالة التخبط التامة في التعامل مع الأزمة أو محاولة الرد على ما ينشر من معلومات وأرقام وصور ثبت بالدليل صحتها.

على نظام السيسي أن يتحمل مسؤوليته أمام الشعب المصري لأن فضيحة طائرة زامبيا ربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر طائرة زامبيا مصر زامبيا طائرة احتجاز رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

20 قتيلا في تحطم طائرة بجنوب السودان

جوبا أ ف ب": تحطمت طائرة في شمال دولة جنوب السودان ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل بوجود ناج وحيد فحسب، وفق ما أفاد وزير الدولة للإعلام في ولاية الوحدة غاتويتش بيبال بوث فرانس برس اليوم.

تحطمت الطائرة قرب حقول النفط في ولاية الوحدة قرابة الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (08,30 ت غ) بعد وقت قصير على إقلاعها للتوجه إلى العاصمة جوبا.

وقال بوث لفرانس برس عبر الهاتف إن "الطائرة تحطمت على بعد 500 متر من المطار. كان هناك 21 شخصا على متنها. حتى الآن، لا يوجد غير ناج واحد".

وقال الوزير إنه تم نقل الناجي، وهو مهندس من دولة جنوب السودان يعمل في الحقل النفطي إلى مستشفى ولاية بنتيو.

وأفاد بأن طائرة الركاب الأوكرانية المستأجرة من شركة "غريتر بايونير أوبريتينغ" والمشغلة من "لايت اير سيرفسز إيفيشن" كانت تقوم بمهمة دورية في المنطقة.

وأضاف بأن "حكومة الولاية تشعر بأسى عميق حيال هذه الحادثة"، مؤكدا أنه سيتم فتح تحقيق رغم التوقعات بأن الحادث ناجم عن عطل ميكانيكي، على حد قوله.

وجميع الركاب من موظفي GPOC وهم 16 شخصا من دولة جنوب السودان إضافة إلى مواطنين صينيين وهندي واحد، بحسب قائمة اطلعت عليها فرانس برس وأكدتها السلطات المحلية.

وأظهرت صور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي الطائرة المحطمة على ظهرها في الحقل بينما تناثر الحطام في المكان.

وفي بعض الصور التي لم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحتها، ظهرت جثة من تحت جسم الطائرة المحطمة.

وتشهد دولة جنوب السودان التي لم تنل استقلالها إلا عام 2011 أزمة اقتصادية وسياسية مزمنة وتفتقر إلى بنى تحتية للنقل يمكن الاعتماد عليها إذ يتم عادة إرجاع حوادث تحطم الطائرات إلى تحميلها حمولات تتجاوز إمكانيتها أو سوء الأحوال الجوية.

وعام 2021، لقي خمسة أشخاص حتفهم بعدما تحطمت طائرة تحمل وقودا لبرنامج الأغذية العالمي قرب جوبا.

ويُعتقد بأن الحمولة الزائدة لعبت دورا في تحطم طائرة أنتونوف عام 2015 في جوبا في حادث أودى بحياة 36 شخصا.

وعام 2017، نجا 37 شخصا بأعجوبة بعدما اصطمدت طائرة كانت تقلهم بعربة إطفاء على مدرج في مدينة واو قبل أن تشتعل فيها النيران.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: لمست بدافوس تقديراً كاملاً للموقف المصري في كل ملفات الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: لمست في دافوس تقديرا كاملا للموقف المصري في ملفات الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: لمست في "دافوس" تقديرًا كاملًا للموقف المصري في كل الملفات الخاصة بالشرق الأوسط
  • لحظة سقوط طائرة حربية في الآسكا.. فيديو
  • شاهد|..هلع واختناق ركاب طائرة في الهند
  • 20 قتيلا في تحطم طائرة بجنوب السودان
  • هل يكون ملف التهجير إلى سيناء المسمار الأخير في نعش النظام المصري؟
  • "إيغل APDS".. أول طائرة مسيّرة في العالم تعمل بالبالونات
  • مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء
  • نائب رئيس الوزراء: تحولات طموحة في النظام الصحي المصري