رئيس جامعة الأزهر: حديث سيدنا النبي عن الغش يحمل دلالات تربوية عظيمة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن حديث نبوي شريف يوضح كيفية تعامله صلى الله عليه وسلم مع المواقف التي تتعلق بالغش.
وقال رئيس جامعة الأزهر، في تصريح له: "في إحدى الروايات التي نقلها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرَّ النبي على رجل كان يحمل طعامًا ووجد أن به بللاً، فسأله: 'ما هذا؟'، فأجاب الرجل قائلاً: 'أصابته السماء يا رسول الله'، وهذه العبارة تحمل دلالة قوية على شدة المطر، حيث أن العربي الأصيل كان يطلق على المطر الذي يصيب الأرض 'السماء' وليس السحاب".
وأوضح أنه في هذا الحديث النبوي يظهر التأكيد على الصدق والوضوح في التعاملات، حيث وجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بأن "يضع البلل فوق الطعام كي يراه الناس"، في إشارة إلى ضرورة أن يكون المبيع واضحًا للناس، وعدم إخفاء العيوب.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يتابع في سياق غاية في الأهمية، حيث قال: "من غش فليس مني".
هل يجوز تهنئة الأقباط بعيد الميلاد؟.. المفتي يجيب
هل يجوز قطع صلة الرحم لإنهاء المشاكل المتكررة؟ أمين الإفتاء يرد
وشرح أن هذا الحديث له روايتان، إحداهما تقول "من غش فليس مني" بمعنى أن من يعتمد على الغش في حياته ويمارسه كأسلوب ومنهج في الحياة فإنه لا ينتمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن الرواية الأخرى تقول: "من غشنا فليس منا" أي أن الغش يُنكر بصرف النظر عن الشخص الذي يُغش، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، وهذا يظهر التزام الإسلام بالمبدأ الأساسي في التعاملات النزيهة والشفافة.
وأشار الدكتور سلامة داود إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوقف في تحذيره عند تصحيح الممارسات، بل يعزز المبدأ الأخلاقي الأساسي، وهو أن الإسلام لا يعترف بالغش في أي سياق، مع التأكيد على أنه يجب أن يكون هذا المبدأ سمة من سمات حياة المسلم في كل تعاملاته اليومية.
كما شدد على أهمية التأمل في دقة هذه المعاني النبوية، والتي لا تقتصر على النصوص الشرعية فقط، بل تمتد لتكون مرشدًا عمليًا في حياتنا اليومية، لتعزيز الشفافية والنزاهة والعدالة في جميع الأوساط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر المزيد النبی صلى الله علیه وسلم رئیس جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يستعرض إعجاز القرآن الكريم في وصف تعاقب الليل والنهار
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم يتميز بإعجاز بلاغي لا نظير له، ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى: "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون" (يس: 37)، موضحا أن لفظ "نسلخ" المستخدم في الآية الكريمة يعكس دقة متناهية في التعبير، حيث يصور زوال ضوء النهار عن الليل بأسلوب فريد.
وأضاف الدكتور سلامة داود، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، اليوم الخميس، أن "السلخ" في اللغة يُستخدم لوصف إزالة الجلد عن اللحم، كما يحدث عند ذبح الشاة، وهو ما يعكس التدرج في إزالة النهار شيئًا فشيئًا حتى يحل الظلام، في مشهد كوني مذهل. وتابع قائلاً: “لو استُبدل هذا اللفظ بكلمات مثل 'نذهب' أو 'نزيل' أو 'نمحو' لاختل المعنى البلاغي، إذ إن الظلام لا يأتي دفعة واحدة، بل ينسحب تدريجيًا، تمامًا كما يتم سلخ جلد الشاة عن جسدها.”
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن هذه الاستعارة الفريدة لم ترد إلا في هذا الموضع من القرآن، في حين استخدمت ألفاظ أخرى مثل "يولج" و"يكور" في مواضع مختلفة لتصوير إدخال الليل في النهار والعكس، لكن لفظ "نسلخ" يحمل دلالة خاصة على عملية انتزاع النهار من الليل ببطء، مما يجسد إعجازًا لغويًا وبلاغيًا رائعًا يستوجب التدبر والتأمل.
وشدد الدكتور سلامة داود على أن هذه الآية الكريمة تعكس عظمة القرآن الكريم في وصف الظواهر الكونية بأسلوب معجز، داعيًا الجميع إلى التفكر في آيات الله والتدبر في معانيها.