أنشودة البساطة.. أحمد فضل شبلول يكتب: وجوه يحيى حقي تخايلني من 20 سنة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كلما ذُكر اسم يحيى حقي، تذكرت الاحتفالية الكبرى التى اقترحتها منظمة اليونسكو، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة من عشرين سنة، وعلى وجه الدقة خلال الفترة ١٢ ـ ١٤ يناير ٢٠٠٥، وكانت بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده (١٩٠٥ ـ ١٩٩٢) وحضرها عشرات الأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين أسهموا بتعليقاتهم ومداخلاتهم وأسئلتهم فى إثراء الحوار والجدل حول هذا الرمز الأدبي.
كانوا خمسةً وأربعين أديبًا وباحثًا وناقدًا مصريًّا وعربيًّا وأجنبيًّا، يتقدمهم الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى وقتذاك، تحلَّقوا حول وجوه يحيى حقى المتعددة.
شملت الافتتاحية ـ التى أُقيمت بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وقدمها د. عماد أبو غازى صباح اليوم الأول ١٢/١/٢٠٠٥ ـ عرض فيلم تسجيلى قصير مدته ثمانى دقائق عن يحيى حقي، من خلال بعض المقابلات التليفزيونية واللقطات الفيديوية، التى سجلت معه، ومنها برنامج "أمسية ثقافية" الذى كان يقدمه الشاعر فاروق شوشة.
أعقب ذلك كلمة وزير الثقافة المصرى الذى قال إن حفاوتنا بيحيى حقى اليوم تقديرٌ لأنفسنا.
ثم ألقت مريام كوك صاحبة كتاب "يحيى حقى تشريح مفكر مصري" كلمة الضيوف الأجانب، وفيها قالت إن القيم الإنسانية توحد الشرق والغرب، وهو ما يعتقده يحيى حقي.
ثم أضافت إن جوهر المشكلة هو الإنسان الذى يجب أن يتصالح مع أخيه الإنسان حيثما كان. ثم حيت الروح النبيلة التى تحلَّى بها حقى طوال حياته، ووجهت الشكر لمنظمة اليونسكو التى تحتفى بالقيم الإنسانية النبيلة، ولوزارة الثقافة المصرية التى نفَّذتْ هذه الاحتفالية.
كلمة الضيوف العرب ألقاها الروائى العراقى المعروف فؤاد التكرلي، فتحدث عن ذكرياته مع يحيى حقي، وأول عمل قصصى ينشر له فى مجلة "المجلة" التى كان يرأس تحريرها الراحل الكبير.
كلمة اللجنة العلمية المنظِّمة للاحتفالية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، ألقاها الروائى المعروف خيرى شلبي، فتحدث عن الجهود التى بُذلت لكى ترقى هذه الاحتفالية إلى اسم يحيى حقي، وذكرياته مع الراحل الكبير، وجهود الرجل وجهاده فى الفن والأدب.
أعقب ذلك كلمة السيدة نهى يحيى حقي، وكانت بعنوان "أبي: يحيى حقي".
ثم تحدث د. جابر عصفور ـ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وقتها ـ فى كلمته التى أخذت روح البحث العلمى الرصين، عن يحيى حقى باعتباره أحد الليبراليين العظام، فكان فى جسارته الفكرية مثلما كان فى جسارته الإبداعية على السواء، وكان منحازًا إلى أهل الحارة منذ مولده فى حى السيدة زينب، كما أنه كان منحازًا للحرية، وكان يناوش بقلمه كل أشكال الفساد والظلم، وكان يمارس النقد السياسي، وخاصة بعد أزمة الديمقراطية عام ١٩٥٤، وكان لكتابه "صحّ النوم" مغزاه السياسي، وليس الجمالى فحسب.
أعمال يحيى حقى تمثل الخطوات الأولى للحداثة
وذهب د. جابر عصفور إلى أن أعمال يحيى حقى تمثل الخطوات الأولى للحداثة، وأن كل التقنيات الجديدة ترجع إلى يحيى حقي.
ومن صفاته الأخرى التى خلعها عصفور، صفة الساخر، أو الماكر إذا شئنا الدقة، وهذا المكر الطيب دفعه إلى استخدام الرموز، وأن معظم عناوين قصصه تلعب دورا رمزيا يثير الابتسامة التى تدفع إلى التأمل. أيضا هناك صفة الأبوة الحانية، فقد كان حقى أبًا حانيًا للأدباء والمثقفين الشبان، وكتب كثيرا من المقدمات لأعمال الشبان على مستوى الوطن العربي، وربما يكون أكثر أديب كتب مقدمات لأعمالهم. ويتذكر عصفور أن يحيى حقى هو أول من نشر له مقالا، وكان ذلك عام ١٩٦٨، دون أن يذهب إليه بواسطة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اليونسكو المجلس الأعلى للثقافة الفنان فاروق حسني يحيى حقي یحیى حقی
إقرأ أيضاً:
وجوه وحكايات ..!!
بقلم - صديق السيد البشير *
siddigelbashir3@gmail.com
(1)
هو إنسان نادر على طريقته، عرفته عن كثب، محبا لتحرير المواد السمعية والبصرية عبر هاتفه النقال، يمارس هذه الهواية بهدوء وحرفية ومحبة فائقة العذوبة، عذوبة الأعمال التي أنجزها لمجموعته والآخرين من رفقاء دربه من طلاب وطالبات قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان.
من خلال تدريسي لمواد الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، نظريا وتطبيقيا، كنت أشرح لهم طرائق الإنتاج والمونتاج عبر الحاسب الآلي والهاتف المحمول، مع نماذج من تطبيقات تحرير الصوتيات والمرئيات، وجدتهم يمتلكون أدوات المونتاج بالهاتف النقال، أبرزهم أحمد أبكر، الذي اسهم في تجهيز مادته وهي عبارة عن نشرة أخبار إذاعية متكاملة بالهاتف، من فكرة وتقديم ومونتاج، هذا مع أمنيات صدقات بالتوفيق في قادم السنوات.
(2)
ظلت تقاسمني محبة كوستي المدينة والإعلام هواية واحتراف والوطن، تاريخا وجغرافيا، ثم ثلاثية الخير والحق والجمال، فعشق العمل الإبداعي وزواياه الثلاث، المتوزعة بين الفكرة والجمال والمعرفة، معرفة دأبت على الاستزادة منها لسنوات ماضية وقادمة، زادها في ذلك الصبر واليقين.
عرفتها عن قرب قبل سنوات خلت، حين عملت مراسلا لقناة الشروق الفضائية من ولاية النيل الأبيض، ظلت تقدم لي رقاع الدعوة لتغطية فعاليات جامعة الإمام المهدي في السودان، أدارت إعلام الجامعة بمهنية ومحبة للمهنة، التي أنفقت فيها عشرات السنين من عمرها المديد، علما ومعرفة، معرفة بمهنة خبرت أساسياتها، منذ تخرجها ببكلاريوس الإعلام من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان، ثم ماجستير الإعلام من جامعة أفريقيا العالمية.
أنتجت عشرات البرامج بثت على شاشة تلفزيون النيل الأبيض أيام بثه المحلي قبل أن يتوقف ليتحول إلى منصة رقمية على الشبكة الدولية (الإنترنت)، لتنتقل _رفقة عدد قليل من أساتذة القسم _ إلى تأسيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي، لتصبح أستاذة بالقسم ثم رئيسة لها ومديرا لإدارة إعلام الجامعة.
أنجزت معها عشرات التغطيات لفعاليات الجامعة، ثم هي التي استقطبتني لأعمل أستاذا متعاونا بقسم الإعلام بذات الجامعة، إلى استقطابها لأساتذة آخرين، حيث أنجزت مع علماء القسم سلسلة من المحاضرات النظرية والتطبيقية في مجال الإعلام، منذ أول دفعة تخرجت في تاريخ الجامعة.
كلمات قليلة العدد، نسطرها في كتاب فاطمة الطيب جعفر، تأتي من باب (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، أمنيات ودعوات لها بالريادة والتميز مع جديد المشروعات في قادم السنوات.
(3)
ينتمي إلى فئة الأشخاص ذوي الإعاقة (بصرية)، لكنه الخالق جلا جلاله منحه نعمة البصيرة المتوهجة، عملا، علما ومعرفة، حين أقابله في غرفة البث المباشر بإذاعة النيل الأبيض أو داخل القاعات أمازحه دائما، بسؤال عن شخصي الضعيف، هل عرفته، ليقول، أوووه أستاذ صديق، كنت أختبر معرفته بالناس عبر طبقات أصواتهم، نتدارس معا، إمتاعا ومؤانسة في العام والخاص، وعن مستقبله العملي عقب التخرج في قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، لنعرف منه الكثير، فالشاب أحمد البشير أحمد يخطط ليمضي في العمل الإذاعي مستقبلا، لإنتاج برنامج إذاعي خاص للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تقديم رسائل توعوية عن هذه الفئة، مع ضرورة إدماجهم في المجتمع.
بذلك يتحدى أحمد البشير الإعاقة البصرية، محاولة منه لتقديم صورة إيجابية عن فئة المعاقين، دعوات خالصات بتحقيق الأمنيات على مختلف الصعد.
(4)
لا تمضي نحو الشهرة، لكنها تسعى نحو التميز، هكذا تبدو فاطمة إسماعيل الطالبة بالسنة الثالثة بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، حيث عرفتها قبل سنوات، حيث سعدت بتدريسها ضمن آخرين مادة الإنتاج التلفزيوني (العملي)، أهديتها نصائح مهمة، عملا، علما ومعرفة، نصائح طبقتها لي في عدد من الأعمال التجريبية، توزعت بين سمعية وبصرية.
تحاول فاطمة بنت إسماعيل المضي في طريق العلم والمعرفة، دراسة وممارسة، لتنجز تغطيات لمؤسسة رقمية سودانية ناشئة اسميت قناة بشائر النيل، التي عكف على تأسيسها نفر كريم من شباب وشابات بلادي، أرض السمر والنيل، محاولة منهم لغزو الفضاء الرقمي بسلسلة من المنتجات المسموعة والمرئية.
مع خالص الدعوات بتحقيق الأمنيات.
(5)
مزج الهادي مسعود بين محبة الموسيقى والإعلام، يداعب أوتار الكمان، ليخرج الألحان، ألحان سودانية عذبة، عذوبة الصوت والغناء، أنجز مادة مسموعة، قدمها لي، ضمن التدريب العملي لطلاب السنة الثالثة إعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، حاولت معه، رفقة آخرين من علماء القسم بذات الجامعة، تمليكهم معارف حديثة عن صحافة الموبايل وتوظيفه في صناعة محتوى وإنتاج رسائل إعلامية.
مع دعوات صادقات له والآخرين ببلوغ المرامي والأهداف.
(6)
ضحى ذلك اليوم قبل أعوام مضت، كانت نوال منصور تنزل من سيارة سعة (25) راكبا، رفقة آخرين من طلاب وطالبات أول دفعة كانت تدرس بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، يمموا وجوههم شطر مباني تلفزيون النيل الأبيض، للتدريب على الإنتاج والمونتاج التلفزيوني، تنفيذا لإتفاقية موقعة بين جامعة الإمام المهدي وتلفزيون النيل الأبيض.
تنتمي نوال بنت منصور إلى مدينة الجزيرة أبا، تاريخا وجغرافيا، هناك درست، ثم تعلقت بالإعلام، دراسة وممارسة، ممارسة نالت بها القبول والإعجاب من شخصي الذي استعانت به الجامعة، لتدريب نوال وآخرين على طرائق الإنتاج والمونتاج، لكنها دخلت غرفة التدريب وهي جاهزة، حيث عكفت على التعلم الذاتي، من خلال تحميل ومتابعة مواد مبذولة عن المونتاج التلفزيوني والإذاعي على منصة يوتيوب.
سعدت بها لتشاركني في عمليات تدريب الطلاب والطالبات، ذلك من خلال حاسبها الآلي، الذي يحتوي على عشرات المواد التعليمية عن تحرير الصوت والصورة والتصميم الإيضاحي، للتخرج نوال منصور ضمن أول دفعة من قسم الإعلام بذات الجامعة، هذا مع أمنيات ودعوات ببلوغ الأهداف وتحقيق الغايات.
(7)
تتسم بصوت عذب، عذوبة النص والتحرير والتقديم والأداء، أداء تابعته عن كثب، حين عملت أستاذا متعاونا بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الإمام المهدي في السودان، هي وعد حسن الصديق، كانت على الوعد تماماً، ذلك حين طلبت منها، إنتاج محتوى سمعي أو بصري، تطبيقا لما درسته في القاعات، رفقة طلاب وطالبات السنة الثالثة بقسم الإعلام، أنجزت رفقة مجموعتها نشرة إخبارية، ثم أردفتها بنماذج من أعمال فردية، توزعت بين المسموعة والمرئية، لسلسلة من حلقات بودكاست ، اسمتها (لنرتقي)، هذا إلى جانب أعمال شعرية بعامية سودانية، حاولنا تمليك بنت الصديق وآخرين مفاتيح أساسية لصناعة المحتوى عبر الهاتف النقال، لتنجز وعد الصديق منتجات صوتية ومرئية منظومة ومنثورة، تلامس العقل والقلب والوجدان.
أمنيات ودعوات بالريادة والتميز مع جديد المشروعات في قادم السنوات.
(9)
(10)
من جيل البطولات، إلى جيل التضحيات، قطف الرحيق من آخر برتقالة في بستانه المثمر، قمحا ووعدا وتمني، ثم مضى بتيار الغابة والصحراء، راحلا من عالم الأجسام الزائل، إلى دار الخلود، ليصبح خالدا في ذاكرة الأداب والفنون والدبلوماسية السودانية، وداعا محمد المكي إبراهيم، اللهم في جنات وعيون وزروع ومقام كريم يا رب العالمين.
*صحافي سوداني