رفض الشرع مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية تثير تفاعلا واسعا.. شاهد
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أثارت زيارة وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، إلى العاصمة السورية دمشق جدلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قوبلت برفض من قبل مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة، الذين امتنعوا عن مصافحتها خلال استقبالها، بما في ذلك قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع.
وظهرت بيربوك مرتدية سترة واقية من الرصاص بعد هبوط طائرتها في مطار دمشق الدولي، كما أظهرت تسجيلات مصورة أن مستقبلي الوزيرة لم يصافحوها باليد واكتفوا بالترحيب بها قولا وتبسّماً، في حين صافحوا الرجال الآخرين في الوفد.
وتكررت الواقعة مع الشرع حين كان في استقبال بيربوك في قصر الشعب في دمشق، حيث اكتفى بالتلويح لها مبتسما بينما مد يده ليسلم على نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، الذي كان برفقتها.
وتوالت التعليقات التي تنتقد تصرفات مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، حيث اتهمهم البعض بعدم الالتزام بقواعد وبروتوكولات المصافحة المتعارف عليها بين السياسيين في العالم، كما أشار البعض إلى أن هذه التصرفات قد تؤدي إلى تحويل البلاد إلى نموذج مشابه لأفغانستان تحت حكم طالبان.
كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا كنت لا ترغب في مصافحة امرأة، يمكنك تعيين شخص آخر من شركائنا في الوطن للقيام بذلك سوريا لن تصبح أفغانستان، كما قلت، لكنهم في حيرة من أمرهم حول كيفية مواكبة الترند."
فيما تساءل آخر: "لماذا يستقبلها إذا لم يكن لديه الجرأة على مصافحتها؟" وانتقد حساب آخر تصرف الشرع قائلاً: "أنا لست علمانياً، وقد انتقدت تصرفه."
أعلن وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا عن رغبتهما في إقامة علاقات جديدة مع سوريا، حيث دعيا إلى انتقال سلمي للسلطة خلال زيارتهما لدمشق يوم الجمعة، حيث التقيا أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، ممثلاً عن الاتحاد الأوروبي.
منذ الإطاحة بنظام الأسد، تسعى جماعات المعارضة الإسلامية، بقيادة هيئة تحرير الشام، إلى طمأنة الدول العربية والمجتمع الدولي بأنها ستدير البلاد بالنيابة عن جميع السوريين، وأنها لن تصدر ثورة إسلامية.
بدأت الحكومات الغربية تدريجياً في فتح قنوات اتصال مع الشرع وهيئة تحرير الشام، التي كانت سابقاً فرعاً لتنظيم القاعدة، كما بدأت بعض الحكومات في مناقشة إمكانية رفع الهيئة من قوائم الإرهاب.
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات عديدة حول مستقبل سوريا، التي تتكون من مكونات متعددة، حيث توجد مصالح قوية وربما متنافسة لدول أجنبية مثل تركيا وروسيا.
أشارت بيربوك إلى أنها تتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة" و"توقعات واضحة" من الإدارة الجديدة، مؤكدة أن الحكم على هذه الإدارة سيكون من خلال أفعالها.
وفي بيانها قبل التوجه إلى سوريا، قالت: "ندرك الانتماء الأيديولوجي لهيئة تحرير الشام وما قامت به في الماضي"، مضيفة أن بداية جديدة للعلاقات لا يمكن أن تحدث إلا إذا لم يعد هناك مجال للتطرف والجماعات المتطرفة.
وأضافت: "لكننا أيضاً نسمع ونرى الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع الأطراف المهمة الأخرى"، مشيرة إلى المحادثات مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وأوضحت أن الهدف الآن هو إعادة سوريا إلى مكانتها كدولة محترمة في المجتمع الدولي، وهو ما يتماشى أيضاً مع مصالح أوروبا الأمنية.
كما أعرب بارو عن أمله في أن تصبح سوريا دولة "ذات سيادة يسودها الأمن"، خالية من الإرهاب والأسلحة الكيميائية والأطراف الأجنبية الضارة، وذلك خلال اجتماع مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في سوريا.
وذكر بارو للصحفيين أن ألمانيا وفرنسا تعتزمان تقديم المساعدة الفنية والاستشارات لسوريا لصياغة دستور جديد، مضيفاً أن الأمل في الانتقال الديمقراطي في البلاد "هش لكنه حقيقي".
ودعا إلى حل سياسي يتضمن دمج المقاتلين الأكراد في الدولة السورية، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه لم يعلق على توقيت محتمل لرفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عن سوريا.
وأفادت مصادر دبلوماسية فرنسية أن بارو زار السفارة الفرنسية المغلقة منذ عام 2012، حيث أكد أن فرنسا ستعمل على استعادة التمثيل الدبلوماسي بما يتماشى مع الظروف السياسية والأمنية.
كما قام الوزيران بجولة في سجن صيدنايا المعروف بسمعته السيئة خلال زيارتهما.
وقالت بيربوك: "الآن يعود الأمر إلى المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق العدالة للذين عانوا هنا في جحيم هذا السجن".
واعتبرت بيربوك أنه "حان الوقت لمغادرة القواعد الروسية سوريا"، متهمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه كان الداعم الرئيسي للرئيس السابق بشار الأسد، و"من غطى وساند جرائم النظام".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منصات التواصل الاجتماعي العاصمة السورية أحمد الشرع الشرع زيارة وزيرة خارجية ألمانيا وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك
إقرأ أيضاً:
محتجون بالسويداء ينتقدون الإدارة الجديدة
السويداء- انتقل التباين السياسي، بين موقف الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، والشيخ يحيى الحجار قائد حركة رجال الكرامة، إلى الشارع صباح اليوم الخميس، وعبر عنه بوقفة احتجاجية انتقلت من ساحة الكرامة وسط السويداء إلى مبنى المحافظة المجاور للساحة.
ولم يكن الشيخ الهجري بحسب أوساط مقربة منه راضيا عن دخول سيارات تابعة للأمن العام إلى السويداء الأربعاء، في حين قامت حركة رجال الكرامة، الفصيل المسلح الأكبر عددا، والموالي لحكومة دمشق بإدخال السيارات، بالرغم من رفض الشيخ الهجري لذلك.
وصباح الخميس توافد العشرات إلى ساحة الكرامة رافعين أعلام الطائفة الدرزية، وصور الشيخ الهجري، مرددين هتافات تدعو لإسقاط الرئيس أحمد الشرع وحكومته.
وعلمت الجزيرة نت أن معظم من شارك بالوقفة الاحتجاجية كانوا من حزب اللواء السوري، والمجلس العسكري بالسويداء، وتيار سوريا الفدرالي، والتيار السوري العلماني، وجميعها تشكيلات سياسية تريد الانفصال أو الإدارة الذاتية، في حين امتنعت باقي القوى السياسية الوطنية في السويداء من المشاركة بالوقفة الاحتجاجية.
إعلانوهتف المتظاهرون حال وصولهم إلى مبنى المحافظة بضرورة إقصاء المحافظ مصطفى بكّور، وإعادته إلى دمشق، وقام بعضهم بإنزال العلم الرسمي للبلاد من فوق المبنى، ورفع علم الطائفة الدرزية عوضا عنه، ومع ساعات الظهيرة جرى رفع العلم الرسمي إلى جانب علم الطائفة الدرزية.
ورجّح محمد الأسمر مدير العلاقات الحكومية في وزارة الإعلام بدمشق، للجزيرة نت عبر الهاتف، بأن لا يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة حول ما جرى بالسويداء.
وعلمت الجزيرة نت أن توجيها عاما حكوميا دعا لتجنّب التعليق أو التصريح بما يخصّ السويداء.
وقال الأمين العام للتحالف الوطني السوري، خالد جمول، للجزيرة نت إن ما يحدث الآن في محافظة السويداء هو نتاج التخبط سواء كان على المستوى السياسي أو الفصائلي أو على مستوى المجموعات المسلحة.
وأضاف "نحن حاليا ندعو الجميع من فصائل وقادة دينيين وعشائريين إلى عقد لقاء فوري لتدارك التصعيد الذي يحدث في السويداء، والذي أججه اختلاف الآراء والمواقف المحلية".
واعتبر المتحدث ذاته أن هناك تأثيرا من قبل الدول المحيطة على القرار في السويداء، وفي الجنوب بشكل عام. وقال "نحن نطلب أن يكون قرارنا سوريا وصادرا عن السوريين فقط، والسويداء هي جزء لا يتجزأ من الوطن سوريا ويؤسفنا كثيرا ما حدث اليوم، لأن السويداء لا تقبل التقسيم ولا تقبل الانفصال".
خصوصية السويداء
من جهته، يرى جمال درويش عضو مؤتمر الحوار الوطني، في حديث للجزيرة نت، أن ما حدث اليوم هو موقف غير مسبوق، وموقف استفزازي لمعظم سكان المحافظة، لكنه لم يأتِ من فراغ.
ونوّه إلى كون الضائقة المادية والمعيشية التي يعاني منها المواطنون قد تكون أحد أسباب مظاهرة اليوم، بالإضافة إلى رد الفعل على فصل كثير من العاملين في القطاع العام، والذين لم يتم تسوية أوضاعهم.
إعلانوأوضح درويش، في السياق ذاته، أن التردّي المعيشي هو شأن عام لا يقتصر فقط على السويداء، وقال "حدث تضخيم وتجييش إعلامي في مثل هذا الموقف الذي شهدناه اليوم، وغيره من مواقف والتي لا تمثل الموقف الوطني في السويداء". واستطرد أنه يتم استغلال حساسية المواقف وخصوصية السويداء كون الطائفة الدرزية هي التي تمثل المكوّن الأكبر في المحافظة.
وأضاف أن السوريين عموما ينتظرون أي تطورات قد تحدث بعد انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني، أو على صعيد تشكيل حكومة انتقالية تستند إلى إعلان دستوري تطمئن من خلاله الناس، وأن الجميع في السويداء يريدون أن يبقوا ضمن القانون وضمن الدولة الوطنية التي ستتشكل في دمشق.
وأشار درويش إلى أن ما حصل اليوم هو أمر مؤسف ومحزن ومدان من قبل كل قوى المجتمع والقوى الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، لأنه يُعتبر محاولة تشويه وسرقة المحتوى الوطني من المحافظة وتقديم السويداء على أنها تريد الانفصال.
وقال أيضا "في محافظة السويداء هناك ممثل للإدارة المركزية، والسويداء لا تقبل بإسقاط المرحلة الانتقالية لأنها تتيح فرصة حقيقية في بناء الدولة السورية الحديثة بالرغم من وجود مخاوف عند الجميع".
في حين انتقد حافظ الخطيب، أحد مؤسسي تيار سوريا الفدرالي، الأداء الحكومي. وقال للجزيرة نت "بعد أن ضاق أهالي السويداء ذرعا من التسويف والمماطلة والوعود الرنانة للحكومة الجديدة في دمشق، تداعت المجموعات والشخصيات والمهتمون بالشأن السياسي في المحافظة (عبر مجموعات الواتساب) إلى تنظيم مظاهرة حاشدة اليوم السادس من مارس/آذار رفضا لسياسات الجولاني وحكومته ذات اللون الواحد".
وتابع "وللمطالبة تاليا بإسقاطه هو وحكومته الغاصبة للسلطة، فالجميع يعلم أن توافقا دوليا هو الذي جاء بهذه السلطة، ومن دون استشارة أحد".
إعلانواعتبر أن وجود سلطة بما أسماه "عقلية سلفية جهادية" سيكون عاملا هدّاما ومانعا لأي بناء أو تطور أو مساعدة أممية في الإعمار.
استجابةً لدعوات انتشرت على مواقع التواصل.. العشرات يخرجون بمظاهرة في مدينة #السويداء رفضًا لما وصفوه بسياسات الإدارة الجديدة في #سوريا#فيديو pic.twitter.com/BIbr2J4wvl
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) March 6, 2025
وقال "نحن نحترم التنوع وخصوصية الإثنيات والطوائف السورية مجتمعة. ونرى أن دولة فدرالية تتمثل فيها جميع المكونات ويُعترف بشرائعها وخصوصيتها ولغتها ستكون دولة غنية ورائدة وسباقة، تجتمع تحت علم واحد بخارجية واحدة ووزارة دفاع واحدة، أما شؤونها الداخلية فتتولى كل مقاطعة أو إقليم تنظيم أمورها بنفسها".
وأكد الخطيب أنه إذا احترمت حكومة دمشق خصوصيتهم، وكذلك خصوصية باقي مكونات الشعب السوري، فهم يرحبون ويحترمون، ويريدون دولة سوريّة موحدة وقوية. وأردف، أما إذا كانت ستمضي بنهج تدميري وشعبوي فهم لا يريدونها، ويريدون إسقاطها. ووضح "وإذا تعذر ذلك بسبب توافقات دولية عندها سيكون خيارنا الحتمي هو الابتعاد عن المركز بأي صيغة".
وتنمو في السويداء مظاهر عديدة مناوئة لحكومة المركز، وفي بعضها رغبة في الانفصال، وقد رفع العلم الإسرائيلي لبعض الوقت قبل يومين، وفي وقت متأخر من الليل، قبل أن تسارع حركة رجال الكرامة إلى إنزال العلم الإسرائيلي وإحراقه.