سواليف:
2025-01-05@15:45:55 GMT

وراء كل أسرة متفككة.. قصة هاتف‎

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية

تخيل أن تجلس مع عائلتك على مائدة العشاء، كل فرد منهم منغمس في شاشة هاتفه، لا يصدر سوى أصوات التنبيهات والإشعارات، عيون تتحرك بسرعة تتبع كل إشعار، وأصابع تطرق الأزرار بحماس، حيث يختفي صوت الضحك والحوار، ويحل محله صمت ثقيل يضغط على الأجواء، وجوه جامدة تعكس فراغًا داخليًا وكأنها أقنعة بلا روح، حيث يجلس الأفراد جنبًا إلى جنب، ولكن كل واحد منهم يعيش مع هاتفه الخاص، حيث تدفن الابتسامات الحقيقية تحت أضواء الشاشات الباردة.

هل هذا هو معنى العائلة في عصرنا؟ وجوه متجاورة وقلوب متباعدة، هل أصبحت الشاشات الصغيرة هي الأصدقاء الحقيقيون؟ أم أننا نسينا كيف نكون معًا؟
أين ذهبت اللحظات الثمينة؟
هل ضاعت بين الإشعارات والمكالمات؟
هل سنستيقظ يومًا من هذا الكابوس الرقمي؟ أم سنستمر في السير نحو المجهول؟
هل أصبحت هذه الأجهزة سجنًا رقميًا يحبسنا عن أحبائنا؟ وهل يمكن أن تكون السبب في تآكل أواصر السعادة الأسرية؟
هذا المشهد المؤسف بات سمة من سمات عصرنا، حيث تفتقد الأسر إلى اللحظات الحقيقية، وتذوب العلاقات الإنسانية في بحر من البيانات الرقمية بشكل مقلق.

أن خلف كل شاشة هاتف قد تختفي علاقة عائلية، حيث تتنافس الأجهزة على انتباهنا، حيث تتغلغلت التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا، فأصبح الهاتف الذكي رفيقنا الدائم، والظلام الذي يعمي أبصارنا عن واقعنا، حيث غيّر الهاتف الذكي بشكل جذري ديناميكيات العلاقات الأسرية، لقد حلّت الشاشات محل الأحاديث العميقة والعلاقات الصادقة، وأصبحت الهواتف الذكية عائقًا أمام التواصل الجذري بين أفراد الأسرة، ليصبح العالم الافتراضي ملاذًا آمناً للبعض، هذا الإعتماد المتزايد على التكنولوجيا يؤدي إلى تآكل الروابط العائلية ويفقدنا متعة التفاعل المباشر ويزيد من الخلافات، ويشجع على الهروب من الواقع، مما يهدد استقرار الأسرة، ليصبح الهاتف الذكي غالباً “الشبح الثالث” في العلاقة الزوجية، فقد غير طبيعة العلاقات الأسرية بشكل كبير، حيث يسرق الأضواء ويقوض التواصل المباشر، ليصبح حائطًا صامتًا يفصل بين الشريكين، ويحول دون فهم احتياجات بعضهما البعض، مما يؤدي إلى تآكل الثقة وبرود المشاعر بين الشريكين، وفتح الباب أمام علاقات غير واضحة المعالم، ويؤدي إلى نشوء خلافات مستمرة قد تهدد استقرار العلاقة، مما يجعل الإغراق المستمر في الإشعارات الحياة اليومية مرهقة، مما يؤثر على المزاج العام للأفراد ويؤدي إلى توترات داخل الأسرة، حيث لا يوفر الهاتف الذكي الوقت الكافي لقضاء وقت جيد مع العائلة والاهتمام بواجباتها، هذا الإهمال يؤثر سلبًا على الروابط العائلية ويحرم الأطفال من الرعاية اللازمة.

مقالات ذات صلة النازية تواصل قتل ناقلي الصورة الإعلامية 2025/01/03

مثلما يسرق اللص الضوء من الغرفة، يسرق الهاتف الذكي الضوء من العلاقة الزوجية، ويترك الشريكين في ظلام العزلة والوحدة الرقمية والشعور بالإهمال، وظهور مشاكل نفسية، وتراجع الأداء الدراسي للأبناء وتفاقم المشاكل الصحية، والإدمان على الألعاب الإلكترونية بسبب انشغال الآباء بالهواتف، كل هذه العوامل تساهم في تفكك الأسرة، ولا يقتصر ضرر الهواتف الذكية على إضعاف الروابط الأسرية، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى حد تدميرها تمامًا، حيث يصبح الطلاق نهاية حتمية لكثير من العلاقات المتأزمة.

إن النوافذ الزائفة التي تفتحها لنا وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الآخرين الغير صحيحة، تغري الأزواج بمقارنة حياتهم بها، مما يزرع الشقاق والبُعد بينهما، ولحماية أسرتنا من الإدمان على الهواتف الذكية، علينا اتخاذ خطوات عملية، يمكننا البدء بتحديد مناطق خالية من الهواتف في المنزل، مثل غرفة الطعام وغرفة النوم، كما يمكننا تخصيص أوقات خالية من الشاشات يوميًا للأسرة، بالإضافة إلى ذلك ينبغي علينا تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية والهوايات التي تبعدهم عن الشاشات ومن المهم أيضًا أن نكون على دراية بعلامات الإدمان على الهاتف، وأن نطلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.

‎هذا الجهاز الصغير الذي نحمله في جيوبنا قد أصبح سلاحًا ذو حدين، يمكن أن يكون أداة للتواصل والتعلم، ويمكن أن يكون سجنًا نعيش فيه معزولين عن العالم من حولنا،
إذا لم يتم استخدامها بحكمة، فالخيار بيدنا لنجعل من التكنولوجيا خادمة لنا، وليس سيدة علينا، فمن المهم تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا، وبناء علاقات أسرية قوية مبنية على التواصل المباشر والحب والثقة والاحترام، علاقات تستطيع أن تقاوم تحديات الزمن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الهاتف الذکی

إقرأ أيضاً:

كيفية التحقق من وجود رسوم على الهاتف قبل شرائه؟

قال وليد رمضان، نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بالغرفة التجارية، إن مصر ليست الدولة الوحيدة التي فرضت رسوما على الهواتف المستوردة من الخارج، مشيرا إلى أن هناك دولا أخرى مثل تركيا وسوريا اتخذت نفس الخطوة.

وأضاف رمضان، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "صباح البلد"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد دياب والإعلامية نهاد سمير على قناة "صدى البلد"، أنه في حال كان الشخص يمتلك هاتفين، تُفرض الرسوم على هاتف واحد فقط، بينما يُعتبر الهاتف الثاني من هواتف الاستخدام الشخصي.

وتابع نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون أكثر من هاتف للاستخدام الشخصي، ولذلك كان من الضروري أن يتم مناقشة هذا القانون بين الغرف التجارية لتجنب التضييق على المصريين العاملين بالخارج.

وفيما يتعلق بشراء هاتف جديد والتأكد من وجود رسوم جمركية عليه، أوضح رمضان أنه يمكن استخدام تطبيق "تليفوني" للتحقق مما إذا كان الهاتف مهرباً أو مستوفياً للشروط المالية والجمركية.

أما بخصوص ارتفاع أسعار الهواتف، فقد أشار إلى أن الغرف التجارية ستتدخل لمراقبة الأسواق، خاصة بعد أن قام العديد من التجار برفع الأسعار، موضحًا أنه سيتم معاقبة أي تاجر يخالف الأسعار الرسمية.

اقرأ أيضاًارتفاع سعر الذهب بمستهل تعاملات اليوم الجمعة 3 يناير 2025

سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الجمعة 3 يناير 2025

مقالات مشابهة

  • 3 أمور تدفعك للتفكير قبل شراء هاتف قابل للطي
  • سعر ومواصفات هاتف Vivo Y29 الجديد
  • ملك هواتف أندرويد.. كل ما تريد معرفته عن هاتف سامسونج جالاكسي S25 ألترا
  • تفاصيل المنظومة الجديدة للضرائب والجمارك على الهواتف المحمولة
  • كيفية التحقق من وجود رسوم على الهاتف قبل شرائه؟.. شعبة الاتصالات تكشف التفاصيل «فيديو»
  • سعر ومواصفات هاتف أوبو Find X8 Pro.. وحش الكاميرا والأداء
  • كيفية التحقق من وجود رسوم على الهاتف قبل شرائه.. فيديو
  • كيفية التحقق من وجود رسوم على الهاتف قبل شرائه؟
  • «آيفون 15» تطور جديد في عالم الهواتف الذكية مع أداء متفوق وتصميم عصري