NYT: حذر إماراتي وسعودي في التعامل مع نظام دمشق الجديد
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه إسماعيل نار، قال فيه إنّ: "السعودية والإمارات العربية المتحدة تتعاملان بحذر مع قادة سوريا الجدد".
وأشارت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "القوّتين في الشرق الأوسط تعملان منذ أكثر من عقد على منع وصول الإسلاميين للسلطة في المنطقة، إلا أن سيطرة المعارضة التابعة لهيئة تحرير الشام على دمشق تعتبر امتحانا لهذا النهج".
وتابعت: "ظلت سوريا وعلى مدى العقود حليفا قريبا لإيران في الشرق الأوسط، فيما دخلت دول الخليج في تنافس حاد مع طهران للتأثير على المنطقة. ومع سقوط نظام بشار الأسد، همشت إيران. وهو ما قدم فرصة لدول الخليج كي تملأ الفراغ، وتطوّر علاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق".
"إلا أن الدولتين الخليجيتين القويتين تتعاملان مع التغيير في سوريا بحذر، لأن هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي قادت الفصائل المعارضة في الحملة ضد الأسد، وتسيطر على معظم سوريا، ميالة للإسلاميين، وكانت مرة على علاقة مع تنظيم القاعدة" بحسب التقرير نفسه.
وأبرز: "بدت القوى الخليجية واضحة في تصريحاتها بأن قادة سوريا الجدد بحاجة لإثبات أنفسهم وأنهم سيدعمون نظاما شاملا ومتسامحا مع طوائف البلاد المختلفة، وقبل أن يحصلوا على الدعم السياسي والمالي من دول الخليج".
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إن: طبيعة الفصائل المعارضة وارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة تدعو للقلق. مضيفا: "أعتقد أن هذه كلها مؤشرات مقلقة للغاية. لقد شهدت المنطقة حلقات مثل هذه من قبل، لذا يتعين علينا أن نكون على أهبة الاستعداد".
وبحسب التقرير نفسهن، فإنه٬: لطالما خافت دول الخليج من تمكن الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، مما سيزعزع استقرار أنظمتها الديكتاتورية. وعندما اندلع ما وصف بـ"الربيع العربي" في 2011 انهارت عدة حكومات مستبدة وصعد الإسلاميون في دول مثل تونس ومصر.
وقالت المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل، أنا جاكوبس: "لدى الإمارات العربية المتحدة تحديدا تاريخ طويل في عداء الأحزاب السياسية والحكومات المرتبطة بالإسلاميين".
وأضافت: "لكن حتى الآن على الأقل، أرسلت الإمارات العربية المتحدة بعض الإشارات الواضحة بأنها على استعداد للعمل مع الحكومة المؤقتة من أجل الحفاظ على الاستقرار في سوريا وفي المنطقة الأوسع".
وبعد ثورة الربيع العربي، انتخب المصريون رئيسا إسلاميا وهو محمد مرسي والذي سرعان ما أطاح به الجيش بقيادة عبد الفتاح السسيي، وبدعم من الإمارات العربية المتحدة. ولا يعتبر الحذر من الإسلاميين مقتصرا فقط على دول الخليج، بل وبين الدول الإقليمية الأخرى، بما فيها مصر.
وأبرز التقرير أن الجنرال السابق السيسي، الذي حلّ محل مرسي في عام 2013، قد أمضى السنوات الماضية في القضاء على الإخوان المسلمين في بلاده، حيث رأى في الجماعة تمثل تهديدا لسلطته.
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، ظهر السيسي بشكل نادر أمام الصحافيين، ما يشير إلى التوتر بشأن الأحداث في سوريا. وبدا أنه يرسم تباينا بينه وبين الأسد. وقال: "هناك شيئان لم أفعلهما قط، بفضل الله: لم تتلطخ يدي أبداً بدماء أحد، ولم آخذ أي شيء لم يكن لي".
وفي السياق نفسه، كانت السعودية والإمارات من أكبر المعارضين لنظام الأسد بعد بداية الحرب الأهلية السورية والعقد التي تلاها. وتحوّل الأسد إلى منبوذ في المنطقة وأبعد منها بسبب العنف والوحشية التي مارسها ضد معارضيه، والتي اشتملت على استخدام السلاح الكيماوي.
أيضا، أغلق البلدان سفارتيهما في دمشق عام 2012، إلا أن استعادة الأسد السيطرة على معظم المناطق التي استولت عليها المعارضة وبدعم مهم من روسيا وإيران، غير مواقف دول الخليج.
إلى ذلك، لعب البلدان دورا في عودة الأسد إلى ما وصفه التقرير بــ"الحظيرة العربية بعد عقد من العزلة. إذ كان التحرك مدفوعا بمحاولات مواجهة التأثير الإيراني في بقية أنحاء الشرق الأوسط".
وتابع: "بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في أوائل عام 2023، قدمت السعودية العون الإنساني للأسد. وفي وقت لاحق من نفس العام، استقبل الزعيم السوري في جامعة الدول العربية. وكانت عودته بمثابة قبول ضمني ببقاء الأسد، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الغرب للإطاحة به".
وأضاف: "جاء التحوّل في مواقف دول الخليج، عندما كان الأسد يسيطر على معظم أنحاء سوريا وجزءا من عمليات ترتيب في العلاقات الإقليمية قامت بها السعودية والإمارات بما فيه استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران".
"مع رحيل الأسد وظهور قيادة جديدة في دمشق، فإن الفرص الاقتصادية لإعادة البناء بعد الصراع ستكون جزء من أي عملية تقييم. فسوريا التي ورثها القادة الجدد هي مدمرة وبدون بنية تحتية فاعلة" بحسب التقرير.
واستطرد: "لهذا ستكون هناك فرصة للسعودية والإمارات الإستفادة من جهود إعادة إعمار البلاد، بشرط التفاوض على شروط محبذة مع الحكومة في دمشق. كما أن الحصول على دور في إعادة إعمار البلاد سيوفر فرصة للتأثير على مستقبل البلاد".
وأبرز: "تبدو قطر، تحديدا، منفتحة على دعم الحكومة الإنتقالية في سوريا. فقد حافظت الدوحة على اتصالات مع هيئة تحرير الشام والجماعات السورية الأخرى أثناء الحرب الأهلية".
وفي عام 2015، توسّطت قطر في عملية تبادل أسرى بين المعارضين السوريين والجيش اللبناني. وعندما حضر الأسد القمة العربية في جدة عام 2023 خرج أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من قاعة المؤتمر. وبعد الإطاحة بالأسد، أرسلت قطر وزير خارجيتها إلى دمشق في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، وهو أعلى مسؤول حكومي من الخليج للقاء الحكومة الانتقالية.
وتبع ذلك، وفقا للتقرير، في وقت سابق من هذا الأسبوع، زيارة من رئيس مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية الكويت. فيما قال الشرع، إن القطريين سيحصلون على الأولوية لدعمهم على مدى العقد الماضي، ربما في إشارة إلى دور الإمارة الخليجية في مشاريع إعادة الإعمار. ورافق الوفد القطري فريقا فنيا من الخطوط الجوية القطرية لتقديم الدعم الفني لإعادة فتح مطار دمشق الدولي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية السعودية سوريا دمشق الإماراتي سوريا السعودية الإمارات دمشق المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة المتحدة الشرق الأوسط دول الخلیج فی سوریا فی دمشق
إقرأ أيضاً:
كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
لا شك في أن شبكة الإنترنت ليست مجرد وسيلة للتواصل أو الوصول إلى المعلومات؛ بل هي بنية تقنية معقدة تجمع بين ملايين الشبكات والمكونات التقنية التي تعمل بتناغم لتوفير تجربة المستخدم التي نعيشها يوميًا.
ومن أجل فهم كيفية عمل شبكة الإنترنت، يجب أن نستكشف الجوانب التقنية التي تشكل أساس تشغيلها، بدءًا من شبكات الحواسيب الهرمية وحتى البروتوكولات التي تدير حركة البيانات.
وإذا أردنا تبسيط الموضوع، فإن شبكة الإنترنت تتألف من مجموعة من الطبقات المتسلسلة التي تبدأ بالمستخدم وتنتهي عند العمود الفقري للإنترنت، الذي يتضمن الكابلات البحرية ومراكز البيانات الضخمة.
ويجري نقل البيانات من خلال أجهزة توجيه الإنترنت، التي تعمل كالعقد الرئيسية لتنظيم حركة المرور وتوجيه الحزم إلى وجهاتها.
ويلعب "بروتوكول الإنترنت" (IP) دورًا رئيسيًا هنا، حيث يعتمد على عناوين فريدة لتحديد كل جهاز متصل بالشبكة، بينما يترجم "نظام أسماء النطاقات" (DNS) أسماء المواقع إلى عناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP) المفهومة للشبكة.
وعلى المستوى التطبيقي، تتعامل خوادم الإنترنت مع طلبات العملاء، حيث يجري إرسال الطلبات باستخدام بروتوكولات، مثل "HTTP"، عبر المنافذ المناسبة.
إعلانويحدد محدد موقع الموارد الموحد (URL) الموارد المطلوبة، مثل صفحات الويب، بينما يعمل "نظام أسماء النطاقات" (DNS) خلف الكواليس لضمان وصولك إلى الموقع الصحيح.
وفي هذا المقال، نتعرف بالتفصيل على هذه المكونات من أجل فهم كيفية تعاونها معًا لتكوين شبكة الإنترنت التي أصبحت العمود الفقري للعصر الرقمي.
شبكات الحواسيبقبل الغوص في تفاصيل شبكة الإنترنت، يجب أن نحدد ما الشبكة؟ وإذا أردنا تعريف الشبكة بطريقة مبسطة، فإنها مجموعة من أجهزة الحواسيب المتصلة القادرة على إرسال البيانات من بعضها إلى بعض.
وتشبه شبكة الحواسيب إلى حد كبير مجموعة من الأشخاص الذين يعرف بعضهم بعضًا ويتبادلون المعلومات بانتظام. ويُعد كل جهاز متصل بالإنترنت جزءًا من شبكة، بما في ذلك الأجهزة الموجودة في منزلك.
وعلى سبيل المثال، قد يستخدم حاسوبك مودم كابلات أو ألياف ضوئية للاتصال بمزود خدمة الإنترنت (ISP).
أما في مكان العمل، فقد يكون جهازك جزءًا من شبكة محلية (LAN)، بينما يتولى مزود خدمة الإنترنت الخاص بالشركة توفير الاتصال بالشبكة العالمية.
وبمجرد اتصال جهازك، يصبح جزءًا من شبكة الشركة. بدوره، يتصل مزود الخدمة بشبكة أكبر، إذ إن الإنترنت في جوهرها هي شبكة تتألف من شبكات مترابطة.
وتمتلك شركات الاتصالات الكبرى شبكات أساسية مخصصة تسمى "العمود الفقري" (Backbones)، وهي اتصالات دائمة بالإنترنت تمتلك سعة نطاق كبيرة تتيح لعدد كبير من الأشخاص استخدامها في الوقت نفسه.
وفي كل منطقة، تمتلك الشركة مكتبًا يربط المنازل والشركات بشبكتها الرئيسية. ويغيب عن هذا المشهد مركزية التحكم، حيث تنتقل البيانات من نقطة إلى أخرى.
وفي حال تعطل أي جهاز في الشبكة، تعيد الحزم الرقمية التي تشكل الملفات توجيه نفسها عبر أجهزة أخرى، وهكذا تصل الملفات إلى وجهتها النهائية كما هو متوقع دون أن يشعر المستخدم بأي تغيير في مسار البيانات.
إعلانومن أجل تبسيط الفكرة، تخيل أن الشركة "أ" هي شركة صغيرة تمتلك شبكة مكتبية تتضمن خادمًا وطابعة متصلة بالشبكة، في حين تخيل أن الشركة "ب" هي مزود خدمة إنترنت (ISP) كبير يمتلك مكاتب في المدن الكبرى لتخزين خوادمه ومعدات التوجيه.
وتُعد الشركة "ب" شركة كبيرة الحجم، مما يسمح لها بتشغيل خطوط ألياف ضوئية تربط بين مبانيها، الأمر الذي يضمن تواصلها الداخلي.
وفي هذا السياق، يمكن لجميع عملاء الشركة "أ" التواصل فيما بينهم، ويمكن لجميع عملاء الشركة "ب" فعل الشيء ذاته، ولكن شبكتي الشركتين ليستا متصلتين ببعضهما.
وتعمل كل شركة ضمن نظام داخلي مستقل، لكنها لا تستطيع التواصل مع الأخرى. لهذا السبب، توافق الطرفان على الاتصال عبر "نقاط الوصول إلى الإنترنت" (IXPs) في مدن مختلفة.
ومن خلال هذه النقاط، يمكن لشبكتي الشركتين الاتصال فيما بينهما وبشبكات أخرى تستخدم الإنترنت.
ويوضح هذا المثال كيف يمكن لشبكتين مستقلتين التواصل عبر الإنترنت، مع أن هذه الحالة ليست سوى نموذج مصغر لما يحدث على نطاق أوسع.
تعتمد جميع شبكات الإنترنت على "نقاط الوصول إلى الإنترنت" (IXPs) و "العمود الفقري" (Backbones) و "أجهزة التوجيه" (Routers) للتواصل فيما بينها.
وتغادر الرسالة جهاز الحاسوب وتنتقل عبر نصف الكرة الأرضية مرورًا بعدة شبكات مختلفة لتصل إلى جهاز حاسوب آخر خلال جزء من الثانية.
وتحدد أجهزة التوجيه مسار المعلومات بين الأجهزة، وهي أجهزة متخصصة ترسل رسائلك ورسائل جميع مستخدمي الإنترنت إلى وجهاتها عبر آلاف المسارات المختلفة.
وتؤدي أجهزة التوجيه وظيفتين أساسيتين:
منع انتقال المعلومات إلى وجهات غير ضرورية: وهي وظيفة ضرورية لتجنب ازدحام البيانات في الشبكة ومنع التأثير في المستخدمين الآخرين. ضمان وصول المعلومات إلى وجهتها المحددة: وهي الوظيفة الأساسية لضمان دقة وكفاءة نقل البيانات. إعلانوعبر أداء هاتين الوظيفتين، تلعب أجهزة التوجيه دورًا محوريًا في التعامل مع شبكتين منفصلتين.
وتربط أجهزة التوجيه الشبكتين وتنقل المعلومات بينهما، وفي الوقت نفسه تحمي كل شبكة من الأخرى من خلال منع التدفق غير الضروري للبيانات.
وبغض النظر عن عدد الشبكات المتصلة بجهاز التوجيه، تبقى عملياته الأساسية ثابتة. ونظرًا إلى أن شبكة الإنترنت هي شبكة ضخمة تتألف من عدد كبير من الشبكات الأصغر، فإن وجود أجهزة التوجيه يعتبر عنصرًا حيويًا لا غنى عنه.
العمود الفقري للإنترنتفي عام 1986، أنشأت مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية "إن إس إف" (NSF) أول عمود فقري عالي السرعة للإنترنت كان يسمى "إن إس إف نيت" (NSFNET)، وهو عبارة عن خط "تي1" (T1) يربط 170 شبكة صغرى معًا ويعمل بسرعة قدرها 1.5 ميغابايت في الثانية.
وبالتعاون مع شركات، مثل "آي بي إم" (IBM) و "إم سي آي" (MCI) و "ميريت" (Merit)، طورت مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية (NSF) في العام التالي عمودًا فقريًا جديدًا يعمل بخط "تي3" (T3) وبسرعة قدرها 45 ميغابايت في الثانية.
ويعد العمود الفقري للإنترنت بمنزلة بنية تحتية توفر اتصالات ذات سعة عالية جدًا مقارنةً بالاتصالات التي تصل المنازل بالمكاتب المركزية القريبة.
وفي بدايات الإنترنت، كانت شركات الاتصالات الكبرى فقط قادرة على إدارة هذا النوع من النطاق الترددي العالي.
أما اليوم، فإن العديد من الشركات قادرة على تشغيل هذا النوع من النطاق الترددي العالي، وتتصل جميعها بعضها ببعض من خلال "نقاط الوصول إلى الإنترنت" (IXPs) المختلفة في جميع أنحاء العالم.
وبهذه الطريقة، يستطيع أي شخص عبر شبكة الإنترنت، بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو مزود الخدمة الذي يستخدمه، التواصل مع أي شخص آخر على هذا الكوكب.
يمتلك كل جهاز عبر الإنترنت رقم تعريف فريدا يسمى عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP)، وهو أحد بروتوكولين أساسيين يُستخدمان لتواصل الأجهزة عبر الإنترنت، في حين يسمى البروتوكول الآخر "بروتوكول التحكم في الإرسال" (TCP).
إعلانويعرف البروتوكول بأنه طريقة محددة مسبقًا تسمح لمستخدم الخدمة -سواء كان إنسانًا أو برنامجًا مثل متصفح الإنترنت- بالتواصل مع الخدمة.
ويأخذ عنوان "بروتوكول الإنترنت" وفق الإصدار الرابع (IPv4) الشكل التالي: 216.27.61.137.
ومن أجل تسهيل حفظ العناوين بالنسبة للبشر، تُكتب هذه العناوين بصيغة عشرية مفصولة بنقاط، مثل المثال السابق.
ومع ذلك، فإن الأجهزة الحاسوبية تتواصل باستخدام الصيغة الثنائية، حيث يصبح العنوان السابق نفسه بصيغته الثنائية: 11011000.00011011.00111101.10001001.
وفي عنوان (IPv4)، تسمى كل مجموعة أرقام "أوكتت" (Octet) أو البتات الثمانية، لأنها تتألف من 8 مواقع عند عرضها بالصيغة الثنائية.
وعندما تُجمع جميع المواقع، نحصل على 32 موقعًا، مما يجعل عناوين (IPv4) أرقامًا بطول 32 بتا.
ونظرًا إلى أن كل موضع من المواضع الثمانية قد يكون له حالتان مختلفتان (1 أو 0)، فإن العدد الإجمالي للتركيبات الممكنة لكل 8 بتات هو 2 مرفوعة للأس 8 أو 256.
لذا، يمكن لكل 8 بتات أن تحتوي أي قيمة بين 0 و255، بحيث إذا جمعت بين الثمانيات الأربع فإنك تحصل على 2 مرفوعة للأس 32 أو ما يصل إلى 4294967296 قيمة فريدة ممكنة.
ومن بين ما يقرب من 4.3 مليارات تركيبة ممكنة في عناوين (IPv4)، فإن هناك عناوين محددة محجوزة لاستخدامات خاصة.
وعلى سبيل المثال، فإن العنوان 0.0.0.0 مخصص للأجهزة ضمن الشبكة المحلية، بينما يستخدم العنوان 255.255.255.255 للبث.
ورغم أن 4.3 مليارات يبدو رقمًا كبيرًا، فإن النمو السريع للإنترنت تطلب نظام عناوين جديدًا.
لذا، بدأ الخبراء في "مجموعة مهندسي شبكة الإنترنت" (IETF) بالعمل على نظام جديد مكون من 128 بتا في أواخر عام 1998.
ويحتوي عنوان "بروتوكول الإنترنت" وفق الإصدار السادس (IPv6)، الذي صدر رسميًا في 6 يونيو/حزيران 2012، ما يكفي لما يصل إلى 340 تريليونا مرفوعا للأس 3 عناوين.
إعلانوتبدو عناوين (IPv6) مختلفة قليلا عن عناوين (IPv4) التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين.
ويحتوي كل مقطع في عنوان (IPv6) على 4 أرقام مفصولة بنقطتين، على النحو التالي، ba5a:9a72:4aa5:522e:b893:78dd:a6c4:f033.
وبما أن (IPv6) يستخدم الصيغة السداسية العشرية، فإن الترقيم يشمل 16 رمزًا، مما يتطلب استخدام الحروف من "إيه" (A) إلى "إف" (F) لتمثيل الأرقام المزدوجة.
وفي ظل استخدام الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت في الوقت الحالي، فإن البتات الثمانية تُستخدم لإنشاء فئات من عناوين بروتوكول الإنترنت قابلة للتخصيص لشركة معينة أو حكومة أو كيان ما بناء على الحجم والحاجة.
وتخدم البتات الثمانية في عناوين (IPv4) غرضًا آخر، إلى جانب تقسيم الأرقام، إذ إنها تستخدم لتحديد فئات عناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP) التي تُخصص بناءً على حجم واحتياجات الأعمال أو الحكومات أو الكيانات الأخرى.
وتُقسم البتات الثمانية إلى قسمين، هما الشبكة والمضيف. وتستخدم البتات الثمانية الأولى من أجل تحديد الشبكة التي ينتمي إليها الحاسوب.
في حين يُستخدم الجزء الأخير لتحديد الجهاز المضيف أو العقدة داخل الشبكة، ويوجد 5 فئات من "بروتوكول الإنترنت" (IP)، بالإضافة إلى عناوين خاصة معينة.
نظام أسماء النطاقاتفي بدايات الإنترنت، كانت الشبكة تتكون من عدد قليل من أجهزة الحواسيب المتصلة بعضها ببعض عبر أجهزة المودم وخطوط الهاتف.
ومن أجل إجراء الاتصال بين جهازين، كان من الضروري إدخال عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) للجهاز المستهدف يدويًا.
وعلى سبيل المثال، قد يكون عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) نموذجيًا مثل: 216.27.22.162.
وكان هذا الإجراء مناسبًا في البداية عندما كان عدد الأجهزة المتصلة قليلًا، لكنه أصبح معقدًا وغير عملي مع انضمام المزيد من الأنظمة إلى الشبكة.
إعلانومن أجل حل هذه المشكلة، ظهر أول حل بسيط تمثل في ملف نصي يسمى "جدول المضيفين" (Host Table) يحتفظ به "مركز معلومات الشبكة" (NIC).
ويربط هذا الملف أسماء الأجهزة بعناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP)، ولكن سرعان ما أصبح حجم هذا الملف ضخمًا جدًا لدرجة أنه كان من الصعب إدارته.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1983، قدم "بول موكابيتريس" (Paul Mockapetris) مقترحين لمجموعة عمل الشبكة الدولية (INWG).
وحدد المقترح الأول مفاهيم "نظام أسماء النطاقات" (DNS) الذي يربط أسماء النصوص بعناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP) تلقائيًا، في حين يحدد المقترح الثاني طرقًا لتنفيذ النظام.
وبفضل جهود موكابيتريس وآخرين، أصبح بإمكان المستخدمين الآن تذكر أسماء نصية سهلة مثل بدلًا من الأرقام والنقاط التي تُشكل عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP).
وشكل هذا الابتكار نقطة تحول كبيرة في تسهيل استخدام شبكة الإنترنت وتعزيز انتشارها عالميًا.
عند تصفح الإنترنت أو إرسال بريد إلكتروني، تعتمد على استخدام أسماء المجالات.
وفي كل مرة تستخدم فيها اسم مجال، فإن خوادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) تترجم اسم المجال الذي يمكن للبشر قراءته إلى عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) الذي يمكن للأجهزة قراءته.
وتشمل أسماء المجالات ذات المستوى الأعلى، التي تسمى أيضًا بأسماء المجالات ذات المستوى الأول، (.COM) و (.ORG) و (.NET) و (.EDU) و (.GOV).
وتوجد داخل كل مجال من المستوى الأول قائمة ضخمة من مجالات المستوى الثاني.
وعلى سبيل المثال، يوجد في نطاق المستوى الأول (.NET) موقع شبكة الجزيرة الإعلامية (www.aljazeera.net)، في حين أن الجزء الموجود في أقصى اليسار، مثل "www"، يُعرف باسم المضيف، وهو يشير إلى اسم دليل ضمن جهاز معين ذي عنوان "بروتوكول إنترنت" (IP) محدد ضمن مجال معين.
إعلانويمكن لأي مجال أن يحتوي على ملايين الأسماء المضيفة ما دامت جميعها فريدة داخل المجال.
وتقبل خوادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) الطلبات من البرامج والخوادم الأخرى لتحويل أسماء المجالات إلى عناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP).
وعندما يصل طلب إلى خادم "نظام أسماء النطاقات" (DNS) يمكنه اتخاذ أحد الإجراءات الأربعة التالية: الإجابة المباشرة: الرد على الطلب بعنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP)، طلب المساعدة: الاتصال بخادم آخر للبحث عن عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) المطلوب، الإحالة إلى خادم آخر: الإبلاغ بأنه لا يعرف العنوان المطلوب ولكنه يوفر عنوان خادم آخر قد يعرف، إرجاع رسالة خطأ: إذا كان اسم المجال المطلوب غير صالح أو غير موجود.
ونتيجة لذلك، يعتبر "نظام أسماء المجالات" (DNS) بمنزلة العمود الفقري للإنترنت، حيث يضمن تجربة تصفح سلسة من خلال تحويل الأسماء النصية المألوفة إلى أرقام تعمل الأجهزة على فهمها بسهولة.
ولنفترض أنك كتبت عنوان (www.aljazeera.net) في متصفحك. في هذه الحالة، يتصل المتصفح بخادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) للحصول على عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP).
ويبدأ خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) البحث عن عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) من خلال الاتصال بأحد خوادم الجذر الخاصة بـ"نظام أسماء المجالات" (DNS).
وتعرف خوادم الجذر عناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP) لجميع خوادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) التي تدير النطاقات العليا.
وعندما يسأل خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) خادم الجذر عن (www.aljazeera.net)، يرد خادم الجذر بالإحالة إلى خادم آخر يتعامل مع المجال (.NET).
ويرسل خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) استعلامًا إلى خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) من المستوى الأعلى (.NET) يسأله عن عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) لموقع (www.aljazeera.net)، الذي بدوره يرسل هذه العناوين لأنه يعرف عناوين "بروتوكول الإنترنت" (IP) لخوادم الأسماء التي تتعامل مع نطاق (www.aljazeera.net).
إعلانويتصل خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) بخادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) الخاص بموقع (www.aljazeera.net) ويسأله عن عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) لموقع (www.aljazeera.net)، الذي بدوره يعيد عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) لأنه يعرف عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) لموقع (www.aljazeera.net).
وبعد ذلك، يصل عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) لموقع (www.aljazeera.net) إلى المتصفح، الذي يتصل بعد ذلك بخادم الموقع للحصول على صفحة الويب.
ويعتمد نجاح هذه العملية على التكرار والتخزين المؤقت.
ويوجد خوادم متعددة عبر كل مستوى من مستويات العملية لضمان الاستمرارية، وبالتالي إذا فشل أحدها، فإن الخوادم الأخرى تتولى مسألة التعامل مع الطلبات.
وبمجرد أن يحل خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) طلبًا، فإنه يخزن عنوان "بروتوكول الإنترنت" (IP) الذي يتلقاه.
وعلى سبيل المثال، إذا أرسل خادم استعلامًا عن خادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) من المستوى الأعلى (.NET)، فإنه يحتفظ بالعنوان من أجل تجنب الاتصال بخوادم الجذر مرة أخرى لنفس النوع من الطلبات.
وبالرغم من أنها غير مرئية للمستخدمين، فإن خوادم "نظام أسماء المجالات" (DNS) تتعامل مع مليارات الطلبات يوميًا، وهي ضرورية لضمان سلاسة عمل شبكة الإنترنت.
خوادم الإنترنت والعملاءيُصنَّف كل جهاز عبر الإنترنت إما بصفته "خادمًا" (Server) أو "عميلًا" (Client). وتعرف الأجهزة التي تقدم خدمات لأجهزة أخرى بالخوادم، في حين أن الأجهزة المستخدمة للاتصال بهذه الخدمات تسمى بالعملاء.
ويوجد خوادم ويب وخوادم بريد إلكتروني وخوادم "إف تي بي" (FTP) وغيرها من الخوادم التي تخدم احتياجات مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وعندما تتصل بموقع (www.aljazeera.net) لقراءة صفحة، فإنك تكون مستخدمًا تعمل من جهاز عميل، إذ إنك تدخل إلى خادم الويب (aljazeera)، ويجد جهاز الخادم الصفحة التي طلبتها ويرسلها إليك.
إعلانويعمل العميل بخطة واضحة عند الاتصال بالخادم، حيث يوجّه طلباته إلى برنامج خادم محدد يعمل عبر جهاز الخادم.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت تستخدم متصفح ويب عبر جهازك، فإنه يتواصل مع خادم الويب عبر جهاز الخادم، وليس مع خادم البريد الإلكتروني.
ويمتلك الخادم عنوان "بروتوكول إنترنت" ثابتًا لا يتغير (Static IP)، مما يتيح للمستخدمين الوصول إليه بسهولة في أي وقت.
ومن ناحية أخرى، عادةً ما يكون لدى الجهاز المنزلي الذي يتصل بالإنترنت عبر جهاز المودم عنوان "بروتوكول إنترنت" ديناميكي (Dynamic IP) من مزود خدمة الإنترنت في كل مرة يتصل فيها، ويكون عنوان "بروتوكول الإنترنت" فريدًا لجلسة الاتصال الحالية، ولكنه غالبًا ما يتغير عند الاتصال في المرات اللاحقة.
ويتيح استخدام عناوين "بروتوكول إنترنت" ديناميكية (Dynamic IP) لمزود الخدمة استخدام عنوان "بروتوكول إنترنت" (IP) واحد لكل جهاز متصل بالشبكة بدلًا من تخصيص عنوان فريد لكل عميل، مما يساعد في تحسين إدارة الموارد وتقليل الحاجة إلى عدد كبير من العناوين الثابتة.
المنافذ وبروتوكول نقل النص التشعبييقدّم أي خادم (Server) خدماته عبر منافذ مرقّمة (Ports)، حيث يجري تخصيص منفذ لكل خدمة متاحة عبر الخادم.
وعلى سبيل المثال، إذا كان جهاز الخادم يعمل بصفته خادمًا للويب وخادمًا لنقل الملفات، فإن خادم الويب يتاح عادةً عبر المنفذ 80، في حين يتاح خادم نقل الملفات عبر المنفذ 21.
ويتصل العملاء بخدمة ما عبر عنوان "بروتوكول إنترنت" (IP) محدد ورقم منفذ معين، وبعد أن يتصل العميل بالخدمة عبر منفذ معين، فإنه يستخدم بروتوكولًا محددًا للوصول إلى الخدمة.
وتحدد البروتوكولات كيفية تواصل العميل مع الخادم. وعلى سبيل المثال، يتوافق كل خادم ويب عبر الإنترنت مع "بروتوكول نقل النص التشعبي" (HTTP).
ختامًا، تعتمد شبكة الإنترنت على العديد من المكونات، مثل الشبكات، وأجهزة التوجيه، ومزودي خدمة الإنترنت، وخوادم أسماء النطاقات، وتتيح هذه البنية التحتية انتقال المعلومات حول العالم في غضون أجزاء من الثانية.
إعلانوتشكل هذه المكونات عصب الحياة الحديثة، ولن يكون هناك وجود للإنترنت بدونها، وبدون الإنترنت، تبدو الحياة مختلفة تمامًا بالنسبة للكثيرين منا.