بوابة الوفد:
2025-01-05@14:53:21 GMT

ليس هكذا تُصنع الجيوش الوطنية

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

ما يحدث فى سوريا من قرارات متعلقة بإعادة تشكيل الجيش السورى وإجراء ترفيعات لضباط يحملون جنسيات غير سورية، يؤكد أن الهدف ليس بناء جيش وطنى يعبر عن إرادة الشعب السورى ويحمى سيادته، بل تكريس سلطة ميليشياوية تخدم أجندات شخصية وفصائلية.
أصدر أحمد الشرع، المعروف بـ«أبو محمد الجولانى»، قرارات بتوزيع رتب عسكرية بدءًا من رتبة عقيد إلى لواء، على شخصيات لا تحمل الجنسية السورية، وبعضها معروف بارتباطه بميليشيات مسلحة خارجية، هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، خاصة أن معايير الترقيات العسكرية التقليدية تقتضى أن يكون الضباط من خريجى الكليات العسكرية الوطنية ومن أبناء البلد نفسه، وهو عرف عسكرى عالمى.


تضمنت قائمة الترقيات أسماء شخصيات أجنبية مثل:
عبدالرحمن حسين الخطيب (أردنى الجنسية)، وهو خريج كلية الطب فى الأردن، التحق بتنظيمات مسلحة داخل سوريا.
عمر محمد جفتشى (تركى الجنسية)، من مؤسسى هيئة تحرير الشام.
عبدل صمريز بشارى (ألبانى الجنسية)، أحد القياديين العسكريين منذ سنوات.
علاء محمد عبدالباقى (مصرى الجنسية)، متواجد فى سوريا منذ عقد.
هذه الأسماء وغيرها تُظهر أن الجيش السورى الجديد، كما يُسمى، ليس سوى غطاء لميليشيا دولية تفتقر إلى الشرعية الوطنية أو الدستورية.
ما يقوم به الجولانى هو تفكيك الدولة وتثبيت الهيمنة وتجاوز المؤسسة العسكرية ليشمل حل البرلمان السورى، وتشكيل حكومة جديدة، وتعيين محافظين، وقادة أفرع أمنية، بل حتى تعيينات إعلامية ودينية. هذا يشير إلى مشروع يهدف إلى السيطرة المطلقة على مفاصل الدولة السورية، مع تجاهل تام للقوانين الدستورية أو المعايير الوطنية.
الجيوش الوطنية هى العمود الفقرى للدول المستقلة، ويُفترض أن تكون من أبناء البلد، تخضع لتقاليد عسكرية صارمة تضمن ولاءها للوطن فقط. أما توزيع الرتب العسكرية على أساس الولاءات الشخصية أو الانتماءات الميليشياوية، فيحول الجيش إلى أداة قمع وفوضى، لا إلى قوة لحماية السيادة الوطنية.
الجولانى، المصنف إرهابياً عالمياً ورئيس جبهة النصرة سابقًا، يحاول تقديم نفسه كقائد مرحلة انتقالية فى سوريا. لكن خطواته الأخيرة، بدءًا من تعيين أجانب فى مناصب قيادية، تؤكد أن هدفه الحقيقى هو تثبيت سلطته وبناء كيان يفتقر إلى أى شرعية وطنية أو دولية.
الجيوش الوطنية لا تبنى بمراسيم عشوائية ولا بتوزيع الرتب على المرتزقة، بل بتقاليد راسخة تضمن الولاء للوطن والشعب. ما يحدث فى سوريا الآن ليس سوى كارثة قد تعمق أزمة الدولة السورية عقود قادمة.
كثير من المتابعين للقضية السورية كانوا يتصورون أن أولى خطوات الإدارة السورية الجديدة هى تفكيك الفصائل وجمع الأسلحة من الميليشيات.. وبناء جيش سورى وطنى قادر على الدفاع عن الأراضى السورية دون أن يفرق بين سورى وآخر...
لكن متى يحدث الآن نسف تلك الفكرة..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأراضي السورية الزاد أمجد مصطفى الجيش السوري فى سوریا

إقرأ أيضاً:

العمليات العسكرية في سوريا: حملة تمشيط بأحياء العباسية والسبيل والزهراء

أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا عن حملة تمشيط في أحياء العباسية والسبيل والزهراء والمهاجرين، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

وذكرت وسائل إعلام سورية بأن هناك شروط لدخول اللبناني إلى سوريا وهي كالتالي : حجز فندقي مع حيازته مبلغ ألفين دولار و موعد طبي مع وجود كفيل سوري أو وجود إقامة سارية في سوريا.

وأشار المصدر ذاته الي ان أي مخالفة بالإقامة يوم زيادة سيتم فرض غرامة مع منع دخول سورية لمدة عام

وكانت الخطوط الجوية السورية أعلنت في وقت سابق السماح  للمصريين و السودانيين و الأردنيين بدخول سوريا مجانا وبدون أي تأشيرة .

مقالات مشابهة

  • أولويتنا حماية أمن مصر.. أحمد موسى: 20 ألفا من الميليشيات حصلوا على الجنسية السورية
  • أحمد موسى: الخطاب المصري بشأن سوريا راقي ويحافظ على الهوية الوطنية السورية
  • مصطفى بكري لـ الجولاني: ماذا فعلت أمام تدمير إسرائل للقوة العسكرية السورية؟
  • خبير: مصر تتعامل بحذر مع ما يحدث داخل سوريا
  • مصطفى بكري لـ أبو محمد جولاني: ماذا فعلت أمام تدمير إسرائيل للقوة العسكرية السورية؟
  • الرئيس التونسي يعتزم تطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة الوطنية
  • الإدارة السورية وقسد يتباحثان الجوانب العسكرية
  • العمليات العسكرية في سوريا: حملة تمشيط بأحياء العباسية والسبيل والزهراء
  • إدارة العمليات العسكرية في سوريا: نستكمل حملة التمشيط بمدينة حمص