بوابة الوفد:
2025-03-09@14:10:14 GMT

النموذج السورى

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

آثرت الانتظار ولا أعلق على ما حدث فى سوريا الشقيقة.. وانهيار نظام بشار الأسد فى ليلة وضحاها.. أمام ميليشيات عسكرية دون أدنى مقاومة.. وما تلاها من مظاهر وتصريحات من القيادة الجديدة لسوريا.. والتعيينات التى جرت فى الحكومة المؤقتة وفى الجيش السورى ومنح أجانب رتباً عسكرية. 
ما يجرى فى سوريا شبيه تماماً بما جرى مع صدام حسين، بغداد سقطت فى يد الأمريكان فى غمضة عين بنفس السيناريو وبنفس الطريقة وبنفس الخيانة وعلى ما يبدو أن حزب البعث بنى على الخيانة وليس المبادئ كما كان يزعم منظروه.

. ولكن هذه المرة سقوط دمشق كان بتدبير أمريكى وبتوافق روسى إيرانى إسرائيلى تركى.. وهروب بشار إلى موسكو خوفاً من أن يلقى مصير صدام حسين. 
ولأن بشار رفض كل النصائح بإدارة حوار مع المعارضة المدنية ورفض فكرة توسيع الهامش الديمقراطى فى البلاد، وكلنا نتذكر قانون الأحزاب الذى أصدره فى بداية الثورة السورية كان يمنع قيام الأحزاب ومصادرتها، وما حدث لبشار درس لكل حاكم يرفض الديمقراطية والتعددية وحرية الرأى والتعبير ويحبس الناس على النوايا بقوانين ألفاظها مطاطة.. التداول السلمى للسلطة هو المنجى من هذه التقلبات.
والملاحظ أن جبهة النصرة هى التى سيطرت على مقاليد البلاد، وأبعدت كل فصائل المعارضة الأخرى مثل الائتلاف الوطنى وغيرها من الجماعات التى كون قياداتها ثروات كبرى نتيجة معارضة النظام السورى وهم لا صمتوا ولم يبدوا أى امتعاض على التعيينات والتشكيل الحكومى المؤقت والتعيينات فى الجيش والشرطة السورية. ولأن من كان يمول هذه الفصائل ارتضى بما يجرى فى سوريا، فكان صمت قادتها هو الأسلم لأن هناك نموذجاً جديداً يتشكل فى سوريا دولة دينية منفتحة نسبياً يحكمها تنظيم منذ أيام كان يصنف قائده بالإرهابى.. وتبنى القائد الجديد خطاباً يبدو منفتحاً ليس مثل خطاب طالبان فى أفغانستان ولا خطاب الإخوان فى مصر عندما حكموا فهو ما زال يتحدث عن فترة انتقالية قد تطول عن 3 أشهر لكنه يتعهد فى كل مرة بمشاركة كل أطياف الشعب السورى فى إدارتها رغم أن قراراته تؤكد العكس تماماً.
هذا النموذج الذى لن يعادى الكيان الصهيونى وهى الحجة التى يرددها قادة جميع الفصائل الإسلامية التى تحارب الأنظمة الحاكمة فى بلادها لأنها متخاذلة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين كما يزعمون وحجتهم أن الاحتلال عدو بعيد وأن الأنظمة السياسية هى العدو القريب، أما الآن فسقطت هذه الحجة بينهم وبين إسرائيل، وأصبح العدو الإسرائيلى أمامهم مباشرة، ولكن منذ هروب بشار احتلت إسرائيل أراضى أكثر من سوريا وسط صمت تام من النظام الجديد فى دمشق والعناصر المتحالفة معه حتى لم يكلف قائده سفير سوريا فى الأمم المتحده تقديم شكوى فى مجلس الأمن. 
الغرب يبحث عن دولة دينية إسلامية بجوار دولة دينية يهودية بينهما تعاون وعلاقات واتفاقيات ويكون نموذجاً يتمتع بالتسامح مع الآخرين ومع حقوق المرأة فى التعليم لكنه سيفرض قواعده الأخرى المتعلقة بالزى والعمل والسفر وغيرها من الحقوق الأخرى وهو النموذج الذى فشل فى أفغانستان ومصر فى حكم الإخوان. 
أما الأرض التى احتلتها إسرائيل فى سوريا ودخولها العمق السورى، فقد يكون هناك اتفاق مع القيادة الجديدة تمهيداً لنقل مواطنى غزة والضفة إلى هذه الأراضى بعد الموقف المصرى والأردنى الرافض لعمليات التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية.. إسرائيل والولايات المتحدة يمهدان الطريق إلى هذا الهدف وهذه المرة سيكون على يد الدواعش والنصرة والقاعدة والجماعات الإسلامية والسلفية وحتى الإخوان. 
المشهد السورى الحالى والتطورات القادمة ستكون هى المحرك الأساسى فى المنطقة وعلى ضوء السيناريو الحالى سوف يتحدد مصير المنطقة كلها وكذلك مصير التنظيمات المتطرفة فى المنطقة والعالم وعلينا أن نراقب ما يحدث بدقة حتى لا تفاجأ بانهيار دول أخرى فى المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثورة السورية فى سوریا

إقرأ أيضاً:

اشتباكات سوريا.. 70 قتـ.يل وتحذير من انفجار الوضع

أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، معقل عائلة الأسد، غرب سوريا عن فرض "حظر تجوال حتى الساعة العاشرة صباحًا" يوم الجمعة، بعد مواجهات واشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد خلفت أكثر من 70 قتيلا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 70 قتيلا غالبيتهم من قوات الأمن السوري ومسلّحين موالين للأسد، خلال اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين دارت الخميس باللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي اليها عائلة الأسد.

ويشكّل فرض الأمن في سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة في محافظات عدة، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما.

السعودية تدين جرائم المجموعات الخارجة عن القانون في سورياسوريا.. الجيش يمشط اللاذقية وفرض حظر التجوال في عدة مناطقمصطفى بكري: المؤامرة ضد سوريا كبيرة.. ووحدتها هي الأهم

وشهدت محافظة اللاذقية الخميس اشتباكات غير مسبوقة منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، استخدمت خلالها قوات الأمن الطيران المروحي لاستهداف مسلحين موالين للرئيس المخلوع، وفق المرصد.

جاء قرار فرض حظر التجوال بعد سلسلة من الهجمات العنيفة غير المسبوقة التي نفذها مسلحون موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب سوريا، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هذه الهجمات تشكل واحدة من أعنف الهجمات ضد السلطة الجديدة منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، وتعد أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد برصاص الموالين للأسد، مما يثير مخاوف من انفجار الوضع في منطقة الساحل السوري.

وبدأت هذه التوترات في بلدة بيت عانا، التي تعد مسقط رأس العقيد سهيل الحسن، أحد أبرز القادة العسكريين السابقين في الجيش السوري خلال فترة حكم الأسد، وذلك بعد أن منعت مجموعة من الأهالي قوات الأمن من توقيف شخص مطلوب بتهمة تجارة الأسلحة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدمّر وسائل قتالية في المنطقة العازلة بجنوب سوريا
  • إسرائيل تدمّر "وسائل قتالية" في المنطقة العازلة بجنوب سوريا
  • إسرائيل تدمر «وسائل قتالية» في المنطقة العازلة بجنوب سوريا .. تفاصيل
  • إسرائيل تدمّر "وسائل قتالية" في المنطقة العازلة بجنوب سوريا
  • فرنسا تطالب بالتحقيق في جرائم غرب سوريا
  • أين تحصّن أتباع بشار الأسد في سوريا؟
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي
  • سوريا .. اشتباكات عنيفة في اللاذقية وإعدام 52 شخصاً
  • اشتباكات سوريا.. 70 قتـ.يل وتحذير من انفجار الوضع
  • بريطانيا ترفع العقوبات عن 24 كيانا سوريا