أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن دائمًا يربط بين الاستغفار ونزول المطر بشكل مجازي يعكس استجابة السماء.

وقال رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس الجمعة: "عند قراءة القرآن بتدبر، نلاحظ أن الله تعالى في موضعين من القرآن يربط بين الاستغفار ونزول المطر، وعند الحديث عن المطر، لا يستخدم القرآن كلمة السحاب بل يقول: 'يرسل السماء'.

رئيس جامعة الأزهر يهنئ أبناءه الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة لتكون صديقة للبيئة

وأضاف: "في قصتي سيدنا نوح وسيدنا هود عليهما السلام، نجد دعوتهما لقومهما للاستغفار، حيث قال سيدنا نوح: 'فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارًا'، لافتا إلى أن هذا التصوير القرآني يتجاوز مجرد نزول المطر، بل يعكس دعوة عامة للاستغفار الذي يعقبه تيسير الرزق وزيادة المال والأبناء".

وأردف رئيس جامعة الأزهر: "الاستغفار في القرآن ليس مجرد طلب للمغفرة، بل هو أيضًا سبب لزيادة البركة في الحياة، كما يظهر في قول سيدنا هود: 'استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا'".

وشدد الدكتور سلامة داود على أن هذا الأسلوب القرآني يعكس قوة العلاقة بين الاستغفار وبين استجابة السماء، حيث لا يقتصر الأمر على نزول المطر من السحاب بل يشمل استجابة الكون كله للاستغفار، مما يُظهر مدى تأثيره في حياة المؤمن، مضيفا أن هذه المعاني تعكس عناية القرآن بمستقبل الإنسان واعتناءه بجوانب الرزق والبركة في الدنيا.

وأكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن حديث نبوي شريف يوضح كيفية تعامله صلى الله عليه وسلم مع المواقف التي تتعلق بالغش. 
وقال: "في إحدى الروايات التي نقلها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرَّ النبي على رجل كان يحمل طعامًا ووجد أن به بللاً، فسأله: 'ما هذا؟'، فأجاب الرجل قائلاً: 'أصابته السماء يا رسول الله'، وهذه العبارة تحمل دلالة قوية على شدة المطر، حيث أن العربي الأصيل كان يطلق على المطر الذي يصيب الأرض 'السماء' وليس السحاب".

وأوضح أنه في هذا الحديث النبوي يظهر التأكيد على الصدق والوضوح في التعاملات، حيث وجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بأن "يضع البلل فوق الطعام كي يراه الناس"، في إشارة إلى ضرورة أن يكون المبيع واضحًا للناس، وعدم إخفاء العيوب.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يتابع في سياق غاية في الأهمية، حيث قال: "من غش فليس مني". 
وشرح  أن هذا الحديث له روايتان، إحداهما تقول "من غش فليس مني" بمعنى أن من يعتمد على الغش في حياته ويمارسه كأسلوب ومنهج في الحياة فإنه لا ينتمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن الرواية الأخرى تقول: "من غشنا فليس منا" أي أن الغش يُنكر بصرف النظر عن الشخص الذي يُغش، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، وهذا يظهر التزام الإسلام بالمبدأ الأساسي في التعاملات النزيهة والشفافة.

وأشار الدكتور سلامة داود إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوقف في تحذيره عند تصحيح الممارسات، بل يعزز المبدأ الأخلاقي الأساسي، وهو أن الإسلام لا يعترف بالغش في أي سياق، مع التأكيد على أنه يجب أن يكون هذا المبدأ سمة من سمات حياة المسلم في كل تعاملاته اليومية.

كما شدد على أهمية التأمل في دقة هذه المعاني النبوية، والتي لا تقتصر على النصوص الشرعية فقط، بل تمتد لتكون مرشدًا عمليًا في حياتنا اليومية، لتعزيز الشفافية والنزاهة والعدالة في جميع الأوساط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر السماء استجابة السماء المطر السحاب النبی صلى الله علیه وسلم الدکتور سلامة داود رئیس جامعة الأزهر

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يهنئ أبناءه الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة

قدم الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، التهنئة إلى أبنائه الطلاب والطالبات الفائزين في مسابقة (المشروع الوطني للقراءة) في موسمها الرابع فئة "القارئ الماسي" التي تنظمها مؤسسة البحث العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة لتكون صديقة للبيئة رئيس جامعة الأزهر: 100 ألف جنيه قيمة الجائزة الكبرى لمسابقة القرآن الكريم

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الفوز يعزز مكانة أبناء الأزهر  الشريف جامعًا وجامعة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

وأكد رئيس الجامعة أن طلاب وطالبات جامعة الأزهر في مختلف الكليات بالقاهرة والأقاليم نماذج مضيئة تعكس وسطية واعتدال منهج الأزهر الشريف على مر التاريخ.

وثمن رئيس الجامعة حرص الطلاب على رفع راية جامعة الأزهر في جميع المحافل مما يسهم في رفع تصنيف الجامعة وتقدمها في مصاف الجامعات الدولية.

يذكر أن مؤسسة البحث العلمي أعلنت أمس الخميس أسماء الفائزين بالموسم الرابع للمشروع الوطني للقراءة 2023- 2024م، وأوضحت المؤسسة أن ترتيب المراكز سوف يعلن في الحفل الختامي للمسابقة قريبًا، مؤكدة أن النتائج كان لها صدى طيب يعكس مستوى المتقدمين من مختلف المؤسسات، مؤكدة أنه تم تطبيق أدق المعايير التي من شأنها إفراز نخبة من القراء من النماذج المتميزة التي تزهو بهم جمهورية مصر العربية، وجامعة الأزهر الشريف، وهم:

-الطالب شريف عصام عبد التواب، الطالب بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بأسيوط.

-الطالبة فاطمة محمد عبد الرحيم، الطالبة بكلية الدراسات الإنسانية للبنات بالقاهرة.

-الطالب خليل إبراهيم محمد بيومي، الطالب بكلية أصول الدين بالقاهرة.

-الطالب عمر خالد عبد الفتاح بشير، الطالب بكلية طب الأسنان بنين القاهرة.

 رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة


وعلى صعيد اخر، ناقش الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، المشروع الطموح الذي تقدم به الدكتور علي البيلي، أستاذ التخطيط العمراني وكيل كلية الهندسة بنات بالقاهرة، بالتعاون مع لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة بإشراف الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وبمساعدة طالبات قسم التخطيط العمراني بكلية الهندسة بنات بالقاهرة.

وأشاد رئيس الجامعة بهذا المشروع الطموح الذي يسهم في رفع تصنيف جامعة الأزهر ويجعلها في طليعة الجامعات الرائدة في الحفاظ على البيئة وتوفير المناخ الملائم للعملية التعليمية للطلاب والطالبات.

وثمن رئيس الجامعة هذا الجهد والرؤية التطويرية من الدكتور علي البيلي وفريق العمل معه، مشيدًا بجهد الطالبات المشاركات في هذا المشروع، ووجه فضيلته بالتوسع في تطبيق هذا المشروع في الأمانات المساعدة لجامعة الأزهر في طنطا وأسيوط.

وقال رئيس الجامعة: إن هذا المشروع الطموح نأمل أن نراه واقعًا في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.

وأوضح الدكتور علي البيلي، وكيل كلية الهندسة المشرف على المشروع، أن فكرة المشروع قائمة على إعادة تخطيط حرم الجامعة بمدينة نصر عن طريق عمل لاند سكيب متكامل لتصبح جامعة الأزهر أول جامعة صديقة للبيئة، والاستثمار الأمثل للمساحات البينية بين المباني وبعضها البعض عن طريق زرع الأشجار المثمرة؛ دعمًا للمبادرة الرئاسية ( 100مليون شجرة مثمرة).

وأشار الدكتور علي البيلي إلى
أن رؤية المشروع تعمل من خلال محاور عدة تتضمن إعادة تخطيط حرم الجامعة ليصبح أنموذجًا متطورًا يدمج التكنولوجيا الحديثة مع الاستدامة البيئية من خلال استخدام الطاقة الشمسية
مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتقليل التلوث، وتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة والمياه.

وأضاف البيلي أن مشروع تطوير الحرم الجامعي يعتمد على تقنيات صديقة للبيئة؛ حيث يتم توليد الطاقة من الألواح الشمسية، واستخدام أنظمة تكييف موفرة للطاقة بنظام VRV، مما يقلل من انبعاثات الكربون، ويدعم جهود الدولة المصرية نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر للبابا تواضروس: النبي أوصانا بمودة المسيحيين وأقباط مصر .. والقرآن أثنى عليكم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد أعمال الامتحانات بفرع بالزقازيق.. صور
  • رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم يربط الاستغفار بنزول المطر كدلالة على استجابة السماء
  • رئيس جامعة الأزهر: حديث سيدنا النبي عن الغش يحمل دلالات تربوية عظيمة
  • رئيس جامعة الأزهر: الاستغفار في القرآن ليس مجرد طلب للمغفرة
  • رئيس جامعة الأزهر يهنئ أبناءه الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة
  • خطبة الجمعة من الجامع الأزهر| الدكتور محمود الهواري يكشف عن معنى جميل في آية الأشهر الحرم.. ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة
  • خطيب الجامع الأزهر: ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة لعظم أمره.. فيديو
  • رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة لتكون صديقة للبيئة