تسعى الدولة المصرية بقوة نحو دعم القطاع الصناعى وتوطين عدد من الصناعات التى يمكن أن تلعب دوراً مهماً فى تشكيل الاقتصاد المصرى، وترسيخ ركائزه، وتعد صناعة الغزل والنسيج ثانى أكبر القطاعات الصناعية فى مصر بعد الصناعات الغذائية، فضلاً عن كونها واحدة من أقدم الصناعات فى مصر، التى تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالهوية الثقافية والاقتصادية للبلاد، وقد واجهت الصناعة الكثير من التحديات خلال السنوات الماضية التى أدت إلى تراجعها بشكل ملحوظ، ومن أبرز هذه التحديات تهالك البنية التحتية حيث تعرضت العديد من المصانع والمعدات فى هذا القطاع للتقادم، ما أثر على كفاءة الإنتاج وجودته، وهو ما هدد فرص المنتج المصرى فى المنافسة، وهو الأمر الذى مهد الطريق لانتشار المنتجات المستوردة ذات الأسعار المنخفضة إلى تراجع الطلب على المنتجات المحلية.


كما عانى قطاع الغزل والنسيج من نقص الاستثمارات اللازمة لتطوير التكنولوجيا المستخدمة وتحسين كفاءة الإنتاج، فضلاً عن تراجع إنتاج القطن المصرى بسبب التحديات الزراعية، ما أثر سلباً على توفير المواد الخام للصناعة، لكن مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة البلاد بدأت نظرة الدولة تتغير جذرياً لهذا القطاع، حيث تبنت الحكومة المصرية رؤية شاملة للنهوض بقطاع الغزل والنسيج الذى يسهم فى توفير مئات الآلاف من فرص العمل، كما تسهم هذه الصناعة بنسبة كبيرة فى الناتج المحلى الإجمالى، إلى جانب مساهمتها فى الصادرات المصرية، خاصة فى ظل الطلب العالمى المتزايد على الأقمشة والملابس القطنية ذات الجودة العالية التى تشتهر بها مصر.
وأطلقت الدولة المصرية حزمة من المبادرات والسياسات التى تهدف إلى دعم هذا القطاع وتعزيز مكانته محلياً وعالمياً، كان فى مقدمتها تطوير البنية التحتية للصناعة، حيث خصصت الدولة استثمارات كبيرة لتحديث المصانع القائمة وإنشاء مصانع جديدة تعتمد على أحدث التقنيات، ومن أبرز المشاريع فى هذا الصدد، مشروع مدينة النسيج بالمنيا، الذى يعد أحد أكبر المشروعات الصناعية فى مصر والشرق الأوسط، التى تسهم فى تعزيز القدرة الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة.
ولم تتوقف جهود الدولة عند تطوير البنية التحتية، فقد امتدت أيضاً إلى تحسين جودة القطن المصرى حيث أطلقت الحكومة مبادرات لتحسين جودة وإنتاجية القطن المصرى، المعروف عالمياً بـ«الذهب الأبيض»، من خلال تعزيز زراعته والاهتمام بجودته، حيث ضمنت هذه الجهود استخدام تقنيات حديثة فى الزراعة، وتوفير الدعم الفنى للمزارعين، وتنظيم حملات لترويج القطن المصرى عالمياً، إضافة إلى ذلك عملت الدولة على تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية فى قطاع الغزل والنسيج من خلال تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات إدارية، كما تم توقيع اتفاقيات شراكة مع كبرى الشركات العالمية لتطوير الإنتاج وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية فى الأسواق الدولية.
إضافة إلى ذلك وضعت الحكومة خططاً لزيادة صادرات المنتجات النسيجية من خلال توفير دعم مالى للمصدرين، وتحسين جودة المنتجات، وتعزيز حضور مصر فى المعارض الدولية المتخصصة. وأسهمت هذه الجهود فى زيادة صادرات القطاع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، كما أولت اهتماماً كبيراً لتأهيل العمالة وتدريبها على أحدث التقنيات المستخدمة فى صناعة الغزل والنسيج، إيماناً بأهمية العنصر البشرى فى دعم الصناعة وتنميتها، حيث تم إنشاء مراكز تدريب متخصصة بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية لتزويد العاملين بالمهارات اللازمة وتحسين إنتاجيتهم.
ومن أجل تعزيز ركائز القطاع الصناعى عملت الحكومة على خلق بنية تشريعية وإصدار سياسات داعمة تعزز الشعور بالثقة لدى المستثمرين، من خلال إصدار مجموعة من التشريعات والسياسات التى تهدف إلى حماية الصناعة المحلية من المنافسة غير العادلة، مثل فرض رسوم حماية على المنتجات المستوردة ذات الأسعار المنخفضة، وتقديم دعم مالى للمصانع المتعثرة لاستعادة نشاطها، وقد بدأت الدولة خلال الفترة الماضية فى جنى ثمار هذه الجهود، حيث شهد قطاع الغزل والنسيج تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، تجلت فى ارتفاع معدلات الإنتاج، وتحسن جودة المنتجات، وزادت مساهمة القطاع فى الصادرات المصرية، ولكن رغم هذا التقدم لاتزال هناك حاجة مُلحة لتعزيز تنافسية الصناعة عالمياً، خاصة فى ظل التطورات التكنولوجية السريعة.
وختاماً.. النهوض بصناعة الغزل والنسيج فى مصر ضرورة اقتصادية، لتعزيز الاستثمار فى مستقبل البلاد ورفاهية شعبها، وهو ما يتطلب الاستمرار فى تنفيذ السياسات الداعمة وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، حتى تتمكن هذه الصناعة العريقة من أن تستعيد مكانتها الريادية وأن تسهم فى تحقيق التنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القطاع الخاص النائب حازم الجندي الدولة المصرية الغزل والنسیج القطن المصرى من خلال فى مصر

إقرأ أيضاً:

ترامب إلى السعودية بعد أن وافقت على استثمار تريليون دولار

#سواليف

قال الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب إنه يخطط لزيارة #السعودية، مشيرا إلى صفقة لاستثمارات كبرى من المملكة في الولايات المتحدة قيمتها #تريليون_دولار.

وعندما سئل ترامب عما إذا كان سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، أكد نيته زيارة المملكة، مشيرا إلى أن الدوافع التجارية هي الرئيسية.

وقال ترامب للصحفيين: “أنا ذاهب إلى السعودية”، دون ذكر تاريخ محدد.

مقالات ذات صلة استمرار الأمطار على شكل زخات في أجزاء واسعة من المملكة خلال الساعات القادمة 2025/03/07

وأضاف: “قلت إنني سأذهب إذا دفعت تريليون دولار، تريليون دولار للشركات الأمريكية، (موزعة) على مدى أربع سنوات”، في إشارة إلى مدة رئاسته.

وتابع: “وافقوا على ذلك، لذلك سأذهب إلى هناك”.

وكانت السعودية الوجهة الخارجية الأولى لترامب بعد توليه منصبه في عام 2017، ولم يسافر بعد إلى الخارج منذ عودته إلى البيت الأبيض.

وقال مؤخرا إنه قرر زيارة السعودية بدلا من بريطانيا في أول رحلة له عام 2017 لأن المملكة العربية وعدت بشراء منتجات أمريكية بقيمة 450 مليار دولار.

وقد أقام ترامب #علاقات_تجارية وثيقة مع السعودية، حيث أعلنت منظمة ترامب في ديسمبر عن بناء برج ترامب في جدة.

وفي فترته الرئاسية السابقة، تفاخر ترامب بحماية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من عواقب مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، حيث استشهد الرئيس بأهمية مشتريات السعودية من الأسلحة الأمريكية.

وقد تعهدت إدارة ترامب بالمضي قدما بكل سرعة في محاولة إقناع السعودية بالتطبيع مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • 42 شهيدًا ومصابا في غزة خلال 24 ساعة
  • إيه هي أهم المنتجات الخشبية؟.. أحد الصناع يوضح
  • إحياء ذكرى الشهيد عبد المنعم رياض في مدارس دمياط
  • العراق في صدارة مستوردي الحبوب والبقوليات من تركيا خلال شباط الماضي
  • انتصارات الشهر الكريم| تحديات وإنجازات قبل وبعد العاشر من رمضان.. دوي مدافع أكتوبر شكّل نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر
  • فعالية خطابية في صعدة إحياء للذكرى السنوية لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • الاتصالات: المناطق التكنولوجية وفرت 8,121 فرصة عمل مباشرة للمناطق التكنولوجية
  • توطين أدوية الأورام بين ساندوز العالمية وسيديكو| هيئة الدواء: سيتم نقل تكنولوجيا التصنيع وتحقق الاكتفاء الذاتي لـ5 مستحضرات للمرضى.. الحق في الدواء: تسهم في تأمين المستحضرات الحيوية والأمن الدوائي
  • هزاع بن زايد: رئيس الدولة يولي اهتماماً كبيراً بدعم القطاع الوقفي
  • ترامب إلى السعودية بعد أن وافقت على استثمار تريليون دولار