تعليم الكبار : انخفاض نسبة الأمية بالسويس إلى 12.6%
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أعلن الدكتور عيد عبدالواحد، رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، أن حي عتاقة بمحافظة السويس أصبح خاليًا من الأمية وذلك في ظل توجيهات القيادة السياسية، وتنفيذًا لتوجيهات محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وسعي الهيئة العامة لتعليم الكبار الدائم، لتنفيذ الخطة الاستراتيجية الجديدة، والتي تهدف إلى أن تكون مصر بلا أمية، وتحقيق التنمية المستدامة 2030.
وأكد أن ذلك يأتي طبقا للرؤية الجديدة للهيئة العامة لتعليم الكبار، والتي تتماشى مع رؤية الدولة المصرية ورؤية وزارة التربية والتعليم في الجمهورية الجديدة، جمهورية خالية من الفقر، والجهل، والمرض، وفي إطار تفعيل الشراكة مع كافة الجهات الشريكة، ولاسيما المحافظات؛ لإعلانها خالية من الأمية قبل 2030، طبقا لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
واستقبل اللواء طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، الدكتور عيد عبدالواحد رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، لحضور احتفالية محافظة السويس، وإعلان حي عتاقة خاليًا من الأمية، وفي كلمته أوضح الشاذلي أن إعلان حي عتاقة خاليًا من الأمية يُعد إنجازًا نوعيًا يعكس تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية في القضاء على الأمية باعتبارها واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه التنمية، وأضاف أن الفضل يرجع إلى جميع القيادات السابقة بالمحافظة؛ لأنهم السبب في أن حي عتاقة خالٍ من الأمية، وانخفاض نسبة الأمية بالمحافظة إلى 12.6٪.
كما وجه الشاذلى الشكر لكل من ساهم في تحرير العقل من الاستعباد أو تحسين حياة فرد أو رفع وعيه وعلمه، مؤكدا أن هذا الإنجاز هو جزء من خطة شاملة لجعل السويس بأكملها خالية من الأمية في الوقت القريب، مشددًا على أهمية التعليم في تمكين الأفراد من تحسين حياتهم والمساهمة في بناء مجتمع متقدم ومتماسك، وأيضا أهمية القراءة والكتابة في الحفاظ على الخصوصية.
وفي كلمته أكد عبدالواحد أنه فخور بتواجده في محافظة السويس، وإعلان حي عتاقة خاليًا من الأمية، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن محافظة السويس خالية من الأمية، بفضل تضافر جميع الجهات الشريكة بالمحافظة، وخصوصا أنها قاربت من الصفر الافتراضي.
وأكد عبدالواحد أن الأمية تعرقل التنمية، وهي سبب جميع المشاكل، كما أشاد بالجهود المخلصة التي بذلتها جميع الجهات؛ لتحقيق هذا الإنجاز، مؤكدًا أن محو الأمية هو أساس تحقيق التنمية والتقدم في المجتمع، مشيرا إلى أن محو الأمية ليس للكتابة والقراءة فقط، ولكن محو الأمية للثقافات وتغيير السلوك في المجتمع، وأن إعلان حى عتاقة خاليًا من الأمية هو ثمرة العمل المشترك بين جميع الجهات المشاركة والمتطوعين الذين ساهموا في الوصول إلى الفئات المستهدفة.
كما أشاد بمحمد دياب من ذوي الإعاقة بالسويس الذي اجتاز أول امتحان إلكتروني لمحو الأمية بمحافظة السويس ورغم الظروف الصعبة إلا أنه أجاد الكتابة على الكمبيوتر والموبايل، مشيرا إلى أهمية التعايش مع البيئة الرقمية، والتطور الرقمي والتكنولوجيا للأميين وتعليمهم هذه الثقافات، مؤكدا على ضرورة عقد ندوات توعوية وتثقيفية؛ لتعديل السلوك المجتمعي بما يؤثر على المجتمع في تصرفاته وسلوكياته، بالإضافة إلى التمكين من المهارات الوظيفية، وريادة الأعمال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تعليم الكبار الهيئة العامة لمحو الأمية رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار المزيد خالیة من حی عتاقة
إقرأ أيضاً:
اليمن واحد من اللاعبين الكبار
تحتلّ المقاربة اليمنية الجديدة تجاه الحرب على غزة مكانة لم تكن لها بعد طوفان الأقصى، وقد صارت عيون العالم شاخصة على ما يصدر عن اليمن بعدما كان الكثير من المحللين والمتابعين لا يُعيرون الموقف اليمني أهمية في قراءة توازنات المنطقة. وعندما أعلن اليمن فتح جبهة الإسناد لدعم غزة لم يتوقّع أحد أن تكون جبهة اليمن جبهة رئيسية ثم الجبهة الرئيسية في إسناد غزة، وأن تنجح بإلحاق أذى اقتصادي ومعنوي حقيقي بالكيان، عبر الحصار البحريّ المحكم في البحر الأحمر لكل تجارة يكون الكيان وجهتها، وبدا الكيان عاجزاً رغم حجم الأضرار وعاجزاً عن فعل شيء حقيقي، ونجح اليمن بإظهار ضعف صورة الردع التي يدّعيها الكيان، بعدما نجح في تحقيق ما هو أهم، عندما تحدّى قوة الردع الأمريكية في البحر الأحمر الذي يمثل محور استراتيجية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.
بعد الخسائر الضخمة التي لحقت بجبهة لبنان، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي كرّس توازناً بين قدرة المقاومة على منع الاحتلال من التقدم البرّي من جهة، وتفوّق الاحتلال الناري والاستخباري والتكنولوجي من جهة مقابلة، تحمّل اليمن عبء الإسناد وحيداً بعدما كان العراق قد خرج أيضاً من جبهة الإسناد لظروف مشابهة لظروف لبنان، بينما عجز الأمريكي والإسرائيلي ومَن معهما من محاصرة اليمن بظروف مشابهة، ولم يكن الأمر صدفة، بل كان ثمرة التكامل الاستثنائي الذي أظهره اليمن بين قيادته وقواته المسلحة من جهة وشعبه من جهة موازية، أسوة بما صنعته المقاومة في غزة، وكانت نقطة الضعف اللبنانية والعراقية بوجود فئات شعبية وسياسية في البلدين تتربّص بالمقاومة وتكيد لها المكائد، ما جعل القبول بالتموضع وراء صيغة تحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ضرورة لإسقاط خطط الأمريكي والإسرائيلي.
يحمل اليمن من جهة أعباء أنه بات يمثل منفرداً محور المقاومة، ومن جهة أن قائده السيد عبد الملك الحوثي معنيّ بتعويض غياب السيد حسن نصرالله بعد استشهاده كقائد لمحور المقاومة، وبالرغم من التهديدات الأمريكية المباشرة مرفقة بعقوبات وتصنيف على لوائح الإرهاب يمضي اليمن بقوة في خياره، وهو يدرك الموازين الحقيقيّة للقوة خارج النصوص الخطابية الترامبية، ذلك أن معادلة حماية غزة من خطر الحرب تستقيم إذا جرى جمع قدرة المقاومة في غزة على إمساك ورقتي الأسرى والحرب البرّية، وأمسك اليمن بورقتي الحصار البحريّ وتهديد تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيّرة.. وبهذا التوازن الرادع يُصبح التفكير بالعودة للحرب من الجانب الأمريكيّ الإسرائيلي بحاجة للمراجعة.
يتقدم اليمن خطوة إلى الأمام ويضع مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مهدّداً بعودة الحصار البحري على الكيان إن لم يبدأ إدخال المساعدات إلى غزة قبل انتهاء المهلة، فتصير حرب غزة بين تهديدين، تهديد يطال غزة ويهدّدها بالجحيم ما لم تترك الأسرى دون الحصول على إعلان نهاية الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وتهديد يحمي غزة، ويقول الإسرائيلي والأمريكي إن الحصار البحري على الكيان عائد ما لم تدخل المساعدات إلى غزة.. وبينما يقيم الكيان حساباً للعودة إلى الحرب رغم الدعم الأمريكي الذي أحال على الكيان عبء تنفيذ التهديد، فيخشى أن يقتل أسراه ويخشى مخاطر الحرب البرية، وبات يخشى تداعيات الدور اليمني، يأتي التهديد اليمني لفرض إدخال المساعدات محسوباً، فالكيان يقبل ببقاء التهدئة لكنه يوقف المساعدات وإن عادت المساعدات لا تمانع المقاومة بانتظار وقت أطول حتى تتم العودة إلى المرحلة الثانية، واليمن يعلم أنه يهدّد بفرض الحصار الذي سوف تنتج عنه عودة المواجهة بين اليمن والأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر ما يعني عودة اليمن إلى استهداف عمق الكيان وربما القواعد الأمريكية في الخليج وليس فقط الحاملات والسفن الأمريكية الحربية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
يدرك اليمن أنه دخل لعبة الكبار ويتصرّف كواحد من اللاعبين الكبار.
رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية