بالصورة والفيديو.. بعد غياب أهله وعدم تمكنهم من الحضور .. شباب سودانيون ببلاد الغربة يحتفلون بصديقهم العريس ويضعون له “الحناء” ويغنون ويطلقون الزغاريد ومتابعون: (الأصحاب العزة الصاح)
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أثار شباب سودانيون, ببلاد الغربة أعجاب الآلاف من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, بسبب لفتة رائعة قاموا بها تجاه صديقهم.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد ظهر الشباب الذين يسكنون في سكن “عزابة” وهم يحتفلون بصديقهم العريس المتواجد معهم بالسكن.
أصدقاء العريس استطاعوا القيام بدور أسرته التي غابت عن حضور الزواج بسبب عدم تمكنهم من الوصول لمكان إقامته.
حيث قام الشباب بحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, بوضع “الحناء” لصديقهم العريس وأحتفلوا به بالغناء وإطلاق الزغاريد.
جمهور مواقع التواصل الاجتماعي من جانبه تفاعل مع المقطع بتعليقات إيجابية على شاكلة: (الأصحاب العزة الصاح).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحد الفاصل بين الشيطنة والأنسنة في مواقع التواصل الاجتماعي ( أبطال مزيفون وضحايا مظلومون )
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، تبرز بشكل متزايد ظاهرة الشيطنة والأنسنة، اللتين تُستخدمان بطرق معقدة لتوجيه الرأي العام وخلق واقع اجتماعي جديد. رغم أن الفارق بين المصطلحين يبدو واضحًا، إلا أن تداخلهما في فضاء الإنترنت قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، مما يجعل التمييز بينهما أمرًا بالغ الأهمية لفهم تأثير هذه الظواهر في المجتمعات المعاصرة.
الشيطنة هي عملية تفريغ الأفراد أو الجماعات من إنسانيتهم وتحويلهم إلى تهديدات أو أعداء. في السياق الرقمي، تصبح الشيطنة أداة فعالة للسيطرة والتحكم في وعي الجماهير. تُستخدم هذه الظاهرة بشكل أساسي في النزاعات السياسية والاجتماعية لتبرير العنف أو القمع ضد الفئات المستهدفة. إن تلاعب وسائل الإعلام الاجتماعية بمحتويات تُحرف وتحور الواقع يُساهم في إنتاج صورة سلبية عن الآخر، إذ تُعرض الأفراد والجماعات كخصوم أو تهديدات.
أظهرت الدراسات أن آليات الشيطنة في السوشيال ميديا تعتمد بشكل كبير على الاستهداف العاطفي والتلاعب بالمعلومات. على سبيل المثال، يتم نشر صور وفيديوهات مشوهة أو يتم إخراج التصريحات من سياقها لخلق انطباع زائف يساهم في تعميق الخوف. يمكن لهذه الحملات أن تساهم في نشر الاستقطاب الاجتماعي، مما يعزز مشاعر الكراهية ويُسهل قبول سياسات قمعية.
على النقيض، تسعى الأنسنة إلى تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية للفرد، وتعزيز قيم العدالة والمساواة. في السوشيال ميديا، تُستخدم الأنسنة كأداة لمناصرة حقوق الإنسان والتضامن مع الفئات المظلومة. إن السعي لاستعادة الكرامة الإنسانية يتطلب من المستخدمين التركيز على القصص الإنسانية التي تسلط الضوء على معاناة الأفراد وتواجه التحديات اليومية التي يواجهونها. هذا الأسلوب يهدف إلى تحفيز التعاطف والمشاركة المجتمعية، مما يعزز التفاهم بين الأفراد والجماعات.
ومن خلال نشر قصص الضحايا والشهادات الحية، تُعزز الأنسنة الوعي الجماعي وتدعو إلى التعاون والتضامن. حملات مثل #MeToo أو دعم اللاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي تعد مثالًا على الأنسنة الفعّالة، حيث تُقدّم معاناة الأفراد بشكل مباشر وصادق، مما يساعد في تشكيل رأي عام يدعم قضاياهم.
رغم التمايز النظري بين الشيطنة والأنسنة، يظل الحد بينهما غامضًا في العديد من الحالات. على مواقع التواصل الاجتماعي، يُمكن بسهولة أن تتحول حملات الأنسنة إلى حملات تشهير، والعكس صحيح. يتم ذلك عندما تُستخدم القصص الإنسانية بشكل استراتيجي لتحقيق أجندات سياسية أو اجتماعية، مما يعكس تحولًا في مفهوم الأنسنة إلى سلاح دعائي.
كذلك يتم أحيانًا تضخيم إنجازات شخصيات معينة لتصويرهم كأبطال قوميين، مما يعزز ظاهرة “عبادة الشخصية” ويُعيد تشكيل الواقع الاجتماعي لصالح أجندات معينة. في المقابل، تُعرض الضحايا الحقيقيون بشكل مشوه أو يتم تجاهلهم تمامًا، مما يحرمهم من العدالة الاجتماعية ويسهم في تعميق معاناتهم. هذا التلاعب في تصوير الأبطال والضحايا يُعقّد الصورة الواقعية ويؤثر بشكل كبير على الرأي العام.
لذلك تُظهر هذه الظواهر بوضوح كيف يمكن للأدوات الرقمية أن تُعيد تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي. في بعض الأحيان، قد تُظهر الحملة المعنية الفرد أو الجماعة على أنهم أبطال أو ضحايا حقيقيين، بينما في أوقات أخرى تُستخدم هذه الحملات لتدمير السمعة وتحويلهم إلى أعداء. يشير الباحثون إلى أن هذه الظواهر تتطلب الوعي الكامل بالأدوات المستخدمة في نقل هذه الرسائل والقدرة على التحليل النقدي للمحتوى المقدم.
الحملات التي تروج لرسائل مشوهة قد تساهم في خلق بيئة من الخوف وعدم الثقة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية واجتماعية تؤثر سلبًا على استقرار المجتمعات. لذا، من الضروري تطوير مهارات التحقق من المعلومات والشفافية في تقديمها لضمان الحد من تأثير هذه الظواهر.
في النهاية، يتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل ساحة معقدة للتفاعل بين الشيطنة والأنسنة. بينما قد تسهم الأنسنة في تعزيز العدالة والكرامة الإنسانية، فإن الشيطنة تُستخدم كأداة لتوجيه الرأي العام وتبرير السياسات القمعية. إن الحدود الفاصلة بينهما غالبًا ما تكون غير واضحة، ما يستدعي ضرورة التحليل النقدي للمحتوى الرقمي واتخاذ خطوات فعالة للتأكد من مصداقية المعلومات المتداولة.
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي