في زمن تعدد الأقطاب .. تسقط المقولات!
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
بين فينة وأخرى، نرى البعض من الأصدقاء وغيرهم يتشدقون بالحديث عن المثاليات في زمن تتعدد فيه الأقطاب ووجهات النظر ما بين مؤيد ومعارض ومحايد، وحتى هذه اللحظة من أمن قوت يومه ومستقبله يرد بأن المال لا يشتري السعادة، بل ذهب إلى تشبيه المال بـ«قصاصات ورق تتطاير في السماء لا قيمة لها»، ويعطي محاضرة ودعوية وفي الوعظ والإرشاد تصب في قالب المال ونفي أهميته في الوجود، ويطلق المزيد من التشبيهات التي لا متسع لها في أرض الواقع.
ونحن كمستمعين أو حاضرين لمثل هذا التنظير، هل علينا أن نصدق ما يقوله أو ننظر إلى إحدى الروايتين وهما: «السعادة لا تشترى بالمال»، أو «عندما يوجد المال نشعر بالسعادة»؟!
عمر طويل قد مضى ونحن نحاول أن نستوعب الخطب من أفواه البعض، ونجد في تلمس الطرقات التي تقودنا إلى الحقيقة وسط كم هائل من المسكنات التي تجعلنا نذهب إلى أن «القناعة كنز لا يفنى»، وبأن «ليس كل غني يشعر بالسعادة» وغيرها من العبارات الرنانة التي اختلف في تصديقها وإن كان جزء منها يلامس وجه الحقيقة إلا أنها ليست بالضرورة أن تكون صالحة لكل زمان ومكان.
وبعد مضي نحو نصف قرن من الزمن أدركت أخيرًا بأن الرواية الثانية هي الأقرب إلى الصواب أي عندما يحضر المال تزهو النفس بالراحة، فليس من المعقول أن تأتي السعادة من أنقاض منازل مدمرة أو قلوب محطمة أو ديار منكوبة وأفئدة محترقة أثقلها الحرمان والعذاب، كل هذه المهبطات تتلاشى عندما يطرق المال أبواب الفقراء فيغير من حالهم ويجعلهم يستطيعون الحصول على الخدمات الضرورية التي تضمن لهم الحياة الكريمة بهناء وشعور بالراحة والسعادة.
إذن المال هو من يجلب لنا السعادة، أما بقية الأشياء فهي مجرد شعارات نصبر بها أنفسنا عندما نعجز عن الحصول على المال بعد طول انتظار.
من قال: إن السعادة تأتي من نقص أو حرمان أو تمن، التعاسة ليست كالسعادة مطلقا، فالأخيرة تطرق أبواب القلوب التي فرجت عنها الهموم وقضيت عنها الديون، أما الذين تراكمت على رؤوسهم جبال شاهقة من المسؤوليات والالتزامات ولم يعد ما لديهم يكفي لسد رمق صغارهم وتوفير كل التزاماتهم فالتعاسة هي التي سيشعرون بها.
عند المرض المال هو الذي يمكنه بعد الله وإرادته أن يعينك على التشافي والحصول على العلاج المناسب، عند الضيق المال هو الرفيق الذي يبهج نفسك ويغير خارطة التفكير في ذهنك، عند كل محنة وشقاء يكون المال هو الصد المنيع الذي يسندك حتى لا تقع في مستنقع العوز والفقر والإحباط.
في مدرسة الحياة وجدنا صنفين من الناس الأول يموت عندما لا يجد الطعام والشراب والدواء.. ويعيش الآخرون في رغد ونعيم ويحصلون على ما يكفيهم بل يزيد عن حاجتهم فيعيشون في رفاهية وراحة.
من نصدق، هل بدون المال يمكننا أن نشتري أو نأخذ شيئا من متاع الدنيا؟
الجواب بلا، نحن في زمن ليس للمثالية في شيء، بل الحصول على الأشياء حتى ولو بتعب لا يهم، فقط علينا أن لا نتغنى بالشعارات وبيع الأوهام.
نعلم بأن الله هو الرزاق الحكيم، وفي جعل الفقراء والأغنياء يعيشون في مكان واحد لكن لكل منهم طريقته في الحياة، وليس هناك مقياس أو توازن يمكن أن نقارن ما بينهما.
كان لا بد من عرض وجهة نظر أحد الذين يكتبون عن هذا الأمر، فوجدت أن كاتب المحتوى ماجد المالكي يقول: مقولة «المال لا يجلب السعادة» هي مقولة شائعة ولكنها لا تعبّر عن الحقيقة الكاملة. فالمال بالطبع لا يمكنه أن يجلب السعادة بشكل مباشر، ولكنه يمكن أن يسهم في جعل بعض الظروف التي تساعد على تحقيق السعادة.
فعلى سبيل المثال، يمكن للمال أن يساعد في تحسين نوعية الحياة من خلال شراء المستلزمات الضرورية للعيش بشكل مريح مثل الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وكذلك يمكن للمال أن يساعد في تحقيق الأهداف المهنية والشخصية وإيجاد فرص للتعلم والتطوير.
ولكن، السعادة الحقيقية لا يمكن أن تكون مرتبطة بالمال وحده، بل تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والتواصل الإنساني والصحة النفسية والاستقرار العاطفي. ولذلك، يجب أن يتم تحقيق التوازن بين الجانبين النفسي والمادي في حياة الإنسان لتحقيق السعادة الحقيقية.
رؤية هذا الكاتب تتوافق تماما مع نظرتنا للمال، فالمال -كما هو متعارف عليه- أداة وليست غاية وهو بحد ذاته ليس سعادة دائمة في كل الظروف، فهناك ظروف يكون المال وبالا على صاحبه وربما يكتب هذا الثراء المالي ورقة وفاته على يد أشخاص مجرمين، لكن حسن التعامل مع المال حتما سيجلب لك السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المال هو
إقرأ أيضاً:
على المرأة إعانة زوجها للزواج بأخرى بدلًا من ارتكاب الفاحشة.. تصريحات أحمد كريمة تثير الجدل
احتلت تصريحات الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، جدلا واسعًا وتحديدًا عندما تحدث عن تعدد الزوجات ومطالبته الزوجة إعانة زوجها على الزواج بأخرى بدلًا من ارتكاب الفاحشة، وكما قال إنه تم رصد 902 حديثًا موجودة في كتب التراث، والفقه وتقال على المنابر بالمساجد، ولا يستدل بها، وأن علماء التراث هم من انتقدوا هذه الأحاديث.
وخرج الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، وقال إن لا أحد يعلو على البحث العلمي من حيث النقد غير القرآن الكريم، موضحًا أن هناك مرويات في البخاري ومسلم تحتاج لـ عمل علمي،أنه لا يجوز فتح الباب أم أشخاص متعصبة يشككون في نوبة وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب خبر أحاد أو حديث غير صحيح، وأن "الخبر الآحاد إذا عارض المنقول " القرآن الكريم" فعلم أنه معلول وغير صحيح، وإذا خالف الموضوع العقل كان غير صحيح".
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، أن تعدد الزوجات مباح، وعلى الزوجة إعانة زوجها على الزواج بأخرى بدلًا من ارتكاب الفاحشة، وأن الزواج الثاني حق لكل رجل دون تقديم مبررات، فكل رجل له حق الزواج وليس عليه تقديم مبرر.
ولفت إلى أن تعدد الزوجات ليس واجبًا وليس مندوبًا وليس حرامًا وليس مكروهًا، وهو مباح، وأن كل شخص أدرى بنفسه، وأن التعدد شرطه العدل، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، منع الإمام علي، من التعدد، فالتعدد ليس واجب وليس سنة عن النبي.
وأشار إلى أنه عندما تحدث عن تعدد الزوجات تعرض للهجوم الشديد، وأن من ضمن الأشخاص التي كانت تهاجمه شخص يعمل في الحقل الدعوي " بوزارة الأوقاف"، وأنه تزوج 6 مرات، ورفض الإفصاح عن أسمه، وأن من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة.
وأوضح أن هناك شخص آخر سلفي تزوج 22 مرة، ووصل إلى 30 وأن هذا الشخص منشور له على جوجل، وأن هذا الشخص على قيد الحياة، وأن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح مؤكدا أن تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية مباح مع التمسك بالعدل في النفقة وهي قدرة الرجل علي الإنفاق على زوجاته .
وتابع" لا أشجع علي تعدد الزوجات ولا أنفيه مؤكدا أن الرسول ترك التشريع الإسلامي مستقر، وأن هناك من يريد أن يلوي أعناق النصوص لانتزاع حكم يوافق الهوي .
وقال الدكتور أحمد كريمة، إن للطلاق عدة أنواع، فهناك طلاق الغضبان، وطلاق السكران، وطلاق المكروه، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن نعتدي على الشريعة الإسلامية، وننقل الطلاق الذي هو حق الزوج للمرأة، وهذا إن حدث فستتطلق 98% من نساء مصر.
وأشار إلى أن هناك فرقًا ما بين الحالف بالطلاق، وصيغ إيقاع الطلاق، موضحا أن قول "علي الطلاق" ليس صيغة طلاق، ولا يُعتد به عند الحنفية، بينما صيغ إيقاع الطلاق تتمثل في القول: "أنت طالق".
سبب الطلاق في الجيل الحالي
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن المطالبة بأن تكون العصمة في يد الزوجة؛ يأتي من باب خلط الأوراق وتنفيذ الأجندة الغربية في مصر، معقبًا: "لن نخضع لتعليمات العم سام، لن نخضع إلا لله، والله لن يتغير شرع الله في ظل وجود الأزهر الشريف، فأي عبث في الشريعة الإسلامية هو تعدي لحدود الله".
وأضاف أن والدته التي ربته كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، ولكن علمته الرجولة والاعتماد على النفس، والعمل في الإجازة الصيفية للإنفاق على نفسه، ويكن الاحترام لدور المرأة في المجتمع.
وأوضح أن ارتفاع نسب الطلاق في الجيل الحالي سببه تدليل الشباب بصورة كبيرة، مشيرًا إلى أن سبب هذا التدليل هو المرأة التي لا تحمل الشاب أعباء الزواج، ومن ثم يستسهل الشباب الطلاق.