هل أصبح الصمت العالمي والعجز العربي شريكين في معاناة غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الهمجي على قطاع غزة، تتواصل حرب الإبادة والتطهير العرقي وتتعدّد الأهوال والأوضاع الكارثية لأهل غزة. هذا هو حال آلاف النازحين في خيام متهالكة ومراكز إيواء لا تناسب الاستخدام البشري، جراء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
الواقع الإنساني للنازحين مأساوي ومثير للقلق، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية كي يتيح لهم السعي من أجل البقاء على قيد الحياة.
إلى جانب ذلك، يواجه النازحون مأساة أخرى تتمثل بغرق خيامهم ومستلزماتهم القليلة المتوفرة لديهم بمياه الأمطار ما يضاعف من معاناتهم التي خلفتها حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الواقع الإنساني للنازحين مأساوي ومثير للقلق، وسط انعدام وسائل التدفئة، والمحروقات، والملابس، والأغطية، وغياب أي حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشية كي يتيح لهم السعي من أجل البقاء على قيد الحياة
يتركز وجود هؤلاء النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع، هذه المنطقة المقدرة بخُمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها على مدار أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية أوكسفام في يونيو الماضي.
يعاني النازحون في هذه المنطقة الرملية من ظروف معيشية صعبة للغاية وسط نقص إمدادات المياه والغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية.
وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ نحو مليونين من أصل 2.4 مليون يقطنون في القطاع.
وقالت حكومة قطاع غزة إن الاحتلال تتسبب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110 آلاف خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة.
وأضاف المكتب الإعلامي من جديد يتسبب الاحتلال بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 في المئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
وأوضح أن النازحين يعيشون ظروفا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني.
وذكر أن نحو مليون نازح يعيشون منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية. وبيّن أن نحو 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألفا أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81 فيي المئة من الخيام تدهورت بشكل كامل.
وأرجع المكتب الحكومي الأوضاع الكارثية في القطاع لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، وندّد باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع وتعمقها وسط عدم وجود خطوات عملية من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية لتجاوزها.
أيام ثقيلة وعصيبة تمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومليئة بالأوجاع والآلام والخسران، بينما الاحتلال يتوغل في تنفيذ مخططه لطالما حلم بتنفيذه خطوة خطوة في قطاع غزة بتنفيذ خطة الجنرالات، حيث لم يتبق إلا القليل من السكان في شمال غزة واقتطع أكثر من 80 كيلومترا مربعا في شرق غزة
أيام ثقيلة وعصيبة تمر على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ومليئة بالأوجاع والآلام والخسران، بينما الاحتلال يتوغل في تنفيذ مخططه لطالما حلم بتنفيذه خطوة خطوة في قطاع غزة بتنفيذ خطة الجنرالات، حيث لم يتبق إلا القليل من السكان في شمال غزة واقتطع أكثر من 80 كيلومترا مربعا في شرق غزة.
تأتي هذه المعاناة وسط استمرار الهجمات الجوية التي تستهدف النازحين في خيامهم ما يتسبب بمقتل وإصابة العشرات منهم، وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
العدوان على غزة كشف العالم وقرارات مجلس الامن والقانون الدولي وحقوق الانسان، حيث أن هذه المؤسسات ظهرت بأنها بالية ومهترئة وأصبحت عبئا ثقيلا على الشعوب الفقيرة والمضطهدة، ما يستوجب تغييرها، في ظل ممارسة ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بسبب الدعم الأمريكي غير المحدود للكيان الصهيوني، والصمت العالمي والعجز العربي المريب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة النازحين الاحتلال فلسطيني المعاناة احتلال فلسطين غزة معاناة نازحين مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النازحین فی فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غزة في بداية 2025.. حرب إبادة مستمرة وسط صمت عالمي
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بقدوم عام 2025 بالأمل والتفاؤل، تظل غزة أسيرة لحلقة لا تنتهي من الموت والدمار والحصار الإسرائيلي، حيث فقد تقويم الأيام معناه منذ زمن؛ فشمس المعاناة تشرق ولا تغرب، وأصوات القصف والأنين تخنق سماء القطاع المحاصر منذ 457 يوما.
بدأ العام الجديد كما انتهى سابقه: "جثث تُحمل على الأكتاف، منازل تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، ونسف المنازل، وأسر تُكافح للبقاء على قيد الحياة"، وكأن الحرب بدأت من جديد، في ظل مشاهد الموت المتكررة التي باتت جزءا من يومياتهم منذ بدء الحرب.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 45 ألفا و658 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 108 آلاف و583 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
سنة جديدة بلا جديدتتوالى الشهادات المروّعة من الناشطين والصحفيين الذين يوثّقون المجازر اليومية في أول أيام العام الجديد، بينما يغرق العالم في احتفالاته، غير مكترث بأصوات الألم القادمة من القطاع المحاصر، وهذا أثار حالة من الغضب والصدمة بين نشطاء فلسطينيين وعرب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
منذ فجر اليوم.. استشهاد نحو 20 فلسطينياً بقصف إسرائيل على غزة بعد يوم دامٍ شهده القطاع أمس تحت عدوان الاحتلال المستمر حيث استشهد 90 فلسطينياً على الأقل. حصيلة الشهداء شملت الطبيب هاني حبيب والداعية محمد الشيخ والصحفي عمر الديراوي، ما يرفع عدد الشهداء العاملين في الإعلام في غزة… pic.twitter.com/BWqZrYWzOK
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) January 3, 2025
وتعليقا على ذلك، أوضح الناشط الفلسطيني محمد الدلو عبر حسابه على منصة "إكس" أنه مع بداية العام، وكأن الحرب بدأت من جديد، تشهد معظم مناطق قطاع غزة مجازر على مد البصر، في إشارة منه إلى كثرة المجازر الإسرائيلية التي تتواصل منذ أكثر من 15 شهرا.
وكأن الحرب بدأت من جديد !
اليوم دامٍ بمعنى الكلمة، مجازر على مد البصر في معظم مناطق قطاع غزة. مجزرة قبل وقتٍ قصيرٍ في السوارحة وسط قطاع غزة.
— محمد الدلو-???????????? (@mohamed_dalo) January 2, 2025
أما السياسي والأكاديمي الفلسطيني فايز أبو شمالة، فقال: "سنة 2025 لا تختلف عن سنة 2024 في قطاع غزة؛ فالقصف هو القصف، والموت هو الموت، والدمار والخراب والنزوح والتعب والعذاب لا يختلف من سنة لأخرى".
في غزة لا فرق بين السنين، فسنة 2024 لا تختلف عن سنة 2025،
القصف هو القصف، والموت هو الموت، والدمار والخراب والنزوح والتعب والعذاب لا يختلف من سنة لأخرى.
نسأل الله الفرج لأهل غزة
— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) January 1, 2025
وأشار الناشط أبو صالح عبر صفحته على منصة "إكس" إلى أن العام الجديد بدأ بداية صادمة وكارثية في قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي خلف عددا كبيرا من الشهداء، غالبيتهم من الأطفال.
إعلانوبدوره، كتب الكاتب أدهم الشرقاوي: "لا أعوام جديدة في غزة! هو يوم واحد أشرقت شمسه منذ 452 يوما ولم تغرب بعد! ما زالوا يُقتلون، فإياك أن يصبح مشهد موتهم مألوفا عندك!".
لا أعوام جديدة في غزَّة!
هو يومٌ واحد،
أشرقت شمسه منذ 452 يوماً ولم تغرب بعد!
ما زالوا يُقتلون،
فإياك أن يصبح مشهد مؤتهم مألوفاً عندك! pic.twitter.com/0EbNk70YJY
— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) January 1, 2025
كما علق أحد المغردين قائلا: "العالم يودع عاما ويستقبل آخر باحتفالات، بينما أطفال غزة يودعون الحياة قتلا بالصواريخ والقنابل، في ظل التخاذل العربي والإسلامي. إن العالم في حقيقته يحتفل بموت الإنسانية".
استمرار الإبادةوعلق آخرون على مشهد استمرار الإبادة الجماعية بالقول: "القصف الهمجي شديد ومتوحش على قطاع غزة من شماله إلى جنوبه لو يتوقف الشهداء يرتقون والأطفال يقطّعون وفي أحسن الأحوال يُيتّمون، الإبادة مستمرة وكذا الجوع والبرد والخوف والقهر وكل صنوف الألم".
وأضاف مغردون أن أطفال العالم ينامون ويحتضنون هدايا العام الجديد بطمأنينة، بينما كانت غزة في أولى أيامها على موعد مع مجزرة جديدة، حيث لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بترك أطفال غزة ينامون وهم يموتون متجمّدين من البرد في خيام النازحين، بل واصل حرب الإبادة الجماعية.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Eye On Palestine (@eye.on.palestine)
وأشار ناشطون إلى أن قطاع غزة يشهد في بداية عام 2025 استمرار الإبادة الجماعية وقتل الأطفال، واستمرار الموت جوعا، واستهداف الطواقم الطبية بلا توقف. كما "يستمر الصمت العربي المغلّف بالخيانة، والخداع الأوروبي، والدعم الأميركي المتواصل للكيان الصهيوني".
"انظروا ما حدث للطفل في 2025".. فلسطيني يصرخ ممسكًا بقدم طفل في غزة بعد إصابته بقصف إسرائيلي pic.twitter.com/J49JMSLd3e
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) January 1, 2025
تنديد باستهداف المستشفياتوقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإبادة الجماعية والتطهير ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إعلانوشددت حماس -في البيان الذي قرأه عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم- على أن أبشع جرائم الاحتلال في حربه على غزة استهدافه للمنشآت الطبية وقتل طواقم المستشفيات.
وأضافت الحركة أن الاحتلال يهدف للقضاء على ما بقي من مستشفيات في قطاع غزة لإبادة سكانه، واتهمته بأنه "يكذب بوقاحة بشأن القطاع الصحي لتبرير استهدافه للمستشفيات".
ودعت حماس المجتمع الدولي إلى فضح وتجريم انتهاكات الاحتلال ضد المستشفيات، كما حمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان وبقية الكوادر الطبية.
كما دعا القيادي في حماس باسم نعيم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية إلى إرسال مستشفيات ميدانية لغزة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.