محلل يتحدث عن الفراغ الأمني في سوريا وما تخشاه الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
قال تيم ليستر، المحلل في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تحليله الأخير، إن تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق في وقت سابق، لا يزال يشكل تهديدا مقلقا رغم تراجع الخلافة التي أعلنها التنظيم لنفسه، لافتا إلى مخاوف الولايات المتحدة من الفراغ الأمني في سوريا.
وأضاف ليستر أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد كيانا موحدا ومرتبطا كما كان في الماضي، بل أصبح شبكة غير مركزية تتوزع خلاياها على أكثر من 12 دولة حول العالم.
وأشار ليستر إلى الهجوم الذي وقع في موسكو في آذار /مارس 2024 والذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 شخصًا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
بحسب المحلل، فإن هذا الهجوم أعاد التنظيم إلى دائرة الضوء، وأكد على قدرته على تنفيذ عمليات عالية التأثير في مدن كبيرة، رغم تراجعه الميداني.
وأوضح المحلل أن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح أكثر اعتمادا على تحفيز الهجمات التي يُنفذها أفراد متطرفون، بدلا من الاعتماد على هجمات منسقة وكبيرة كما كان الحال في ذروة قوته.
وفي هذا السياق، أشارت مساعدة العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أليثيا دنكان، إلى أن المشتبه به في هجوم نيو أورليانز كان قد نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل الهجوم مباشرة، تُظهر تأثره بمنظومة تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبر الكاتب أن هذا الحادث مثالا آخر على تهديد "الذئب المنفرد"، وهو أحد أساليب الهجوم التي تبناها تنظيم الدولة في السنوات الأخيرة، حيث يقوم الأفراد الذين استلهموا أيديولوجيته بتنفيذ هجمات منخفضة التقنية، مثل الطعن أو الدهس بالسيارات، وهي أساليب يصعب اكتشافها أو التصدي لها.
وكان قد تم تنفيذ مثل هذه الهجمات في عدة مدن حول العالم، مثل نيس وبرشلونة وبرلين ونيويورك، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وفقا لما أورده التحليل.
وأشار ليستر أيضا إلى التحولات التي تشهدها المنطقة، حيث يرى المحللون أن الهجمات التي شنتها "الجماعات الإرهابية"، وعلى رأسها تنظيم الدولة، قد تزايدت بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
وأوضح أن تنظيم الدولة دعا بشكل علني في عدة مناسبات إلى استهداف اليهود والمسيحيين، بالإضافة إلى حلفائهم من "المجرمين"، في خطوة تهدف إلى إشعال المزيد من الاضطرابات في الغرب.
لكن التهديد الأكبر الذي يواجهه العالم حاليًا يتمثل في الفراغ الأمني الذي تعاني منه سوريا بعد سنوات من الحرب والدمار، وهو ما يُشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والدول الغربية، وفقا للتحليل.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد الانتصارات العسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، يرى المسؤولون الأمريكيون أن هناك خطرا حقيقيا من أن يؤدي هذا الفراغ إلى إعادة التنظيم وتجميع صفوفه مجددا، خاصة مع تزايد الهجمات في سوريا التي بلغت أرقاما قياسية في عام 2024.
وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في وقت سابق من هذا العام إن تنظيم الدولة يمكن أن يستفيد من الوضع الأمني المتدهور في سوريا، مما يُتيح له فرصًا للانتشار والتوسع.
وأكد كوريلا في تصريحاته أن الولايات المتحدة لن تسمح لتنظيم الدولة بإعادة تشكيل صفوفه والاستفادة من الفوضى في سوريا. ومع ذلك، فإن المعطيات على الأرض تشير إلى أن الهجمات الإرهابية في سوريا تضاعفت ثلاث مرات في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.
وقدرت تقارير محللين في مركز "صوفان" غير الربحي أن الهجمات التي شنها تنظيم الدولة في سوريا قد زادت بشكل ملحوظ من حيث تطور العمليات واتساع نطاقها الجغرافي.
وفي ظل هذه الظروف، يعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم بشأن احتمال فرار أكثر من 8000 من عناصر التنظيم المحتجزين في سوريا، خاصة بعد تزايد الضغوط على القوات الكردية التي كانت تراقب وتؤمن السجون التي تحتجز فيها هذه العناصر، على حد قول الكاتب.
وحذر كوريلا من أن بعض مقاتلي التنظيم قد يتمكنون من الهروب، مما يشكل تهديدا كبيرا ليس فقط لسوريا ولكن أيضا للدول المجاورة مثل تركيا، وحتى لأوروبا الغربية.
وأشار ليستر إلى أن تنظيم الدولة في فرعه في خراسان، المتمركز في أفغانستان، قد وسع نطاق عملياتها في السنوات الأخيرة ليشمل دولًا مثل روسيا وألمانيا، مما يعكس الطموحات العالمية لهذا التنظيم.
وأوضح أن تنظيم الدولة في خراسان، الذي استفاد من التوترات السياسية والصراعات في آسيا الوسطى، أصبح أكثر عدوانية في محاولة لتوسيع نفوذه، وقد تم الكشف عن مؤامرات في عدة دول أوروبية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ألمانيا وسويسرا.
في الختام، أكد المحلل تيم ليستر أن القلق الأمريكي بشأن التهديد المستمر من تنظيم الدولة لا يقتصر على سوريا فقط، بل يمتد إلى جميع المناطق التي يظل التنظيم نشطا فيها.
كما أن الصورة التي يسعى التنظيم لتقديمها كمنظمة قادرة على تنفيذ هجمات على مستوى عالمي لا تزال تروج وتدعم شبكاته في جميع أنحاء العالم، ما يفرض تحديات كبيرة على الأمن العالمي، حسب ليستر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تنظيم الدولة سوريا الولايات المتحدة سوريا الولايات المتحدة دمشق تنظيم الدولة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تنظیم الدولة الإسلامیة تنظیم الدولة فی فی سوریا أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرع يتحدث لتلفزيون سوريا عن معركة إسقاط النظام: خطط لها 5 سنوات والتقيت بضابط غربي بعدها
سرايا - في مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، تحدث رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عن تفاصيل معركة إسقاط نظام الأسد بعد التخطيط لها سنوات.
وأكد أحمد الشرع لـ"تلفزيون سوريا"، أن "الثورة السورية لم تكن ضعيفة كما يظن البعض، وأن القوى العسكرية المنضوية تحت لوائها اكتسبت خبرات كبيرة جعلتها تتفوق على نظام الأسد في عدة جوانب".
وحسب الشرع، فإن "الضباط العسكريين في قوى الثورة خاضوا معارك كبيرة ساهمت في صقل مهاراتهم بشكل يفوق خبرات قوات النظام بأضعاف مضاعفة".
وكشف الشرع عن لقاء جمعه مع أحد الضباط الغربيين بعد المعركة التي أدت إلى إسقاط النظام، قائلا: "قابلني أحد الضباط الغربيين، دون أن نذكر اسم البلد، وذلك بعد المعركة تقريبا بأسبوعين أو ثلاثة، فخرج تماما عن الحديث الدبلوماسي، ووقف على قدميه.. بعد ذلك، قال الضابط: "راقبت المعركة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، فوجدت أن فيها مدرسة كبيرة جدا في العلم العسكري تستحق أن نكون نحن تلاميذ عند هذه المدرسة.. ثم أخرج الضابط وساما من على صدره وأهداني إياه".
وقال رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية إن "تأكيده سابقا بشكل متكرر لقوة الثورة لم يكن مجرد شعارات لرفع المعنويات، بل كان يستند إلى معطيات دقيقة، مشيرا إلى أنه قارن بشكل منهجي بين إمكانيات قوى الثورة والنظام، "ليجد فارقا كبيراً لصالح الثورة على المستويات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاستخبارية، وحتى الاجتماعية".
وأوضح الشرع أن "القوى العسكرية التي نشأت في ظل الثورة اكتسبت خبرات عالية واحترافية خلال السنوات الماضية، وأن هذه القوى تتمتع أيضا بعدد كبير من المقاتلين، مما يعزز من مكانتها وقدراتها".
وتحدث أحمد الشرع، في المقابلة التي ستبث مساء اليوم الاثنين، عن سقوط نظام الأسد خلال 11 يوما رغم عقود من الحكم.
وبين الشرع أن "المعركة كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة"، مشددا على "أهمية بناء مؤسسات قائمة على القانون والمواطنة بعيدا عن المحاصصة الطائفية".
وحول اقتصاد البلاد، استعرض الشرع خطة إصلاح تمتد لعشر سنوات لتحويل سوريا إلى بيئة استثمارية جاذبة، مع التركيز على عودة النازحين وتعزيز العلاقات الدولية لسوريا.
كما أكد أهمية العدالة الانتقالية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم دون المساس بالسلم الأهلي.
المصدر: "تلفزيون سوريا"
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1269
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-02-2025 07:41 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...