أذكار المساء.. عبادة يومية تحفظ النفس وتزيد القرب من الله
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
أذكار المساء من أهم العبادات اليومية التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، فهي وسيلة لتقوية العلاقة بالله تعالى، وتعزيز الإيمان، وتحصين النفس من شرور الدنيا، وتأتي هذه الأذكار كوصية نبوية تحثنا على المواظبة عليها لما لها من فضل عظيم، فهي ليست مجرد كلمات تُقال، بل عبادة تحمل الكثير من المعاني الإيمانية والروحانية التي تزيد من تقوى الإنسان وتعزّز طمأنينته.
حث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على ترديد أذكار الصباح والمساء لما لها من فضل كبير في حياة المسلم.
فأذكار المساء تُعد درعًا يحمي الإنسان من الشرور والمكائد، وتجلب له الخير والبركة. وقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن من يداوم على هذه الأذكار بإخلاص وقلب حاضر يُكتب له الأجر العظيم، ويظل في حفظ الله ورعايته حتى صباح اليوم التالي.
وقت أذكار المساءاتفق العلماء على أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد صلاة العصر ويمتد حتى غروب الشمس، مع جواز قولها بعد المغرب إذا فات وقتها المعتاد.
لذلك، يفضل للمسلم أن يحرص على ترديدها في الوقت المخصص لها دون تأخير، لضمان تحقيق الفائدة الكاملة منها.
نصوص أذكار المساء كما وردت في السنة النبويةجاءت أذكار المساء في القرآن الكريم والسنة النبوية لتكون وسيلة تجمع بين قراءة الآيات القرآنية والأدعية النبوية. وفيما يلي أذكار المساء مكتوبة كاملة:
1. قراءة آية الكرسي (مرة واحدة)قال تعالى:"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" (سورة البقرة: 255).
فضلها: من قرأها في المساء كان في حفظ الله وأمانه من الجن والشياطين حتى الصباح.
قال تعالى:"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة: 285-286).
فضلها: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه"، أي كفتاه كل سوء.
3. قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص (3 مرات)
سورة الإخلاص:
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ."
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ."
"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَـٰهِ النَّاسِ. مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ."
4. الأدعية النبوية المأثورة
"أَمْسَيْـنا وَأَمْسى المُلْكُ لِلّهِ وَالحَمْدُ لِلّهِ، لا إلهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ..."
"اللّهُـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك..."
"رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا، وَبِالإسْلامِ ديـنًا، وَبِمُحَـمَّدٍ نَبِيًّا..."
المحافظة على أذكار المساء من السنن اليومية التي تعين المسلم على تقوية إيمانه وتحقيق الطمأنينة في قلبه. فكل كلمة تُقال في هذه الأذكار تُعد وسيلة للقرب من الله وحماية للنفس من كل سوء، لذا فلنحرص جميعًا على الالتزام بها يوميًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أذكار أذكار المساء النبي عليه الصلاة والسلام الكريم والسنة النبوية السنة النبوية صلى الله عليه وسلم أذكار الصباح أذكار الصباح والمساء الصباح والمساء
إقرأ أيضاً:
جمعة: شُعَب الإيمان مدخل دقيق لفهم النفس الإنسانية
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الإيمان لا يقتصر على أركانه المعروفة، بل له شعب وخصال متعددة، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة، فأفضلها قول (لا إله إلا الله)، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" [رواه مسلم].
جهود العلماء في جمع شُعَب الإيمانأوضح جمعة أن العلماء اهتموا بجمع شُعَب الإيمان وتصنيفها، وكان من أبرزهم الإمام البيهقي، الذي ألف كتاب "الجامع لشعب الإيمان"، حيث استعرض فيه هذه الشعب بالتفصيل، مستندًا إلى نصوص النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره وإرشاداته.
وأصبح هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في علم الحديث، حيث يُعد الأضخم من نوعه، إذ طُبع في نحو 15 مجلدًا، مقارنةً بكتاب الإمام الحليمي، الذي جاء في ثلاثة مجلدات فقط.
الإيمان وشُعَبه.. فهم أعمق للنفس البشريةأكد جمعة أن مفهوم "شُعب الإيمان" يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة النفس البشرية، التي تتميز بتركيبها المعقد، مما يجعل وصف الإيمان بالشعب تعبيرًا دقيقًا، كما أن ترتيب هذه الشعب من الأعلى إلى الأدنى يحمل دلالة على أهميتها، حيث تأتي في مقدمتها "لا إله إلا الله"، باعتبارها القضية الجوهرية التي توجه فكر الإنسان وتؤثر في مواقفه الحياتية.
أثر الإيمان في حياة الإنسانأضاف جمعة أن الإيمان بالله والتصديق باليوم الآخر والتكليف الإلهي ينعكس بشكل مباشر على تصرفات المؤمن، مقارنةً بمن يغفل عن قضية الألوهية أو ينكرها. فالبعد عن الإيمان قد يؤدي بالبعض إلى الاستغراق في الدنيا ونسيان حقيقة الموت، مما يجعل الفرح لديهم مذمومًا، على عكس الفرح المحمود الذي ذكره الله في قوله: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ".
الإيمان بين الغيب والشهادةأوضح جمعة أن الإيمان الحقيقي يوازن بين التصديق بالغيب والواقع المشهود، مما يجعل الإنسان أكثر وعيًا بمسؤولياته في الدنيا، وأكثر استعدادًا للحياة الآخرة. وهذا الفهم العميق للإيمان هو ما يميز المؤمن في سلوكه وقراراته اليومية.