بعد الإطاحة بنظام الأسد في سوريا، تحول الاهتمام الدولي بالحوثيين في اليمن. وتساءل تقرير أمريكي، كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ ولفت إلى "إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية".

ومع سقوط نظام الأسد في سوريا وهزيمة حزب الله في لبنان وعزلته المتزايدة، يتحول الاهتمام إلى الحوثيين في اليمن.

ولعل الحوثيين هم القوة الوكيلة الإيرانية الأقوى المتبقية في المنطقة، وهم الأكثر نشاطا من حيث هجماتهم على إسرائيل وأيضا على الشحن الدولي في البحر الأحمر. 

ووفق تقرير مجلة ناشيونال انترست «National Interest» الأمريكية - ترجمة "يمن شباب نت"- "مع تصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل، وربما أميركا أيضاً، فمن المرجح أن يثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان الحوثيين في صنعاء سوف يثبت أنه ضعيف مثل شريكه السابق في دمشق".

وعلى غرار نظام الأسد، فإن الحوثيين منظمة فاسدة تمثل شريحة ضيقة من السكان، وتترك الأغلبية غارقة في الفقر، ولا ينبع هذا الفقر من الحرب أو العقوبات بقدر ما ينبع من الفساد الممنهج والمحسوبية والعزلة المتعمدة. بحسب المجلة.

فساد ووحشية الحوثيين مثل نظام الأسد

وحول ما إذا كان بالحوثيين الاستفادة من عدم الاستقرار الإقليمي واستغلال ذلك لصالح. رأى التقرير "إن إصلاح مؤسسات الدولة أمر غير معقول، لأن اختلال وظائفها هو خيار متعمد لضمان تمتع أنصار الجماعة الأساسيين بالتفوق الاقتصادي والاجتماعي".

وتسهل هذه الأنظمة نهب السكان من خلال مجموعة أدوات مشتركة: الرشاوى التي يطلبها المسؤولون الذين يتقاضون أجوراً زهيدة، والقطاعات الاحتكارية التي يستفيد منها المقربون، والأنظمة المزورة لاستيراد السلع، حيث تلعب الصادرات دوراً ضئيلاً في الاقتصادات المدمرة للدول التابعة لإيران. بحسب التقرير.

إن المستويات المرتفعة من الفساد والاستغلال جعل نظام الأسد وجماعة الحوثي مرفوضين، مما أجبرهما على الاعتماد على أجهزة أمنية وحشية للحفاظ على السلطة - وفق المجلة الأمريكية - من خلال التلقين عبر وسائل الإعلام والتعليم، بتصوير أنها تدافع عن الاستقلال الوطني وتناهض للاستعمار. وأعتبر التقرير أن هذا "أصبح أقل إقناعًا مع تفاقم المعاناة وتزايد الاعتماد على الرعاة الأجانب، وخاصة إيران".

ورغم أوجه التشابه في الفساد والوحشية. قدمت المجلة الأمريكية الاختلافات الرئيسية بين نظام الأسد والحوثيين، مشيرة " أن القيادة الحوثية أصغر سنا وأكثر نشاطا من الكادر المتقدم في السن في عهد الأسد. ورغم مرور 10 سنوات على الاستيلاء على صنعاء، لا يزال الحوثيون في المراحل الأولى من حركة التمرد المتطرفة، وعلى النقيض من ذلك، تحول نظام الأسد إلى سلالة راكدة فارغة أيديولوجياً بعد خمسين عاماً في السلطة".

وعن الاستجابة المحتملة للتحدي بعد سقوط السيطرة. رأت المجلة الأمريكية "أن زعماء الحوثيين قد يتحولون إلى تكتيكات حرب العصابات في المناطق الجبلية بدلاً من المنفى" ولفتت "ونادراً ما غادر العديد من كبار قادة الحوثيين اليمن، وهذا ربما يجعلهم أكثر ميلاً إلى المقاومة حتى النهاية بدلاً من البحث عن ملجأ في الخارج".

هل يبقى الحوثيين طويلا؟

ورغم ذلك يظل بقاء الحوثيين على المدى الطويل غير مؤكد – وفق المجلة الأمريكية – حيث أن نظامهم يواجه أزمة شرعية متزايدة، فالشروخ في أسسه تتسع، وتعتمد القيادة بشكل متزايد على العنف الوحشي للقمع المعارضة، ويبدو الانهيار في نهاية المطاف محتملاً، لكنه ليس وشيكاً بالضرورة.

إن اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المعارضة للإرهاب الحوثي من شأنه أن يعجل بسقوطهم. وفق تقرير المجلة الأمريكية التي قالت "يتعين تكثيف الضغوط السياسية والمالية والعسكرية على الحوثيين، وذلك بقطع قدرتهم على استخدام المساعدات الإنسانية من شأنه أن يضعف موقفهم المالي بشكل كبير".

وبدلاً من دعم نظام يديم الإرهاب ويزعزع استقرار المنطقة - أي الحوثيين بحسب التقرير - ينبغي للمجتمع الدولي أن يخصص الموارد لمساعدة ضحاياه وأولئك الذين يحاولون مقاومته، بما في ذلك اليمنيون في الخارج والقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.  

إن الأزمات الحالية التي تواجه حزب الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني تجعل من هذه اللحظة فرصة مناسبة للضغط على الحوثيين ورغم أنهم ربما استمدوا الثقة من دعم طهران لهم ذات يوم، فإنهم ربما يعيدون تقييم ذلك في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا.

وقد يوفر هذا فرصة للضغط على الحوثيين لحملهم على وقف هجماتهم في البحر الأحمر - ووفق المجلة الأمريكية - لكن حتى هذا لن يكون سوى هدنة مؤقتة، وليس حلاً حقيقياً للتهديد الطويل الأمد الذي يشكله الحوثيون على دول أخرى في المنطقة، ناهيك عن رعاياهم.

كيف سيحدث سقوط الحوثيين

وهذا يطرح السؤال: كيف يمكن أن يحدث سقوط الحوثيين؟ - ورأت المجلة الأمريكية - إن التغيير الحقيقي في اليمن يتطلب ثلاثة تطورات رئيسية كالتالي: -

أولا، يتطلب التغيير تصاعد الغضب العام بسبب المظالم التي يشعر بها الشعب اليمني، والتي ربما كانت مرتبطة في المقام الأول بالظروف الاقتصادية، ولكن ربما أيضا بالغضب إزاء فرض آرائهم الطائفية التي تتعارض مع معتقدات غالبية السكان.

ثانيا، هناك حاجة إلى فقدان التأييد أو الدعم من الدوائر النخبوية الرئيسية، والتي قد تتكون من البيروقراطيين الحوثيين أو القبائل المتحالفة معهم والتي يعتمد عليها النظام الحوثيين لقمع أي معارضين لهم.

ثالثا، سيؤدي عدم الاستقرار إلى إحداث شرخ داخل الطبقة القيادية، مدفوعا بضغوط خارجية على الجماعة أو صراعات داخلية على السلطة؛ وقد تنشأ صراعات السلطة بشكل عضوي داخل النظام المهيمن والسري، ولكنها قد تتسارع بفعل أحداث مفاجئة ومهمة، مثل وفاة أو اغتيال شخصيات رئيسية داخل قيادته.

هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تجعل الحوثيين في حالة من الفوضى، عاجزين عن الحفاظ على قبضته القاسية على ملايين اليمنيين، وهذا بدوره من شأنه أن يخلق زخماً قد يجد النظام الحوثي صعوبة متزايدة في عكس مساره. وفق المجلة الأمريكية.

إن كيفية تطور هذه العملية لا تخضع لسيطرة أحد، وبالتأكيد لا تخضع لسيطرة أي قوة خارج اليمن. – بحسب تقرير المجلة الأمريكية - ومع ذلك، تشير التجربة السورية إلى أن الضغط المستمر والتنسيق مع جميع القوى سيكون أكثر فعالية من محاولة التفاوض مع نظام الجماعة المكرس للقمع الداخلي والعدوان الخارجي.

إن الحوثيين، مثلهم كمثل الأسد، سوف يفقدون سيطرتهم ذات يوم، وسوف يتذكر اليمنيون من ساعدهم في وقت حاجتهم ومن لم يساعدهم، ومن الأهمية بمكان مواصلة الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي. ويشكل حرمان الحوثيين من الشرعية وفرص تحويل المساعدات الأجنبية عنصراً أساسياً في هذا الجهد. وفق المجلة الأمريكية.

واختتمت التقرير بالقول "تُظهِر تجربة الأسد أن هؤلاء الطغاة لا يدومون إلى الأبد وأن الاستثمار في علاقات دبلوماسية طويلة الأجل معهم هو رهان خاسر

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل يؤثر وصم الحوثيين بالإرهاب على القطاع المالي في اليمن؟

أثار قرار الإدارة الأميركية -إدراج الحوثيين ضمن المنظمات الإرهابية- مخاوف من انعكاسات سلبية على القطاع المالي والإنساني في اليمن الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية بالعالم.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في 22 يناير/كانون الثاني إدراج جماعة الحوثي على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" قائلا إنه سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات لهذه الجماعة.

وذكر البيت الأبيض -في بيان- حيثيات هذا القرار، مرجعا ذلك إلى أن أنشطة الحوثيين "تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة العالمية".

وردا على ذلك، اعتبرت حكومة الحوثيين في بيان بأن "التصنيف لن يزيد الشعب اليمني وقواه السياسية الحرة وفي المقدمة أنصار الله إلا ثباتًا وصمودًا على الحق ودفاعًا".

وحذر بيان الحوثيين من أن "هذا القرار القديم الجديد لا يخدم الاستقرار في المنطقة وجهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني".

وفي السياق، رحب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بالقرار الأميركي، واعتبر ذلك "مدخلا لإحلال السلام والاستقرار" في البلاد والمنطقة.

إعلان

وبحث العليمي مع أحمد غالب محافظ المركزي اليمني في عدن "ضمان تدفق المعونات الإغاثية في عموم اليمن، والحد من أي تأثيرات للقرار الأميركي على القطاع المالي في البلاد" وفق خبر نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ).

تعليق نشاط الأمم المتحدة

عقب يومين من القرار الأميركي، تصاعد التوتر بين الحوثيين والأمم المتحدة، حيث أعلنت الأخيرة -في بيان- تعليق جميع تحركاتها الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي شمالي البلاد.

الأمم المتحدة أعلنت تعليق جميع تحركاتها الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي شمالي اليمن (الفرنسية)

وجاء هذا القرار عقب اتهام الحوثيين بـ"احتجاز المزيد من الموظفين الأمميين العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم" حسب البيان.

وتوترت العلاقة بين الجانبين منذ أشهر، بعد اعتقال الحوثيين في يونيو/حزيران 2024 موظفين أمميين يمنيين.

كيف يبدو موقف الحوثيين؟

في تصريح خاص للجزيرة نت، علق القيادي الحوثي البارز حميد عاصم على تأثيرات القرار الأميركي قائلا إن" أبناء اليمن بشكل عام هم من يتأثرون بسبب العقوبات الأميركية وليس القيادات".

وأضاف "98% من قيادات صنعاء لا توجد لديهم أرصدة في البنوك، لأن القيادة أتت على بنوك فارغة وعلى حصار مفروض على اليمن، وليست من القيادات التي تنهب وتسرق أموال اليمن".

وتابع عاصم -الذي سبق أن شارك عضوا في الفريق الحوثي بالمفاوضات- مخاطبا الإدارة الأميركية "هم يعلمون أن صنعاء تدير شؤون الدولة في مناطق سيطرتها بالحد الأدنى من الإمكانات".

وبشأن تأثير التصنيف على تدفق التحويلات المالية إلى اليمن، أوضح عاصم أن "التحويلات المالية للأفراد وللأسر اليمنية، وأي عقوبات يتضرر منها المواطنون".

وأرجع القيادي الحوثي أسباب القرار الأميركي إلى "موقف اليمن من العدوان الصهيوني الأميركي البريطاني على أهلنا في فلسطين" في إشارة إلى هجمات جماعته التي نفذتها بالبحر الأحمر وإسرائيل قائلة إنها مساندة لغزة.

إعلان

وأردف "هي محاولة من أميركا لكسر إرادة اليمنيين، وهذا أمر صعب المنال".

وحول مدى تأثير القرار على المشاريع الإنسانية والتنموية، قال المسؤول الحوثي إن "المعونات المالية المقدمة لصنعاء شحيحة جدا، ونحن نسعى إلى العمل من أجل الاعتماد على مقدراتنا وإن كانت محدودة جدا".

وحول رد الجماعة على التصنيف الأميركي، صرح عاصم" تلك العقوبات قد تدفع قيادتنا لاستخدام ما لديها من وسائل ضغط على دول العدوان وخاصة الدول العربية المعتدية وكذلك الأميركيين، والوسائل كثيرة أهمها القوة التي يمتلكها اليمن ".

الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن حذر من أن التصنيف الأميركي له تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني (الأوروبية) تداعيات خطيرة

وبعد ساعات من قرار ترامب، حذرت منظمة أوكسفام الدولية -في بيان- من أن "إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية تشكل ضربة أخرى لليمنيين الذين وقعوا في فخ الصراع المميت الذي استمر لمدة 10 سنوات".

وأضاف البيان "استعدت البنوك لتقليص أنشطتها، وبدأت المنظمات الإنسانية في التخطيط لتصعيد كبير مع موارد أقل وقيود أكثر".

والخميس الماضي، حذر الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن (غير حكومي مقره صنعاء) من أن التصنيف الأميركي للحوثيين "ستكون له تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني وتوجهات السلام في المنطقة والعالم".

وفي السياق، شكا الشاب اليمني ناصر من إيقافه مؤخرا عن العمل في منظمة مجتمع مدني بصنعاء عقب قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

وكان ناصر يعمل موظفا عن بُعد في مجال إدخال وتحرير البيانات في المنظمة التي أشعرته مع زملائه المقيمين في صنعاء بالاستغناء عن خدماتهم حتى إشعار آخر.

وقال ناصر للجزيرة نت -مفضلاً عدم ذكر هويته الكاملة- إن المنظمة لم تخبرهم بمبررات القرار، لكنه أرجع ذلك إلى مخاوفها من عواقب التحويلات المالية إلى صنعاء في ظل هذا الظرف الحرج عقب تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.

إعلان

وأوضح المواطن أنه استند إلى دليل "يتمثل بأن موظفي المنظمة المقيمين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية لم يتم الاستغناء عنهم"، وأضاف "توقفت أعمالنا فجأة وهذا محزن، لكن قد تأتي فرص أخرى فأملنا بالله كبير".

وتابع ناصر "منذ 10 سنوات، المدنيون هم يدفعون دوما ثمن الصراعات السياسية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل".

تأثيرات كبيرة

تقع معظم البنوك اليمنية في مناطق سيطرة الحوثيين التي تحوي أيضا المقرات الرئيسية للمنظمات الأممية والدولية، مما قد يؤثر على الأنشطة المالية والإنسانية جراء القرار الأميركي.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى الخبير المصرفي عبد السلام الشجاع أن "تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية له تأثيرات كبيرة على كافة الأصعدة المالية والإنسانية".

وأضاف "سيؤثر التصنيف على المسار المالي، وستكون هنالك صعوبة في التحويلات المالية وتأخيرها، وارتفاع سعر تكلفة الترحيل للبنوك، وعدم استطاعة البنوك استقبال الحوالات الخارجية".

ولفت الخبير المصرفي إلى أن "المشروعات التنموية والمساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية والمحلية سوف تتأثر بشكل كبير وقد تتوقف نتيجة هذه التطورات".

ونبه الشجاع إلى أن السكان في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل عام يعانون من فقر مدقع، محذرا في الوقت ذاته من أن هذا التصنيف ستكون له انعكاسات سلبية على حالة المواطنين في المستقبل.

وللتعامل مع الوضع الحالي، يوصي الخبير اليمني بضرورة تسهيل عمل المنظمات الدولية والمحلية في صنعاء، وفتح مكاتب رئيسية لها في عدن، معتبرا أن اتخاذ ذلك قد يخفف من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي.

ولفت إلى أن استقبال البنك المركزي في عدن للتمويلات الدولية يضمن عدم انقطاعها، وسيحد من أي تأثيرات على المشاريع التنموية التي تقوم بها الأمم المتحدة بالمناطق الشمالية لليمن.

مراقبون اعتبروا القرار الأميركي بمثابة فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني (الأوروبية) عقاب جماعي

من جانبه، يرى الباحث الاقتصادي رشيد الحداد أن "قرار التصنيف الأميركي الأخير يفرض قيودا على حركة وأنشطة المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية، ويأتي في إطار ضغوط اقتصادية تمارسها واشنطن على حكومة صنعاء".

إعلان

وأضاف الحداد المقيم في صنعاء -للجزيرة نت- أن هذا القرار يعد بمثابة "فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني برمته" وأن تداعياته على القطاع الاقتصادي والحركة التجارية "ستكون سلبية".

وأوضح أن "المؤشرات تفيد بأن أي تصعيد اقتصادي يتخذ من أي طرف تنفيذا لقرار التصنيف الأميركي سيقابل بتصعيد موازٍ، خاصة أن حركة الحوثيين خرجت من المشاركة في معركة الإسناد أقوى عسكرياً وتمتلك قدرات عسكرية كبيرة وكذلك تواصل التحضر لجولة أخرى من الصراع".

وأفاد بأن "حركة الحوثيين تحتفظ بعوامل قوة قد تستخدمها في حال تشديد الحصار على صنعاء كتضيق الخناق للتجارة الدولية ووقف إمدادات الطاقة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما سيشعل أسعار النفط بالأسواق العالمية، وستفشل خطط  ترامب لخفض التضخم بالأسواق الأميركية وقد ينتهي عصره الذهبي".

تضرر المغتربين

يشير مراقبون إلى احتمالية تضرر المغتربين اليمنيين العاملين في الخارج، من حيث صعوبة التحويل المالي إلى أسرهم نتيجة الرقابة على الأموال المتدفقة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

وفي السياق، يقول الصحفي حمدان البكاري إن "قرار تصنيف الحوثيين سيؤثر على عائلات المغتربين التي تعتمد بشكل رئيسي على التحويلات المالية من أبنائها في الخارج".

وأضاف للجزيرة نت أن "هذا الأمر قد يسبب وصما سلبيا على السكان في تلك المناطق، ولأهاليهم المغتربين بالخارج من قبل شركات الصرافة والتحويلات المالية".

ويوضح البكاري أن قرار تصنيف الحوثيين سيخلف صعوبة كبيرة في التحويلات المالية، وفي رفع تكلفة الإرسال "إذا تمت إضافة بنوك أخرى محلية إلى قائمة الحظر من قبل الولايات المتحدة".

واعتبر أن وضع السكان في مناطق سيطرة الحوثيين قد يتأثر بشكل كبير، وربما تتسع رقعة الفقر مع نية إغلاق المنظمات لمكاتبها وشحة الأعمال.

ونبه بأن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تعاني من ركود اقتصادي،  وشح بالعملات الأجنبية، مما قد يسبب القرار الأميركي أزمة أكبر في وفرة النقد الأجنبي، وتعقيد مسار التحويلات المالية الذي يشكل مزيدا من معاناة المواطنين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي يكشف: كيف تُدار الغارات على اليمن من غرفة عمليات في الرياض
  • تقرير دولي يكشف: كارثة تهدد اليمن في موعد محدد!
  • تقرير حقوقي يتهم الحوثيين بتحويل الجامعات والمعاهد لمراكز تعبئة عسكرية 
  • هل يؤثر وصم الحوثيين بالإرهاب على القطاع المالي في اليمن؟
  • في مقابلة مع تلفزيون سوريا.. الشرع يكشف تفاصيل معركة إسقاط نظام الأسد
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع تلفزيون سوريا: معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوماً كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • تقرير حقوقي يكشف جرائم الحملة العسكرية الحوثية في حنكة آل مسعود تعد من أسوأ الجرائم في تاريخ اليمن
  • تقرير حقوقي يوثق انتهاكات الحوثيين ضد سكان وقرى "حنكة آل مسعود" بالبيضاء
  • مسؤول أمريكي: إدارة ترامب خططت لاستهداف الحوثيين