بدأت علاقته بالتصوير في سن صغيرة، حيث كان يلتقط الصور منذ أيام الدراسة، وتطور بفضل العمل الدؤوب والشغف بالتصوير ليصبح واحدًا من أبرز المصورين المحترفين في سلطنة عمان.

حقق العديد من الإنجازات في مجال التصوير، من بينها فوزه بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في مجال التصوير، وجائزة الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم الدولية، كما تمكن من نشر صوره في مجلة ناشيونال جيوغرافيك العالمية، ما جعله يشق طريقه نحو العالمية ويعكس تميزه واحترافيته في هذا المجال.

وتميز أسلوبه الفني بالعفوية وإبراز الجمال الطبيعي والحياة اليومية للناس ، ليلتقط لحظات فريدة ويبرز جمال الطبيعة والثقافة العمانية بشكل مميز. ناهيك عن دوره كصانع تأثير إيجابي في المجتمع من خلال صوره التي تهتم بالقضايا الاجتماعية والبيئية والثقافية التي تهم المجتمع.

((عمان)) تحاور المصور أحمد الحوسني ليخبرنا عن قصة شغفه واحترافه للتصوير وما يقدمه من خلال عدسته..

- متى بدأت علاقتك بالتصوير وكيف تطورت لتصبح مصورًا محترفًا؟

أتذكر أيام المدرسة كنت ملتحقا بجماعة التصوير في المدرسة، وبعدها طورت من موهبتي مع ظهور "فيسبوك"، ففي عام 2013 فتحت حسابا في "فيسبوك" وبدأت أنشر بعض الصور التي التقطتها، وكان الأصدقاء والعائلة يشاركونني بالتفاعل مع الصور التي أنشرها، وشجعوني بالإعجابات، والتعليقات المحفزة. أما الصور التي أنشرها فكانت لولاية الخابورة لأنني من سكانها، وكانت بدايتي في تلك الفترة في "فيسبوك"، بعدها تطورت واقتنيت كاميرا وبعد الكاميرا، التحقت بجمعية التصوير الضوئي وكان ذلك عام 2014، وبدأت أتدرج شيئا فشيئا إلى أن وصلت للاحترافية في التصوير. وأنا على يقين دائما بأن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على الفنانين، ويمكن أن تكون الباب لتطلق موهبتك سواء في الفن أو في الابتكار أو أي شيء آخر.

- ما دور مدارس التصوير في تأثيرك كمصور وكيف تعتبرها محطة تطوير وتحسين لمهاراتك؟

مدارس التصوير لدينا كثيرة، وسلطنة عمان هي إحدى هذه المدارس التي أثرت في إنتاجي، فأنا تأثرت من المصورين الذين سبقوني، إلا أنني أحب أن أنفرد، ولا أتبع مدرسة محددة، لأنني أرى بأن الفن حر، ولا يندرج تحت القوانين، وأنا دائما أتعلم من المدارس، إلا أنني لا أربط نفسي فيها.

- كيف شعرت عندما حصلت على جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في مجال التصوير عام 2019؟

جائزة السلطان قابوس في 2019 هي الجائزة التي أفتخر فيها للأبد، لأن قيمتها في سلطنة عمان قوية من حيث مكانتها المرموقة، كما أنها أعطتني حافزا كبيرا لأن أكمل وأستمر، وأتطلع إلى جوائز أخرى. وفتحت لي الطريق للمشاركة في جائزة الشيخ حمدان التي جاءت تكملة للمسيرة، وأطمح في الحصول على المزيد من الجوائز مستقبلا.

- عندما تتوج بجائزة مرموقة مثل جائزة الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم الدولية للتصوير في عام 2024، ما التأثير الذي يكون لديك؟

جائزة الشيخ حمدان بن محمد تصنف من أقوى الجوائز في العالم من الناحية التنافسية، ففيها يتنافس المصورون من كل أنحاء العالم وتكاد تكون الأصعب. فهي كمسابقة لها قيمتها المادية من ناحية، والتنافسية من ناحية أخرى، وشيء طبيعي أن أبحث كمصور عن المادة، وكذلك أن يكون لي اسم في مسابقة الشيخ حمدان، لأنها قوية جدا في عالم التصوير.

وفوزي بها يشعرني بالسعادة، نظرا لكثافة المشاركين، وصعوبتها وطريقة اختيار الصورة، وكانت إحدى الأمنيات التي تحققت لي، خاصة وأنها كانت أول مشاركة لي في الجائزة، حصلت من خلالها على إحدى الجوائز، والأهم بالنسبة لي أنني أنا فخور بأنني كنت السبب في ذكر اسم بلدي عمان في الجائزة.

- ما العوامل التي ساهمت في وصولك للعالمية من خلال نشر صورتك في مجلة ناشيونال جرافيك ؟

أول عامل ودائما أردده أن عمان هي كنز للمصورين من ناحية الطبيعة، ومن ناحية تضاريسها ، ومن ناحية الإنسان العماني الذي يختلف عن البقية بعاداته وتقاليده، ناهيك عن المحافظة على بيئته الاجتماعية، فمهما يتطور الإنسان العماني يبقى محافظا على زيه وعاداته وتقاليده. كما أنني أقوم بالتخطيط سواء للتصوير أو للأفكار أو المشاريع التي أصورها، ودائما أبحث عن الأشياء أو عن المواضيع القوية التي تكون جذابة، وكذلك أبحث عن العفوية.

فالناس باتت تشاهد الكثير من الصور والمقاطع، ولم يعد يهمها التنسيق والترتيب كما يهمها ملامسة الموضوع لقلوب الناس والعفوية، بسبب الكم الهائل من الصور ومقاطع الفيديو، لذلك أبحث عن العفوية والشيء المميز.

- ما أبرز الإنجازات التي حققتها في مجال التصوير وكيف يمكن لهذه الإنجازات أن تلهم المصورين الجدد؟

إنجازات كثيرة سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي، حققت في فرنسا، وفي ألمانيا، وفي الهند، وفي صربيا كنت أشارك في فترة من الفترات في مسابقات دولية، ولكنني توقفت الآن، أما على المستوى المحلي فحققت إنجازات أحبها وأفتخر بها، كميدالية الفنون من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في 2023.

أما الإنجازات كي تكون مصدر إلهام لكل إنسان، فلا بد أن يكون لديه شغف، وتكون لديه استراتيجيات وخطط يحاول أن يصل إليها ويطمح لها. ومهما كنت فنانا مبدعا، لا بد أن تطلع، وتقرأ، وتتقرب، وتجرب، وتحاول، وتفكر، وأن تعطي نفسك فرصة لتثبت أنك فنان قادر سواء في الفن أو غيره. وهناك الكثيرون يميلون لهواية معينة، ثم يتركونها مع مرور الوقت لأنها تركت بدون استراتيجية أو السير بخطة. ومن لا يعمل بخطة لن يصل، لذلك أنصح الشباب مهما كانت الانشغالات، اشتغل في موهبتك حتى لو كنت بطيئا فسوف تصل أخيرا، حتى لو تخصص في الأسبوع ساعتين للمجال الذي تحبه ستخرج بكمية ترضيك في نهاية السنة، وستجد أنك تعلمت أشياء جديدة، وأنتجت شيئا جديدا.

كيف تصف أسلوبك الفني في التصوير وما المجالات التي تتميز فيها؟

أنا أبحث عن العفوية وأبحث عن القصة أو الموضوع في صوري، لتجذب المتلقي أو المشاهد، فيلاقي عملي الترحيب والإعجاب من المتلقي، وأن يكون الموضوع مختلفا، أما المجالات التي تميزني فأنا أحب تصوير حياة الناس والطبيعة.

ما أكبر تحدياتك في مجال التصوير وكيف تتغلب عليها؟

أعتقد بأن الوقت أصبح أكبر التحديات، أما باقي التحديات يمكن تجاوزها، إلا أن الوقت أصبح ضيقا ولا يسعفنا.

كيف يمكن للصور أن تلهم التغيير والإيجابية في المجتمع، وما دورك كمصور في تحقيق هذا الهدف؟

الصورة ليست كما كانت في الماضي، وهي تؤثر كثيرا ويمكن أن تؤدي إلى تغيرات تاريخية، وتغيرات سياسية، خاصة مع مواقع التواصل الاجتماعي التي بات بإمكان الجميع أن ينشر فيها، وتصل إلى الملايين في ثوان. وشاهدنا في الفترة الماضية صورا عن قطاع غزة، وأدت إلى تغييرات لدى بعض الدول فكانت هي المحور السياسي في التغيير.

وبدوري أحاول شخصيا أن أنقل صورة جميلة عن بلدي قدر المستطاع وعن الإنسان العماني، والطبيعة التي تميزنا، ويمكن أن أروج عن بلدي من خلال صورة، لذلك أرى بأن للمصور دورا كبيرا في التغيير، وفي إرسال الرسائل سواء كانت إيجابية أو سلبية.

- ما الصورة التي التقطتها وتعتبرها الأكثر إلهامًا بالنسبة لك، وما القصة التي تحملها هذه الصورة؟

كل صورة التقطها تكون لها قصة معي، وقريبة مني، وهناك صور أقرب من الأخرى، فالصور الموجودة في الجبل الأخضر وخاصة في موسم الورد، هي الصور الأقرب لقلبي، لذلك أحب دائما أن أرتاد الجبل الأخضر، وألتقط صورا مميزة وأقضي أوقاتا ممتعة سواء مع الناس أو الطبيعة. أما أقرب صورة لقلبي، أيضا فهي صورة الطفلة أمام الجمال التي فازت بجائزة الشيخ حمدان بن محمد.

- ما الصورة التي تود تصويرها في المستقبل وتعتقد أنها ستكون بمثابة تحدٍ لمهاراتك وإبداعك؟

من الصور التي أرغب بتصويرها الثلج في سلطنة عمان، ومع الأسف، لم أصادف الثلج برغم محاولاتي للوصول إليه في جبل شمس، ولكن جميعها باءت بالفشل، وهي الصورة التي أرسمها في بالي وإن شاء الله سوف أصورها.

- كيف يمكن لجمعية الفنون أن تدعم المصورين الناشئين وتساعدهم في تطوير مهاراتهم وتحقيق النجاح؟

جمعية الفنون يندرج تحتها قسم التصوير الضوئي، وأنا من الأشخاص الذين دعمتني الجمعية في بداياتي وما زالت تدعمني، وهي تفتح أبوابها للمصورين الناشئين والمحترفين على مدار العام.

وضمن برنامج السنوي، تقام دورتان مدة كل منهما 4 أشهر للمصورين الناشئين، فيخضعون لعدة مراحل، ابتداء من المرحلة التأسيسية إلى الاحترافية، وتدرس جميع أنواع التصوير بالمجان، وهي فرصة لمن أراد أن يتعلم التصوير من الصفر.

- كيف يمكن للصور أن تعكس الثقافة والهوية الوطنية، وكيف تضيف لمسة خاصة من عمان في أعمالك الفنية؟

نحن ما زلنا محافظين على الهوية الوطنية، لذلك يعرف الجميع الإنسان العماني من لباسه، وعاداته وتقاليده فهذه كلها تعكس الهوية الوطنية العمانية. وبالنسبة لي ففي عرضات الإبل دائما أحاول أن أنتقي العرضات الجميلة مثل عرضة ولاية بدية التي تعتبر من أجمل العرضات للإبل وهي جميلة للتصوير، وكذلك الأسواق مثل أسواق العيد نجد مثلا أجمل الهبطات هبطة السرور في ولاية سمائل، فأحاول أن انتقل للشيء الجميل في كل مكان، أما الأزياء والفنون بشكل عام كلها جميلة في سلطنة عمان من مسندم إلى ظفار، فكل محافظة وكل ولاية تختلف عن الأخرى بعاداتها وتقاليدها ولهجاتها وأزيائها وفنونها.

- ما دور المصور في توثيق اللحظات الحياتية والتاريخية، وكيف تشعر بأهميتك كمصور في هذه العملية؟

دائما الصورة هي التي تبقى وتخلد التاريخ، ولو نظرنا إلى صورنا ونحن صغار لا نهتم بطريقة وقفتنا ولا فنيات الصورة، ولكن الآن ننظر لها بقيمتها المعنوية أكثر، وكلما قدمت الصورة كان لها قيمة أكثر أعني القيمة المشاعرية، والقيمة التاريخية.

وهناك الكثير من المصورين صوروا ولاية مطرح على سبيل المثال، وستجدنا نهتم بالصور القديمة أكثر، وهنا يأتي دور المصور وطريقة أرشفته للصور، ولكل إنسان عمر، ويجب على المصور أن يوثق عمله في موقع أو مع جهة أو بأي طريقة، لكيلا تضيع الذكريات.

- هل يمكن للتصوير أن يلعب دورًا في تعزيز الوعي البيئي والاهتمام بالبيئة؟

بالطبع، فالموضوع لا يقتصر فقط على المصور، وإنما على جميع شرائح المجتمع، وأنا أتوقع أن لمصور الطبيعة دورا كبيرا في تعزيز الجانب البيئي، وتوثيقه لبعض الكائنات النادرة أو بعض الأماكن التي يصادفها في رحلاته.

- ما الرسالة التي تحاول توصيلها من خلال صورك وكيف تعتقد أن تأثير البيئة العمانية يظهر في أعمالك؟

الرسالة تكون بأفضل صورة لأنني أمثل وطني بالصورة سواء بشكل إيجابي أم سلبي، وأصبح لدينا متابعون من خارج سلطنة عمان وهذا الشيء يجعلني أوقن بأنني أمثل بلدي، ويمكن أن أقوم بالترويج الإيجابي لبلدي، وأبتعد عن الصور المسيئة. ونحن نمتلك مجتمعا محافظا ذا ثقافة عالية من ناحية البيئة، أو من ناحية العادات والتقاليد، وواجبي كمصور أن أنقلها إلى العالم في أفضل حلة.

- ما الهدف الذي تسعى لتحقيقه من خلال عملك في مجال التصوير وما هي طموحاتك المستقبلية؟

لدي الكثير من الأهداف كثيرة ولغايات كثيرة، مثلا: أن أوثق جميع الأشياء الموجودة في سلطنة عمان سواء من أزياء أو عادات وتقاليد، أو كانت من التراث غير المادي أو المادي، أو من عمارة وغيرها في الولايات قدر المستطاع.

وهناك جوانب كثيرة في مجال التصوير تتميز بها بلدي، لم أدخل إليها كتصوير أعماق البحار، وجوانب أخرى تحتاج لمتخصص فيها، إلا أن لدي الطموح وأسعى بأن أوثق كل ما هو جميل في سلطنة عمان، وأصنع موسوعة لصوري التي تخص عمان من حياة الإنسان العماني، والطبيعة، والتراث والحداثة.

- ما أهم الخطوات التي يجب على المصورين الشباب اتباعها للوصول إلى النجاح والتميز في مجال التصوير؟

أن يبحث عن الشغف الذي يقوده للشيء، مع خطط معينة يمشي عليها سيصل حتى لو كان عمره كبيرا، فتعلم التصوير يمكن أن يكون محترفا في التصوير ويمكن أن يكتشف موهبته في أي عمر.

أما الشباب يمكنهم الدخول في النشاطات الطلابية الموجودة في المدارس أو الجامعات، فهم من يؤسس ويقود نحو الاحترافية، وكذلك جمعية الفنون موجودة ودوراتها مستمرة يمكنها توجيه الشباب، وأيضا عن طريق الإنترنت يستمع للدروس، أصبحت متاحة وهي تخصصية بحتة، فالمجال صار أوسع من السابق، مع التطور التقني، كما أصبحت الكاميرات تتوفر بأشكال وأنواع، وأغلبية الوسائل باتت متاحة فقط يقتصر الموضوع عليك وعلى الشغف أن تبدأ فيه وتحققه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جائزة الشیخ حمدان بن محمد الإنسان العمانی فی مجال التصویر فی سلطنة عمان الصور التی کیف یمکن من ناحیة ویمکن أن أبحث عن أن یکون من خلال یمکن أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

بصور عفوية.. مصور حفلات هوليوود يكشف أسرار المشاهير بحفل ما بعد الأوسكار

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تزخر صور حفلات هوليوود التي التقطها المصور دافيد جونز بجوائز الأوسكار، إذ تظهر الجوائز بشكل عفوي على موائد العشاء المزدحمة بالنجوم، ويقوم المشاهير بحملها أمام الصحافة. وفي بعض الحالات، تُستخدم التماثيل الذهبية كأنها تذاكر دخول إلى الحفل الحصري الذي تنظمه مجلة "فانيتي فير"  بعد حفل الأوسكار.

وكشف جونز، الذي عمل لصالح المجلة منذ الثمانينيات أن "فانيتي فير كانت لديها سياسة مفادها أن أي شخص حاصل على أوسكار يمكنه الدخول". 

وأضاف: "كان لديهم أيضًا قائمة بالضيوف. ولكن إذا كنت تحمل أوسكار، يمكنك أن تطلب الدخول أو ببساطة يُسمح لك بالدخول".

وتابع: "لقد حضرت أيضًا حفلات ترك فيها الناس (جوائزهم) خلفهم من دون وعي، وأرادوا استعادتها".

ميني درايفر وتشارليز ثيرون في حفل فانيتي فير ما بعد الأوسكار عام 1999.Credit: Dafydd Jones

خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان جونز يسافر جواً إلى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية من نيويورك أو لندن لتصوير حفلات توزيع الجوائز الكبرى، والعديد من الاحتفالات التي أقيمت قبلها وبعدها. 

يضم الكتاب الجديد الخاص بالمصور البريطاني "هوليوود: سري"، نحو 80 من لقطاته العفوية، التي تُظهر ضيوفًا بارزين وهو يرقصون، أو يدخنون، أو يثرثرون أو حتى (في حالة ماريسا تومي الحائزة على جائزة الأوسكار عام 1993) يتناولون المقبلات.

وتغطي الصور أحداثا من الدرجة الأولى، من الحفلات التي تنظمها استوديوهات الأفلام الكبرى إلى الحفلات الخاصة الصغيرة. 

يعود تاريخ بعض أقدم الصور إلى الحفلات اللاحقة التي استضافها وكيل المواهب إرفينغ "سويفتي" لازار، والتي كانت المكان الذي يشهد احتفالية ليلة الأوسكار. ولكن نظرا إلى مكان عمل جونز في ذلك الوقت، فقد التُقطت غالبية الصور في حفل الأوسكار الذي أقامته مجلة "فانيتي فير"، والذي أقيم لأول مرة في عام 1994 لسد الفراغ الذي تسببت به وفاة لازار.

الوصول الحصري  كيم باسنجر مع جائزة الأوسكار التي فازت بها عن دورها في فيلم "L.A. Confidential".Credit: Dafydd Jones

في البداية، أشار جونز إلى أنه كان واحدًا من ثلاثة مصورين فقط (إلى جانب آني ليبوفيتز وآلان برلينر) الذين سُمح لهم بالدخول إلى الحفلة. نتيجة لذلك، وبفضل نهجه التوثيقي وعدسته "غير المتطفلة"، فإن العديد من صوره تحمل شعورًا طبيعيًا وغير محمي.

يوثّق كتاب المصور لحظات من السعادة الخالصة، على سبيل المثال ميني درايفر وتشارليز ثيرون وهما يتشابكان الأيدي، وكيم باسنجر ممسكة بجائزة الأوسكار التي فازت بها عن دورها  بفيلم "L.A. Confidential" في عام 1998، وغوينيث بالترو ممسكة كأسا في يدها، في الليلة التي نالت فيها لقب أفضل ممثلة عن دورها بفيلم "Shakespeare in Love". 

عارضة الأزياء والممثلة آنا نيكول سميث خارج الحفل الأول لمجلة فانيتي فير ما بعد الأوسكار عام 1994.Credit: Dafydd Jones

في مكان آخر، تُظهر صورتان توم كروز (الذي دخل الحفل من الباب الخلفي) وهو يلتقي مجددا بسرور مع زميله في فيلم "Jerry Maguire"، كوبا جودينغ جونيور (الذي دخل الحفل من الباب الأمامي) بعد فوز الأخير بجائزة أفضل ممثل مساعد في عام 1997.

وعن أسلوبه في التصوير، قال جونز: "أنا لا أقوم بتجهيز الصور، ولا أمنع الناس عن التصرف بطبيعتهم أيضًا"، مضيفًا: "أحيانًا يذهب (المشاهير) إلى حفلة وهذا كل شيء. إنهم لا يريدون أن تُلتقط لهم الصور. لقد أمضوا للتو ثماني ساعات في التصوير وإجراء المقابلات".

وأوضح المصور الفوتوغرافي: "لقد كان العديد من الأشخاص على مر السنين على دراية بصوري ويعرفون كيف تبدو. وكانوا يعرفون أنني لا أريدهم أن يتظاهروا أو يقفوا أمامي وهم يفعلون أي شيء معين. لذا، كانوا يشعرون بالكثير من الراحة".

في المقابل، لم يكن جونز منبهرًا بمقابلة النجوم، رغم الإعجاب الذي يكنه للعديد من الأشخاص الذين حظي بتصويرهم. ولم يكن عمله يدور حول الضيوف على أي حال، إذ كان مهتمًا بالمشهد المحيط بالحفلات بقدر اهتمامه بالحفلات ذاتها.

ولا يظهر غلاف كتابه أحد المشاهير من الصف الأول، بل يظهر بدلاً من ذلك الممثل الكوميدي كيفن ميني وهو يحمل ميكروفون أثناء تغطيته من السجادة الحمراء لصالح شبكة "HBO". كما وجّه جونز عدسته نحو وكلاء الدعاية، وسيارات رولز رويس الفارغة، وزملائه المصورين وهم يتجمعون في منطقة الصحافة أو يتأهبون عند مداخل خلف الحواجز.

عصر جديد تجمعت فرق التصوير ووسائل الإعلام خارج حفل ليلة الأوسكار الذي أقامه ستيف تيش ومجلة فانيتي فير في لوس أنجلوس، عام 1994.Credit: Dafydd Jones

هناك عدة صور في كتاب جونز لم تُنشر من قبل. وإحدى هذه الصور (ميك جاكر يبدو حزينا إلى جانب مادونا وتوني كورتيس) لم يتم اختيارها ببساطة من قبل محرري مجلة "فانيتي فير"، رغم أنها كانت من بين المفضلة لدى المصور.

مع ذلك، فإن صور جونز تلتقط عصرًا ذهبيًا لمجلات الطباعة، التي كانت تحقق آنذاك أموالًا كافية للسفر بالمصورين حول العالم لتغطية الحفلات. وفي أواخر التسعينيات، بدأ جونز يشهد ما أسماه "تضخم المصورين" داخل وخارج فعاليات هوليوود، بما في ذلك تلك التي تنظمها "فانيتي فير".

وقد شعر جونز بأن دور المصورين أصبح أكثر ارتباطاً بالترويج منه بالتقارير الصحفية. وقد أثر هذا التدفق على عمله، ليس بالضرورة بسبب المنافسة، ولكن لأنه كان "بداية رغبة الناس في وجود تواصل بصري بالصور".

نيكولاس كيج مع جائزة أفضل ممثل التي فاز بها عن أدائه في فيلم "Leaving Las Vegas" عام 1996Credit: Dafydd Jones

على أي حال، قال جونز إنه "لم يرغب أبدًا في أن يكون مصور هوليوود مهنيًا". وكان يستمتع بمروره عبر مدينة لوس أنجلوس لحضور الأحداث الكبرى، لكنه بنى مسيرته في المملكة المتحدة، حيث عمل لعدة صحف، موثقًا تجاوزات الطبقة الرفيعة البريطانية.

بالمقارنة، لفت جونز إلى أن قائمة مشاهير الصف الأول في هوليوود كانت أكثر تحفظًا، مؤكدّا: "لم يتركوا مجالا لأنفسهم للانطلاق بحرية بالطريقة ذاتها التي تحدث في الحفلات الإنجليزية".

نشر الثلاثاء، 04 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تؤكد حرصها على تموين السوق ومراقبة الجودة خلال رمضان
  • عاجل | إصابة مصور الجزيرة رياض الحسين خلال تغطيته للاشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام في ريف اللاذقية
  • الصور الأولى لحادث تصادم سيارتين فى أسوان |شاهد
  • ندوة حول التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي بسلطنة عمان
  • جدل واسع حول صورة جورجينا رودريغيز بالحجاب
  • جهاز التطوير والتجميل يواصل أعماله في ميادين ومسطحات مدينة الإسماعيلية
  • أمسية علمية في عمان الأهلية حول المستجدات السريرية بطب الأسنان الترميمي
  • الأردن: موقفنا ثابت وحازم وقاطع ضد تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة
  • بصور عفوية.. مصور حفلات هوليوود يكشف أسرار المشاهير بحفل ما بعد الأوسكار
  • برج الأسد .. حظك اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025: لفتة بسيطة