استضاف مجلس يقاء العام بوادي بني غافر في ولاية الرستاق أمسية شعرية حملت عنوان "أمسية الحجر الغربي للشعر الفصيح"، بتنظيم من اللجنة الثقافية بفريق الحجر الغربي الرياضي، برعاية سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، وسط حضور جماهيري كبير ضم نخبة من الشخصيات البارزة في الدولة.
وشارك في الأمسية أربعة من الشعراء، هم عبدالحليم البداعي، وراشد الصوافي، وإبراهيم الصوطي، ومحمد العبري، الذين أبدعوا في تقديم قصائد مميزة عكست ثراء اللغة العربية وجمالياتها، فيما أدار الأمسية الشاعر خليفة بن سعيد الغافري بأسلوب مميز أضفى عليها أجواء من التفاعل والحوار الأدبي الراقي.
وشهدت الأمسية تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي تناغم مع أبيات الشعراء وإبداعهم في أجواء ثقافية أدبية راقية، وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود فريق الحجر الغربي لتعزيز المشهد الثقافي والأدبي في ولاية الرستاق، وإبراز المواهب الشعرية المحلية، إضافة إلى الإسهام في الحفاظ على التراث الأدبي العربي وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة.
وفي ختام الأمسية، أعرب رئيس فريق الحجر الغربي عبدالله الغافري عن سعادته بنجاح الفعالية، مشيرًا إلى أن الأمسية جمعت نخبة من شعراء سلطنة عمان، ونسعى من خلالها إلى تعزيز الحراك الثقافي والأدبي وتسليط الضوء على المواهب الشعرية المحلية، ونأمل أن تستمر مثل هذه الأمسيات في إيجاد منصات للإبداع والتفاعل الثقافي بين أبناء المجتمع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحجر الغربی
إقرأ أيضاً:
المغربي مصطفى غلمان يستعرض رؤيته للشعر في العصر الحديث بمعرض القاهرة للكتاب
شهدت قاعة الشعر بـ"بلازا 1" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة لمناقشة أعمال الشاعر والإعلامي المغربي مصطفى غلمان، حيث أدار الجلسة الكاتب والإعلامي هشام محمود، الذي قدم للحضور رؤية شاملة حول تجربة غلمان الإبداعية والإعلامية.
استهل هشام محمود تقديمه بالإشارة إلى أن مصطفى غلمان، المولود عام 1964 بمدينة مراكش، يُعد أحد أبرز الأصوات الشعرية والإعلامية في المغرب.
وأضاف أنه حاصل على إجازتين في الأدب العربي والصحافة والإعلام، وكان له دور بارز في المشهد الثقافي والإعلامي، إذ تولى رئاسة أول نادٍ إعلامي في مراكش، إلى جانب إسهاماته في عدة هيئات ومنظمات عربية ودولية.
كما أشار محمود إلى المناصب الثقافية والإعلامية التي شغلها غلمان، بدءًا من تأسيسه لمؤسسة الإعلام "حلول تربوية" في أكادير عام 1999، وصولًا إلى عمله مستشارًا ثقافيًا وإعلاميًا للمتحف الكبير بمراكش عام 2011، بالإضافة إلى رئاسته للجنة المغربية للمحكمة الدولية في باريس منذ عام 2013.
زعلى الصعيد الأدبي، فقد أبدع غلمان في كتابة الشعر، حيث أصدر عددًا من الدواوين التي تركت بصمة واضحة في المشهد الشعري المغربي، ومنها: خاتمة لدبيب الوشي (1998)، ما جاء في الرؤية عند ازدحام الأثر (2000)، على شفا موت (2002)، وقاعدة البطريق (2006).
وخلال الندوة، تحدث مصطفى غلمان عن رؤيته للشعر، مشددًا على أن أسئلته وماهيته لا تنتهي، بل تشبه سماء متحركة تعج بالتعددية في القيم والأدب والفلسفة والمفاهيم.
وأوضح أن الشاعر لا يرتبط بموضوعات ثابتة، بل يتعامل مع الكلمات باعتبارها أدوات تعبير عن الأفكار والمشاعر، مما يجعل اللغة قوةً للتجريد والخيال، لا مجرد وسيلة استهلاكية.
وأشار "غلمان" إلى أن الشعر الذي يتعامل فقط مع الحقائق الأرضية، أو الذي يقيد اللغة في إطار استهلاكي جامد، يصبح "شعرًا نافقًا"، حيث تفقد اللغة جوهرها الحيّ. لذلك، يرى أن التجربة الشعرية الحقيقية تستمد قوتها من تساؤلاتها العميقة حول الوجود والجمال والخيال، معتبراً أن مفرداتنا ليست سوى وسيلة للوصول إلى معاني الحياة.
كما شدد على أن تجربته الشعرية لم تكن نتاج صدفة أو اختيار عشوائي، بل جاءت نتيجة قراءة معمقة وإدراك لتأثير الأدب في تشكيل الذات الإبداعية. فبالنسبة له، تعد القراءة الركيزة الأساسية لكل تجربة إبداعية، سواء في الشعر أو الأدب أو حتى في مختلف العلوم والفكر.
وأكد "غلمان" أن الشعر والإعلام يشتركان في كونهما أدوات للتواصل ونقل المعرفة، مشيرًا إلى أن الإعلام لا يمكن فصله عن الشعر، إذ لطالما كان الشعر العربي منذ العصور القديمة وسيلة للتأثير والتبليغ. فقد كان الشاعر العربي يشغل مكانة بارزة في مجتمعه، حيث كان صوته مؤثرًا في القضايا الاجتماعية والسياسية.
وأوضح أن الإعلام، رغم طابعه الإخباري، يظل أداة لصياغة الوعي الجماعي، تمامًا كما يفعل الشعر، الذي يحمل قدرة خاصة على التأثير العاطفي والفكري.
ومن هذا المنطلق، يرى غلمان نفسه قارئًا للشعر، لا مجرد ممارس له، حيث حفزته هذه الرؤية على تجسيد تجربته الإبداعية عبر التفاعل المستمر بين الشعر والإعلام.
وفيما يتعلق بوظيفة الشعر الجمالية، أكد "غلمان" أن تطور شكل القصيدة لا يجب أن يُنتقص من قيمتها، فالقصيدة الحديثة تستمد أهميتها من قدرتها على طرح الأسئلة وإرباك المتلقي، مما يمنحها تأثيرًا أكبر.
ويرى أن القصيدة الجيدة هي التي تطرح تساؤلات وجودية، وتعكس القضايا الكبرى المتعلقة بالإنسان ومستقبله، كما أن الشعر يجب أن يكون متفاعلًا مع التحولات الكبرى التي يشهدها الواقع العربي، لا مجرد انعكاس للأزمات العابرة.
وطرح "غلمان" خلال الندوة تساؤلات فلسفية عميقة حول دور الشعر في العصر الحالي، متسائلًا عما إذا كان الشعر لا يزال قادرًا على أن يكون قوة دافعة في الثقافة والمجتمع، في ظل هيمنة المظاهر والسطحية.
ويرى أن هذه الأسئلة تظل بلا إجابة واضحة، لكن يبقى للشعر العربي، الذي شكّل ديوان العرب ومرآة حضارتهم، قدرة كامنة على التأثير والتجدد، ويؤكد أن الماضي لا يمكن أن يُستعاد بنفس صيغته القديمة، لكن يمكن للشعراء المعاصرين أن يجدوا لأنفسهم موقعًا جديدًا في المشهد الثقافي، عبر توظيف إمكانيات فكرية ونفسية تواكب العصر.