تدخين الحشيش .. توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة ماكجيل ونشرت في مجلة Jama Psychiatry إلى نتائج مثيرة للقلق بشأن تأثير الحشيش على الدماغ، حيث أظهرت أن هذا المخدر قد يفاقم من ضعف الاتصال العصبي لدى الشباب المعرضين لخطر الإصابة بالذهان. 

ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تفتح الباب لعلاجات أفضل للأشخاص الذين يعانون من الذهان، والتي تركز على الأعراض التي غالبًا ما تُغفلها الأدوية الحالية.

التأثيرات السلبية للحشيش أو القنب على الدماغ

رصدت الدراسة انخفاضًا ملحوظًا في الكثافة المشبكية، وهي مقياس لعدد الاتصالات العصبية في الدماغ، بين الأفراد المعرضين لخطر الذهان مقارنةً مع مجموعة من الأفراد الأصحاء. 

وأظهرت النتائج أن تعاطي الحشيش بين هؤلاء الأفراد أدى إلى تفاقم هذا الانخفاض، مما يثير المخاوف بشأن تأثير المخدر على الدماغ.

أول دراسة تكشف عن تغييرات دماغية حقيقية

على الرغم من أن القنب يُعرف منذ فترة طويلة كعامل خطر للإصابة بالذهان الذي قد يؤدي إلى تطور مرض انفصام الشخصية، إلا أن هذه الدراسة تعد الأولى التي ترصد تغييرات في الدماغ بشكل حي ودقيق بين الأشخاص المعرضين للخطر. وأوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة، رومينا ميزراحي، أن القنب قد يعطل العمليات الطبيعية في الدماغ المتعلقة بتقليص المشابك العصبية، وهي عملية أساسية لنمو الدماغ السليم.

العواقب الاجتماعية والوظيفية

رغم أن الحشيش لا يسبب الذهان لدى جميع متعاطيه، إلا أن بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة لهذا التأثير السلبي. ويعتقد الباحثون أن التغيرات في الكثافة المشبكية قد تكون مرتبطة بمجموعة من الأعراض السلبية مثل الانسحاب الاجتماعي، قلة الدافع، وصعوبة التواصل، وهي أعراض من الصعب علاجها بالأدوية التقليدية. 

وفي هذا السياق، قالت بيلين بلاكو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن الأدوية الحالية للذهان تركز بشكل أساسي على معالجة الهلوسة، لكنها لا تعالج الأعراض التي تُعيق القدرة على التفاعل الاجتماعي أو النجاح في العمل والدراسة.

البحث في العلاجات المستقبلية

تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على الكثافة المشبكية كأداة محتملة لتحديد تطور الذهان والتدخل المبكر، مما قد يساعد في تطوير علاجات تهدف إلى تعزيز الوظائف الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة لأولئك المتأثرين.

 وأوضح الدكتور بلاكو، طالب الدكتوراه في جامعة ماكجيل، أن التركيز على هذه التغيرات الدماغية قد يكون المفتاح لتطوير علاجات جديدة تمنح الأمل للأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض الصعبة.

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين تعاطي الحشيش والذهان، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير علاجات تهدف إلى معالجة الأعراض التي تُفقد الأفراد قدرتهم على التفاعل الاجتماعي والعيش حياة طبيعية. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحشيش عمليات الطب سلط الضوء الاتصالات تأثير الحشيش المستقبل التأثيرات السلبية القنب التدخل المبكر

إقرأ أيضاً:

خطر خفي في المنازل “يهدد” دماغ الجنين

الجديد برس|

حذر فريق من العلماء من خطر خفي يكمن في منازلنا، ويهدد صحة الدماغ لدى الأجنة.

تُستخدم مواد كيميائية شائعة، تسمى الفثالات، في العديد من المنتجات اليومية مثل أغلفة الأطعمة وألعاب الأطفال والشامبو. كما تستخدم لجعل البلاستيك أكثر ليونة ولتشحيم الأسطح وفي منتجات مثل مزيلات العرق والعطور. ومع مرور الوقت، تتراكم هذه المواد الكيميائية في البيئة وتنتقل إلى الطعام والماء، ومنه إلى مجرى دم الأم، حيث يمكنها عبور المشيمة والتأثير على الجنين.

وتحذر دراسة جديدة أجرتها جامعة إيموري من تأثير الفثالات على هرمونات الجنين وتفعيل النواقل العصبية في دماغه.

وفي الدراسة، حلل الباحثون بيانات من 216 أما في بداية الحمل و145 أما في مرحلة متقدمة من الحمل، من دراسة أتلانتا للأمهات والأطفال الأمريكيين من أصل إفريقي. وتم فحص عينات البول للبحث عن الفثالات، وجُمعت عينات دم من الأطفال بعد الولادة.

وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات الفثالات في بول الأم قبل الولادة ارتبط بانخفاض مستويات التيروزين، وهو حمض أميني يؤثر على هرمون الثيروكسين، الذي يلعب دورا في نمو الدماغ والعظام. كما ارتبط بانخفاض مستويات حمض التربتوفان الأميني الأساسي، المسؤول عن إنتاج السيروتونين، الذي يؤثر على التواصل بين الخلايا العصبية. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن انخفاض السيروتونين مرتبط بمشاكل في الحالة المزاجية والنوم والتعلم والذاكرة.

وأظهرت اختبارات الانتباه أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات عالية من الفثالات في الرحم كانوا أقل تركيزا وأبطأ في ردود الفعل.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى بعض القيود في الدراسة، مثل عدم توفر معلومات دقيقة عن النظام الغذائي للمشاركات أو نوع الولادة، ما قد يؤثر على تعرض الأجنة للفثالات.

وأفادت المشاركات في الدراسة أن 10% منهن تناولن الكحول أثناء الحمل، و15% استخدمن التبغ، و40% استخدمن الماريغوانا، ما قد يكون له تأثير إضافي على نمو الدماغ لدى الأطفال.

وقال الدكتور دونغهاي ليانغ، عالم الصحة العامة: “أجرينا هذه الدراسة لأن الفثالات موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية، ومن هنا جاء لقبها “المواد الكيميائية في كل مكان”، مشيرا إلى أهمية فهم تأثير هذه المواد قبل الولادة على نمو الدماغ على المستوى الجزيئي”.

مقالات مشابهة

  • تظهر خلال 21 يوما.. أعراض الإصابة بجدري القردة وطرق الوقاية منه
  • دراسة: قصور القلب يسرّع شيخوخة الدماغ
  • دراسة: قصور القلب يعجل من شيخوخة الدماغ
  • دراسة تحليلية تكشف فجوة تنافسية بين الأخضر ونظرائه الآسيويين
  • دراسة صادمة تكشف عن إنذارات مبكرة للموت القلبي المفاجئ.. تعرف عليها
  • خطر خفي في المنازل “يهدد” دماغ الجنين
  • دراسة: خطر خفي في المنازل يهدد تطور دماغ الجنين لدى الأمهات والحوامل
  • دراسة تكشف مخاطر تناول الكحول وتأثيره على الدماغ
  • دراسة تكشف علامات تحذيرية للموت القلبي المفاجئ بين الشباب
  • نصائح هامة للوقاية من السكتة الدماغية