الأطفال بغزة يتجمّدون حتى الموت في ظروف قاسية.. مقاطع صادمة تفجع رواد التواصل
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
على صغر سنّهم، بات الأطفال بقلب قطاع غزة المحاصر الذي يعيش على إيقاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواجهون الموت بكافة أشكاله؛ من قصف إلى رعب مع نقص في الغداء والملبس، وغياب المأوى الآمن، والآن بات البرد يجعلهم يتجمّدون حتّى الموت.
وأمام مرأى العالم، وفي ضرب صارخ، عرض الحائط، لكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، يعيش الأطفال بقلب القطاع المحاصر، أسوأ الكوارث الإنسانية، في خضمّ انهيار المنظومة الصحية.
ووصل عدد الأطفال الذين توفوا جرّاء البرد القارس في غزة، إلى 6 أطفال حديثي الولادة؛ كان أحدثهم الرضيع علي البطران، وهو توأم الطفل الذي فارق الحياة، الأحد الماضي، ويبلغ من العمر شهرا واحدا فقط.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن علي قد استشهد، الاثنين الماضي، إثر انخفاض درجات الحرارة والبرد الشديد؛ فيما وصف مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، منير البرش، الخيام التي تأوي الغزّيين في ظل سوء الأحوال الجوية، بكونها: "ثلاجات موت".
ورصدت "عربي21" جُملة مقاطع فيديو، وصور، توثّق المأساة التي يعايشها الغزّيين، قسرا، حيث تتحول خيامهم المُهترئة في فصل الشتاء إلى مايشبه الثلاجة، بشكلها الحرفي، إذ يتسلل الهواء البارد للداخل، وحين يهطل المطر، تتبلّل بكل ما فيها، من أمتعة وأغطية، في وقت يفتقرون فيه لأبسط مستلزمات الحياة.
الطفل السادس خلال أيام …
توفي طفله الرضيع من شدة البرد القارس في غزة، وسط ظروف قاسية فرضتها حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال.
جمعة البطران، الذي فقد عددًا من أقاربه نتيجة استهدافات الاحتلال، يعيش اليوم مأساة أخرى بفقدان طفله الرضيع الذي لم يحتمل برودة الشتاء في ظل انعدام مقومات… pic.twitter.com/wQ5ZUPD0Ye — الحـكـيم (@Hakeam_ps) December 29, 2024 She was born 2 weeks ago.
She could not live much longer in the cold tent in Mawasi Khan Younis.
She was found did in the morning. Her heart stopped beating.
According to UN a Palestinian child dies every hour in Gaza. Mostly by Israeli bombing and shelling. But some died… pic.twitter.com/1d9hkabLtr — Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 25, 2024
إثر ذلك، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عبر عالم، عدّة منشورات وتغريدات، تجدّد التضامن مع كافة الأهالي المتواجدين بقلب قطاع غزة المحاصر، ومعربين عن غضبهم من صمت المجتمع الدولي، رغم تفاقم المأساة وارتفاع عدد الشهداء، خاصة من الأطفال والنساء. مستخدمين وسم "البرد القارس" الذي تصدّر موقع "إكس".
ويقول رواد التواصل الاجتماعي، عبر منشوراتهم وتغريداتهم التي رصدتها "عربي21" أن: "وفيات الأطفال المتزايد مؤخرا، في غزة، لا يتعلّق فقط بانخفاض درجات الحرارة، بل لضعف مناعة الأطفال، إذ لا يحصلون على التغذية الكافية منذ شهور طويلة، شأنهم في ذلك شأن البالغين من سكان القطاع".
كذلك، أشار المتفاعلين مع توالي عدد الشهداء من الأطفال في غزة، جرّاء البرد، إلى كونهم يعيشون في خيام مهترئة، وفوق أرض مبللة من الأمطار الغزيرة، مع تفشي الأمراض المعدية بين النازحين، خاصة بين فئة الأطفال دون الخامسة.
غرق خيام النازحين بغزة نتيجة الأمطار.. ووفيات بسبب البردhttps://t.co/Ax32EKOjKw — dr.sinanbasimismaiel Mustafa (@DrSinanbasim) January 1, 2025 آلاف النازحين بغزة يواجهون شبح الموت بسبب البرد الشديد???? pic.twitter.com/hAh79v8m5X — الرادع العربي (@AL_alarabii) January 1, 2025 الدفاع المدني بغزة: تعرضت 1542 خيمة تؤوي نازحين في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء بمناطق قطاع غزة إلى الغمر بمياه الأمطار خلال اليومين الماضيين وأصيب كثير من النازحين بحالات ارتعاش بسبب البرد وتلف أمتعتهم وأفرشتهم. pic.twitter.com/LhoYAgJcXK — سيف القدس SayfAlqudss (@SayfAlqudss) January 2, 2025
وفي السياق نفسه، قال مدير وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى ناصر، ناصر عايد الفرا، عبر عدّة تصريحات صحفية، إنّ: "المجمع الطبي يستقبل يوميا، من خمس إلى ست حالات، من انخفاض درجة حرارة الجسم، لدى الأطفال حديثي الولادة".
وأضاف الفرا أن: "السبب الرئيسي في ذلك، هو عدم ملائمة الخيام للبرد القارس، حيث تكون باردة جدا في الليل في فصل الشتاء". فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إنّ: "الأطفال في قطاع غزة، يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى".
وأبرز لازاريني عبر تغريدة، نشرها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أن: "هناك نقصاً في البطانيات والفرشات، وغيرها من الإمدادات الشتوية، بسبب انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة، مطالبا بوقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية الضرورية، بما في ذلك الإمدادات اللازمة لفصل الشتاء".
إلى ذلك، كان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد قال في وقت سابق من هذا الشهر، إنّ: "حوالي 70 في المئة من الضحايا، الذين تم التحقق من وفاتهم في غزة، هم من النساء والأطفال"، مُدينا في الوقت نفسه ما وصفه بـ"الانتهاك الممنهج للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي".
من جهتها، قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، إنّ: "مستشفيات غزة تحولت إلى مصائد موت"، محذّرة من أنّ: "النظام الصحي في القطاع ، على شفير الانهيار التام بسبب الهجمات الإسرائيلية".
وفي ظل تفاقم الوضع الكارثي، أبرزت الأمم المتحدة، أنه منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تمّ عرقلة كل محاولة للوصول إلى شمال غزة المحاصر، وإرسال البعثات الغذائية والصحية؛ فيما حذّرت من إمكانية تجاوز عتبة المجاعة بشمال القطاع، مع ارتفاع معدل الوفيات، بسبب سوء التغذية، وتدهور الأوضاع الصحية في شتى أرجاء غزة.
تجدر الإشارة إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، دخل يومه الـ455، وسط إبادة جماعية خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة حقوق الإنسان حقوق الأطفال المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة قطاع غزة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
إبادة وبرد وجوع.. احتار الغزيون أيَّها يقاومون
الثورة / وكالات
ظروف إنسانية قاسية تلك التي يعيشها النازحون الفلسطينيون بقطاع غزة بعد أن غمرت مياه الأمطار خيامهم وعصفت الرياح بأماكن إيوائهم التي لجأوا إليها.
وللعام الثاني على التوالي، يعيش غالبية النازحين فصل الشتاء داخل مراكز إيواء بدائية وخيام قماشية مهترئة مع نقص حاد في المستلزمات الأساسية والملابس والأغطية ووسائل التدفئة.
هذه الظروف تتشابك مع أوضاع معيشية كارثية جراء نقص المواد الغذائية والمياه والكهرباء، ما تسبب بإصابة آلاف النازحين خاصة الأطفال بسوء تغذية حاد وهي مرحلة وصفتها الأمم المتحدة بـ”محطة ما قبل الموت”.
وفي نهاية أغسطس الماضي، قالت الأمم المتحدة، إن آلاف الأطفال بالقطاع يعانون من خطر سوء التغذية الحاد، حيث تم الكشف عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية، منهم ألفان و288 مصابون بسوء تغذية «حاد وخيم»، بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع منذ بداية 2024.
ويشكو النازحون من عدم قدرة أطفالهم على تحمّل موجات الصقيع وسط ضعف مناعتهم الناجمة عن الجوع وسوء التغذية حيث يصبح الجسم أكثر عرضة للتأثر بالبرد الشديد.
وأعرب النازحون عن تخوفاتهم على حياة أطفالهم، مشددين على الحاجة لطعام صحي مناسب من شأنه أن يساهم بتوفير طاقة للجسم تمكنه من تحمل البرد.
وحتى الأسبوع الماضي، ارتفع عدد الوفيات بين النازحين بسبب موجات الصقيع خلال الأيام القليلة الماضية إلى 7 بينهم 6 أطفال معظمهم حديثو الولادة.
البقاء في العراء
جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بقطاع غزة، قال ، إن العشرات من خيام النازحين غرقت بمياه الأمطار .
وبسبب الظروف التي خلفتها الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 15 شهراً والتدمير الذي طال قطاع الإسكان، تنقل طواقم الدفاع المدني النازحين من «أماكن الإيواء المتضررة والمغمورة بالمياه إلى أماكن أخرى تكون في الغالب غير صالحة للإيواء حيث يبقون في العراء تحت المطر والبرد القارس».
ومنذ فجر الاثنين الماضي، غرقت عشرات الخيام في أنحاء مختلفة من القطاع وتطاير بعضها جراء المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة.
كما تجمعت مياه الأمطار في الشوارع وبين الخيام مع عجز النازحين عن التخلص منها.
إسلام أحمد (26 عاما) التي تعيش في خيمة بمنطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، قالت إن الشتاء فاقم من المأساة التي يعيشونها في المخيمات.
وتابعت: «مياه الأمطار أغرقت كافة مستلزماتنا داخل الخيمة، من أغطية وفرشات وملابس، والآن كلها غير صالحة للاستعمال بعدما تلوثت بالطين».
وأوضحت أن الأطفال الذين تبللوا بمياه الأمطار لم يعد لديهم مجالا لتبديل ملابسهم لحماية أنفسهم من تبعات البرد، مضيفة: «الأطفال يرتجفون برداً ولا سبيل لتدفئتهم».
من جانبها، تقول سها بربخ (41 عاما)، المتواجدة في مواصي خان يونس، إنها باتت تتفقد أطفالها يومياً وهم نيام داخل الخيمة خوفاً عليهم من الموت برداً.
وتضيف: «لم نتخيل أن تصل بنا الأحوال إلى الموت برداً، تخليت عن غطائي من أجل تدفئة أجساد أطفالي خوفاً من فقدانهم».
وأوضحت أن البرد القارس تسبب بتشققات شديدة في يديها ما يؤدي لنزيفها أحيانا، متابعة: «نحن تأثرنا بهذا البرد فما حال الأطفال والرضع».
ولفتت إلى أن النازحين باتوا يشكون من أوجاع في العظام جراء البرد الذي «ينخرها دون رحمة»، ووسط عدم توفر وسائل التدفئة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قال إن 81 بالمئة من خيام النازحين مهترئة، ما يهدد بموت آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.
ويتركز وجود النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول ساحل البحر المتوسط من جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع وحتى شمال مدينة رفح جنوب القطاع.
هذه المنطقة المقدرة بخمس مساحة قطاع غزة، لجأ إليها على مدار أشهر الإبادة أكثر من مليون و700 ألف نازح فلسطيني، وفق معطيات نشرتها منظمة المساعدة الإنسانية الدولية «أوكسفام» في يونيو الماضي.
وعانى النازحون في هذه المنطقة الرملية من ظروف معيشية صعبة للغاية وسط نقص إمدادات المياه والغذاء ومستلزمات الحياة الأساسية.
تأتي هذه المأساة بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي وعمليات نسف المنازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة ما يسفر عن قتلى وجرحى.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.