تصدر اسم الإعلامية فيروز مكي، مذيعة قناة "القاهرة الإخبارية"، تريند موقع "إكس" (تويتر سابقًا) لليوم الثاني على التوالي، بعد موقفها الحازم خلال مداخلة تلفزيونية مع ليف لارسون، مستشار الحزب الجمهوري الأمريكي.

وجاء هذا التفاعل الكبير بعد انتقادها الحاد لابتسامته أثناء الحديث عن مأساة أطفال غزة الذين يُقتلون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بداية القصة: ابتسامة استفزازية ورد قوي
وبدأت الواقعة خلال مداخلة هاتفية أجرتها مكي مع لارسون، حيث ناقشت الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وخاصة المجازر التي ترتكب بحق الأطفال. 

وأثناء حديثها، رصدت مكي ابتسامة ساخرة من لارسون، مما دفعها للرد عليه بحزم، موجهة رسالة قوية أكدت فيها رفضها التام لأي استهانة بمعاناة الضحايا.

وخلال حديثها، استشهدت مكي بتقرير بثته شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول مستشفى كمال عدوان في غزة، والذي أشارت فيه إلى وجود أنفاق يُزعم استخدامها لأغراض عسكرية. 

وأوضحت أن الصحفيين الأمريكيين الذين تحدثوا عن هذه الأنفاق ذكروا أنها كانت خالية من الأسلحة في بداية التصوير، لكن أماكنها تغيّرت لاحقًا، مما يثير تساؤلات حول مصداقية هذا الادعاء.

تصحيح للمعلومات 
 

وفي مداخلتها، لفتت مكي الانتباه إلى اعتراف "سي إن إن" بأنها أخطأت عندما اتهمت حركة حماس بقتل الأطفال وذبحهم، وأشارت إلى أن الأسرى الإسرائيليين الذين ماتوا في قبضة الفصائل الفلسطينية لم يُقتلوا في منشآت مدنية أو مستشفيات، بل في ظروف مختلفة.

وتابعت مكي قائلة: "أنا أتحدث عن أطفال غزة ونساء غزة، وأتمنى منك ألا تبتسم خلال هذه اللحظات؛ لأنك بالتأكيد لم تكن لتبتسم لو كنا نتحدث عن مأساة مشابهة في الولايات المتحدة."

موقف وطني ومشاعر إنسانية
ووجهت الإعلامية المصرية رسالة مباشرة إلى الضيف الأمريكي قائلة: "لا تبتسم على قناة عربية ومصرية، ولا تضحك على مأساة طفل فلسطيني يُقتل هو وأمه. لن أسمح لك بهذا التصرف على شاشة قناة القاهرة الإخبارية." وأكدت أن الشعب المصري لا يقبل مثل هذه الإهانة، وأن ما يحدث في غزة هو مأساة حقيقية لا يمكن الاستهانة بها أو تجاهلها.

تفاعل واسع وإشادات مستحقة
وحصدت هذه المداخلة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المغردون بشجاعة فيروز مكي وموقفها الحازم في الدفاع عن أطفال غزة وحقوق الفلسطينيين. ووصفها العديد من المتابعين بأنها نموذج للإعلامي الملتزم بقضايا الإنسان والعدالة. وامتلأت صفحات مواقع التواصل بكلمات الإعجاب والتقدير لموقفها الحاسم، واعتبرها البعض صوتًا عربيًا يعكس مشاعر الملايين تجاه القضية الفلسطينية.

مسيرة مهنية متميزة
ولم يكن موقف فيروز مكي وليد اللحظة، بل جاء نتيجة سنوات من الخبرة المهنية والظهور الإعلامي المميز. فقد عملت مكي في عدة قنوات بارزة، من بينها "دي إم سي" و"إكسترا نيوز"، كمقدمة برامج إخبارية وقارئة نشرات. 

كما تمتلك خبرة واسعة من خلال عملها في قنوات عربية وأجنبية، مما ساعدها على اكتساب مهارات الحوار والمواجهة بثقة عالية.

رسالة إعلامية قوية
وأثبتت فيروز مكي من خلال هذه الواقعة أن الإعلام العربي قادر على التصدي لأي محاولات للتقليل من معاناة الشعوب العربية، وخاصة القضية الفلسطينية التي لا تزال تحتل مكانة مركزية في قلوب الجماهير. كما أكدت أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل يمكن أن يكون صوتًا للدفاع عن الحق ونقل الصورة الحقيقية للعالم.

وما حدث مع الإعلامية فيروز مكي يعد مثالًا على أهمية الالتزام بالمهنية والإنسانية في آنٍ واحد. 

فموقفها القوي كشف عن الروح الوطنية التي يتمتع بها الإعلام المصري، وعزز الثقة بدور الإعلاميين في الدفاع عن القضايا العادلة. وبذلك، نجحت مكي في إيصال رسالة مؤثرة لضيفها وللعالم أجمع، مفادها أن معاناة الأطفال الأبرياء ليست محلاً للسخرية أو الاستهزاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة تريند القاهرة الإخبارية إكس فيروز مكي المزيد أطفال غزة

إقرأ أيضاً:

التعطيش .. سلاح إسرائيلي يفاقم مأساة غزة وسط الحصار والقصف

الثورة / متابعات

في قطاع محاصر يختنق تحت الركام، لم يعد العطش مجرد معاناة يومية، بل تحول إلى تهديد وجودي يُهدد حياة السكان. غزة، التي ترزح تحت نير حرب متواصلة منذ أكثر من عام ونصف، تواجه اليوم إحدى أشد الأزمات الإنسانية في تاريخها، بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطع شبه كامل لإمدادات المياه، في تجاهل صارخ لجميع الأعراف والاتفاقيات الدولية.

وسط دمار البنية التحتية، وانهيار محطات التحلية، وشحة الوقود، أصبح الوصول إلى الماء تحديًا يوميًا لأكثر من مليوني إنسان.

هذه ليست مجرد أزمة خدمات، بل مشهد متكامل لمأساة يخطط لها لتجفيف الحياة من جذورها.

استهداف ممنهج للبنية التحتية للمياه

قطاع غزة يعاني من أزمة عطش غير مسبوقة بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بقطع الإمدادات الرئيسية للمياه وتعطيل محطات التحلية ومنع دخول الوقود والمساعدات، خط “ميكروت” الذي يغذي مدينة غزة بنسبة 70% من احتياجاتها المائية تم إيقافه بشكل متعمد بعد أن مرّ عبر حي الشجاعية شرق المدينة، كما دُمّرت شبكات المياه والآبار بفعل الغارات المستمرة، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية المائية.

الاحتلال لم يكتفِ بقطع الإمدادات بل استهدف عمدًا المرافق الحيوية وشبكات التوزيع، ما جعل توفير المياه مهمة شبه مستحيلة.

انهيار حصة الفرد من المياه

وتشير تقارير فلسطينية رسمية إلى تراجع حصة الفرد من المياه من 84.6 لتر يوميًا قبل الحرب إلى ما بين 3 -15 لترًا فقط حاليًا، وهي كميات لا تغطي الحد الأدنى للبقاء.

الكميات المتوفرة حاليًا لا تتجاوز 10 – 20 % من احتياجات القطاع وتعتمد على توفر الوقود لتشغيل الآبار ومحطات التحلية المحدودة، النقص الحاد بالمياه أجبر السكان على الوقوف في طوابير طويلة للحصول على كميات محدودة، فيما أصبحت مشاهد نقل المياه في خزانات بدائية واقعًا يوميًا يعيشه أكثر من مليوني إنسان.

بلدية غزة تحذر وتطلق مناشدات عاجلة

بلدية غزة أكدت أن خط “ميكروت” الذي يمر عبر المنطقة الشرقية لحي الشجاعية قد توقف عن العمل نتيجة التوغل العسكري الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تجري تواصلاً مع الجهات المختصة لمحاولة الوصول إلى موقع الخط ومعاينته تمهيدًا لإعادة تشغيله.

البلدية دعت السكان إلى ترشيد استهلاك المياه وأعلنت عن توزيع كميات محدودة عبر شاحنات وخزانات متنقلة بالتعاون مع لجان الأحياء وأصحاب الآبار الخاصة.

كما أكدت أنها تبذل ما بوسعها لتوفير الحد الأدنى من المياه رغم محدودية الإمكانات واستمرار العدوان.

دمار واسع في مرافق المياه والصرف الصحي

الإحصاءات تفيد بتدمير 39 بئرًا بشكل كامل وتعرض 93 بئرًا لأضرار جسيمة، ولم يعد يعمل سوى 17% فقط من أصل 284 بئرًا جوفيًا.

كما تعرضت 67% من مرافق المياه والصرف الصحي للتدمير، وتوقفت 80% من آليات البلدية عن العمل، بما فيها مضخات المياه ومعدات المعالجة.

ومع توقف 95% من محطات التحلية الدولية بسبب انقطاع الكهرباء، بات الوصول إلى مياه نظيفة تحديًا وجوديًا في قطاع غزة، مما يهدد بانهيار صحي واسع النطاق.

تحذير من كارثة إنسانية

المقررة الأممية الخاصة فرانشيسكا ألبانيز صرّحت بأن انقطاع الكهرباء يعني توقف تام لمحطات التحلية مما ينذر بإبادة جماعية، بينما اتهمت منظمات دولية كهيومن رايتس ووتش وأوكسفام الاحتلال باستخدام المياه كسلاح حرب من خلال حرمان السكان من الحد الأدنى الإنساني للحياة والذي يتراوح بين 15 و20 لترًا يوميًا حسب منظمة الصحة العالمية.

مشاهد مأساوية

اضطر آلاف السكان إلى استخدام مياه البحر لأغراض الغسيل والاستحمام، كما حاول بعضهم تحليتها بطرق بدائية كالتبخير عبر الحطب دون جدوى تُذكر.

مشاهد شاحنات المياه غير المعقّمة، والطوابير الطويلة لملء خزانات متهالكة، تنقل صورة حية لكارثة إنسانية تهدد القطاع بالكامل، في ظل غياب الأفق وغياب أي تدخل دولي فعال حتى الآن.

استمرار الحصار، ومنع دخول المعدات الثقيلة ومواد البناء، يعرقل أي محاولة لترميم ما تبقى من شبكات المياه، ويزيد من احتمالية تفشي الأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الكثافة السكانية نتيجة النزوح المتكرر.

مقالات مشابهة

  • مصر لن تحارب لأجل أحد!
  • عاجل| الصين تحذر مواطنيها من السفر إلى أمريكيا
  • الإعلامية أسماء إبراهيم تخطف الأنظار بمجوهرات باهظة
  • دوري أبطال أوروبا.. مدافع آرسنال تضرب بقوّة وتُلقن ريال مدريد درساً لن ينساه
  • توافق لأجل المال وحل الخلافات
  • "تربية نوعية" جامعة المنصورة تناقش رسالة دكتوراه توظف العلاج بالموسيقى لخفض الألكسيثيميا لدى أطفال التوحد
  • التعطيش .. سلاح إسرائيلي يفاقم مأساة غزة وسط الحصار والقصف
  • تدشين دورة تدريب المتدربين حول منتجات الطاقة المتجددة في محافظة لحج
  • طهران تحدد مسقط كوسيط للتفاوض مع واشنطن.. وتنتظر ردا أمريكيا
  • عربي21 ترصد مشاركة واسعة بحملة إضراب لأجل غزة في تركيا (شاهد)