سياسة الاستبغال في زمن الاستغفال . . !
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
#سياسة #الاستبغال في زمن #الاستغفال . . !
#موسى_العدوان
يُحكى أنه قبل الحرب العالمية الأولى، انطلقت سفينة شحن عثمانية، من اسطنبول إلى “أم قصر” جنوب العراق، محملة بعدد كبير من البغال، التي تحتاجها قطعات الجيش العثماني، جنوب العراق وشمال شرق الجزيرة العراقية. فالبغل كان من أهم وسائل النقل العسكرية حينها، لقدرته على حمل الأوزان الثقيلة.
كانت السفينة كبيرة الحجم وعلى سطحها مساحة واسعة للتحميل. وكان يتم إخبار المسؤول عن إطعام البغال بواسطة “بوق” مثبت على السفينة. فعندما يسمع مسؤول إطعام البغال صوت البوق، يبدأ بفرش العلف للبغال. لم يكن مسؤول العلف هو الوحيد الذي يفهم متى الإطعام، وإنما فهمت البغال كذلك أنه بعد صوت البوق، سيحين وقت الطعام. وهكذا استمرت السفينة تبحر والبوق يصدح كل يوم مرتين، معلنا أن وقت إطعام البغال قد حان.
مقالات ذات صلة فلسطينية لنتنياهو .. مخليين أولادنا للمقاومة ولو آخر نفس ما بنسيب فلسطين / فيديو 2025/01/03تأخرت السفينة بعبورها لقناة السويس، ولأن العلف قليل ومحسوب على مدة سفر تلك السفينة، أدى ذلك لشح في العلف. وعليه تم تخفيف علف البغال لمرة واحدة في اليوم. حينها بدأت البغال تجوع . . وبدأت تخبط بحوافرها أرض السفينة . . وازداد غضب البغال . . وازداد هياجها ونهيقها. فتداعى المسؤولون عن السفينة لعقد اجتماع طارئ، يبحثون فيه الأمر لتدارك الكارثة، كي لا تُحدث البغال كسرا في السفينة يؤدي لغرقها. هنا خطرت لأحد أفراد الطاقم فكرة ذكية، وهي أنه عندما تهيج البغال، يقوم مسؤول البوق بإطلاق صوت البوق، فتحسب البغال أن الطعام على وشك القدوم فتهدأ.
وهذا ما كان . . كلما هاجت البغال يُطلق صوت البوق فتهدأ البغال . . واستمرت الرحلة على هذا المنوال . . هياج للبغال . . صوت بوق . . هدوء للبغال . . ثم بعد سويعات هيجان للبغال . . صوت بوق . . هدوء للبغال .. فتات من علف الطعام . . حتى وصلت البغال للعراق، وانتهت الرحلة بسلام . . !
بعد النجاح الساحق، في سياسة ترويض البغال بهذه الخطة. . قامت دول العالم الثالث بتطبيق هذه السياسة على شعوبها المقهورة . . فعندما تجد الشعوب ضعفا في الخدمات . . وفسادا في الإدارات . . وسرقات من أموال الشعب . . وارتفاع في أسعار المشتقات البترولية . . وقلة في الدخل، وبطالة بين الشباب . . ووعود وهمية بالعلاج، ومساخر في كل شيء . . تبدأ عندها تلك الشعوب بالغضب والهجيان والصراخ، في المظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي . . حينها تأتي الأوامر : ” أطلقوا الأبواق “.
فتبدأ الأبواق بالانطلاق معلنة من هنا وهناك : أن الأيام الجميلة قادمة . . انتظروا فإن الأزمة صبر ساعة . . المستقبل زاهر . . الأفق مشرق . . الأموال ستأتي . . الغاز المحلي سيستثمر . . خطط تطوير البلاد تعدها وزارات تطوير القطاع العام، تطوير القوى البشرية، الاستثمار الاقتصادي، لجنة تسعير المحروقات، وغيرها من الوزارات واللجان الأخرى . . فتفاءلوا بالخير تجدوه . . !
وتمضي الأيام والأشهر والسنوات . . وحكومة تعقب حكومة . . والوعود تتكرر . . والوضع الاقتصادي من سيء لأسوأ . . ولا يلمس المواطن غير الفتات . . والفتات يقل مع مرور الزمن . . وكلما شعر الناس بالظلم والقهر والفقر . . يأتيها الحل : اطلقوا الأبواق . . وسرعان ما يتبين أن تلك الوعود، أشبه بوعود أصحاب السفينة العثمانية. . وعود تجسّد ” سياسة الاستبغال في زمن الاستغفال “، فارغة من المضمون، ولا تحقق الهدف المنشود . . !
التاريخ : 3 / 1 / 2025
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سياسة
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يزور السفينة التاريخية “أميريجو فسبوتشي” في أبوظبي
قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، بزيارة السفينة الشراعية التاريخية “أميريجو فسبوتشي”، سفينة التدريب التابعة للبحرية الإيطالية، التي ترسو حاليا في ميناء زايد بأبوظبي ضمن جولتها العالمية الأولى التي انطلقت من إيطاليا في يوليو الماضي.
وخلال الزيارة، أعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن إعجابه بالسفينة التي توصف بأنها “الأجمل في العالم”، مؤكدا أنها تمثل رمزا للتميز البحري والإرث الصناعي الإيطالي الذي يمتد لأكثر من تسعين عاما؛ كما عبر معاليه عن فخره بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيطالية، والتي تحظى بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة نحو مستقبل أكثر ازدهارا وإشراقا.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن استضافة السفينة “أميريجو فسبوتشي” في أبوظبي تعكس رؤية الإمارات في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، مشيرا إلى أن هذا الحدث يُبرز أهمية التفاعل الثقافي والتبادل الحضاري كوسيلة لتعميق الروابط الإنسانية؛ وقال إن مثل هذه الاستضافة تسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، وتجسد التزام الإمارات بدورها كمركز عالمي للتواصل الثقافي، بما ينسجم مع طموحاتها المشتركة نحو مستقبل يعمه التعاون والسلام.
تضمنت زيارة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان جولة في معرض “فيلاجيو إيطاليا”، المقام على متن السفينة، والذي يجمع بين الثقافة، والفن، والموسيقى، والتصميم، وفنون الطهي، ليُبرز شعار “صنع في إيطاليا”، حيث يتيح المعرض فرصة استثنائية للتعرف على الإرث الثقافي الإيطالي والابتكار الصناعي والفني، مما يُظهر مدى التنوع والثراء الذي تتميز به إيطاليا.
وتقام على متن السفينة “أميريجو فسبوتشي” مجموعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية المميزة، بما في ذلك عروض موسيقية لفرقة “جارديا دي فينانزا”، إلى جانب عروض لفنانين عالميين من أوركسترا “فيرونا أرينا” و”جوقة دبي الغنائية”؛ كما تسلط الفعاليات الضوء على الفنان الإيطالي العالمي “جاغو”، الذي يعرض أعماله النحتية الاستثنائية، مع التركيز على أبرز إنجازاته، مثل إرسال تمثال رخامي إلى محطة الفضاء الدولية.
وتتضمن الفعاليات المصاحبة ورش عمل فنية، وأنشطة مخصصة للأطفال، وندوات ثقافية تُبرز التميز الصناعي، بالإضافة إلى حفلات موسيقية وعروض تفاعلية تُجسد التقاليد البحرية الإيطالية العريقة، مما يمنح الزوار تجربة غنية بالتنوع الثقافي والابتكار الفني.وام