ميدل إيست آي: سجن اللاجئين العائم في بريطانيا فخ يحتمل الموت
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
انتقد مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني سياسة حزب المحافظين تجاه اللاجئين، قائلا إن السمة المميزة لها هي تجاهلها الشرير للقيم الإنسانية، كما أنها تهدف لتشتيت انتباه الناخبين عن الفوضى التي تمر بها البلاد بعد 13 سنة من حكم هذا الحزب.
وشكا الكاتب جيمس براونزيل الرئيس السابق لتحرير "الجزيرة أوروبا" من أن الأكثر وضوحا هو أن كبار السياسيين في بريطانيا أكثر اهتماما بمصالحهم الذاتية وتسجيل نقاط لصالح أحزابهم أكثر من جعل بريطانيا بلادا لائقة للعيش فيها.
وقال الكاتب إن أجندة حكومة المحافظين الآن تتكون من أوراق حرب ثقافية زائفة مصممة لتعميق الانقسامات التي أصبح رسوخها متمثلا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن سياسة اللجوء مجرد نتيجة واحدة لهذه الثقافة السياسية السامة، وضحاياها محاصرون، يتحصنون في فنادق سابقة مكتظة بدوائر هامشية، أو عالقون على بارجة سجن سامة، مضيفا أن هذه السياسة ليست مصممة لحل أي مشكلة وتظهر مدى كره المحافظين للأجانب والشباب والفقراء والضعفاء.
بذور الخوفونسب الكاتب إلى وزير الهجرة روبرت جينريك قوله هذا الشهر إن تأخير البت في طلبات اللجوء المتراكمة متعمد، وبقصد تثبيط المزيد من الطلبات.
وقال أيضا إن سياسة المحافظين للجوء لا تأخذ في اعتبارها الكرامة الإنسانية، ولم يتم تصميمها للمساعدة في تخفيف المعاناة، بل تسعى لزرع بذور الخوف و"الآخر قادم لأخذ الوظائف الخاصة بكم، ولأخذ نمط حياتكم، ولأخذ بناتكم".
وأشار إلى أن خطة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا ليست جديدة. ففي عام 2020، كانت وزيرة الداخلية آنذاك بريتي باتيل تستكشف إمكانية إرسال أولئك الذين يبحثون عن حياة أفضل في بريطانيا لجزيرة أسونسيون جنوب المحيط الهادي. كما تم النظر في مولدوفا والمغرب وحتى بابوا غينيا الجديدة. ثم استقروا على فكرة العبارات المهجورة. وهكذا بدأت ملحمة البارجة العائمة "بيبي ستوكهولم".
أحدث ابتكارات سياسة اللجوءوتم استخدام البارجة الخالية من المحركات التي ترفع علم بربادوس، وبنيت عام 1970، للإقامة وإيقافها منذ أوائل عام 1990. وهي تحتوي على 222 غرفة -معظمها 12 قدما في 12 قدما- عبر 3 طوابق، وهي تطبيق لأحدث ابتكارات سياسة اللجوء في بريطانيا.
وأورد الكاتب بيانات عن ظروف إقامة اللاجئين بالبارجة الراسية في بورتلاند بميناء دورست، قائلا إن عددهم 500، ويخضع دخولهم وخروجهم لرقابة مشددة من قبل السلطات، والبارجة نفسها توجد في منطقة أمنية مشددة بالميناء، محاطة بالأسوار وتحت مراقبة كبيرة.
الموت احتمالاووردت تقارير عن عدم كفاية معدات السلامة بالبارجة وعن شواغل خطيرة أثيرت بشأن القدرة على الإخلاء عبر ممرات ضيقة إذا لزم الأمر، فضلا عن الوصول إلى مخارج الحريق. وحذر اتحاد فرق الإطفاء من أن احتجاز المهاجرين قسرا على البارجة يشكل خطرا كبيرا على الصحة والسلامة. وقال في بيان "رأينا المهني أن هذه البارجة فخ محتمل للموت". وأشار الكاتب إلى تفشي بكتيريا الليجيونيلا (مسببة لمرض تنفسي) بين اللاجئين على متن البارجة.
وختم المقال بأن فكرة "بيبي ستوكهولم" هي مجرد دليل مادي ضخم على كراهية المحافظين للاجئين. وتساءل: إذا كان هذا العنف ضد الإنسانية من قبل حزب المحافظين سيفوز بالأصوات فماذا يقول ذلك عن الأمة البريطانية؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
ونحن أيضاً
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 4 / 11 / 2017
قبل أيام اجتاح وسم “أنا أيضاَ” مواقع التواصل الاجتماعي في تظاهرة عالمية لنبذ التحرّش الجنسي ،وحتى تتشجع كل سيدة في رواية قصّتها مع الجريمة الصامتة ولو بعد حين.
كم يدهشني استفاقة #الضمير_العالمي فجأة تجاه قضية نائمة فيجعلها بإرادة واعية قضية هامّة ثم ينشر فيروس “الحمى” لتصيب حساباتنا وأجهزتنا ونتفاعل معها كما يريدون وبالكيفية التي يتمنّون لها..فتنبت “أنا أيضاَ” فوق قمم الوسوم السياسية وتطفو فوق الخلافات العربية والمناكفات القُطرية وفوق مخاض الشعوب “الحبلى” بالثورة والكفاح والموت اليومي.
جميل أن يتّحدَ العالم ضدّ التحرش، لكن هل لهذا الضمير العالمي أن يستفيق تجاه أوطاننا “المغتصبة” ويجعلها بإرادة واعية قضية هامة ليصعد بها فوق الوسوم، منذ مائة عام والأمة العربية تتعرّض لتحرش وانتهاك واغتصاب وإجهاض لحلم الوعي والاستقلال، فهل تريدون أن تسمعوا قصّتنا مع التحرّش؟
و”نحن أيضا” تعرّضنا لما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، في مثل هذا الشهر قبل مائة عام أرسل آرثر بلفور رسالة إلى “لونيل روتشيلد” يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقبل مائة عام كان تعداد اليهود لا يزيد عن 5% من سكّان فلسطين، لكنهم اغتصبوا الوطن كله، فحبلت الأراضي العربية بمخيّمات اللجوء وولدت الأوجاع في كل مكان.
مقالات ذات صلة موظف محكوم بجناية ومطلوب للتنفيذ القضائي منذ 2022 وما زال على رأس عمله 2024/12/26كان الفلسطينيون عندما ينصبون خيامهم يبقون أبوابها مشرعة نحو فلسطين، ليروا الضوء القادم من التلال المحتلة، ليشتموا رائحة أراضيهم التي تموج بالزيتون الحزين، للزيت الذي يتساقط دمعاً كلما داسته جرافات الاحتلال، كان الفلسطينيون يغلون قهوتهم أمام خيامهم على فجر فلسطين، الدخان المتصاعد صباحاً يرسل إلى الوطن غيمة من شوق وتنهيدات، ظلّت المفاتيح الطويلة بأيدي الكبار على أمل العودة، وظلت الثياب المطرزة تحتضن الإبرة في الكمّ، هناك في غرف الطين لم تكمل الرسمة بعد ولم يكتمل قوام الثوب المطرّز، وظل الزيت يؤنس السراج المطفأ فوق فراش “العيلة” أن اصبر فالفلسطيني عائد، فماتت الأمهات ومفاتيح “العودة” تحت الوسائد.
وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك
وسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية
ونحن أيضاَ تعرَضنا لما تعرَضت له ضحايا هذا الوسم، ففي مثل هذا الشهر قبل خمسة عشر عاماً كان مجلس الأمن يغتصب قناعات العالم وسلام العراق، كان يروّج لأسلحة الدمار الشامل وطرد المفتّشين، كان يتحرّش بعروبتنا وبعفّة عراقنا عندما ألجمت أمريكا المجتمع الدولي بأكاذيب مارست فيها كل الوقاحة السياسية والدناءة الأخلاقية فلون النفط لدى “مقامر” البيت الأبيض أكثر إغراء من الدم العربي كله.
نزعوا عباءتها بحجة التفتيش، أغمض العرب جميعاً عيونهم كي لا يروا عوراتهم أو تنكشف سوءاتهم، وفي لحظة الإغماض الطويلة اغتصبت بغداد فأصيبت الأمة بالعمى، وصارت بلد الرشيد بلد “رامسفيلد”، واستبدل المصفقون لاحتلال أرضهم عمامة “هارون” بقبّعة “برمير”، وأُحرقت جثّة عبير! لا أحد يذكر عبير بالتأكيد، لكنني أذكرها، وأذكرها جيدا في أول الاحتلال، عبير تلك الفتاة العراقية التي اقتحم جندي أمريكي ثمل منزلها، فاغتصبها أمام مرأى عائلتها ثم أطلق النار عليهم جميعاً وأحرق عبير، لكن لسوء الحظ لم يكن في ذاك الوقت “تويتر” ولا “فيس بوك” حتى تكتب عبير قصتها ككل نساء العالم تحت وسم “أنا أيضاَ”.
ونحن أيضا تعرّضنا ما تعرّضت له ضحايا هذا الوسم، بل تعرّضنا لما هو أبشع منه والعالم كله يقيس مستوى صوت الأنين، أو التفاوض مع الجاني أو تبادل الدور معه حتى، سوريا تتعرض لاغتصاب جماعي، روسي وإيراني وأمريكي وتركي وداعشي وعربي عند الضرورة، والنتيجة إجهاض للثورة واغتصاب للثروة، والبلاد الماجدة ذات الرسالة الخالدة أصبحت مما “ملكت أيمانهم”، وممنوع على سورياً أن تكتب ككل الحرائر اللاتي تعرّضت للتحرش أو الاغتصاب قصتها تحت “أنا أيضاَ” لأن حنجرتها محتلّة بين “شبّيح” و”تاجر ثورة”، وكلاهما يخنقان الوجع الحقيقي ويفضلان الموت بصمت، بين تاء التأنيث وتاء التحرير وجع مقتسم، فوسم التحرش والاغتصاب للنساء قد يتصدر أسبوعاً ويزول إلا من ذاكرة الضحية، وكذلك “وسم” اغتصاب الأوطان مثل الوشم يبقى في ذاكرة الشعوب لا يمحوه إلا دم الحرية أو حلّ القضية.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#178يوما بقي #98يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي