#سواليف

#سقوط_طاغية_الشام مقدمة #الأحداث_الكبرى_القادمة

كتب م. #علي_أبو_صعيليك

“ما بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله” وهذا ما كان وسيكون، ولسنا هنا في موضع تعداد التفاصيل الكبيرة، ولكن #نهاية_نظام_الطاغية في #بلاد_الشام هو أحدث الأمور وما رافقة من انتهاء النفوذ الروسي والإيراني في بلاد الشام، واقتراب نهاية المشروع الإيراني في المنطقة خصوصًا بعد ما تعرض له حزب الله الذراع الأقوى من ضربات إستراتيجية أهمها أنه أصبح بلا نصر الله، والحديث عن النموذج السوري من الثورات العربية مختلف جذريًا عن كل ما جرى سابقًا في البلاد العربية وذلك لأسباب عدّة من المهم التطرق لها.

مقالات ذات صلة جدعون ليفي: سيعرف العالم كله أن إسرائيل تقف وراء مجرمي حرب 2025/01/03

في الحقيقة لا يخفى أن معظم المنطقة العربية ومحيطها هي مناطق على صفيح ساخن دون استقرار عميق حقيقي منذ نهاية حِقْبَة الدولة الإسلامية العثمانية وما تلاها من حِقْبَة الاستعمار الغربي التي غادرت المنطقة تدريجيًا منذ أن زرعت الكيان الصهيوني وأذرعها في المنطقة، ومن اللافت للنظر أن أكثر الدول العربية محورية هما سوريا ومصر لم تحظيا باستقرار حقيقي، وبديهيًا فإنه ودون استقرار سوريا ومصر لن تحظى المنطقة عمومًا بأدنى مستويات الاستقرار لما لهذه الدول من أهمية إستراتيجية من عدة زوايا.

سوريا التي تحظى بمساحة كبيرة وملاصقة جغرافيًا للكيان الصهيوني المحتل سيطر على حكمها نظام استخباراتي أمني قمعي قرابة ست عقود، مع إنفاق إيراني منقطع النظير من أجل تمكين مشروعها الذي يتقاطع مع المصالح الغربية في العديد من المفاصل، وكذلك التواجد الروسي في عمق الدولة السورية من حيث المشاركة في إدارة الثروات والسيطرة الأمنية، حتى تجلى دورهم جميعا منذ الثورة الشعبية عام 2013 من حيث المساهمة في إبادة المدنيين السوريين التي بلغت ذروتها وأبشع صورها من خلال البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية وتجارة الكبتاجون والتعذيب الوحشي في ظلمات السجون دون وجه حق، ومع ذلك بدأ انهيار كل شيء تدريجيًا منذ السابع من أكتوبر وتفكك محور الممانعة وسقطت روسيا في مستنقع أوكرانيا، كل ذلك لا شك أنه تم بقرار أمريكي أساسه عودة ترامب للحكم وعزيمة الإرادة الشعبية السورية والدور التركي الإستراتيجي.

ومصر العروبة التي يتناوب على حكمها العسكر منذ أكثر من سبعين عام والمعاناة متزايدة على كافة الاصعد وأبرزها الاقتصادية التي تزداد تعقيدًا وَسَط غرق الدولة في قروض لا متناهية ولا بارقة أمل في حلول على الرغم من الوعود المتتالية والطاقات البشرية الهائلة والثروات الطبيعية التي تمتلكها، ويبقى القرار الأمريكي في استمرار الحال يطغى على كل شيء، فهل يكون لصمود غزة في حرب الإبادة دور في تغيير قادم كما كان لها دور في اجتثات طاغية الشام؟ !

وفي أهم بقعة جغرافية في العالم “فلسطين” محور الصراع والسيطرة، ومن خلال توقيع اتفاقيات “تطبيع” هزيلة وهزلية تم تكوين “سلطة تنسيق أمني” بأدوات فلسطينية تحاول بكل الطرق أن تنهي فكرة تحرير كامل أرض فلسطين واجتثاث الاحتلال الصهيوني منها من عقول الفلسطينيين وهذه لا شك أنها مهمة مستحيلة، ورغم الفرصة الأخيرة التي تقوم بها حاليا في مخيم جنين، إلا أنها -فعليا- فشلت في مهمتها ولا نستبعد أن تشهد المدة المقبلة الاستغناء عن خدماتها كما تم الاستغناء عن خدمات طاغية الشام واجتثاثه.

كل ما سبق هي تفاصيل من الصراع الأكبر المستمر، وهو الصراع بين قوى الحق والباطل، وأهل الحق رغم تقصيرهم في الصراع وهم المؤمنون بفكرة النصر الإلهي وهو شيء خارج إطار التوقعات والدراسات إنما منطلقة الإيمان ووجود الشواهد على ذلك، أما أهل الباطل فإن فكرتهم قائمة على الماديات واستخدام العقل البشري في إحكام سيطرتهم على العالم من خلال أدوات قوية جدا تجعل حتى جزء ليس بالقليل من أهل الحق ينتقلون إلى صفوفهم وهذا ما يمكن رؤيته -فعليا- في كثير من بلاد المسلمين، وحتى الآن يحققون تقدما كبيرا جدا في أهدافهم، ولكن إلى متى؟

لا بد هنا من الإشارة إلى تصريحات ترامب قبل فوزه بالانتخابات الأمريكية عندما قال “إذا لم أفز بانتخابات الرئاسة سيكون هناك حمام دم في أمريكا ” وهي مطابقة لتصريحات صديقة المقرب أغنى أغنياء العالم والمسيطر على عالم التقنية‏ الذي تشكل الجزء الأكبر من السيطرة على العالم “إيلون ماسك” عندما قال: “أعتقد أن هذه ستكون الانتخابات الأخيرة إذا لم يفز ترامب” وهذه التصريحات لها مدلولاتها، وقد فاز ترامب في الانتخابات رغم هذه التصريحات التي تتناقض مع فكرة الديموقراطية التي يتم من خلالها خداع كل البشر ومن خلالها يتم توفير حياة كريمة لشريحة من البشر وتدمير حياة شريحة أخرى فأين يكمن السر في ذلك وما هو القادم؟!

إنهاء حكم الطاغية في بداية حقبة ترامب الجديدة أحد الشواهد على تسلسل التغييرات الجذرية التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط وفيها لا ثوابت ولا قوانين ومن كان على رأس الحكم قد يصبح مجرد لاجئ ومن كان لاجئا قد يحكم وتتغير السياسات بناء على لغة المنتصر!

كاتب أردني

aliabusaleek@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بلاد الشام

إقرأ أيضاً:

أبو بكر الديب يكتب: "أسهم الدفاع" سلاح المستثمرين في مواجهة "ترامب"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت أسواق العالم المالية أسبوعًا كارثيًا، وتراجعت معظم البورصات في العالم بسبب مخاوف من ركود عالمي وحرب تجارية عالمية نتيجة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وخلال الأزمات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية وحالات الضبابية، توفر أسهم الدفاع استقرارا أكبر بفضل الطلب المستمر على منتجاتها وخدماتها الأساسية، مما يجعلها خيارا أكثر أمانا للمستثمرين الذين يتجنبون المخاطر، وفي ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع التضخم، تشهد الأسواق تحولا واضحا نحو الأسهم الدفاعية، حيث يفضل المستثمرون الأمان النسبي على المخاطر العالية وعلى العكس تحقق أسهم النمو عوائد أكبر في أوقات الانتعاش الاقتصادي، لكنها تتعرض لخسائر أكبر عند التباطؤ الاقتصادي، وعند اضطراب الأسواق والتضخم المرتفع، أو التقلبات الجيوسياسية، وسيطرة حالة عدم اليقين على المشهد الاقتصادي، مثلما يحدث الآن في أسواق العالم بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما تجارية على عشرات الدول ما هوي بالأسهم يجد المستثمرون أنفسهم مضطرين إلى إعادة تقييم محافظهم الاستثمارية، والاختيار بين البحث عن الأمان في الأسهم الدفاعية، أم المخاطرة مع أسهم النمو.

وهناك فرق بين "الأسهم الدفاعية" و"أسهم قطاع الدفاع"، الذي يشير لأسهم في شركات تصنع الأسلحة، والذخيرة الحربية، والطائرات المقاتلة والموجودة في أمريكا وبريطانيا.

والأسهم الدفاعية تتمثل في قطاعات الرعاية الصحية والأدوية والشركات الغذائية ومواد البناء والمرافق العامة، مثل الكهرباء والمياه، والمستلزمات المنزلية الأساسية، وبعض شركات المقاولات المتخصصة في التطوير السكني وقطاع السلع النفيسة كالذهب والخدمات والبتروكيماويات.. وهي شركات تقدم منتجات أو خدمات أساسية يحتاجها المستهلكون بغض النظر عن الظروف الاقتصادية وهي تحقق أرباحا مستقرة، ومنتظمة، ويتميز بأداء مستقر نسبيا بغض النظر عن الوضع الاقتصادي الحالي وهو أقل عرضة للدورة الاقتصادية من توسعات وكساد لأن الطلب على منتجات هذه الشركات يظل ثابتا حتى خلال فترات الركود أو الأزمات فهي شركات تقدم منتجات أو خدمات ضرورية ويستمر الطلب عليها بغض النظر عن حالة الاقتصاد.. أما أسهم النمو أو الأسهم الدورية فهي الأسهم التي تتأثر بشكل كبير بالتقلبات في الدورة الاقتصادية أي أنها ترتفع وتنخفض بناءً على الحالة الاقتصادية العامة وعادة، تنمو هذه الشركات وتحقق أرباحا كبيرة خلال فترات النمو الاقتصادي، بينما تعاني وتتراجع أرباحها خلال فترات الركود أو التباطؤ الاقتصادي، وهي تشمل قطاعات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والسلع الاستهلاكية غير الأساسية، كالمطاعم والسلع الفاخرة وغيرها والتي تحمل مخاطر كبيرة خلال فترات الركود حيث يؤجل المستهلكين خلال الأزمات الاقتصادية، تأجيل شراء هذه المنتجات ما يؤثر سلبًا على الشركات في هذه المجالات، لذا فإن الاستثمار في هذه الشركات يحمل مخاطر كبيرة... فخلال هذه الفترة يضيف المستثمرون أسهما دفاعية إلى محافظهم الاستثمارية وهي تحقق أداء جيدا رغم التباطؤ الاقتصادي فخلال وباء كورونا عام ٢٠٢٠ انخفضت مؤشرات النمو وبقيت الأسهم الدفاعية ملاذا آمنا للمستثمرين الخائفين فالأسهم الدفاعية ثابتة ويكون أداؤها أفضل من أداء السوق عموما في أوقات الضبابية الاقتصادية  ولكن خلال فترات التوسع، يكون أداؤها أدنى من أداء السوق.

والأسهم الدفاعية تلعب دورا مهما لتحقيق التوازن وتقليل المخاطر ومقاومة التقلبات السلبية خلال الفترات الاقتصادية الصعبة وحماية المحافظ الاستثمارية أثناء الأزمات، ما يجعلها خيارا مثاليا للمستثمرين للأمان والاستقرار فهي رمانة الميزان لتحقيق محفظة متوازنة وبعيدة عن المخاطرة وتجاوز الأوقات الضبابية، والحفاظ على رأس المال مع توفير تدفق دخل ثابت لذا أتوقع  عودة الزخم للأسهم الدفاعية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب مع حرص المستثمرين على التحوط المالي، وفي ظل الاتجاه صراع الفائدة بين ترامب والفيدرالي الأمريكي، وفي الوقت الذي لا تزال فيه عديد من الأزمات مشتعلة كالحرب في أوكرانيا وغزة والتوترات في البحر الأحمر وتهديد سلاسل التوريد فضلا عن تذبذب أسعار النفط في ظل توقعات بتراجع مؤشر الدولار، وبالتالي تصبح الأسهم ملاذا آمنا للاستثمارات.

ومنذ عام 2022 دفعت التقلبات الكبرى التي شهدتها أسواق المال المستثمرين إلى زيادة اقتناص الأسهم الدفاعية إلى محافظهم بهدف جني أرباح بطريقة متوازنة فالأسهم الدفاعية فرصة بديلة وسط الخسائر لأسهم قطاع التكنولوجيا.

وسيطر الخوف والهلع على الأسواق المالية بسبب تمسك ترامب بالرسوم الجمركية على بقية دول العالم، وعلى وقع الرسوم الجمركية التي كشف عنها ترامب رسميًا خلال "يوم التحرير التجاري"، وهو اجراء غير مسبوق منذ ثلاثينات القرن العشرين، تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في أكثر من 3 سنوات وتستمر خسائر الأسهم العالمية، لترتفع عن إلى 10 تريليونات دولار وتتجه الأسهم الأمريكية نحو تسجيل أسوأ خسائر في 3 أيام منذ عام 1987،  مع تزايد المخاوف بشأن الركود التضخمي والتقلبات، وبيع المستثمرون السندات طويلة الأجل وحذرت كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها ترامب تشكل "خطرا كبيرا" على الاقتصاد العالمي ما يعيد للأذهان الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008، والتي شهدت انهيار البورصات وتدهور النظام المصرفي، وانخفضت أسواق الأسهم الرئيسية في العالم بنسب وصلت إلى 50%.

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء من أدنى مستوى في نحو شهر ودفعت المخاوف المتزايدة بشأن الحرب التجارية العالمية بين أمريكا وشركائها التجاريين الرئيسيين إلى زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن.. وتعليقا على انهيار الأسواق العالمية والأمريكية والأثر المدمر على الاقتصاد العالمي، قال دونالد ترامب: "في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي" مضيفا أنه لا يفكر في تعليق الرسوم الجمركية في سبيل تسهيل المفاوضات مع الشركاء التجاريين. 

وتترقب الأسواق محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي ويصدر غدا الأربعاء.

 

مقالات مشابهة

  • سقوط صاروخ حوثي في عمران بعد محاولة إطلاق فاشلة من حرف سفيان
  • وزير الخارجية: يجب تضافر الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وتجنب توسيع رقعة الصراع
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • وزير الدفاع يبحث تعزيز التعاون العسكري مع نظيره العراقي
  • أبو بكر الديب يكتب: "أسهم الدفاع" سلاح المستثمرين في مواجهة "ترامب"
  • إبراهيم شعبان يكتب.. الرسوم الجمركية.. ترامب يلقي قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي
  • من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ
  • البحيرات والأنهار جرت بالجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة
  • منخفض جوي خماسيني يؤثر على عدة دول عربية وتقلبات على الأجواء الأيام القادمة
  • أبو الغيط: مستقبل الاستثمار في المنطقة العربية مرتبط بالاستقرار والتنمية المستدامة