"ذا ديبلومات" تتساءل حول آفاق العلاقات الصينية الهندية خاصة بعد "التراجع العسكري"خلال 2024
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت مجلة "ذا ديبلومات" الأمريكية أن عام 2024 شهد تحولًا مهمًا في العلاقات بين الصين والهند، بعد سنوات من التوترات والتجمد في التواصل بين البلدين.
وذكرت المجلة أنه في خطوة فاجأت العديد من المراقبين، اتفقت الصين والهند على استكمال التراجع العسكري على الحدود المتنازع عليها؛ ما يمهد الطريق لإعادة تطبيع العلاقات، ومع بداية عام 2025، يثار السؤال حول ما إذا كان هذا التخفيف سيستمر وكيف ستتطور العلاقات في المستقبل القريب.
وخلال أكتوبر 2024، تم التوصل إلى اتفاق بين الصين والهند لإنهاء التراكم العسكري على الحدود المتنازع عليها، إلى جانب إقامة مناطق عازلة وتنظيم الدوريات المشتركة.. كما تلا هذا الاتفاق أول لقاء رسمي بين الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منذ 2019، في قمة بريكس في روسيا. وكانت العوامل التي ساعدت على التخفيف متعددة، إدراك الصين والهند أن استمرار المواجهة العسكرية والتوترات السياسية كانت له تكاليف باهظة على كلا الجانبين؛ ما دفعهما إلى البحث عن طرق لتخفيف التوتر، كما أن هناك ضغطا اقتصاديا كبيرا؛ دفع الجانبين إلى تحسين علاقاتهما، حيث كان للركود الاقتصادي والقيود التجارية، دورا مهما في تحسين علاقاتهما الاقتصادية، لاسيما وأن الهند تعتمد - بشكل كبير - على مكونات صينية في صناعات الإلكترونيات والأدوية.. في حين أن الصين تعترف بأهمية الهند كسوق محتمل.
ورأت المجلة أن التنافس الصيني الأمريكي خلق ظروفًا مواتية لتحسين العلاقات بين الصين والهند، حيث أدركت الصين أن محاولاتها للضغط على الهند بشأن الحدود؛ أدت إلى تقارب الهند مع الولايات المتحدة بشكل أكبر مما كان متوقعًا، وهذا التوجه دفع بكين إلى إعادة النظر في سياستها تجاه دلهي. ومع حلول عام 2025، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان التخفيف الذي بدأ في 2024 سيستمر، وتشير العديد من العوامل إلى أن هذا التخفيف قد يستمر.
وأشارت المجلة إلى أن التخفيف ليس مجرد اتفاق عابر؛ إنه عملية طويلة تتطلب استكمال انسحاب القوات من الحدود، بالإضافة إلى استئناف الرحلات الجوية المباشرة والتقدم في التعاون التجاري، ومن المتوقع أن تزداد الضغوط الاقتصادية على البلدين في ظل تباطؤ النمو العالمي وزيادة التجارة الثنائية بينهما، كما أن استمرار التنافس بين الصين والولايات المتحدة سيزيد من حاجة الصين والهند للتعاون في مواجهة التحديات العالمية. ورغم التفاؤل الذي يحيط بالتخفيف؛ فإن عام 2025 قد يحمل بعض التحديات التي قد تعرقل تقدمه، فإدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية في الولايات المتحدة تمثل عاملًا غير قابل للتنبؤ، وتطرح العديد من الأسئلة المهمة، هل سينفذ ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية على الصين والهند؟ ما السياسة التي ستتبعها الإدارة تجاه الصين؟ وكيف ستؤثر هذه السياسة على التجارة بين الصين والهند؟ وكيف ستتعامل دلهي مع تصاعد التوترات بين الصين وأمريكا، في ظل شراكتها مع واشنطن وتحسن علاقاتها مع بكين؟ وثانيًا، لا تزال الهند تشعر بعدم الثقة تجاه الصين بعد أزمة 2020، ما قد يجعلها تتخذ مواقف حذرة في أي مفاوضات جديدة، وتطالب بضمانات ملموسة لتجنب أي تصعيد آخر.
واختتمت المجلة قائلة إن عام 2024 كان عامًا فارقًا في العلاقات بين الصين والهند، حيث شهد بداية التخفيف بعد سنوات من التوتر. ومع ذلك، تبقى التحديات الكبرى قائمة، ويظل السؤال حول استمرارية هذا التخفيف في 2025 قائمًا، وعلى الرغم من أن العوامل الاقتصادية والسياسية قد تسهم في استمراره؛ فإن غياب الثقة وتفاقم التوترات الإقليمية قد يكونان عائقًا أمام تحقيق تطبيع كامل للعلاقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين الهند بین الصین والهند العلاقات بین على الحدود
إقرأ أيضاً:
مشاركة ثريَة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات في "نيودلهي للكتاب"
في إطار تعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات والهند، يشارك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب في معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2025، الذي يقام خلال الفترة من 1 إلى 9 فبراير(شباط) الجاري.
وحضر وفد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حفل الافتتاح الذي تم برعاية رئيسة الهند (دروبادي مورمو).
شارك في الجلسة الأولى الأديب والمترجم د. شهاب غانم حيث سلط الضوء على (بناء الجسور الثقافية الإماراتية الهندية) من خلال الترجمة الشعرية وتجربته حول العلاقة بين الثقافة الإماراتية والثقافة الهندية ثم استعرض الحركة الشعرية في الإمارات وترجمتها إلى أكثر اللغات واللهجات استخداماً في الهند.
وفي ندوة بعنوان (استخدامات الشخصية الهندية عند كتاب القصة في الإمارات) قدمها عضو مجلس إدارة الاتحاد، محسن سليمان، تطرق في ورقته لاستخدامات الشخصية الهندية لدى كتاب القصة القصيرة من المؤسسين، ثم الأجيال التي تلتهم. وأوضح، مدى تطور تلك الشخصية بتطور الزمان والمكان، فبعد أن كان يتناول الكاتب، هذا الوافد الجديد بحذر عن ماهيته، أصبح يعرض البعد الانساني والنفسي للشخصية.
ومن مشاركة الاتحاد في فعاليات المعرض أيضا شاركت د. عائشة الغيص بورقة حول (العلاقة بين الإمارات و الهند، صلات حضارية في عمق التاريخ)، تحدثت فيها عن المتشابه بين اللهجة الهندية واللهجة الإماراتية والمفردات المشتركة بينهما ومثيلاتها في اللهجة الإماراتية.
كما عرضت د. عائشة، مجموعة من الكلمات المحلية الدارجة من مفردات الأوزان والعملات الهندية وأدوات المنزل، كما بينت استخدام تداخل اللغة العربية لدى اللهجات الهندية.
ويشار إلى أن الجلسات مترجمة إلى عدد من اللغات منها العربية والإنجليزية والهندية، ويقدم الكاتب والمخرج السينمائي ناصر اليعقوبي خلال هذه المشاركة، فيلماً تسجيلياً حول التبادل الثقافي والاجتماعي بين البلدين.