ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، التي تنطلق 6 يناير (كانون الثاني) الجاري، سيتم تكريم شاعرَيْن بجائزة الشارقة للشعر العربي الدورة 13، أسهما بنتاجهما الإبداعي في رفد المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الشعرية اللافتة، منهما الشاعر الإماراتي المعروف الدكتور طلال سعيد عبد الله الجنيبي.

وعن كيفية تلقيه خبر الفوز، قال الدكتور طلال الجنيبي: "وصلني اتصال هاتفي من  رئيس دائرة الثقافة بالشارقة عبدالله العويس، ينقل لي تحيات عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وأنه قام باختياري الشخصية الشعرية لهذا العام 2025، وذكر لي أن الجائزة تمثل ذروة سنام جوائز الشعر في الشارقة، وربما في المنطقة، حيث يتم تقديمها لصاحب تجربة استطاعت أن تنجز ما يستحق أن ينال من خلاله هذه الجائزة الميمونة، جاء هذا التلقي الجميل، الذي أوصله لي العويس، ونقل لي تحايا وتبريكات حاكم الشارقة، وبارك لي، وذكر أن الجائزة تساهم في تسليط الضوء على المبدع وعلى نتاجه، وفيها تقدير لجهد المبدع الذي استحق الاحتفاء".


وفي تصريح لـ24 رفع الجنيبي الشكر والتقدير للشارقة ولدائرة الثقافة، وشكر مهرجان الشارقة للشعر العربي، موضحاً أنه يعتبر من أهم المهرجانات الشعرية العربية على الإطلاق، كما شكر صديقه مدير المهرجان الشاعر محمد البريكي، على تعاونه وتنسيقه الدائم وتواصله، وأضاف أن الجائزة تعد من أهم جوائز الشعر العربي في هذه المرحلة الزمنية، وتعتبر تكريماً وتشريفاً ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشاعر، وهي تبيان على أن الشاعر يسير في الطريق الصحيح، وأن منجزه الإبداعي يستحق أن ينال جائزة بقيمة جائزة الشارقة للشعر العربي.
 وعن طموحاته لما بعد الجائزة قال: "يبقى الطموح دائما أن نحقق ما يبقى، وأن ننجز وننتج ما يستحق أن يبقى ويخلد للأجيال، أتمنى وأطمح دائما أن يكون لشعري تأثير وقيمة، بمعنى أن يكون مؤثرا، لذلك كنت أشعر بالسعادة حينما أرى القصائد توضع بالمناهج الدراسية المدرسية والجامعية، وهناك أطروحات ماجستير ودكتوراه ودراسات محكمة تدور حول بعض إصداراتي، لإن كل هذه العناصر، تسهم في أن يبقى الشعر، خالدا وأن يكون مؤثراً.. طموحي أن أستطيع أن أقدم الجديد، وأضيف إلى ما قدمت، حتى أتمكن أن أبقي للحاضر والمستقبل ما يستحق أن يقرأ ويؤثر ويكون محركاً ودافعاً في مجالات شتى، عبر بوابة الشعر الشاسعة التي دائما ما تكون عنصراً مؤثراً بالثقافة العربية عبر التاريخ.


د . طلال الجنيبي في سطور:


أستاذ جامعي وخبير دولي في السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية، رجل أعمال، أديب وشاعر من الإمارات.
حاصل على دكتوراه في إدارة الموارد البشرية من جامعة نيو كاسيل نور ثمبريا بالمملكة المتحدة في العام 2001 مع مرتبة الشرف. 
حائز على جائزة رئيس دولة الإمارات (خليفة الفخر) للعام 2015 لمجمل العطاء الفكري، جائزة أبوظبي التقديرية عام 2017  للإنجاز الثقافي، درع التميز الشعري من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، جائزة الشيخ زايد للعطاء، جائزة الإمارات للعطاء الإنساني والفكري، حصد جائزة (الشاعر العالمي) للعام 2020 من البرلمان الأوروبي کأول شاعر عربي يحصد هذا اللقب، كما حاز على جائزة راشد للتفوق العلمي في مناسبتين، فضلا عن عشرات الجوائز و أوسمة التكريم وشهادات التقدير الأخرى.
 صدر له 14 مجموعة شعرية.
أختيرت قصائده للدراسة ضمن المناهج التعليمية للإمارات، وتحول بعضها لأناشيد وطنية واجتماعية.
أدرجت نتاجاته في مناهج جامعات عربية وعالمية، وتمت دراسة تجربته الشعرية في أطروحات ماجستير ودكتوراه، وكتبت عن تجربته ونتاجه دراسات نقدية علمية محكمة.
فازت بعض قصائده بجوائز مختلفة بالمراكز الأولى في مسابقات على الصعيدين المحلي والدولي.
يتفرد بأسلوب (التوقيع الصوتي)، وترجمت بعض أعماله الشعرية إلى 16 لغة، وتم قبول ترشيحه لجائزة نوبل للآداب عام 2022.
 أصبح رسميا صاحب أول نص شعري في التاريخ (فضاء زايد)  يصل إلى الفضاء مسجلا سبقا إنسانيا أدبيا، وأولوية حضارية تحسب للثقافة الإنسانية والشعر العالمي والعربي والإماراتي على حد سواء، في إنجاز  نوعي غير مسبوق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشارقة للشعر العربی یستحق أن

إقرأ أيضاً:

الإنتحار ومسؤولية الدولة(إقليم شفشاون نموذجا)

عن ماذا يخبرنا المنتحر بعد أن ينتحر؟:
الروح هي أغلى وأثمن ما يملكه الإنسان وهي وديعة الله لديه التي لا يسمح لكائن من كان -حتى صاحبها- أن ينزعها إلا بحقها وقد فطر اللهُ الإنسان على المحافظة على روحه بشتى السبل والدفاع عنها مهما كلفه الأمر ماديا ومعنويا، فلماذا يُقدم الإنسان على الانتحار؟ من المسؤول عن وقوع جريمة الانتحار؟، هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات شافية ولا لفتاوى لتكفير المنتحر فهذه الفتاوى للأسف لا تتعرض للجناة والمسؤولين الحقيقيين بل تتيح لهم الهروب من المساءلة الأخلاقية والاجتماعية وليس القانونية فحسب، فالانتحار ومحاولات الانتحار متعددة ومتنوعة – باستثناء الحالات المصابة بالأمراض العقلية – فهي مرتبطة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية الرديئة وبالصعوبات الوجدانية والوجودية ذات العلاقة بالعوامل النفسيـة والخاصة بالفرد وعتبة تحمله وتصديه للصعاب.
ناقوس خطر: وفق البيانات الإحصائية حسب الجهات التي رصدتها الدراسة فإن شمال المغرب عرف أكثر عدد حالات انتحار (إقليم شفشاون نموذج) وفيما يخص فئات المنتحرين ووفق الأرقام التي رصدتها نفس الدراسة فإن عدد الذكور تجاوز ثلاث أضعاف الإناث، ولو صعدنا بالموضوع إلى إطاره الفكري نرى أن المجتمع خاصة على المستوى الاجتماعي لم يكن بعيدا عن المتغيرات الأمر الذي أثر بالسلب على منظومة القيم التي تحكم مجتمعنا وتنظم علاقة أفراده بعضهم ببعض مما أدى إلى خلخلة هذه المنظومة وإحلال منظومة قيم أخرى مكانها غذت الدوافع التي تقف وراء تزايد حالات الانتِحار، ومما يشهد على مدى التغيير الذي أصاب مجتمعنا زيادة نسبة الطلاق والتفكك الأسري كما تمكنت ثقافة الاستهلاك على جعل الأسر تتنافس وتتباهى بالكماليات بما يشكل عبئا على رب الأسرة، كما برزت على السطح في الآونة الأخيرة في مجتمعنا مفهوم الطبقية بشكل صارخ والتي قلصت من حجم الطبقة الوسطى التي كانت عماد المجتمع وعموده الفقري وقاعدته الصلبة إضافة إلى ذلك انتشرت الفردانية ومحاولة تحويل حياة المواطن إلى أشياء مادية بعد نزع الصفة الإنسانية عنها فلم يجد ذلك المواطن الذي تكالبت عليه الهموم بُدا من التضحية بما تبقى لديه من روح بعد عجزه عن تلبية الحد الأدنى من حقوق جسده، على هذا الأساس فإن ارتفاع عدد المنتحرين بإقليم شفشاون هو مرتبط بنسق اجتماعي محدد حيث تحضر في منطقة جبالة بقوة وتغيب نسبيا في منطقة الريف كما تحضر بقوة أكبر في القرى أكثر من المدن وذلك مرتبط أساسا بالتغيرات الاقتصادية وهذا ما مس المنطقة نتيجة تراجع زراعة القنب الهندي والاتجار في مخدر الكيف الذي اشتهرت به المنطقة وأيضا في غياب بدائل تنموية حقيقية مما كان أثره على المستوى الاجتماعي والنفسي للأفراد.

مسؤولية الدولة: إن الدولة وفقا لاتفاقيات حقوق الإنسان مسؤولة عن حماية الحق في الحياة ما يعني أنه على الدولة أن توفر الحماية للحق في الحياة بما في ذلك حماية الشخص الذي أنهى حياته بنفسه غير أن الدولة المغربية تنظر للانتحار على أنه مسؤولية الفرد رغم أنه ظاهرة اجتماعية تحضر فيها مسؤولية الدولة التي عليها البحث عن حلول لمسبباتها ما دامت أن الصحة النفسية من مسؤوليتها أيضا، إلا أن الصحة النفسية والعقلية للمغاربة توجد في أسفل سلم أولويات الدولة المغربية وهو الأمر الذي تهتم له دول العالم الذي يوجد الإنسان في صلب اهتماماتها خصوصا مع التغيرات الأخيرة والضغوط التي تعرفها المجتمعات، وفي هذا الصدد ينبغي الانتِباه إلى نقطتين أساسيتين:
أولا: إن أي ظاهرة الانتحار التي يشهدها مجتمعا هي نتيجة لحزمة من المتغيرات المتراكمة والأسباب المتنوعة والمتداخلة وما انتشار ظاهرة الانتحار في المجتمع إلا عنوان لمجمل هذه المتغيرات بينما في تفاصيل الموضوع يتشابك العامل الاقتصادي مع الاجتماعي مع السياسي مع قلة الوعي وانعدام الإيمان وضعف الإرادة ولذا فالعلاج الصحيح يقتضي النظر إلى الأسباب مجتمعة وإن تفاوتت نسبة حضور بعض هذه الأسباب.
ثانيا: إن مسؤولية المنتحِر المباشرة عن فعله لا تنفي تحمل الدولة لجزء من هذه المسؤولية وإن اختلفنا في تقدير حجم مسؤولية كل من الفرد والدولة ومن ثم يجب ألا ننشغل كلية بالمشهد حادث الانتحار ونغفل عن الجذور الكامنة وراءه والخلفيات المؤثرة فيه التي قد تحتل مساحة ربما أكثر من لحظة خروج الروح أو بالأدق إخراجها، ويجب أن نفهم أن الشخص الذي يفكر في الانتحار يشعر كأنه في نفق مظلم ولا يرى أمامه شيئا سوى طريق واحد للعبور، وهو قتل نفسه. في هذ الحالة يصبح العيش صعبا لدى الشخص، ويصبح من الأسهل الموت.
خلاصة: نستنتج من خلال هذه اللمحة الوجيزة أن محاولة الانتحار ليست فعلا بسيطا يمس مرتكبيه بل هو صدمة عميقة تمس كل المجتمع قبل أفراد الأسرة والمحيط فالانتحار جريمة قتل مكتملة الأركان ومن ثم فإنه من غير المعقول أن تقيد ضد الشخص المنتحر أو ضد مجهول بينما المشتبه بهم في ارتكابها أحياء بيننا يرزقون فالدولة المغربية وأجهزتها التنفيذية هم أول الشركاء في جريمة الانتحار لأنهم لم يقوموا بأداء واجباتهم المنوطة بهم والمتعارف عليها شرعا وعقلا وسياسيا وفي مقدمتها صيانة حياة المواطن وعرضه وماله وأمنه الشخصي أما باقي المشتبه بهم فهي أسرة المنتحر وأصدقائه و ربما نجد مشتبها بهم آخرين مثل أستاذ المنتحر في المدرسة أو الجامعة أو رئيسه في العمل… ،صحيح أن حالات الانتحار في المجتمع لم تبلغ بعد حد الظاهرة بالمفهوم العلمي لكنها على كل حال ترقى إلى مستوى أن تكون ناقوس خطر ونذير شؤم خاصة أن الأسباب التي أدت إلى تلك الحوادث ما زالت قائمة بل ومرشحة للاستمرار والصعود في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وما يترتب عليها من مشكلات لا حصر لها منها الهجرة( وهو موضوع مقالنا القادم).
عبد الإله شفيشو/فاس

مقالات مشابهة

  • “بيئة” تحتفي برواد المستقبل وتكرم 15 مبادرة مبتكرة في مجال الاستدامة
  • فتح باب الترشح لجائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع في دورتها الثانية عشرة
  • «اجتماعية الشارقة» تفتح المشاركة في جائزة القلب الأخضر 4
  • كل ما تريد معرفته عن جائزة جدير للتميز والإبداع في الإدارة المحلية ..تفاصيل
  • الإنتحار ومسؤولية الدولة(إقليم شفشاون نموذجا)
  • 51 فائزاً بجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي
  • تحت رعاية رئيس الدولة.. جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن أسماء الفائزين والشخصية الثقافية في دورتها الـ 19
  • 51 فائزًا بجائزة الشارقة للتّفوق والتّميّز التّربويّ
  • باحثان مغربيان يتوجان بجائزة الشيخ زايد للكتاب
  • افتتاح فعاليات بيت الشعر بمناسبة يوم الشعر العالمي في المكتبة الوطنية.