لماذا تُعد هذه البومة صيادة ماهرة رُغم لونها الساطع؟ وما علاقة ذلك بالقمر؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر بومة الحظائر صيادة ليلية مهيبة تفترس بنجاح القوارض الموجودة على اليابسة.
ولطالما شعر العلماء بالحيرة حول سمة من شأنها أن تعيق الطائر أثناء صيده في منتصف الليل، أي الريش ناصع البياض الذي يُغطي بطنه وجناحيه.
وهذه سمة غير عادية من شأنها أن تُصعِّب على البومة الاقتراب من فريستها من دون ملاحظتها من الناحية النظرية.
وبخلاف البومة الثلجية، تعيش بومة الحظائر في مناطق لا تتساقط الثلوج فيها بانتظام.
لقد حيّر ريش بومة الحظائر اللامع عالِم الأحياء، خوانجو نيغرو وزملائه، الذين اعتقدوا أنّ هذه الظاهرة البيولوجية المثيرة للاهتمام تستحق المزيد من التحقيق.
وقال نيغرو، أستاذ الأبحاث في "محطة دونيانا البيولوجية" (Doñana Biological Station)-المجلس الوطني الإسباني للبحوث في إشبيلية بإسبانيا، لـCNN: "لقد انطلقتا من الافتراض البديهي بأنّ البياض المميز لبومة الحظائر صادم للغاية لدرجة أنه ينبغي أن يدل على (وجود) بعض المزايا التكيفية".
وكانت الأبحاث السابقة التي أجريت في سبتمبر/ أيلول 2019، أشارت إلى أنّ اللون الأبيض الناصع كان في الأساس طريقة لتحقيق عنصر المفاجأة واستغلال نفور القوارض من الضوء الساطع.
ومن طريق جعل المفترس أكثر وضوحًا للقوارض التي تتجمّد من الخوف، وجدت الدراسة السابقة أنّ بياض البومة يُسهِّل قتل الفئران.
لكنّ أحدث أبحاث نيغرو وفريقه أشارت إلى أنّ الريش الأبيض لبومة الحظائر هو في الواقع شكل من أشكال التمويه الليلي أو الإضاءة المضادة التي تمنح الصياد عنصر المفاجأة.
ريش بومة الحظيرة يشبه ضوء القمرفبحسب الدراسة الجديدة تفيد نتائج الفريق، والمنشورة في مجلة " PNAS"، فإنّ الجانب السفلي الأبيض العاكس للطائر يُحاكي ضوء القمر بشكل فعّال.
ويسمح الريش الناصع لظلّه بالاندماج في سماء الليل ويُصعِّب على الفئران أو القوارض الأخرى رصد البومة.
وقال نيغرو، المؤلف الرئيسي للدراسة: "عندما يكون القمر مرئيًا، فهو بتمتع بدرجة من السطوع الذي يختلف بحسب اتجاه المراقبة. وفي ظل هذه الظروف، ستتم رؤية طائر داكن اللون كظل أسود من قِبَل فريسته المحتملة.
لكن إذا كان بطن الطائر عاكسًا بدرجة كافية، بمعنى آخر، "إذا كان أبيض اللون بدرجةٍ كافية، فإنّه سيعكس جزءًا كبيرًا من القمر".
ووفقًا لحسابات الباحثين، فإنّ التباين بين الجانب السفلي الأبيض العاكس لبومة الحظائر، والمناطق الواسعة المضيئة من سماء الليل يقع تحت عتبة الكشف لحدة البصر عند القوارض، ما يسمح لبومة الحظائر بالاقتراب من الفريسة إلى مسافة تصل إلى بضعة أمتار من اتجاهات متنوعة من دون رصدها.
عنصر المفاجأة ضد التمويهورأى خبير بومة الحظائر، ألكسندر رولين، وهو أستاذ علم الأحياء بقسم علم البيئة والتطور في جامعة "لوزان"، الذي أجرى البحث السابق، أنّ اللون الأبيض لهذا الطائر يفاجئ فريسته ويشلّ حركتها، إنّه غير مقتنع تمامًا بالتفسير الجديد.
لكنّه أكّد أنّه لا يستطيع استبعاده.
وأوضح رولين لـCNN: "لا نرغب برفض فرضية المؤلفين بشكل مباشر، فهي قد تكون مكمِّلة لفرضيّتنا في الواقع. ربما يساعد الريش الأبيض على التمويه عند وجود مسافات طويلة، بينما قد يساعد (الريش) على جعل البومة أكثر وضوحًا عند مسافة أقرب".
وأوضح رولين أنّ سلوك الفئران تحت ضوء القمر من الجوانب الرئيسية التي تحتاج إلى المزيد من التوضيح.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث الحيوانات حيوانات مفترسة دراسات
إقرأ أيضاً:
«حسام حسن» يرفض مواجهة ليبيا والكاميرون وديًا ويختار جزر القمر بديلاً
في خطوة مفاجئة، رفض حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، خوض مباراتين وديتين أمام منتخبي ليبيا والكاميرون خلال معسكر “الفراعنة” المرتقب في شهر يونيو المقبل، مفضلًا مواجهة منتخب جزر القمر بدلاً منهما، في قرار أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط الكروية المصرية.
أسباب الرفض: غيابات مؤثرة وحسابات دقيقة
بحسب مصادر قريبة من الجهاز الفني، فإن السبب الرئيسي وراء قرار حسام حسن يعود إلى الغيابات الكبيرة المتوقعة في صفوف المنتخب خلال فترة التوقف الدولي القادمة. أبرز الغائبين سيكونون من عناصر أساسية مثل محمد صلاح نجم ليفربول، وعمر مرموش لاعب فرانكفورت، بالإضافة إلى لاعبي النادي الأهلي بسبب التزاماتهم القارية والمحلية.
هذه الغيابات، بحسب الجهاز الفني، قد تؤثر سلبًا على الأداء والنتائج، مما دفع حسام حسن لاتخاذ قرار استراتيجي بعدم المجازفة أمام منافسين أقوياء مثل الكاميرون أو ليبيا في هذا التوقيت، حفاظًا على استقرار الفريق الفني والمعنوي، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد استعدادات حاسمة لتصفيات كأس العالم 2026.
اختيار جزر القمر: منافس في المتناول
قرر حسام حسن اختيار منتخب جزر القمر ليكون الخصم في المباراة الودية الوحيدة خلال المعسكر، وهي خطوة اعتبرها البعض فرصة لاختبار عناصر جديدة دون ضغوط قوية، خاصة أن المنتخب لا يزال في طور البناء والتطوير تحت قيادة فنية جديدة.
ردود فعل متباينة
لاقى القرار تباينًا في ردود الفعل، حيث اعتبره البعض تصرفًا احترازيًا وواقعيًا بالنظر للظروف، في حين رأى آخرون أن مثل هذه المباريات كانت ستمنح المنتخب احتكاكًا حقيقيًا مع منتخبات من المستوى الأول في القارة، وهو ما يحتاجه الفريق قبل الدخول في مراحل الحسم في التصفيات القارية.
قرار حسام حسن بعدم مواجهة ليبيا والكاميرون يعكس رغبة في تفادي المجازفة في وقت حساس، لكنه أيضًا يطرح تساؤلات حول قدرة المنتخب على مواجهة التحديات الحقيقية مستقبلاً. هل سيكون هذا القرار خطوة محسوبة نحو البناء؟ أم فرصة مهدرة للاحتكاك الجاد؟
فكل الأعين على معسكر يونيو، والمستقبل سيكشف مدى صواب هذا القرار.