قال الإعلامي د. عمرو الليثي، إننا فى عصر تسيطر فيه وسائل الإعلام على مختلف جوانب الحياة، لافتًا إلى أن الإعلام أصبح  أداة استراتيجية تسهم بشكل مباشر في تشكيل الصورة العامة للأفراد، المؤسسات، حتى الدول.

 

وأضاف: "الإعلام الآن لا يقتصر دوره على نقل الأخبار، المعلومات والترفيه، إنما يمتد ليكون قاعدة ناعمة قادرة على تعزيز أو تقويض السمعة من خلال ما ينقله من رسائل وصور حية إلى الجمهور المحلى والدولى.

. فهو يتجاوز تسجيل الحدث إلى توجيه الرأى العام وصنع التصورات، جاعلًا له دورًا محوريًا فى صياغة الانطباعات الأولى وصناعة الصورة.


وتابع عمرو الليثي، في تصريحات صحفية، أنه في هذا المضمار، يعتمد فى آلياته الفاعلة على العديد من العوامل: من بينها المصداقية، استراتيجيات التواصل الفعّال واستدامتها، وإدارة الأزمات الإعلامية بحرفية.. لذا، تلعب المؤسسات الإعلامية، بما فى ذلك الاتحادات الدولية، دورًا محوريًا فى بناء صورة تنتقل عالميًا لتعكس القيم والثقافات والتطورات فى دولنا المختلفة.. فمن خلال صياغة الرسائل الإعلامية بعناية، يمكنه أن يعزز الإيجابيات عن طريق تسليط الضوء على الإنجازات والنجاحات.


واستكمل حديثة قائلًا: "في الماضي القريب جدًا، كان الإعلام التقليدي، ممثلًا في الصحافة، التلفزيون والإذاعة منوطًا به هذا الدور، ولكن كان نطاقه محليًا أو إقليميًا، معتمدًا على المهنية والكفاءات البشرية التى تدير تلك المنظومة.. أما فى ظل الثورة الرقمية التي تجتاح عالمنا، أصبح للإعلام دور مضاعف في بناء الصورة، حيث تتيح وسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية تفاعلًا سريعًا ومباشرًا مع الجمهور.

 

وتابع: "فعبر المحتوى المرئي كالفيديوهات والصور، يمكن إيصال الرسائل والتأثير على الانطباعات بشكل لحظي.. إلا أن هذا التأثير اللحظى يرافقه تحديات خطيرة، مثل انتشار الأخبار المزيفة والتحيز الإعلامي، وهو ما يتطلب من الجهات الإعلامية ذات المهنية تبني معايير المصداقية والشفافية والحرص على نقل صورة واقعية ومتوازنة، في المواجهة.


وأضاف: "أيضًا، أصبح بناء السمعة تحديًا مستمرًا.. حين تحولت منصات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الرقمي إلى ساحات مفتوحة تؤثر بشكل مباشر وفوري على صورة الأفراد والمؤسسات والدول.. مما يستدعى أدوات متطورة وأساليب مبتكرة لمواجهة الضغوط الإعلامية وتحقيق التأثير الإيجابى المطلوب.. وما نعيشه من سرعة وتغير يومي في محيطنا لن يسمح لنا أن نقف مشاهدين أمام ماضٍ ولّى.. بل يدفعنا كي نكون أكثر تفاعلًا مع حاضر مُلح ومستقبل آتٍ بإعلام لا ندرى اتجاه بوصلته.. تلك التى تتغير يوميًا، بل كل ساعة.


واختتم حديثة قائلًا: “إن بناء الصورة وإدارة السمعة في هذا العصر يتطلب منا جميعًا، كأكاديميين، وعيًا كبيرًا بخصائص الإعلام الرقمي، تلك التي تتسم بالسرعة والتغير المستمر.. فيمكن لخبر إيجابي أن يرفع سمعة جهة ما في دقائق، كما يمكن لشائعة أخرى أن تضر بصورة المؤسسة أو الفرد بشكل واسع النطاق وفي وقت قياسى.. وبالتالى، أصبح لزامًا على الجهات المعنية إستخدام استراتيجيات فعالة لمتابعة المحتوى الرقمي وإدارته بشكل استباقي”.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاعلامي د عمرو الليثي وسائل التواصل الاجتماعي منصات التواصل الاجتماعي التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام منصات التواصل وسائل التواصل الصحافة الاتحادات الدولية الثورة الرقمية أهمية الإعلام والتطورات إعلامي الثقافات صحافة التلفزيون عمرو الليثي المحلي والدولي

إقرأ أيضاً:

الحاج عبد الله السودانية.. عودة حزينة إلى منازل سُرقت منها الحياة

تعود الحياة ببطء إلى مدينة الحاج عبد الله في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها عودة مثقلة بالألم والحسرة، فالعائدون من النزوح يجدون أنفسهم أمام مشهد قاتم من الدمار والخراب، إذ تحولت منازلهم إلى أطلال وذكريات.

"البيت مخيف"، بهاتين الكلمتين يصف محمد سعيد مشاعره المختلطة عند رؤية منزله، ويروي محمد كيف وجده منهوبا، حتى وثائق زواجه وصور أولاده لم تسلم من السرقة.

وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة الطاهر المرضي، فإن آثار الدمار امتدت لتشمل كامل النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.

فسوق الحاج عبد الله -الذي كان يوما شريان الحياة الاقتصادية في المنطقة- أصبح اليوم ساحة مهجورة يسكنها الفراغ والغبار، وامتد الخراب ليطال جميع الوحدات الإدارية السبع في الولاية، مخلفا وراءه أثرا عميقا على حياة السكان.

وفي محاولة لاستعادة النظام، تسعى الشرطة المحلية إلى جمع المسروقات المبعثرة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، لكن حجم المأساة يتجاوز هذه الجهود المتواضعة.

فالمؤسسات الحيوية في المدينة تحولت إلى هياكل بلا روح، المستشفى أصبح مبنى مهجورا بلا معدات طبية أو أجهزة منقذة للحياة، والمحكمة التي كانت رمزا للنظام والقانون صارت مجرد أطلال تتناثر فيها أوراق القضايا التي لم يحسم مصيرها بعد.

إعلان

بوادر أمل

يحيى -وهو أحد العائدين- يقف أمام ما كان يوما منزله، محاولا استحضار ذكريات السعادة العائلية التي عاشها فيه "لا زلت أتذكر ضحكات البنات في هذه الغرفة"، ويقول بحسرة "20 سنة من العمل والبناء تبخرت في لحظة".

هذه المشاعر المؤلمة تتكرر في قصص العديد من العائدين الذين يجدون أنفسهم أمام تحدي إعادة بناء حياتهم من الصفر.

ورغم المشهد القاتم فإن بوادر أمل خجولة تظهر مع عودة السكان التدريجية إلى مدينتهم "الحمد لله بدأت العودة"، يقول أحد المسؤولين المحليين، لكنه يضيف بأسى أن "الناس رجعوا ليجدوا بيوتهم منهوبة، يجب أن نبدأ من الصفر".

وبينما تستمر عملية العودة يبقى السؤال الأكبر معلقا: كيف يمكن إعادة بناء مجتمع تعرّض لمثل هذا الدمار الشامل؟ العائدون إلى مدينة الحاج عبد الله يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة تحدٍ مزدوج: إعادة بناء منازلهم المادية، وترميم النسيج الاجتماعي والنفسي لمجتمعهم المنكوب، وفي خضم هذه المأساة تبقى قصصهم شاهدا حيا على تكلفة الحرب الباهظة على المدنيين الأبرياء.

وكان الجيش السوداني أعلن في 8 يناير/كانون الثاني الماضي سيطرته على مناطق جنوب وغرب ولاية الجزيرة بعد هجوم واسع على مواقع وارتكازات للدعم السريع ليسترد منطقة الحاج عبد الله.

يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 على أجزاء كبيرة من الولاية، بما فيها مدينة ود مدني، وأدى ذلك إلى نزوح عشرات الآلاف باتجاه القضارف.

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: يجب إعادة جميع الرهائن بشكل فوري
  • "أسطورة لا تتكرر".. دكتور عمرو الليثي يوجه رسالة بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم
  • «أسطورة لا تتكرر».. عمرو الليثي يوجه رسالة بمناسبة مرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق
  • عمرو الليثي وسليم سحاب وعدلي منصور أبرز الحضور في عزاء مشيرة عيسى
  • الحاج عبد الله السودانية.. عودة حزينة إلى منازل سُرقت منها الحياة
  • عمرو الليثي ينعي الدكتور سامي عبد العزيز: فقدنا قامة إعلامية كبيرة
  • فقدنا قامة إعلامية كبيرة.. عمرو الليثي ينعى سامي عبد العزيز
  • الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الدكتور سامي عبد العزيز
  • ولد هشومة: من بائع الألبان إلى “صحفي” يبتز المسؤولين
  • نقيب الإعلاميين: كتاب "الأسس العلمية لإدارة المؤسسات الإعلامية والصحفية" مرجع لكل من يعمل في مجال الإعلام