من / يعقوب العوضي.

أم جرس (تشاد) في 19 أغسطس / وام / تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة سجلا إنسانيا حافلا أرسى دعائمه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه ” وتواصل السير على نهجه القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ” عبر مد أياديها البيضاء لتشمل المعوزين وغير القادرين حول العالم دون تفرقة بسبب جنس أو لون أو دين.

وفي صفحة جديدة من صفحات العطاء وبالتزامن مع (اليوم العالمي للعمل الإنساني) أضافت دولة الإمارات إلى سجلها الإنساني إنجازاً آخر ينبض بالمحبة والخير للأشقاء السودانيين اللاجئين في جمهورية تشاد وإخوانهم من سكان مدينة أم جرس القريبة من الحدود السودانية وما يجاورها من بلدات و قرى ممثلا في " المستشفى الميداني الإماراتي ) الذي تبلغ مساحته 200 في 200 متر مربع بسعة خمسين سريرا قابلة للزيادة إلى الضعف ويشرف عليه الفريق الإنساني الإماراتي الذي يتكون من ممثلي هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية و يعمل بالتنسيق مع مكتب تنسيق المساعدات بوزارة الخارجية.

و جاء افتتاح المستشفى في التاسع من يوليو الماضي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بشأن إنشاء مستشفى ميداني في جمهورية تشاد دعماً للاجئين من الأشقاء السودانيين .

ومنذ ذلك اليوم أصبح للمستشفى عظيم الأثر في حياة الآلاف من اللاجئين السودانيين وبات مقصدا للمواطنين التشاديين من جميع شرائح المجتمع نظرا للسمعة الطيبة التي حظي بها المستشفى في وقت قصير.

ويقدم طاقم طبي متكامل في جميع التخصصات خدماته علي مدار الساعة وباحترافية عالية ممثلا في عشرات الأطباء والصيادلة و الممرضين و الفنيين ذوي الخبرة و الكفاءة العالية مستعينين بأحدث الأجهزة و المعدات الطبية الضرورية والأدوية الحديثة لعلاج رواد المستشفى.

يضم المستشفى الميداني ثلاث مناطق رئيسية الأولي حمراء ( الطوارئ ) و تستخدم لعلاج الحالات الحرجة وذلك لدواعي إنقاذ الحياة والأطراف وعلاج الصدمات و يتم فيها توزيع الفرق الجراحية إلى أربعة فرق ليتم التعامل مع أربع حالات حرجة في وقت واحد .

وتحتوي المنطقة الحمراء على قسم للأشعة المقطعية التي تساعد في تشخيص حالة المريض إضافة إلى الأشعة السينية و التلفزيونية ومن ثم يتم بعدها تحويل المريض إلى غرفة العمليات لإجراء التدخل الجراحي اللازم على أن ينقل بعدها إلى قسم العناية المركزة المزود بأحدث الأجهزة و المعدات .. وفد أجرى المستشفى حتى الآن أكثر من 47 عملية جراحية ما بين كبري و صغري تكللت جميعها بالنجاح.

والمنطقة الثانية في المستشفى هي الصفراء و التي تعالج فيها الحالات المتوسطة كالكسور أو هبوط ضغط الدم وغيرها و يتم فيها الاحتفاظ بالمريض لمدة قد تصل إلى أربع ساعات للتأكد من استجابته للعلاج و تحسن حالته.

أما المنطقة الثالثة والأخيرة فهي “ المنطقة الخضراء ” ذات الاستخدام اليومي و فيها يتم استقبال المراجعين و المرضى الراجلين حيث يتم فحصهم وتحويلهم للطبيب المختص لتقديم العلاج اللازم لهم وتضم عددا من العيادات للتعامل مع الحالات المرضية المختلفة كالعيون و العظام والجلدية وغيرها .. واستقبل المستشفى حتى الآن فى هذه المنطقة أكثر من 5100 مريض بمعدل 200 مريض يوميا.

وحرصا من دولة الإمارات و قيادتها الرشيدة على تكامل المستشفى الميداني ومراعاة توافقه مع أرقى المستشفيات الميدانية الحديثة فقد تم تزويده بمختبر يحتوي على أحدث الأجهزة الدقيقة لتشخيص أمراض الدم و الفحوصات و التحاليل الآخرى التي تعطي نتائج دقيقة جدا ما يساعد الطبيب علي تشخيص حالة المريض .. و يتضمن المختبر أيضا بنكا للدم يتم الاحتفاظ فيه بوحدات الدم من مختلف الفصائل وبكميات مناسبة.

و تم تزويد المستشفى بصيدلية تحوي جميع أنواع الأدوية والمضادات الحيوية إضافة إلى العلاجات التخصصية مثل علاجات الأطفال والنساء و الولادة و الجلدية والأمراض المزمنة إلى جانب الفيتامينات وغيرها.

و يضم المستشفى خمسة عنابر للتنويم بسعة كلية 50 سريرا قابلة للزيادة إلى الضعف لترتفع إلى 100 سرير يتم فيها متابعة حالة المريض بشكل دقيق وتقديم العلاج اللازم له حتى عودته لحياته الطبيعية.

يذكر فى هذا الصدد أن أكثر من 60 مريضا تم تنويمهم داخل المستشفى الميداني منذ افتتاحه في التاسع من الشهر الماضي.

و تضم المساحة الخارجية للمستشفى الخدمات المساندة كمستودعات الأدوية و المعدات الطبية و المستهلكة ومطبخا مركزيا ومغسلة ومحرقة خاصة مزودة بأحدث أجهزة التخلص من النفايات الطبية بطريقة آمنة.

ولم يغفل المستشفى الميداني الإماراتي عن بناء جسور التواصل و التعاون مع المستشفيات التشادية في المنطقة عبر تقديم يد العون والدعم لها خاصة مع استقبالها العديد من الحالات المرضية المحولة من مستشفيات مدينة أم جرس ذات الإمكانيات البسيطة .

و يقوم المستشفى الميداني لهذه الغاية بنقل المرضي المحولين من هذه المستشفيات عبر أسطول سيارات الإسعاف المزود بها لإكمال علاجهم حتي الشفاء التام.

و لم تكتف الأيادي البيضاء لدولة الامارات بذلك فقد تواترت إلى مسامع الفريق الإنساني أن هناك العديد من المرضى خاصة من كبارالسن الذين يصعب عليهم التنقل من قراهم النائية للوصول إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج اللازم بسبب وعورة الطرق وقلة الإمكانيات ليبادر الفريق بتدشين أسطول من العيادات المتنقلة المجهزة بمختلف المستلزمات الطبية والإسعافات الأولية اللازمة والأدوية مدعومة بكوادر من الأطباء والصيادلة والممرضين فضلا عن فريق من المسعفين لتقديم العلاج لتلك الفئة من المرضى علاوة على نقل بعض الحالات المرضية التي تحتاج إلى علاجات متخصصة أوعمليات جراحية إلى المستشفى الميداني في مدينة أم جرس لتحصل على الرعاية الصحية الكاملة ومتابعتها حتى شفائها.

وأعرب عدد من مرتادي المستشفى عن خالص شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات على دعمها و تقديمها الرعاية الصحية لهم مشيرين إلى أن إنشاء هذا المستشفى الميداني جاء في الوقت والمكان المناسبين خاصة بالنسبة للأشقاء اللاجئين من جمهورية السودان.

و توجهوا بخالص الشكر أيضا إلى الكادر الطبي العامل في المستشفى لدعمهم ومساندتهم جميع المرضى وحرصهم على توفير رعاية طبية متكاملة لهم.. وأشادوا بالرعاية التي يلقاها المرضى إلى جانب حسن الاستقبال وتلقي العلاج المطلوب وهو ما دفع الكثيرين من مختلف المناطق للقدوم إلى المستشفى الميداني الإماراتي .

من جهتهم أعرب عدد من أعضاء الكادر الطبي في المستشفى عن فخرهم بأداء هذا الواجب الإنساني النبيل والمساهمة في علاج المصابين والمتضررين جراء الأوضاع في السودان مشيرين إلى أن عملهم بالمستشفى الميداني واجب وطني ومسؤولية .. وأكدوا أن دولة الإمارات تقدم نموذجا فريدا يحتذي في العطاء الإنساني ومساندة الدول الشقيقة والصديقة.

عاصم الخولي/ يعقوب العوضي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: المستشفى المیدانی الإماراتی دولة الإمارات آل نهیان

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للتلفاز.. حكاية أول جهاز يبث صورا في التاريخ

على الرغم من تعدد صور التكنولوجيا المرئية ما بين الأجهزة الكهربية والإلكترونية، إلا أن التلفاز يظل المصدر الأكبر لاستهلاك الفيديو، ورغم تغير أحجام الشاشات، ولجوء الناس لإنشاء المحتوى ونشره وبثه واستهلاكه على منصات مختلفة، فإن عدد الأسر التي تمتلك أجهزة تلفاز في جميع أنحاء العالم يستمر في الارتفاع بمرور الوقت، كما يخلق التفاعل بين أشكال البث الناشئة والتقليدية فرصة عظيمة لرفع مستوى الوعي بالقضايا المهمة التي تواجه البشرية.

ما الغرض من التلفاز في القرن الـ21؟ 

التلفاز الذي يتم الاحتفاء به دوليًا اليوم، لم يعد مجرد عبارة عن منصة تضم قنوات أحادية الاتجاه للبث والمحتوى عبر الكابل، بل تقدم هذه الأجهزة الحديثة مجموعة واسعة من المحتوى المتعدد الوسائط والتفاعلي، مثل بث مقاطع الفيديو والموسيقى وتصفح الإنترنت وغيرهم، بحسب منظمة الأمم المتحدة.

ومع تطور أجهزة شاشات التلفاز وتقديمها بمختلف التصميمات والأحجام، إلا أن الكثير من الناس عادة ما يقبلون على التعرف على الشكل الأولي لأول جهاز تلفاز في العالم تم الإعلان عنه رسميًا.

أول تلفاز في العالم 

تعود أصول التلفاز إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، وذلك عندما طور «صامويل إف بي مورس» وسيلة التلجراف (وهو عبارة عن نظام إرسال الرسائل المترجمة إلى أصوات صفيرعبر الأسلاك)، لتأتي خطوة جديدة أخرى إلى الأمام في عام 1876 تمثلت في شكل هاتف ألكسندر جراهام بيل، الذي سمح للصوت البشري بالسفر عبر الأسلاك لمسافات طويلة.

ورغم من تكهن كل من توماس إديسون وجراهام بيل بإمكانية وجود أجهزة شبيهة بالهاتف يمكنها نقل الصور وكذلك الأصوات معًا، لكن كان هناك باحثًا ألمانيًا هو الذي اتخذ الخطوة المهمة التالية نحو تطوير التكنولوجيا التي جعلت التلفزيون ممكنًا.

وفي عام 1884 توصل العالم الألماني بول نيبكو إلى نظام لإرسال الصور عبر الأسلاك عبر أقراص دوارة، وحينها أطلق عليه اسم التلسكوب الكهربائي، لكنه كان في الأساس شكلًا مبكرًا من أشكال التلفزيون الميكانيكي، وفق موقع «history» العالمي.

وبحلول أوائل القرن العشرين، عمل كل من الفيزيائي الروسي بوريس روزينج والمهندس الاسكتلندي آلان أرشيبالد كامبل سوينتون بشكل مستقل لتحسين نظام نيبكو من خلال استبدال الأقراص الدوارة بأنابيب أشعة الكاثود، وهي عبارة عن تقنية طورها الفيزيائي الألماني كارل براون في وقت سابق، كان يتم خلالها وضع أنابيب أشعة الكاثود داخل الكاميرا التي ترسل الصورة، وكذلك داخل جهاز الاستقبال (وهو في الأساس أقدم نظام تلفزيوني إلكتروني بالكامل). 

أول براءة اختراع للتلفزيون 

وفي عام 1923، كان زوريكين يعمل في إحدى شركات التصنيع ويقع مقرها في بيتسبرج، وحينها تقدم بطلب للحصول على أول براءة اختراع له في مجال التلفزيون، من خلال استخدام أنابيب أشعة الكاثود لنقل الصور.

وبعد مرور 4 أعوام من هذا الطلب، قدم المهندس الاسكتلندي جون بيرد أول عرض عالمي للتلفزيون الحقيقي أمام 50 عالمًا في وسط لندن عام 1927، وبفضل اختراعه الجديد، أسس بيرد شركة تطوير التلفزيون «بيرد»، وفي عام 1928 نجحت الشركة في أول بث تلفزيوني عبر الأطلسي بين كل من لندن ونيويورك، وكذلك أول بث إلى سفينة في منتصف المحيط الأطلسي، كما يُنسب لـ بيرد أيضًا تقديم أول عرض للتلفزيون الملون والمجسم.

مقالات مشابهة

  • المنطقة النموذجية للتعاون الصناعي الصيني الإماراتي وشركة فولار لصناعة التنقل الجوي يعقدان شراكة استراتيجية لبناء نظام بيئي شامل للطيران الأخضر في الإمارات
  • في اليوم العالمي للتلفاز.. حكاية أول جهاز يبث صورا في التاريخ
  • نهيان بن مبارك: التعاون بين الأديان لعالم مليء بالأمل للأطفال
  • هل تذكرون الداعية الإماراتي”وسيم يوسف”؟.. شاهدوا النصيحة الذهبية التي قدمها له أشهر أطباء أمريكا لعلاجه من السرطان
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • نهيان بن مبارك: مسؤوليتنا الأساسية إعداد أطفالنا للمستقبل
  • في ليلة تاريخية بإستاد آل نهيان.. الإمارات تكتسح قطر في تصفيات كأس العالم
  • في اليوم العالمي للرجل.. كيفية الوقاية من أخطر الأمراض التي تقضي على الذكور
  • تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.. انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء في أبوظبي
  • تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ..انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء في أبوظبي الأسبوع المقبل بمشاركة واسعة من جميع أنحاء العالم