أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كانت تشريفًا إلهيًا للأرض التي مرت بها. 

قال أن الرحلة التي امتدت من سيناء وحتى أسوان، حملت في طياتها بركة سماوية، جعلت من كل بقعة وطأتها أقدامهم موضعًا للتقديس والتأمل. جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج "مع المفتي"، الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على قناة “صدى البلد” 

الاستشهاد بآيات من سورة آل عمران


في سياق حديثه، استشهد المفتي بآيات من سورة آل عمران، حيث قال الله تعالى:


"إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَآلَ إِبۡرَٰهِيمَ وَآلَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ (33) ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ".


وأشار إلى أن هذه الآيات تؤكد مكانة آل عمران، واصطفاء الله لهم على العالمين، مع تركيز خاص على مكانة المرأة ودورها في رسالة الإيمان. واعتبر أن هذا الاصطفاء الإلهي هو شهادة تفرد لا تتكرر.

التأكيد على مكانة المرأة ودورها في الإيمان

أوضح المفتي أن قصة امرأة عمران التي نذرت ما في بطنها محررًا لله قبل أن تعلم جنسه أو صفاته، تعكس إعلاء الإسلام لمقام المرأة. وشدد على أن هذا النذر غير المسبوق يمثل قدوة في التسليم لله والثقة في حكمته.

دعوة للتسامح والابتعاد عن الفتنة

في ختام حديثه، وجه الدكتور نظير عياد رسالة للمجتمع، داعيًا إلى التسامح والتعايش بين مختلف الأطياف الدينية. 

وشدد على أن رفض بناء الكنائس أو التعامل بغير ود مع الزوجة المسيحية يتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة. كما أكد أن الفتنة والتمييز تضر بالوحدة الوطنية وتناقض قيم الإسلام الذي يدعو إلى العدل والإحسان.

التسامح أساس بناء المجتمعات

اختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن التسامح هو الأساس لبناء مجتمعات قوية ومتماسكة، ودعا الجميع إلى تبني قيم التعايش والمحبة كنهج حياة، معتبراً أن هذا هو الطريق لتحقيق الاستقرار والتنمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أرض مصر مفتي الجمهورية المزيد

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: وجود الله حقيقةٌ أزلية ثابتة وتوحيده هو لبّ الرسالات

ألقى الدكتور نظير مُحمَّد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كلمة في الندوة التثقيفية الأولى لعلوم الوافدين، التي نظمتها كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر تحت عنوان: «مواجهة الشبهات الإلحادية».

وأشاد المفتي في بداية الندوة باختيار الكلية لهذا الموضوع الذي يتعلق بالإلحاد والانحراف عن الحق، الذي لم يعد الحديث عنه من نافلة القول، بل أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، قد تصل إلى حد الفريضة على أهل العلم والمعرفة.

وبين المفتي أن وجود الله حقيقة بدهية لا تحتاج إلى دليل لإثباتها؛ فالرسالات السماوية جميعها تؤكد على الوحدانية المطلقة لله في الذات والصفات والأفعال، وهذه الوحدة هي المقصد الرئيس للأنبياء في دعواتهم، وليس مجرد حديث عن وجود الله يغلب عليه السفسطة والجدل، فالعقل يقضي بأنه لا بد للبناء من بانٍ، وفي خلق الله دليل على وجوده سبحانه: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، وقد أخذ الله تعالى على بني آدم العهد في عالم الذر: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الأعراف: 172] وهذا دليل على إقرارهم بوجوده، كي لا يحتج أحد بالنسيان أو الغفلة.

وأكد على وجود الله سبحانه وتعالى من خلال الأدلة التجريبية والعقلية والنقلية، وأن تعدد الأدلة على إثبات وجود الله ليس من باب الشك أو الريبة بل هو من باب تعدد الأدلة على نفس المدلول.

وأشار إلى أن فطرة الإنسان السوية التي فطره عليها تقضي بأن لهذا الكون إلهًا ومدبرًا، فهي العنصر الأساسي الذي يدفع الإنسان إلى الإيمان بوجود الله، حتى في أصعب الظروف وأحلَكِها يعود الإنسان إلى الله، ويستشعر حاجة قلبه إلى خالقه؛ لأنه بهذه الفطرة يستطيع التمييز بين الخير والشر، ويشعر بالراحة عندما يقترب من الحق، ويشعر بالتعاسة عندما يبتعد عنه، هذه الفطرة هي التي تدفع الإنسان للبحث عن الحقيقة والعدالة في حياته، وتجعله يقر بوجود الله من خلال ما يراه في الكون وفي نفسه.

وأكد أن البيئة والمجتمع يمكن أن يؤثرا في الفطرة، ولكن إذا كانت الفطرة سليمة فسيبقى الإنسان قادرًا على العودة إلى طريق الله.

وأشار إلى أن تأثير البيئة المحيطة قد يغير من سلوك الإنسان، لكنه لا يمكن أن يغير جوهر الفطرة التي هي أقوى من أي تأثير خارجي، مضيفًا أن الفطرة تستمر في دفع الإنسان نحو الحق مهما كان بعيدًا عن ذلك، مؤكدًا أن الإنسان الذي ينحرف عن فطرته يحتاج إلى تذكير دائم وإرشاد للعودة إلى تلك الفطرة.

وتطرق إلى الأدلة العقلية، مشيرًا إلى قول الإمام أبي الحسن الأشعري في كتابه "اللمع" الذي أشار فيه إلى أن دليل وجود الله هو التغير المستمر في الإنسان والمخلوقات الأخرى، الذي يدل على الحدوث والحاجة إلى خالق، مشيرًا إلى أن حركة الليل والنهار، وحركة المادة وسكونها، لا بد لها من منظم، كما يقول الفيلسوف الكندي.

وأضاف أن هناك أيضًا أدلة حسية على وجود الله، مثل رؤية الإنسان للكون، والسماء، والأرض، والجبال، التي تدل على أن هذا الكون قائم على قانون التسخير الذي وضعه الله، فالله تعالى يقول في القرآن الكريم: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

واختتم بالحديث عن بعض الأدلة العملية، مثل تعقيد بنية الإنسان الذي هو بمثابة بناء هندسي معقد، وأيضًا وفرة العناصر الكيميائية في الكون التي تتفاوت بنسب مقصودة، مما يدل على قدرة الله عز وجل. كما تحدث عن ظاهرة الموت التي هي مفارقة للحياة، والتي تدل أيضًا على وجود الله وحكمته في خلقه.

وحضر اللقاء الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور السيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة نهلة الصعيدي، عميدة الكلية، والدكتور خالد راتب، بمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.

مقالات مشابهة

  • درنكة والفرنسيسكان.. دروب الإيمان في أرض المعجزات
  • مفتي الجمهورية: نأمل أن تكون منبرًا يجمع بين الأصالة والتجديد
  • مفتي الجمهورية: لا بد من مراعاة الأعراف والعادات عند إصدار الفتاوى
  • سيرا على الأقدام من دير البلح الى شمال غزة .. رحلة مضنية إلى أنقاض منزل مدمر
  • نهيان بن مبارك يفتتح النسخة الـ2 من “مجلس الأخوة الإنسانية” ببيت العائلة الإبراهيمية
  • بحضور مفتي الجمهورية...الأنبا إرميا والدكتور محمد أبو زيد يناقشان "الفتوى والعيش المشترك"
  • مفتي الجمهورية: وجود الله حقيقةٌ أزلية ثابتة وتوحيده هو لبّ الرسالات
  • احتفالية ضخمة في ملوي بمناسبة ذكرى قدوم العائلة المقدسة تحت شعار «مبارك شعبي مصر»
  • مفتي الجمهورية: ندرس مشروعٍ يقصر الإفتاء على منسوبي المؤسسة الدينية
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يناقش «لمحات من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر»