الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
بثينة تروس
عادةً ما يعلو صوت الجنرال ياسر العطا بعاطفته، ويظهر اهتمامه بتلميع أزرار بزته العسكرية بحثًا عن رضا فلول الإخوان المسلمين. وقد تزامن تهريجه الأخير مع تهديد المدعو (الانصرافي) من منصته على “تيك توك”، حيث زعم أن القوات المسلحة والجنرالات البرهان والعطا غير مؤهلين لقيادة المعارك العسكرية. وذلك لسماحهم لأبي عاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان، الذي انسلخ من الدعم السريع، ورجع إلى صفوف الجيش بأنه ينسب الانتصارات الأخيرة في الجزيرة إلى قواته، بدلاً من نسبها إلى قوات العمل الخاصة وفرقة رجال حلفا والدينارية، التي هي جميعًا مليشيات استحدثت مؤخرًا من رحم الجيش لقتال مليشيات الدعم السريع.
خطاب العطا، كعهده، متهافت يكثر فيه الهذيان، حيث يزعم بطولات متوهمة في زمن الحرب، مؤكدًا أنه بمناسبة استقلال البلاد. رغم أن الواقع يكشف أن السودان استبدل الاستعمار بحكامً مستعمرين من بني جلدته، ظلوا يسرقون دون خجل، يفسدون دون استغفار، يأكلون خيراته ولا يشبعون، ويدمرون ولا يعمرون. وفي غمرة انفعال الجنرال، وهو يتبع خطابات الإخوان المسلمين، تناسى أنه لم يتبقَّ هنالك شعب يخاطبه أو يهنئه، في ظل استمرار حربهم التي أسفرت بحسب آخر إحصائيات عن 130 ألف قتيل، منهم 19 ألفًا ضحية مباشرين، فضلًا عن 111 ألف ضحية نتيجة الجوع والأمراض. أما النازحون داخل السودان، فقد بلغ عددهم 14.8 مليون، بينما تجاوز عدد اللاجئين 3.3 مليون في دول الجوار. كما أن المواطنين في الداخل لا يستطيعون تحمل الفقر والظروف المعيشية الصعبة، ويقفون في صفوف “البليلة” طوال يومهم دون القدرة على الاستماع إلى خطابه الترفي هذا. بينما لا يزال آلاف السودانيين يهربون إلى الخارج بحثًا عن الأمان، تزداد العلاقات تعقيدًا مع دول الجوار، ومنها دولة الإمارات، التي استأسد العطا على حكامها متهمًا إياهم بالسعي لاحتلال بلادنا، على طريقة “أمريكا وروسيا قد دنا عذابها” علي أي حال ما هكذا تورد الإبل في السياسة ودهاليز مصالحها لو كانوا يعلمون!
ونؤكد أنه لا ينكر وطني مخلص حق بلاده في صيانة حدودها، واستقلالها، وصون أراضيها، وحمايتها من التدخلات الخارجية، مهما كانت أواصر العلائق والروابط عميقة وحميمية بين دول الجوار! ولكن نقول لهؤلاء الجنرالات المتشدقين بصون البلاد، هل لكم لسان صدق يُؤتمن؟ من الذي فرَّط في حماية البلاد؟ ومن الذي باعها رخيصة من أجل البقاء في السلطة؟ إلى متى سيظل الإخوان المسلمون يتكئون على ذاكرة الشعب السوداني المتسامحة، التي تُجَيَّش بالخطاب الحماسي الوطني والعاطفة الدينية؟ ألم يهدروا دماء أبناء الوطن، حين تحالفوا مع حكام الإمارات بنفس أدوات الخديعة التي وصلوا بها إلى سدة الحكم، وقت أن ادعوا أنهم تائبون توبة نصوحًا عن منهجهم في الإسلام السياسي، وأنهم يحاربون الإرهاب؟ ثم طلقوا علاقتهم مع إيران، وقايضوا دماء السودانيين بالأموال حين شاركوا في “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين، وضعوا أيديهم في يد حكام الإمارات الذين يسبونهم اليوم. وقتها، أرسلوا 30 ألف مقاتل من الجيش السوداني بقيادة قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي، وعرب الشتات.
أيها الجنرالات، أنتم على دراية تامة بأن السودان بعد حربكم أصبح محل طمع جميع دول العالم، بما في ذلك دول الجوار الإقليمي! ليس فقط من أجل أراضيه الشاسعة الخصبة، الحبلى بالبترول، والغاز الطبيعي، والذهب، والمعادن، ومياهها العذبة، والثروة الحيوانية. ولكنهم طامعون أكثر في عمالتكم وارتزاقكم، وأنتم من أجل مطامعكم الشخصية تبيعون البلد بأجمعها لمن يدفع أكثر. فلقد نفضتم اليوم أيديكم عن الإمارات، ليس ثأرًا لأطماعهم، وخوفاً من احتلالهم، ولكن لأن ابنكم، قوات الدعم السريع، قد خرج عن طوعكم! وكيف تحدثوننا عن أنكم لا تقبلون الإهانة! وأنتم تضعون أيديكم مع الرئيس السيسي وسياسات مصر التي تنتهك سيادة السودان حرفيًا، باحتلال مناطق حيوية من حيث الموارد والموقع الجيوسياسي، مثل مثلث حلايب، أبو رماده، وشلاتين، التي تخطط مصر لإنشاء خزان فيها لتخزين مياه النيل التي عجزتم عن الاستفادة منها؟ بل إن مبلغ الإهانة أن مصر لا تسمح حتى بوضع لافتة في مطعم كتب عليها (حلايب سودانية)، حيث كان مصير صاحبها الاستتابة عن هذا القول وإغلاق محله.
أيها الجنرال المحتال، أنتم اليوم تقايضون روسيا السلاح والذخيرة مقابل مواقع عسكرية على سواحل البحر الأحمر. ووزير خارجيتكم علي يوسف، لا يرى مانعًا في إنشاء قواعد عسكرية روسية أو أمريكية أو فرنسية، بل وحتى عشرين قاعدة وفقًا لتصريحاته. إذًا، كيف تلومون الطامعين وأنتم البائعون؟ ولتعلموا أن الشعب السوداني جدير بحماية سيادته الوطنية لو عدتم إلى ثكناتكم.
الوسومبثينة تروسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السریع دول الجوار
إقرأ أيضاً:
شبكة أطباء السودان: «الدعم السريع» نهبت مرافق طبية في «ود راوة» بالجزيرة
يأتي هذا الاتهام عقب هجوم شنته القوات على المنطقة، ما أدى إلى تهجير عدد كبير من السكان ونهب غالبية منازلهم وسوق المدينة.
الخرطوم: التغيير
اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتنفيذ عمليات نهب واسعة النطاق طالت المرافق الطبية والصيدليات في منطقة “ود راوة” شرقي ولاية الجزيرة، إضافة إلى سرقة الأجهزة الطبية وحرق بعض المرافق.
ويأتي هذا الاتهام عقب هجوم شنته القوات على المنطقة، ما أدى إلى تهجير عدد كبير من السكان ونهب غالبية منازلهم وسوق المدينة.
وأعربت الشبكة في بيان الجمعة، عن إدانتها الشديدة للاعتداءات المستمرة التي تستهدف المرافق الطبية والعاملين فيها، معتبرة هذه الهجمات امتدادًا لمنهجية الدعم السريع في استهداف المدنيين في ولاية الجزيرة، حيث تسببت العمليات العسكرية في تهجير أكثر من 70% من السكان الأصليين، بحسب الشبكة.
ودعت الشبكة المنظمات الأممية والدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات المستمرة وضمان حماية المدنيين في قرى ومدن ولاية الجزيرة، مع التشديد على ضرورة حماية المرافق الطبية والعاملين فيها باعتبارها مناطق محايدة يُحظر استهدافها وفق القوانين الدولية.
وشهدت ولاية الجزيرة، وسط السودان، تصاعدًا في التوترات منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وعلى الرغم من تمركز الصراع الأساسي في الخرطوم ودارفور، إلا أن الهجمات توسعت تدريجيًا لتشمل مناطق جديدة، منها الجزيرة، التي كانت في السابق ملاذًا آمنًا نسبيًا للنازحين.
خلال الأشهر الأخيرة، أصبحت ولاية الجزيرة مسرحًا لاعتداءات متكررة استهدفت المدنيين، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة منهم، فضلًا عن تدهور الوضع الإنساني نتيجة انعدام الأمن ونقص الخدمات الأساسية.
الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع بالجزيرة شبكة أطباء السودان ود راوة