الاحتلال يحدد ثلاث قنوات للتعامل مع الحوثيين في اليمن.. لا ضمانات بنجاحها
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
مع تزايد تهديد جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن لدولة الاحتلال الإسرائيلي، تكثفت القراءات الإسرائيلية لما يحوزونه من قدرات وإمكانيات، وما هي دوافعهم لاستمرار مهاجمة الاحتلال في ظل دعم وإسناد غزة، وسبب فشل الردود الإسرائيلية عليهم، وعدم القدرة على كبح جماحهم.
يوسي منشاروف باحث في شؤون إيران وحزب الله والحوثيين بمعهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، زعم أن "التصعيد ضد الحوثيين يزيد من أهمية دائرة النار التي بنتها إيران حول إسرائيل في جهد تدريجي استمر لعقود، ونتيجة لهذه الاستراتيجية جلست الأخيرة على برميل متفجر انفجر في هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وتواصلت حلقاته فيما نراه اليوم من هجمات حوثية مستمرة منذ ما يزيد عن العام، مع العلم أنهم عرضوا على حماس في مايو 2021 الانضمام إليها في حرب سيف القدس".
وأضاف في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "المتابعة الإسرائيلية لتنامي قدرات الحوثيين بدأت مع ما حققوه من إنجازات في حربهم ضد السعودية بين 2015-2022، رغم الضربات الجوية المكثفة التي شنتها ضدهم، لكن المساعدات الضخمة التي قدمها لهم فيلق القدس الإيراني منذ 2009، جعلهم يصمدون أمام هذه الهجمات، بفضل موقعهم الجغرافي الاستراتيجي في البحر الأحمر، وجنوب السعودية، والنفوذ الهائل الذي يمكن أن يمنحوه لمحور المقاومة الذي تقوده إيران".
وزعم أن "قاسم سليماني قائد الفيلق السابق أطلق استراتيجية تلقى فيها الحوثيون تدريبات متنوعة في إيران، ومساعدات عسكرية شاملة، وإدراج حزب الله في الخطة الاستراتيجية لدعمهم، ومنذ 2011، يتواجد كبار قادته في اليمن للمساهمة بتجاربهم وخبراتهم لتوجيه الحوثيين، وبفضل المساعدات التي تقدمها إيران لهم، فهي تقترب من الحدود الإسرائيلية، وتهددها من جميع الجهات، وفيما أحضر سليماني وفودا من الحوثيين للمشاركة في القتال ضد الثوار السوريين، فقد شكلت حربهم ضد السعودية ساحة اختبار للصناعة العسكرية الإيرانية".
وأشار إلى أنه "رغم علاقات الحوثيين الوثيقة بإيران، ومساعداتهم الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية الضخمة لهم، فلا ينبغي النظر إليهم بأنهم ينفذون أوامرها، أو وكيلا لها، بل الأدق وصفهم بـ"شريك استراتيجي" لها، حيث يشعرون باستقلالهم وسيادتهم في اليمن، رغم أنهما يشتركان ببعض الأهداف والمصالح المشتركة الهامة في شكل القتال ضد الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، فضلاً عن رؤية إنشاء قوات تحالف إسلامية، ولذلك فقد أعلنوا في مايو 2024 أنهم سيشاركون بفعالية بجانب إيران في أي حرب إقليمية".
ونقل عن "تقارير للمعارضة السورية واليمنية سابقا أنه في سبتمبر الماضي وصل سوريا قرابة خمسين حوثيا متخصصين بإطلاق الصواريخ، نقلهم الحرس الثوري إلى جنوبها بغرض تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، وفي أغسطس زادوا تهديداتهم العلنية ضدها إسرائيل، وأجروا مناورات عسكرية تضمنت سيناريوهات التسلل عبر الأنفاق، والسيطرة على قواعد إسرائيلية، رغم أن ذلك يحتاج منهم التغلب على المسافة الجغرافية الشاسعة بينهما".
وأوضح أنه "بعد خسارة محور المقاومة لسوريا، يبدو أن الساحة الأنسب لهذه المهمة هي الأردن، مما زاد من التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي بدا جيشه يخصص أكبر قدر من الجهود للكشف المبكر عن سيناريو الهجوم البري من قبل الحوثيين والميليشيات العراقية، وعدم الاعتماد على وضع عوائق برية فقط، ومؤخرا بدأ الترويج لتحركات مهمة في هذا المجال، بما في ذلك تمركز قواته عند الحدود الأردنية، وإنشاء سياج الحدودي، مع توقع بتسارع هذه الخطوات في ظل الواقع الإقليمي الجديد".
ودعا الكاتب لأن "يعزز الاحتلال ثلاث قنوات رئيسية للعمل ضد الحوثيين، أولها توجيه الموارد لصالح تطوير سلة غنية من الأدوات ضدهم، حيث أهمل ساحة اليمن رغم أهميتها المتزايدة منذ 2015، والآن، من أجل سد الثغرات، وزيادة جاهزيته لشن حملة فعالة ضدهم، يتعين عليه تخصيص موارد تسعى لتعميق قدراته الاستخباراتية في اليمن، وإمكانياته التكنولوجية والسيبرانية والعسكرية المستخدمة لصالح حملة حربية ضدهم".
وأضاف أن "القناة الثانية هي صياغة استراتيجية أمريكية إسرائيلية شاملة ضد الحوثيين، والاستفادة الأمثل من عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض لوضعها، وترجمة القدرات الأمريكية والإسرائيلية إلى آلة حرب متطورة تهزم الحوثيين، بما فيها أنظمتهم العسكرية والاقتصادية والحكومية، وإحباط الجهود الإيرانية لتمكينهم".
وختم بالقول إن "القناة الثالثة هي تحديد نقاط ضعف الحوثيين، ومواصلة الهجمات القاتلة ضدهم، مع التركيز على قيادتهم العليا، ومنظومة الصواريخ، خاصة وأنهم يعتبرون اليوم العامل الأكثر نشاطا بين محور المقاومة، بعد أن تلقت حماس ضربات قاسية، وواجه حزب الله هجوماً غير مسبوق، والإطاحة بالأسد، وإعلان الميليشيات العراقية وقف هجماتها ضد إسرائيل، مما أظهر الحوثيين نجما صاعدا للمحور، ودفع الاحتلال لمهاجمتهم ثلاث مرات في اليمن للإضرار بقوتهم الاقتصادية البحرية، فيما يهاجم الأمريكان والبريطانيون أهدافهم العسكرية بشكل متقطع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحوثي اليمن الاحتلال غزة غزة اليمن الاحتلال الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
في كلمة لنعيم قاسم : «حزب الله» يحدد 23 فبراير موعداً لتشييع نصر الله وصفي الدين
بيروت - أعلن أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن تشييع سلفه حسن نصر الله ورئيس المجلس السياسي للحزب هاشم صفي الدين حدد يوم الأحد 23 فبراير (شباط) الجاي.
وقال قاسم في كلمة مساء الحد: «سيتم تشييع شهيدنا الأقدس السيد حسن نصر الله يوم الأحد في 23 شباط، وفي التشييع نفسه سيتم تشييع السيد هاشم صفي الدين بصفة أميناً عاماً للحزب».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قضى على الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، وذلك بعد يوم من قصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت مقر القيادة المركزي للحزب في 27 سبتمبر (أيلول) 2024.
«أحد العودة-2»
إلى ذلك، وتحت عنوان «أحد العودة-2»، استمر أهالي قرى حدودية في جنوب لبنان بالتوافد إلى قراهم حيث دخل أهالي قرية عيترون إلى بلدتهم بعدما دخل إليها الجيش اللبناني، في حين أطلق الاحتلال الإسرائيلي النار على المواطنين المتوجهين إلى عدد من البلدات.
وسجل الأحد دخول الأهالي إلى بلدة عيترون ووصلوا إلى مختلف الأحياء بعد دخول الجيش اللبناني إلى أجزاء منها السبت، رغم أن القوات الإسرائيلية لا تزال في أطرافها حيث باشرت جرافات الجيش فتح الطرقات في البلدة، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام».
في المقابل، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على يارون وأهلها المحتشدين للوصول إلى بلدتهم لمنعهم من العودة، وألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة صوتية على الأهالي من دون أن يؤدي ذلك إلى تراجعهم.
وكان أهالي بلدات القطاع الشرقي، لا سيما يارون وحولا وميس الجبل وكفركلا، توجّهوا منذ الصباح إلى الجنوب استعداداً للدخول إلى بلداتهم بعد انتشار الجيش اللبناني، وتجمعوا عند مداخل البلدات حيث افترش عدد منهم حقول الزيتون في انتظار انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأقام الجيش اللبناني حواجز عند مداخل البلدات منع فيها الأهالي من الدخول العشوائي حفاظاً على حياتهم لكون القوات الإسرائيلية تبعد عشرات الأمتار عن وجود الجيش اللبناني وعن الأهالي الذين ينتظرون على قارعة الطرقات للدخول إلى بلداتهم وقراهم.
وتركزت تجمعات المواطنين عند المدخل الغربي لميس الجبل وحولا، مطالبين بالدخول إليهما بمواكبة الجيش. كما توافد أهالي كفركلا إلى الممر الفاصل بينها وبين ديرميماس للمطالبة بتحريرها والدخول إليها رغم أن الجيش الإسرائيلي نفذ تفجيراً كبيراً في كفركلا استهدف أكثر من 10 منازل.
ووصلت المسيرات إلى مارون الراس في مواجهة القوات الإسرائيلية، وافترش الأهالي الأرض قرب الجيش اللبناني، ورفعوا الأعلام على الأشجار؛ ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار في الهواء. كما زارت وفود بلدة شمع المحررة مقام شمعون الصفا الذي دارت حوله مواجهات بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية التي سيطرت عليه خلال الحرب، وقُتل فيه أحد الباحثين الإسرائيليين قبل أن يقوموا بتدميره بشكل كامل.
وفي بلدة العديسة، تجمع عدد من الأهالي على مدخل البلدة حيث تعرضوا أيضاً لإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية بعدما كانت أحرقت عدداً من المنازل في العديسة ورب ثلاثين. وترافق ذلك مع تحليق للطيران المسيّر الإسرائيلي فوق النبطية، في حين قام الدفاع المدني اللبناني بمسح دقيق، حيث عُثر على أشلاء مقاتلين في «حزب الله» في الخيام، وعُثر على جثة أخرى في بلدة عيتا الشعب، بحسب «الوطنية».
كذلك، أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على الأهالي العائدين إلى بلدة يارون في محاولة لمنعهم من العودة إليها.
انتشرت وحدات عسكرية في بلدة عيترون – بنت جبيل في القطاع الأوسط ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)، وسط تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته بما فيها حرق المنازل في عدة بلدات منها عيترون - بنت جبيل ورب… pic.twitter.com/9OnZUQgiM2
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) February 1, 2025واعتقلت القوات الإسرائيلية صباحاً الصيادَين «م.ج» و«ع.ج» اللذين كانا يمارسان عملهما في صيد السمك في منطقة رأس الأبيض قبالة بلدة الناقورة الساحلية، فأسروا الأول وأطلقوا سراح الثاني.
تحذير إسرائيلي
في المقابل، جدد الجيش الإسرائيلي تحذيره للأهالي في عدد من البلدات من العودة، وكتب المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» قائلاً: «تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشراً في الميدان، ولذلك يمنع الانتقال جنوباً».
وتوجّه إلى أهالي عدد من البلدات في جنوب لبنان قائلاً: «من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوباً يعرض نفسه للخطر».
وأضاف: «تم تمديد فترة الاتفاق ولا تزال قوات جيش الدفاع منتشرة ميدانياً حيث تتم عملية الانتشار بشكل تدريجي، وفي بعض القطاعات تتأجل وتحتاج إلى مزيد من الوقت، وذلك لضمان عدم تمكين (حزب الله) من إعادة ترسيخ قوته ميدانياً».
تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده قيادة فوج التدخل الخامس في كفردونين – بنت جبيل ومركز بنت جبيل التابع للفوج، وقيادة فوج التدخل الثاني في الشواكير - صور والتقى الضباط والعسكريين، مثنيًا على جهودهم وتضحياتهم رغم الصعوبات، وإصرارهم على أداء الواجب والوقوف إلى جانب… pic.twitter.com/RoT7aGDwNy
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) February 1, 2025
وقال: «في الفترة القريبة سنبقي على هذا النهج، وسنقوم بإعلامكم حول الأماكن التي يمكن العودة إليها»، مضيفاً: «لا تسمحوا لـ(حزب الله) بالعودة واستغلالكم في محاولة للتستر على التداعيات المدمرة لقراراته غير المسؤولة على حساب أمن دولة لبنان».
«حزب الله»
وعلى وقع هذه التحركات التي تشهدها قرى الجنوب الحدودية، بدعوة من «حزب الله»، قال عضو كتلة الحزب «الوفاء للمقاومة»، النائب علي فياض، الأحد: «من المفترض أن تُقرأ حركة الأهالي في المنطقة الحدودية جيداً؛ للتذكير بأن (حزب الله) لا يزال الحزب الأوسع شعبية على الساحة اللبنانية، وأن بيئة الثنائي (حركة أمل - حزب الله)، هي الأكثر دينامية وحضوراً واستعداداً لمواكبة التحديات وتقديم التضحيات في مواجهة المخاطر، وأن هذه البيئة باتت أكثر تشبثاً بخياراتها ومقاومتها وقياداتها، بعد الحرب العدوانية التي شُنَّت عليها، ومن جراء ما تتعرض له من استهدافات ومؤامرات».
واتهم فياض معارضي الحزب بمحاولة إقصائه، قائلاً: «هذه القاعدة الشعبية العريضة سترفض وتتصدى، ولذلك نرى المسار الذي يسعى الخارج إلى تكريسه، ويلاقيه في ذلك مجموعات وقوى في الداخل اللبناني، تحت رزمة من الشعارات الحالمة والتقديرات غير الواقعية والخطيرة، لإضعاف (حزب الله) وإقصائه ومنع تأثيره المشروع على السلطة ومؤسساتها وفقاً للشراكة الوطنية، بما فيها الحكومة التي يجري تشكيلها، والدفع باتجاه تعيينات وتشكيلات في مفاصل الدولة تفتقد التوازن الذي يفرضه منطق الدولة، بخلفية الاقتصاص ومعاداة المقاومة ومحاباة الخارج».
Your browser does not support the video tag.