عربي21:
2025-04-08@22:43:14 GMT

سوريا ما بعد الثورة وسؤال الخطاب

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

شكل سقوط نظام الأسد خلال أيام قليلة على يد الثوار السوريين تحولا استراتيجيا في الإقليم، نظرا للأهمية الجيوسياسية لسوريا، ما يفتح الباب لارتدادات وتداعيات واسعة النطاق لا تقتصر على المنطقة إنما تتعداها لتصيب جميع الأطراف الفاعلة في الساحة السورية منذ بداية اندلاع الثورة، ما يجعل مراقبة سلوك الإدارة السياسية الجديدة محط اهتمام وترقب دولي.



وتحاول الإدارة السورية الجديدة عقب سقوط نظام الأسد تبني خطاب تطميني يرسل رسائل إيجابية لكل الأطراف الدولية، سعيا منها لتجنب الوقوع في أي أزمات خارجية ولتحييد أي خصوم محتملين وللتركيز على الأولويات والتحديات الداخلية أمام التركة الثقيلة التي تركها النظام البائد، ما يتطلب العمل على إعادة بناء الدولة من جديد والحيلولة دون تقسيمها أو تعرضها للفشل وعودة الفوضى لها، ولمحاولة إعادة سوريا لفلك المدار الدولي وإلغاء العقوبات التي وجهت لها سابقا إلا أن هذا الخطاب أثار مجموعة من التساؤلات والإشكالات خاصة فيما يتعلق بالموقف من العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية.

ما يستدعي التوقف عنده هو عدم إدراك هذا الخطاب طبيعة العدو الصهيوني؛ أنه كيان شهواني إذا رأى ضعفا تتزايد شهوته وأطماعه ليقتنص الفرصة، وهو الذي يشكل تهديدا لكل محيطه مهما كان هذا المحيط أليفا معه ليمنع مراكمة أي قوة قد تهدده مستقبلا؛ فكيف بسوريا ذات الإمكانات والعمق الاستراتيجي للأمة
إن هذه الرسائل الإيجابية المبالغ فيها أحيانا تفتح الباب للتشكك في هذا الخطاب من قبل المجتمع الدولي؛ نظرا للخلفية السلفية الجهادية لقيادة هيئة تحرير الشام التي تتصدر قيادة الحالة، حيث سينظر إليها في إطار المناورة السياسية والخداع أكثر من كونه نابعا عن قناعة راسخة، فهي ستحتاج تأكيدات بالممارسة العملية أكثر من مجرد التطمينات، إذ إن الكلمات لا تكفي وحدها لإرضاء المجتمع الدولي وتحييده عن التدخل أو العبث في سوريا، وحيث أن التحديات والتهديدات التي تقود لهذا النوع من الخطاب لا يمكن أن تصل لنهاية.

وفي ذات الوقت يثير هذا الخطاب مخاوف وقلق أصدقاء الثورة من الشعوب التي تعوّل على هذه الرقعة المحررة خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمة، وارتفع التوجس من التصريحات تجاه العدو الصهيوني الذي توغل في سوريا، وبتجنب الإعلان عن مواقف واضحة تجاه القضية الفلسطينية التي تتعرض لمحاولات تصفية وأمام يجري في غزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة، والخشية أن يتحول مثل هذا النوع من الخطاب لأصيل بدلا من خطاب مرحلي، وتدل على احتمالية تحقق ذلك كثير من التجارب حتى الإسلامية منها التي تحول لديها التكتيك لاستراتيجيا مع مرور الوقت، وتتزايد الخشية بقراءة تاريخ تحولات الحالة الناشئة بالتساؤل عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه وهل هنالك حدود للخطاب الذي يتم طرحه.

لا يمكن إهمال السياق والخلفيات الإسلامية لقادة الثورة، والتي شكل نجاحها في ظلال معركة طوفان الأقصى وكأحد تداعياتها؛ بارقة أمل لدى أبناء الأمة وأحرارها بما حققته هذه الرقعة المحررة بقوة السلاح لا بمنّة أحد، بل بإصرار وصبر أحرار الشعب السوري، فارتفعت سقوف التوقعات والأمنيات لتحمل سوريا الجديدة أعباء ثقيلة خاصة تجاه فلسطين وبيت المقدس
وما يستدعي التوقف عنده هو عدم إدراك هذا الخطاب طبيعة العدو الصهيوني؛ أنه كيان شهواني إذا رأى ضعفا تتزايد شهوته وأطماعه ليقتنص الفرصة، وهو الذي يشكل تهديدا لكل محيطه مهما كان هذا المحيط أليفا معه ليمنع مراكمة أي قوة قد تهدده مستقبلا؛ فكيف بسوريا ذات الإمكانات والعمق الاستراتيجي للأمة، وقد تجلت هذه الطبيعة حينما تصاعدت هجمات العدو وارتفعت شهوته ضد حزب الله حينما لم يَرد الحزب بشكل رادع على الضربات الكبيرة الأولى.

في النهاية فإنه لا يمكن إهمال السياق والخلفيات الإسلامية لقادة الثورة، والتي شكل نجاحها في ظلال معركة طوفان الأقصى وكأحد تداعياتها؛ بارقة أمل لدى أبناء الأمة وأحرارها بما حققته هذه الرقعة المحررة بقوة السلاح لا بمنّة أحد، بل بإصرار وصبر أحرار الشعب السوري، فارتفعت سقوف التوقعات والأمنيات لتحمل سوريا الجديدة أعباء ثقيلة خاصة تجاه فلسطين وبيت المقدس التي لا يعقل أن تنفك عنها بأي شكل من الأشكال؛ ليس لأن فلسطين قطعة من بلاد الشام فقط لكن لأنها الميزان الذي يُقاس به أي مشروع وتحدد على أساسها المواقف، وعلى طريقها تخلد المشاريع وأصحابها في سجلات الشرف والمجد، فما هي بالعبء الزائد مهما ثقلت تكاليفها ولا هي بالهدف الثانوي أمام أي هدف آخر مهما عظم.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة سوريا الفلسطينية سوريا احتلال فلسطين ثورة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدو الصهیونی هذا الخطاب

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يفجر منزلا في مخيم جنين

 

الثورة نت/

أقدمت قوات العدو الصهيوني ، اليوم الثلاثاء، على تفجير منزل في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة .

وأفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجار كبير في مخيم جنين، نتج عن تفجير أحد المنازل، وتصاعدت منه أعمدة الدخان.

ويأتي تفجير المنزل في وقت يواصل جيش العدو الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ78 على التوالي، والذي خلّف 36 شهيدا وعشرات الجرحى والمعتقلين، وتضمن عمليات تدمير وإحراق للمنازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

وتشير التقديرات إلى أن 600 منزل دمر في مخيم جنين، وأصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، فيما أجبر نحو 21 ألف لاجئ يقطنون المخيم على النزوح قسرا عن منازلهم، ومنعهم من العودة إليها.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يصعد من إجراءاته القمعية على حاجز بيت فوريك
  • جنين: إصابة شاب فلسطيني برصاص العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يفجر منزلا في مخيم جنين
  • ارتقاء 23 شهيداً جراء غارات العدو الصهيوني على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • وقفة قبلية في شرس تنديداً بجرائم العدوان الصهيوني والأمريكي
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • حرائر جحانة ينددن باستمرار الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • قوات العدو الصهيوني تطلق قنابل الصوت عند مستشفى جنين
  • 20 يوماً لاستئناف العدوان الصهيوني على قطاع غزة
  • جربنا ديمقراطية ال دقلو التي أصبح قمع الكيزان وظلمهم وفسادهم أمامها كعدل بن الخطاب