قال الدكتور بشير عبد الفتاح كاتب وباحث سياسي، إنّ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن يريد أن يبدو كما لو كان قائدا قويا صامدا حريصا على مباشرة مهام عمله حتى يومه الأخير في السلطة وهو 20 يناير الجاري.

وأضاف عبد الفتاح عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه يعلم أن الإرهاب هو الهاجس الأكبر للجبهة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يريد أن يسجل التاريخ له أنه عجز عن محاربة الإرهاب أو أنه وقعت في عهده أحداث إرهابية مدوية، ومن ثم أراد أن يبدو متماسكا قويا، فأعلن أن بلاده لن تكون ملاذا لتنظيم داعش الإرهابي.

وتابع: «التقارير تشير إلى أن حادث نيوز أورليانز نفذها ذئب منفرد، معنى ذلك أنه قد لا توجد خلية نائمة لتنظيم داعش أو وجود فرع للتنظيم داخل الولايات المتحدة، فقد نُسبت عمليات سابقة للتنظيم وكان يقال إنها ذئاب منفردة وليست خلايا أو تنظيمات».

وأوضح، أن القول بأن ذئبا منفردا وراء العملية يشير إلى أن التنظيم عاجز عن اختراق الأجواء أو البيئة أو الدوائر الأمنية الأمريكية، ومن ثم، فإنه يجند بعض الأفراد عبر منصات السوشيال ميديا وتكليفهم ببعض المهام، وهذا يشير إلى صلابة الجبهة الداخلية الأمريكية وقوة المنظومة الأمنية التي يعجز التنظيم عن اختراقها من خلال تشكيل خلايا وتموضع وتدريب وتهريب أسلحة لتنفيذ عمليات وأشياء من هذا القبيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة بايدن الرئيس الأمريكي المزيد

إقرأ أيضاً:

بعد الهجوم على نيو أورليانز..إدارة ترامب أمام تحدي "خطر الإرهاب العادي"

بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب المدمرة التي أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة الفلسطيني بعد الهجوم، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي إف.بي.آي، كريستوفر راي، إنه يخشى أن يدفع العنف في الشرق الأوسط، مسلحين، أو تنظيمات لشن هجمات انتقامية داخل الولايات المتحدة.

وبعد شهور، وبعد هجوم جماعة موالية لداعش الإرهابي على مسرح روسي أسفر عن أكثر من 140 قتيلاً، جدد راي تحذيره  من تزايد احتمال تعرض الولايات المتحدة لهجوم منسق مماثل.
وعقب شهور من التحذيرات نفذ جندي سابق في الجيش الأمريكي يعتنق أفكار داعش دهساً بشاحنة خفيفة لحشود من المحتفلين ببداية العام الجديد في مدينة نيو أورليانز الأمريكية.

ولم يكن منفذ الهجوم الدامي الذي أسفر عن 14 قتيلاً على الأقل مرتبطاً بأي تنظيم إرهابي دولي، ولم ينسق هجومه مع أي أطراف خارجية. لكنه كان تجسيداً لمصدر قلق ممتد في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ولم يتلاش قط، وهو التهديد الذي يشكله المتطرفون المحليون الذين يتحولون إلى متطرفين قبل ارتكاب أعمال عنف جماعية باسم جماعات أجنبية لا يرتبطون بها بشكل فعلي.

ويقول كريستوفر كوستا ضابط المخابرات السابق وكبير مديري  إدارة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن في الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لم يسبق أن رأيت تهديداً مثيراً للقلق إلى هذا الحد، ليس فقط من منظور مكافحة الإرهاب وإنما أيضاً من التهديدات التي ترعاها دول".

حقيقة المظالم 

وأضاف  كوستا، أن "حقيبة المظالم" التي ربما دفعت المواطن الأمريكي شمس الدين جبار لهذا العمل، مثل طلاقه عدة مرات، ومعاناته من الضغوط المالية، كانت متفقة تماماً مع سمات غيره من الذين نفذوا هجمات مماثلة. كما تزامن هجوم نيو أورليانز  مع الاضطراب العالمي الذي يعطي حافزاً إضافياً للمضطربين لاستلهام أعمال العنف من هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والحرب الإسرائيلية على غزة، والإطاحة الدرامية بالرئيس السوري بشار الأسد في الشهر الماضي. 

وقال كوستا: "المرء يختار المظلمة، ثم يجد الأيديولوجيا التي يتصرف بها بناء عليها.. الآن يشمل ذلك هجوم 7 أكتوبر ويشمل تنظيم داعش، والسبب وراء أهمية تنظيم داعش في الوقت الحالي أنه يستعيد نشاطه نتيجة لما يمكن أن يعتبره التنظيم انتصاراً في سوريا".
ويعتبر هجوم نيو أورليانز أعنف هجوم مستوحى من تنظيم داعش، تشهده الولايات المتحدة منذ المذبحة التي تعرض لها ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا في 2016، التي أسفرت عن 49 قتيلاً. ونفذ تلك المذبحة شاب أعلن ولاءه لزعيم داعش الإرهابي في ذلك الوقت أبو بكر البغدادي، في الوقت الذي كان فيه مكتب التحقيقات الاتحادي يسابق الزمن لكبح المؤامرات التي تنفذها "الذئاب المنفردة" التي اجتذبتها دعاية تنظيم داعش أو حتى السفر إلى ما يسمى بدولة "الخلافة"في سوريا والعراق.   

هجوم نيوأورليانز..علامة جديدة على محاولة داعش العودة إلى الواجهة - موقع 24أظهر جندي أمريكي سابق رفع راية داعش، على شاحنة صدم بها محتفلين برأس السنة الجديدة في نيو أورليانز الأمريكية، أن الجماعة المتطرفة لا تزال قادرة على نقل أفكار العنف رغم تكبدها لخسائر لسنوات أمام التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

وهذا الخطر لم يتراجع أبداً، كما يتضح من اعتقال مكتب التحقيقات الاتحادي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لأفغاني في أوكلاهوما بتهمة التخطيط لهجوم مسلح يوم انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني). 

ولكن التهديدات الأكبر والأشد تنسيقاً المرتبطة بجهات خارجية جذبت الانتباه العام بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، مثل مؤامرات الاغتيال الإيرانية التي تستهدف مسؤولين أمريكيين بينهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب. أضف إلى هذا المزيج، الاضطرابات في الشرق الأوسط، التي دفعت إلى تنظيم مظاهرات كبيرة في الولايات المتحدة، وانهيار الحكومة الأفغانية في 2021  الذي أدى إلى  عودة حركة طالبان لحكم أفغانستان، والمخاوف من المرتبطين بتنظيم داعش الذين يمكن أن يدخلوا إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.

دوامة مخاوف

هذه الدوامة من المخاوف دفعت راي إلى القول في تصريح لوكالة أسوشيتد برس في أغسطس (آب): "يصعب علي أن يتذكر أي مرحلة في حياتي المهنية تجمعت فيها أنواع التهديدات المختلفة في وقت واحد كما هو الحال الآن".
فهجوم نيو أورليانز المميت الذي كان دون توجيه ولا دعم مباشر من الخارج، يؤكد  طبيعة التهديد الإرهابي المتقلبة والتي يصعب التنبؤ بها، بالإضافة إلى صعوبة وقف عنف مثل هؤلاء.
ويقول نيوكلاس راسموسين منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن الخطر الإرهابي الذي يمثله عاديون في الولايات المتحدة "تحد صعب للغاية لقوات إنفاذ القانون، وهو أصعب بكثير من التعامل مع شخص ربما كانت له اتصالات نشطة مع جهات فاعلة في الخارج، على سبيل المثال، أو لديه ملف مميز على الإنترنت يظهر انخراطه أو متابعته لأنشطة متطرفة في الفضاء الإلكتروني".
وأضاف "إذا لم يكن لديك مثل هذه المؤشرات، فإنك تعتمد على ما تسمى بظاهرة المتفرج" حيث تنتظر المصادفة لاكتشاف مثل هذا الإرهابي قبل أن ينفذ هجومه.
ففي حالة شمس الدين جبار منفذ الهجوم  في نيو أورليانز الذي لقي حتفه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة   لم يكن يوجد ما يشير إلى  وجوده على رادار أجهزة إنفاذ القانون قبل الهجوم. ومع ذلك، قال مكتب التحقيقات الاتحادي في بيان يوم الجمعة الماضي، إن محققي المكتب اكتشفوا دلائل مهمة على التخطيط للهجوم، بما في ذلك مواد يشتبه في أنها تستخدم في صنع القنابل في المسكن الذي استأجره لفترة قصيرة في نيو أورليانز، ومنزله في هيوستن.
ويأتي ذلك في حين ستنتقل مهمة مواجهة خطر الإرهاب في الولايات المتحدة بعد أقل من أسبوعين إلى الرئيس المنتخب ترامب والقيادة الجديدة المنتظرة لمكتب التحقيقات الاتحادي الذي رشح ترامب لرئاسته كاش باتيل. ويشكك باتيل منذ وقت طويل في استخدام مكتب التحقيقات لصلاحياته  في الأمن القومي وتحدث عن فصل "أنشطة الاستخبارات" في المكتب عن بقية أنشطته في مكافحة الجريمة.  ومن غير الواضح كيف سيؤثر هجوم نيو أورليانز على أي خطط لباتيل إذا عين في المنصب الجديد.

فوضى سوريا 

ومما لا شك فيه  أن الفوضى في سوريا، وما يمكن أن تتيحه لتنظيم داعش من فرصة لإعادة تشكيل نفسه وجذب مؤيدين له في الغرب، أصبحت  تهديداً رئيسياً للأمن القومي الأمريكي.
لقد قوبلت الإطاحة بالأسد ووصول هيئة تحرير الشام المتشددة إلى السلطة الرئيسية في سوريا بقدر من الارتياح ولكن أيضاً بالقلق. وبصرف النظر عن انتماء هيئة تحرير الشام السابق إلى تنظيم القاعدة، فإن انهيار جيش الأسد أثار مخاوف من فراغ السلطة الذي يعتقد كثيرون أن تنظيم داعش سيسعى إلى استغلاله.
كما فتح رحيل الأسد نافذة أمام تركيا لتوسيع عملياتها ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين في شمال سوريا. وتعتبر قوات سوريا الديمقراطية قسد الكردية حليفاً أساسياً للولايات المتحدة في محاربة داعش، وتدير مراكز اعتقال تضم آلاف المقاتلين الأجانب المعتقلين.
ويشعر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بالقلق من احتمال أن يؤدي  تصاعد الهجمات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية إلى تنامي خطر داعش مجددا.
من ناحيتها تقول ناتانا ديلونغ باس أستاذ علم الأديان والدراسات الإسلامية في كلية بوسطن، إن أياً من هذه الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط لم يجعل الهجوم الذي نفذه أمريكي على الأرض الأمريكية في الساعات الأولى من العام الجديد مستلهماً أفكاره من تنظيم داعش أمراً متوقعاً، خاصة أن مثل هذا العنف في الولايات المتحدة يعتبر أمراً نادراً للغاية مقارنة مع الشرق الأوسط أو أوروبا.
وأضافت أنه رغم ذلك يمكن "لأي أحمق" استئجار سيارة ودهس الناس بها "فالوسائل التي استخدمها كانت بسيطة ومباشرة للغاية ويمكن لأي واحد الحصول عليها.

مقالات مشابهة

  • بعد الهجوم على نيو أورليانز..إدارة ترامب أمام تحدي "خطر الإرهاب العادي"
  • الأمن الوطني يطيح بـ 4 إرهابيين بينهم مختصون بتصنيع أسلحة داعش
  • إف بي آي يحذر من عمليات مماثلة لهجوم نيو أورليانز
  • رداً على هجوم التنظيم..غارة أمريكية على داعش في الصومال
  • بشير عبد الفتاح: الإرهاب الهاجس الأكبر للجبهة الداخلية الأمريكية
  • خبير: داعش خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورًا جديدًا في الإرهاب
  • سنجر: داعش خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورا جديدا في الإرهاب
  • سنجر: "داعش" خطر يهدد السياسة الأمريكية ويمثل تطورًا جديدًا في الإرهاب
  • داعش يعود.. نشاط عبر الإنترنت وهجمات جديدة تهدد العالم