بوابة الفجر:
2025-03-07@02:08:21 GMT

«لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن»

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

«لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن».. مثل عربي شهير، يُجسد حال مَن يخسر كل شيء، ويبدو وكأنه وُجد ليعبر عن الوضع العربي الراهن الذي فقد سوريا، ويقترب من خسارة اليمن السعيد.

بلح الشام

بلح الشام، رمز سوريا الحبيبة، أرض الخير والبركة، وأرض المحشر والمنشر، التي تظلها أجنحة الملائكة، أصبحت اليوم في مهب الريح.

تقسيم سوريا بات واقعًا مريرًا، شمالها تحت أطماع تركيا التي تراها ولاية عثمانية ضمن مخططات تاريخية لا تخفى على أحد، وجنوبها تحت هيمنة إسرائيلية بدعم أمريكي، حيث النفط والبعد الاستراتيجي عاملان رئيسيان في تحريك الأطماع.

سوريا، مهد الحضارة ومنارة الفكر العربي، تُعاني أزمة وجودية بعد عقد من الحرب.

الملايين هُجِّروا، ومدنها العريقة دُمِّرت، واقتصادها بات في حالة انهيار.

ومع رحيل النظام السابق، يلوح في الأفق مستقبل غامض تحت إدارة متهمة بتبني أفكار متطرفة، ما يثير القلق حول قدرة سوريا على النهوض كدولة مدنية موحدة.

موقع سوريا الجغرافي يجعلها محورًا استراتيجيًا للاستقرار أو الاضطراب في المنطقة، وتدخلات القوى الإقليمية والدولية جعلتها مسرحًا لتنافس مصالح متشابكة، ما يُنذر بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على حساب وحدتها.

عنب اليمن

أما عنب اليمن، فهو رمز اليمن الذي انهكته الصراعات الداخلية والخارجية، فالحوثيون، بدعم إيراني، تمكنوا من السيطرة على مناطق حيوية، وجعلوا اليمن منصة لنفوذ فارسي.

وفي المقابل، تتزايد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على ممر باب المندب، أهم الطرق الموصلة إلى قناة السويس، والمدخل الجنوبي المهم لها، ومن خلاله يمكن السيطرة عليها وقتلها بالبطيء.

اليمن، مهد الحضارة العربية، يرزح تحت وطأة الفقر والجوع، وسط انقسامات داخلية وصراعات إقليمية، وهذا الوضع المأساوي يحول اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات، ما يهدد وحدة أراضيه ويزيد من معاناة شعبه.

ضياع سوريا واليمن ليس مجرد فقدان لدولتين عربيتين، بل هو خسارة ثقافية واستراتيجية للعالم العربي بأسره، فسوريا، برصيدها الحضاري، واليمن، بموقعه الجغرافي الحيوي، يشكلان ركيزتين أساسيتين للأمن القومي العربي.

واستمرارهما كليهما في دائرة الفوضى سيؤدي إلى موجات متزايدة من اللجوء، انتشار الجماعات المتطرفة، وزيادة التدخلات الخارجية.

لكن الأمل ما زال قائمًا.، فاستعادة سوريا واليمن للحاضنة العربية ليس مجرد ضرورة إنسانية، بل مسؤولية جماعية للحفاظ على الكرامة والهوية العربية، والدول العربية بحاجة إلى رؤية موحدة، تعزز العمل المشترك بعيدًا عن الخلافات الضيقة.

إن نجاح العرب في إعادة بناء سوريا واليمن سيشكل نقطة تحول، ليس فقط لهاتين الدولتين، بل للمنطقة بأسرها. 

وسيصبح ذلك رمزًا لوحدة الصف العربي وقدرته على مواجهة الأطماع الإقليمية والدولية، وكما نهضت أمم أخرى من تحت الركام، فإن سوريا واليمن يمكن أن تعودا مركزين للإشعاع الحضاري والثقافي في المنطقة.

وعلى الدول العربية أن تدرك أن التحديات الراهنة تُحتم تجاوز الانقسامات والعمل على بناء مستقبل مشترك، وإعادة الإعمار والاستقرار ليست مسؤولية دولة واحدة، بل هي مشروع عربي شامل يعكس طموح أمة تستحق حياة أفضل.

الأمل في غد مشرق يبدأ بالعمل اليوم.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشام اليمن سوريا تركيا مخططات تاريخية هيمنة إسرائيلية اسرائيل النفط الحوثيون فارسي باب المندب قناة السويس التجارة العالمية سوریا والیمن

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان العربي يشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة

أشاد رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي بمخرجات القمة العربية الطارئة التي استضافتها جمهورية مصر العربية، مؤكدًا دعم البرلمان العربي الكامل لها والتي أكدت على ثوابت الموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية تحت أي مسمى وأي مبرر، واعتبار ذلك جريمة تطهير عرقي وجريمة ضد الإنسانية.

وقال اليماحي في بيان صحفي، اليوم الأربعاء 5 مارس 2025، إن القمة أكدت مجددا أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وأكد، دعم البرلمان العربي التام للخطة التي قدمتها جمهورية مصر العربية إلى القمة والتي تم اعتمادها بالإجماع بشأن إعادة إعمار قطاع غزة ، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية دون تهجير، مطالبا المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى سرعة تقديم كل أوجه الدعم اللازمة لهذه الخطة، والإسهام الإيجابي والفاعل في تنفيذها على أرض الواقع.

ودعا اليماحي، كافة دول العالم إلى الاستجابة السريعة لقرار القمة بشأن عقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة وإنشاء صندوق ائتماني لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، مثمنا الجهود الحثيثة والمخلصة التي يبذلها قادة الدول العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة في هذه المرحلة والتحديات الخطيرة، مشددًا أن القمة وجّهت رسالة حاسمة للعالم أجمع بأن وحدة الصف العربي ووحدة الموقف العربي تظل هي حائط الصد الأول أمام أية مخططات أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تصاعد الدعوات لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية الكروية هيئة الأسرى: معتقلو "عتصيون" يعيشون أوضاعا سيئة الجيش الإسرائيلي يفجر شقتي عائلتين فلسطينيتين بالخليل الأكثر قراءة امساكية رمضان 2025 غزة وموعد السحور والإفطار تحقيق يكشف تعرّض أطباء من غزة للتعذيب والضرب والإهانة بسجون الاحتلال الجيش الإسرائيلي يوضّح سبب أصوات الانفجارات التي سمعت في غزة بأي حال تأتي يا رمضان؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بوادر حرب أهلية في سوريا.. استبعاد الأكراد من "الحوار الوطني" تضع سوريا عند مفترق طرق
  • رئيس البرلمان العربي يشيد بمخرجات القمة العربية
  • رئيس البرلمان العربي يشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة
  • الشرع: سوريا جزء من الحضن العربي وخاصة مصر
  • إسرائيل تسعى لإعادة روسيا إلى سوريا
  • الحريري: التلاقي العربي - التركي يحفظ وحدة سوريا من خطر إسرائيل وإيران
  • الشرع: عودة سوريا إلى البيت العربي لحظة تاريخية
  • الرئيس الشرع: كانت سوريا ومازالت جزءاً من هذا البيت العربي الكبير وعودتها إلى جامعة الدول العربية لحظة تاريخية تعكس الرغبة بتعزيز التضامن العربي
  • العليمي يلتقي الرئيس الشرع ويجدد دعم اليمن لوحدة وسيادة سوريا
  • دروز سوريا بين إسرائيل و"هيئة تحرير الشام"